فهرس
|
جرت معركة حلب في سوريا في الأشهر بين يوليو وأكتوبر من عام 637 ميلادي بين الروم البيزنطيين ، مع حلفائهم الغساسنة، وجيوش الخلافة الراشدة الإسلامية. وكان القائد العام للجيوش الإسلامية أبو عبيدة بن الجراح، وفي معركة حلب قاد عياض بن غنم القوات الإسلامية في الميدان، وكان خالد بن الوليد على الخيل على الأرجح.
بعد معركة اليرموك توجه المسلمون في عمق سوريا شمالاً، وبعد غزو مدن كبيرة وصغيرة إجتمع جيشا أبوعبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد مجددا في قنسرين ليتابعا بعد فتحها زحفهما إلى حلب، حيث كانت هناك حامية رومية قوية بقيادة "يواخيم". وكانت حلب مؤلفة من مدينة كبيرة محاطة بالأسوار وحصناً صغيراً منيعاً خارج المدينة يقع على تل منعزل.
وقد اتبع يواخيم نفس الأسلوب الذي اتبعه "ميناس" قائد الحامية الرومانية في موقعة الحاضر بالقرب من قنسرين في يونيو من العام نفسه، حيث عمل يواخيم على لقاء المسلمين خارج المدينة في معركة مفتوحة وإشتبك مع "سرية الخيالة سريعة التحرك"، البالغ حجمها 17 ألف فارس،على مسافة ستة أميال جنوبي المدينة، ووقعت معركة دموية في ذلك المكان إنكسر فيها الروم، وتراجع يواخيم، الذي أصبح الآن أكثر حكمة، وقفل راجعاً بسرعة لحماية الحصن. وزحف المسلمون بعد ذلك ليفرضوا الحصار على الحصن. وبلغت خسائر الروم من ألف إلى ألفي قتيل، بينما كانت خسائر المسلمين ضئيلة جداً.
وكان يواخيم قائداً صلباً، وقام بعدة محاولات لكسر الحصار، ولكنه فشل في كل مرة متحملاً خسائر جسيمة. بعد عدة أيام من تلك الحالة قرر الروم البقاء في الحصن لإنتظار المساعدات التي يمكن للقيصر هرقل أن يرسلها لهم، ولكن هرقل لم يرسل شيئاً.
وفي شهر أكتوبر من عام 637 ميلادي استسلمت الحامية الرومية البيزنطية، حيث سُمح لها بالرحيل بسلام، ولكن القائد البيزنطي "يواخيم" لم يرغب بالمغادرة، بل أعلن إسلامه وإختار أن يخدم تحت راية الإسلام. وبالفعل فقد أثبت ولاءه في الأسابيع اللاحقة بشكل مميز وقاتل تحت رايات العديد من القادة المسلمين.
وبعدها أرسل أبوعبيدة بن الجراح سريةً بقيادة مالك بن الأشتر لفتح بلدة إعزاز الواقعة على طريق روما. وكان المسلمون يطلقون على المناطق الواقعة جنوب تركيا إلى الشرق من جبال طوروس اسم أرض روما "أو بلاد الروم". وقد فتح مالك بمساعدة "يواخيم" القائد الرومي الذي إعتنق الإسلام بلدة إعزاز " أو حصن إعزاز" وعقد معاهدة مع سكانها المحليين ليعود بعدها إلى حلب.
وكان فتح إعزاز وتوقيع المعاهدة مع السكان أمران جوهريان لضمان عدم بقاء قوات رومية كبيرة بالقرب من حلب يمكن أن تهدد المسلمين من الخلف أو الجانب عندما ينتقل المسلمون إلى تنفيذ عملية واسعة جديدة.
بعد وصول مالك بن الأشتر وإنضمامه إلى الجيش المسلم بدأ أبو عبيدة بالتوجه لفتح أنطاكيا.