الرئيسيةبحث

مملكة إسرائيل الموحدة

مملكة إسرائيل تحت حكم شاول.
مملكة إسرائيل تحت حكم شاول.

مملكة إسرائيل الموحدة هو اسم أطلقه المؤرخون وباحثو التناخ/العهد القديم على مملكة شاول، داود وسليمان التي توصف في سفري صموئيل الأول والثاني كاتحاد لأسباط بني إسرائيل. ويفرق المؤرخون بين مملكة إسرائيل الموحدة ومملكة إسرائيل الشمالية، أو مملكة إفرايم، التي انفصلت عنها في فترة لاحقة. ومن تحليل نصوص السفرين، يقدر معظم المؤرخين فترة وجود مملكة إسرائيل الموحدة بأكثر من 100 عام، أي منذ سنة 1050 قبل الميلاد وحتى سنة 930 قبل الميلاد تقريبا.

كانت المملكة حسب النصوص تمثل الجزء الجنوبي الغربي لبلاد الشام، أي منطقة فلسطين، ولكن لا تشمل الفينيقية والأراضي الساحلية الجنوبية التي خضعت لسلطة الفلستينيين وباقي شعوب البحر.

اسم "مملكة إسرائيل الموحدة" لا يدل على دولة إسرائيل الموجودة حاليا في الشرق الأوسط، غير أن اليهود العصريين ينسبون أنفسهم إلى أبناء مملكة يهوذا الجنوبية التي انفصلت عن مملكة إسرائيل الموحدة، ويرى معظمهم أحداث هذه المملكة التاريخية جزءا من التاريخ الأزلي للشعب اليهودي ودولة إسرائيل، كما يتم تدريس ذلك في مناهجهم الدراسية.

حسب المكتوب في سفري صموئيل كان أول ملوك المملكة الموحدة شاول الملك، وانقسمت إلى مملكتي إفرايم ويهوذا بعد وفاة آخر ملوكها سليمان. كان أبرز ملوكها شاول وداود (أي النبي داود في الإسلام) وسليمان (سليمان الحكيم)، ولكن الكتاب المقدس يذكر كذلك ملوك آخرين سيطروا عليها لفترات قصيرة. ويبدو من السفرين أن المملكة تعرضت لإمكنية الانقسام حتى في أيام شاول إذ تحدى داود شاول حين ما زال شاول ملكا.

فهرس

وصف المملكة في الكتاب المقدس

يبدأ سرد أحداث مملكة إسرائيل في سفر صموئيل الأول (الإصحاح الثامن)، بطلب قدمه شيوخ بني إسرائيل لنبي صموئيل ليعين ملكا عليهم:

"فاجتمع كل شيوخ إسرائيل وجاؤوا إلى صموئيل إلى الرامة وقالوا له هوذا انت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك فالان اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب. فساء الامر في عيني صموئيل اذ قالوا اعطنا ملكا يقضي لنا و صلى صموئيل إلى الرب. فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم" (سفر صموئل الأول، 8، 4-7.

حسب الكتاب المقدس كان تأسيس المملكة أمر سيء بنظر الزعيم الديني صموئيل، ولكنه قبل بطلب الشيوخ وعين شاول من سبط بنيامين ملكا على جميع الأسباط.

لم يتمكن شاول من توريث المملكة لابنه يوناثان إذ مات كلاهما في حرب مع الفلستينيين، فانتقل الحكم إلى داود من سبط يهوذا الذي تمرد بشاول (سفر صموئيل الثاني، الإصحاح الأول).

دلائل أثرية وتاريخية

لا توجد دلائل تاريخية أو أثرية مباشرة لوجود مملكة إسرائيل الموحدة، ولكن هناك دلائل مقنعة لوجود مملكة إسرائيل في منطقة المرتفعات الشمالية من فلسطين التاريخية، ومملكة يهوذا في المرتفعاتها الجنوبية، وتفيد الوثائق الأثرية إلى نشوء مملكة يهوذا بعد زوال مملكة إسرائيل، ويعتبر أقدم ذكر لاسم إسرائيل في أحد النصوص الفرعونية من القرن الثالث عشر قبل الميلاد، دون تحديد هل هو اسم منطقة أو اسم لمجموعة بشرية (عكس بقية الاسماء الواردة في النص)، وقد كتب هذا النص لتعظيم انتصارات مرنپتاح من الأسرة الفرعونية الـ 19 على مجموعة من المدن والشعوب وقضاؤه على إسرائيل. كذلك تم في 1868 العثور على حجر ميشع وهو نصب يخلد انتصارات ميشع ملك مؤاب، في ذيبان في الكرك، ويعود للقرن التاسع قبل الميلاد، فيه كتابة باللغة المؤابية تذكر عُمري، أحد ملوك مملكة اسرئيل الشمالية (بعد الانفصال المذكور في الكتاب المقدس).

طبيعة المعثورات الأثرية أدت بعض المؤرخين والأثريين إلى فكرة أن توحيد مملكتي إسرائيل ويهوذا لا يعدو كونه إختراع لكتبة التناخ بدوافع أيديلوجية، وأن وصف المملكة الموحدة في الكتاب المقدس مبالغ فيه لصالح القصص الديني. حسب هذه النظرية، أراد أدباء مملكة يهوذا، التي بقيت بعد خراب مملكة إسرائيل الشمالية، الافتخار بالملوك من الأصل الجنوبي (اليهوذي) فاوصفوهم كقادة ضموا لنفوذهم مملكة إسرائيل.

مواضيع ذات صلة

مراجع خارجية