مالك بن الحارث النخعي المشهور بالأشتر (37 ه ) (657 م). كوفي من مقاتلي العرب الأشداء.
شارك في معركة اليرموك ضد الروم، وكان من أبطالها، وفيها شترت عينه بالسيف أي جفنها السفلي ولذلك عرف بالاشتر.
وقد أرسله أبو عبيدة بن الجراح، قائد جيش الخلافة في بلاد الشام، بعد معركة حلب في أكتوبر من عام 637 ميلادي إلى إعزاز ليفتحها. وحلب وإعزاز بلدتان هامتان تقعان في شمال سوريا كان فيهما حاميات رومية.
ثم صار الأشتر من الثائرين الذين قتلوا الخليفة عثمان بن عفان، و كان ممن سعى في الفتنة، و ألب على عثمان، و شهد حصره.
وبعد مقتل عثمان دعا إلى الامام علي وكان من أصحاب علي بن أبي طالب والمقربين منه. وفي معركة الجمل المشهورة تصارع مع عبد الله بن الزبير بن العوام وكان أيضا من الأبطال، وابن الزبير يومئذ مع خالته عائشة أم المؤمنين. فلما تماسكا صار كل واحد منهما إذا قوي على صاحبه جعله تحته وركب صدره. وفعلا ذلك مرارا وابن الزبير ينشد :
اقتلاني ومالكا*****واقتلا مالكا معي
يريد الأشتر النخعي. و لولا قال الأشتر لقتلا جميعا، لأن اسم مالك لم يكن مشهوراً بين الناس.
أرسله علي بن أبي طالب واليا على مصر بالعهد المشهور الذي نقراه إلى اليوم في نهج البلاغة
وقرر معاوية بن أبي سفيان التخلص من مالك باعتماده على عمرو بن العاص الذي وعد أحد رجاله أن يسقي السم لمالك مقابل اعفائه من الضرائب مدى الحياة، وعندما نزل مالك الاشتر عند احدى البيوتات المصرية مكر عميل عمرو بن العاص به ووضع السم في العسل. [1] [2] [3]
وروي ابن الأثير في الكامل والسيوطي في أخبار مصر:
قال عنه علي بن أبي طالب حين بلغه خبر وفاته: جزى الله مالك خيراً، كان عظيما مهابا، أكبر من الجبل، وأشد من الصخر، والله لقد تزلزلت بموته عالم وأمة، وفرح بموته عالم وأمة، فلمثل مالك فلتبكي البواكي.
ويقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج: لو اقسم أحد بأن الله لم يخلق في العرب والعجم شخصا أشجع من مالك إلا أمير المؤمنين علي () لم يأثم.[4]
قال المزي: روي عن عبد الله بن سلمة قال: دخلنا على عمر بن الخطاب معاشر وفد مذحج ، فجعل ينظر إلى الأشتر و يصرف بصره ، فقال لى : أمنكم هذا ؟ قلت : نعم . قال : ماله قاتله الله ، كفى الله أمة محمد شره والله إني لأحسب للمسلمين منه يوما عصيبا.
دفن مالك في قرية الألج وكانت بعيدة عن الفسطاط القديمة انذاك وهي الان مازالت تسمى الالج وهي احدة احياء المرج (والمرج هي المدخل الشمالي الشرقي لمدينة القاهرة والمدخل الجنوبي لمحافظة القليوبية.