هانوفر (بالألمانية: Hannover) هي عاصمة ولاية ساكسونيا السفلى إحدى ولايات ألمانيا و إحدى أكبر مدن البلاد. يبلغ عدد سكانها 520,000 نسمة (2005). تقع في شمال ألمانيا على نهر لاينه. تعد مركزا اقتصاديا هاما، كما أن بها مبنى برلمان الولاية و جامعة و معاهد عليا للطب، الطب البيطري، الموسيقى و المسرح. اشتهرت عالميا من خلال المعارض الكبيرة المنظمة فيها، لدرجة أن أصبحت تعرف داخل ألمانيا "بمدينة المعارض". أشهر المعارض المقامة بها : معرض سيبيت (CEBIT) الذي يقام سنويا و يعد أكبر معرض في مجال الحاسوب و الاتصالات بالعالم و معرض هانوفر الصناعي (Hannover Messe Industrie). تكثر المساحات الخضراء بالمدينة. بها مطار دولي و ميناء نهري و محطة قطارات رئيسية.
يبدو تأثير الموقع الجغرافي للمدينة كموقع مركزي على طابع تاريخ مدينة هانوفر واضحا منذ الوهلة الأولى. ويعود تاريخ تأسيس مدينة هانوفر إلى بداية القرون الوسطى، حيث كانت في الأول عبارة عن قرية صغيرة على موقع مرتفع مما جعلها بعيدة عن خطورة فيضانات نهر اللاين لهذا سميت أيضا بهونوفير على ضفة النهر العليا، وفى هذه النقطة بالذات تتواجد أحد أهم المعابر النهرية بالمنطقة حيث تلتقي أحد أهم الطرق القديمة التي تربط المنطقة بالعالم الخارجي.
عرفت المدينة في أواخر القرون الوسطى تطورا ملحوظا حيث تحولت من قرية صغيرة إلى منطقة تجارية صغيرة أهّلها لتحصل على حقوق المدينة، حيث بيعت إلى الأسرة الأرستقراطية الفيلفية. قام الدوق "اوطو الصغير" سنة 1241 بإصدار حق امتياز المدينة الذي يعتبر أقدم مصدر ورد فيه اسم مدينة هانوفر التي كانت تعتبر آنذاك مركزا حيا بفضل وعي التجار و الحرفيين الذين أضفو على المدينة طابعا خاصا.
تم خلال القرن 14 تحصين المدينة ببناء جدار أحيط بها وضم ثلاثة أبواب كانت هي التي تربط المدينة بالعالم الخارجي و الأبواب الثلاثة هي: باب اللاين، باب ايجيديا (إله يوناني) و الباب الحجري. ويعود تاريخ الكنائس الثلاثة المعروفة و الموجودة بالمدينة كنيسة ايجيديا، كنيسة ماركت وكنيسة الصليب إلى هذه الفترة أيضا ولو أن كنيسة ايجيديا و كنيسة ماركت (السوق) شيدتا على أسس مباني قديمة . أما بناية القصر البلدي المجاورة لكنيسة ماركت فشيدت بعد ذلك بمائة سنة وهى تسمى الآن بالقصر البلدي القديم الذي كان مركزا سياسيا مهما للمدينة.
تزايد تأثير الأسرة الفيلفية بشكل كبير على المدينة التي أصبحت خلال القرن 17 مركزا لإقامتها، كما تولى جورج الأول لودفيك منصب الأمير ليصبح سنة 1714 ملكا لانجلترا حيث تستمد الأسرة الملكية البريطانية ويندسورس عروقها منه أيضا.
عرفت هانوفر نموا كبيرا خلال القرن 19 حيث تم تشييد مركز جديد وسط المدينة في المنطقة الممتدة بين محطة القطار الرئيسية و المدينة القديمة و هو المركز المعروف باسم مدينة ايرنست اوجوست التي تعتبر نقطة تجمع للمحلات التجارية، وشركات الأعمال و الخدمات. هذا وتجدر الإشارة إلى أن مدينة هانوفر عرفت خلال القرن 19 وبالذات مع بداية مرحلة الرايخ في ألمانيا نموا صناعيا قويا جدا. كان لعملية بناء القناة الوسطى ثم شبكة الطرق السريعة فيما بعد دورا كبيرا في ربط مدينة هانوفر بالشبكة الرئيسية للمواصلات العصرية بألمانيا.
أعادت الحرب العالمية الثانية المنطقة بكل ما عرفته من تطور إلى الوراء بشكل يصعب و صفه، ذلك أن أكثر من ثلثي المباني قد دُمّر أو احترق وأصبح عدد لا يحصى من السكان بدون مأوى، بالإضافة إلى الأعداد الهائلة من اللاجئين الذين نزحوا إلى المدينة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مدينة هانوفر عاشت بالفعل فترات عصيبة خلال هذه الفترة، إلا أنه بمجرد ما تم التخلص من 6.3 مليون متر مكعب من آثار الدمار و مخلفات الحرب انطلقت عملية إعادة البناء، مما أدى إلى استعادة المدينة لعافيتها بشكل سريع لم يكن متوقعا.
شُيدت مدينة هانوفر العصرية على أنقاض المباني التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، وهاهي اليوم تعد من بين المدن الكبرى وسط منطقة مخضرّة، هذا زيادة على أنها عاصمة للولاية بكل ما تتوفر عليه من مؤسسات ثقافية مهمة وفرص ممتازة للتسوق وأحداث وطنية مهمة. دمرت 85% من مجمل أبنية هانوفر. لذا تكثر الأبنية الحديثة و تكاد تخلو المدينة من البنايات التاريخية. من أشهر معالم المدينة: