الرئيسيةبحث

معجم أعلام الإباضية

مقدمة
معجم أعلام المغرب
معجم أعلام المشرق
معجم أعلام خراسان

...نريد بأعلام المذهب الإباضيِّ – في هذا المعجم - علماءَه وفقهاءه ومفكِّريه ومؤرِّخيه وسياسييه وحكَّامه وأبطاله وعباقرته وصنـَّاعه وكلَّ من ارتفع عن العامَّة بعمل جليل قدَّمه فأصبح يشار إليه بالبنان في زمانه أو بعد عصره في موطنه أو خارج مصره.

ويقودنا هذا المعجم للتعرُّف على أكثر من ألفي و خمسمائة من هؤلاء الأعلام من الرجال والنساء والشيوخ والشباب مـمَّن تركوا بصمات بارزة في التاريخ فكانوا هداة في الطريق ودعاة في السلم وقادة في الحرب وكان منهم: الفقهاء والزهَّاد والمشايخ الذين تولَّوا مشيخة بلد من البلدان والعزَّابة الذين تلقَّبوا بهذا اللقب المغربي)( والعلماء الذين جازت عليهم سلسلة نسب الدين)(ومنهم كذلك الحكَّام الذين ساسوا الدول الإباضيـَّة في مراحل الظهور أو الجماعات الإباضيـَّة في مراحل الكتمان والقادة العسكريون أو المدنيون الذين قادوا الثورات في مراحل الدفاع فكانوا بذلك شراة نصِّبوا في مناصب القيادة في الفترات العصيبة بالمغرب الإسلاميَّ وبخاصَّة إبان العهد الاستعماريِّ. ومنهم العلماء في مختلف فنون العلم والمعرفة والصنَّاع والمبتكرون والمخطِّطون المعماريون الذين شهدت لهم آثار عمرانية وحضارية خالدة ويندرج معهم الفلاَّحون المهرة والأجواد الذين أسهموا بما أوتوا من مال لأعلاء كلمة الله...

فهرس

مقدمة

خلق الله الإنسان وكرَّمه، وفضَّله على كثير من خلقه تفضيلا، وأسبغ عليه النعم، وكان الإسلام أعظم نعمة، والمسلمون أعظم أمـَّة، (ومَن يبتغِ غير الإسلامِ ديناً فلن يُقبَل منه، وهوَ في الآخرة من الخاسرين)

والدين الإسلاميُّ بشموليته منهجُ حياة، وعماد حضارة، قاد الإنسانيـَّةَ ردحا من الزمن، بعد أن أخرجها من ظلمات الجاهليات وظلم السلاطين، فساد الإسلام وسادت الشعوب الإسلاميـَّة. وكانت حضارة الإسلام من أعظم حضارات الإنسانيـَّة، ولو أنصف الخلق لقالوا: هي أعظم حضارة بلا مُنازع.

وشاءت حكمة الله تعالى أن تتوزَّع البشريـَّة مشارب ومذاهب، ولا تجتمع على كلمة سواء. وقد قال لرسوله(ص) مسليـًّا: (ومَا أكثرُ الناسِ، ولو حرصتَ، بمومنين). وأوضح أَنَّ الاختلاف سنـَّة الله في بني الإنسان: (ولو شاء ربـُّك لجعلَ الناسَ أمـَّة واحدة، ولا يزالون مختلفين إلاَّ من رحِم ربـُّك، ولذلك خلقهم).

ثُمَّ علَّل الأمر بقضاء وقدر، ومصير منتظر: (وتـمَّت كلمةُ ربـِّك لأملأنَّ جهنَّم من الجِنـَّة والناس أجمعين).

وتنوُّع الأجناس والأعراف في بني الإنسان أمر قرَّره القرآن: (يا أيـُّها الناس إنـَّا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم).

فالغاية من هذا التنوُّع إذن هو التعارف، ولا تمايز بين الناس إلاَّ بمعيار التقوى، إذ الأصل في النهاية واحد: «كلُّكم لآدم، وآدم من تراب».

ويأبى الإنسان إلاَّ أن يخرق هذه المبادئ، ويهدم هذه الموازين، فيجعل من الجنس والنسب والجاه أسباباً للتمييز، ومبرِّرات للتفاضل. وما ذلك إلاَّ محض وهم، وافتراء على دين الله وميزانـِه العادل.

وجاء الإسلام دين وحدة وتوحيد:

توحيد المعبود، وتوحيد المجهود.

فكلمة التوحيد: (لا إله إلاَّ أنا فاعبدون).

وتوحيد الكلمة: (وأنَّ هذه أمَّتكم أمـَّة واحدة).

وحذَّر الرسول(ص) أمـَّته من الافتراق، ودعاهم إلى الاعتصام بحبل الله، حتـَّى لا تذهبَ ريحهم، ولكنـَّهم وقعوا في المحذور، فتوزَّعت أمـَّةَ الإسلام طوائفُ ومذاهبُ لا يحصيها العدد، تنوَّعت اختلافاتها وتعدَّدت؛ فمن الاختلاف ما كان في الفروع والظنيـَّات، فهو محمود ومقبول؛ ومنه ما كان في الأصول والقطعيات، فهو مذموم ومردود.

والاجتهاد مفتوح أمام المقتدرين، فمن أصاب كان له أجران، ومن أخطأ فهو معذور.

ويولد المسلم فيجد نفسه موسوما بوصف زائد على الإسلام، فيقال: حنفي، أو شافعي، أو إباضي، أو مالكي، أو حنبلي، أو ظاهري، أو أشعري، أو معتزلي، أو شيعي...

وقد يكون الوصف مدحا أو قدحا، فنسمع عبارات: سنِّي وبدعي، ومن أهل السنـَّة ومن أهل الأهواء، وهذا شيعي وذاك خارجي...

والإنسان في الغالب لا يختار موطنه ولا مذهبه، كما لا يختار اسمه ولا أبويه.

وهذه النسب المتنوعة تَحكُم توجُّه الفرد، وتصوُّره وسلوكه في الحياة، وعلاقاته بالآخرين؛ إذ قد تكون علاقات مودَّة وسلام، أو علاقات عداوة وخصام، تفضي إلى صراع وحروب على الدوام.

ولو حكَّم الإنسان هدي الشرع، ومنطق العقل، ما عاش إلاَّ سعيداً هانئ البال، ضالَّتُه كلمة الحقِّ.

لقد ابتليت الأديان بظاهرة الافتراق، وأخبر النبي (ص) بهذا المصير لأمـَّته، فالمذهبيـَّة ضاربة جذورها في عمق المجتمع المسلم، وفكره ووجدانه، وهي واقع بارز لا ينكره إلاَّ غافل أو مغفَّل. ولئن تشدَّق بعض بالترفُّع عنها أو بمحاربتها، فإنَّ الواقع غير ذلك، فدعاة اللامذهبيـَّة دعاة إلى مذهبية جديدة).

وقد وضع المرحوم علي يحيى معمَّر قاعدة منطقية لعلاج سلبيات المذهبية وتوجيهها في خطٍّ إيجابيٍّ يبني ولا يدمِّر، وأقامه على ثلاثة أركان:

المعرفة والتعارف والاعتراف

يقول: «وأنا على يقين في نفسي أنَّ المذهبيـَّة في الأمـَّة الإسلاميـَّة لا تتحطَّم بالقوَّة، ولا تتحطَّم بالحجَّة، ولا تتحطَّم بالقانون.

فإنَّ هذه الوسائل لا تزيدها إلاَّ شدَّة في التعصُّب، وقوَّة في ردِّ الفعل، وإنـَّما تتحطَّم المذهبية بـ:المعرفة والتعارف والاعتراف.

فبالمعرفة يفهم كلُّ واحد ما يتمسَّك به الآخرون، ولـماذا يتمسَّكون به.

وبالتعارف يشتركون في السلوك والأداء الجماعيِّ للعبادات.

وبالاعتراف يتقبَّل كلُّ واحد منهم مسلك الآخر برضى، ويعطيه مثل الحقِّ الذي يعطيه لنفسه، اجتهد فأصاب أو اجتهد فأخطأ.

وفي ظلِّ الأخوَّة والتسامح تغيب التحديات، وتجد القلوب نفسها تحاول أن تصحِّح عقيدتها وعملها بالأصل الثابت في الكتاب والسنـَّة، غير خائفة أن يقال عنها: تركت مذهبا، أو اعتنقت مذهبا.

ولن نصل إلى هذه الدرجة حتـَّى يعترف اليوم أتباع جابر وأبي حنيفة ومالك والشافعي وزيد وجعفر وأحمد... وغيرهم مـمَّن يقلِّدهم الناس أَنَّ أيـمَّتهم أيضا يقفون في صعيد واحد، لا مزية لواحد على الآخرين إلاَّ بمقدار ما قدَّم من عمل خالص».

من هذا المنظور العميق تولَّدت فكرة إنشاء معجم أعلام الإباضيـَّة، يكون منطلقا للمعرفة الحقيقيـَّة، وجسراً للتعارف الصادق، ونموذجا للاعتراف المنصف.

إنَّ الإباضيـَّة وهو أحد مذاهب الإسلام، يتراءى لنا أنه المذهب الأكثر غموضا عند خاصَّة المسلمين فضلا عن عامَّتهم؛ إذ لم يطلع على حقيقة أصوله وتاريخ رجاله إلا القليل.

لقد عُرف أتباعه في التاريخ منذ صدر الإسلام، وكانت جماعتهم تسمِّي نفسها: «أهل الحقِّ»، أو «أهل الدعوة»، أو «أهل الاستقامة». ولم تختر لنفسها اسم «الإباضيـَّة»، بل دعاها به غيرها، نسبة إلى عبد الله بن إباض، ثمَّ قبلته نزولا على الأمر الواقع. فكان الإباضية ينسبون أنفسهم إلى الفكرة لا إلى زعيم أو إمام، لأن الإمام الحق هو محمَّد(ص) .

ويعتقد الإباضية أَنَّ منهجهم هو الفهم الصحيح للإسلام، كما أوضحته مصادره الأساسيـَّة من الكتاب والسنَّة، وسيرة الخلفاء الراشدين.

وقد أسهم الإباضيـَّة بدور هامٍّ في مسار الفكر الإسلاميِّ، وأغنوا المكتبة الإسلاميـَّة بنَتاج ثريٍّ وأصيل من المؤلَّفات في مختلف فروع المعرفة، لا يزال أغلبها دفين خزائن المخطوطات، بالرغم من تلف قسم هامٍّ منها في خضمِّ الفتن التي عرفتها مواطن شتَّى من بلاد المسلمين عبر تاريخهم الطويل، ونال الإباضيـَّةَ منها بلاءٌ كبير، بفعل الجهل والتعصُّب والابتعاد عن نهج المعرفة والتعارف والاعتراف.

وكان للإباضيـَّة أعلام بارزون في الحضارة الإسلاميـَّة، نذكر منهم على سبيل المثال:

الإمام جابر بن زيد: التابعيُّ الجليل، المفسِّر المحدِّث الفقيه، واضع قواعد المذهب في الفقه والاجتهاد.

الربيع بن حبيب الفراهيدي واضع المسند في الحديث النبوي الشريف.

أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، صاحب التنظيمات التربوية والسياسية التي شرت العلم، وأقامت الدول.

الإمام الجلندى بن مسعود، مؤسس الإمامة بعُمان، سنة 132هـ/749م. مزامنة مع قيام الدولة العباسية، واستمرت حتى القرن العشرين.

عبد الرحمن بن رستم: مؤسِّس أوِّل دولة إسلامية مستقلَّة في بلاد المغرب، الدولة الرستمية، سنة 160هـ/777م.

الخليل بن أحمد الفراهيدي: واضع علم العروض، ومعجمَ اللغة العربيـَّة "كتاب العين".

المبرِّد: الأديب المفكِّر. صاحب كتاب "الكامل في اللغة والأدب".

محمَّد بن بكر الفُرْسُطَّائي: واضع نظام حلقة العزَّابة في التربية والتعليم.

أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني: الفيلسوف الموسوعي، والرحالة الجغرافي.

أبو عمار عبد الكافي: المتكلِّم القدير.

أبو عبد الله محمد بن بركة البهلوي، واضع كتاب "الجامع" الذي يعد الكتاب الأم في الفقه الإباضي.

قطب الأيمة محمد بن يوسف اطفـيش: صاحب التصانيف الكثيرة في شَتـَّى علوم الشريعة واللغة.

إبراهيم بن عمر بيوض: رائد الحركة الإصلاحية في جنوب الجزائر، في العصر الحديث.

مفدي زكرياء: شاعر الثورة الجزائرية، وصاحب الإلياذة الخالدة.

وإطلالة عَجْلى على تاريخ الإباضيـَّة، تكشف لنا عن مدى إسهامهم ونشاطهم في خدمة الإسلام وعلومه، وبناء حضارته وأمجاده. تجلَّى ذلك:

- دعوةً إلى الإسلام ونشره في إفريقيا الشرقيـَّة والغربيـَّة، وفي أقصى شرق آسيا ببلاد الصين.

-خدمةً لعلوم الإسلام،تفسيرا للقرآن، وحفظا للسنـَّة، ومساهمة في علم الكلام، والفلسفة، واللغة، والأدب، وغيرها من المعارف.

- مشاركةً في ميادين الحياة، قيادة، وإمامة، وقضاء، ووزارة، وفلاحة، وصناعة، وتجارة، وتربية وتعليما...

فالإباضيـَّة ظلُّوا ولا يزالون يصنعون التاريخ مع غيرهم، ولم يكونوا يوما ما في جزيرة معزولة عن مجريات الوقائع في العالم الإسلاميِّ. فتراجم أعلامهم جزء من تراجم غيرهم، وتاريخ أحداثهم جزء من تاريخ غيرهم.

ولم ينحصر الفكر الإباضيُّ في بلد محدود، أو جنس مخصوص، فحضورهم كان في مواطن شتـَّى من بلاد الإسلام مشرقا ومغربا، من خراسان إلى الجزيرة العربيـَّة، إلى مصر، إلى بلاد المغرب، إلى إفريقيا السوداء. كما يشمل الجنس العربيَّ في جزيرة العرب، والأمازيغ ببلاد المغرب، والزنوج بالقارة السمراء.

وامتزجوا جميعا في بوتقة هذه المدرسة، وتبادلوا التأثـُّر والتأثير في النتاج والتفكير، فظهرت مميـِّزات كلِّ بيئة بنمط حياتها، ولغة أهلها، في النتاج العلميِّ لأصحابها. وهذا من التنوُّع والثراء الذي طبع حضارة الإسلام على العموم.

هذا المسار الحافل بالأحداث، الغني بالعبر، جدير بالتناول والدراسة، لأنَّ التاريخ ذاكرة الأمم، وموقظ الهمم، وموجِّه المستقبل. فتجارب الماضي منبع خصب للاستفادة والاعتبار، وتلك هي غاية القرآن من ذكر قصص الأنبياء والجبابرة، وأخبار القرون الغابرة، وبيان أسباب النصر والإخفاق، وفق سنن الله في الأنفس والآفاق.

وبهذا كلِّه ولهذا كلِّه، تأتي ضرورة وضع معجم منهجيٍّ، يعتبر مدخلا أساسيـًّا لمعرفة تاريخ الإباضيـَّة، من خلال أعلامها، وما تركوه من بصمات في ملحمة تاريخ الإسلام.

وتحقيقا لهذه الغاية أخذت جمعية التراث على عاتقها تجسيد هذا المشروع الحضاري، واختارت له عنوان:

معجم أعلام الإباضيـَّة قسم المغرب منذ نشأةالمذهب إلى العصر الحاضر(القرن 1هـ إلى 15هـ) وتقتضي الضرورة المنهجيـَّة تحديد مصطلحات العنوان، لتسهيل التعامل مع هذا العمل.

تحديد المصطلحات معجم: ذكر ابن منظور نقلا عن ابن الأثير أنَّ «حروف المعجم أ، ب، ت، ث... سـمِّيت بذلك من التعجيم، وهو إزالة العجمة بالنقط» .

والمقصود في تأليفنا هذا ترتيب أعلام الإباضيـَّة ترتيبا معجميـًّا، أو وفق حروف المعجم، التي تعرف بالحروف الألفبائية.

وهذا منهج سبق إليه اللغويون، ثمَّ شاع استعماله في مختلف فروع المعرفة. والغاية منه هنا تسهيل الوصول إلى العَلَم المرغوب بأيسر طريق، وأقصر وقت.

أعلام: جاء في لسان العرب: «العلَم: المنار، قال ابن سيدة: والعلامة والعلَم، الفصل بين الأَرَضِين، والعلامة والعلَم شيء ينصب في الفلوات، تهتدي به الضالَّة... وقوله تعالى: (وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلام). قالوا: الأعلام الجبال. والعلَم: العلامة» .

ويتبين بهذا أَنَّ العلَم شيء مرتفع يُهتدى به في الأسفار، وهذا هو المعنى المقصود من تسميات الشخصيات البارزة بالأعلام، فقد جاء في الأعلام للزركلي ما يلي: «وجعلتُ ميزان الاختيار أن يكون لصاحب الترجمة عِلم تشهد به تصانيفه، أو خلافة، أو ملك، أو إمارة، أو منصب رفيع كوزارة أو قضاء، أو رئاسة اتـِّجاه في المذهب، أو فنٍّ تميـَّز به، أو أثر في العمران يذكر له، أو شعر، أو مكانة يتردَّد بها اسمه، أو رواية كثيرة، أو أن يكون مـمَّن يتردَّد ذكرهم ويُسأل عنهم» .

بناء على هذا الميزان الواضح، فإنـَّنا نريد بأعلام المذهب الإباضيِّ – في هذا المعجم - علماءَه وفقهاءه ومفكِّريه ومؤرِّخيه...، وسياسييه وحكَّامه، وأبطاله، وعباقرته، وصنـَّاعه، وكلَّ من ارتفع عن العامَّة بعمل جليل قدَّمه، فأصبح يشار إليه بالبنان، في زمانه أو بعد عصره، في موطنه أو خارج مصره.

ويقودنا هذا المعجم للتعرُّف على هؤلاء الأعلام من الرجال والنساء، والشيوخ والشباب، مـمَّن تركوا بصمات بارزة في التاريخ، فكانوا هداة في الطريق، ودعاة في السلم، وقادة في الحرب؛ وكان منهم: الفقهاء، والزهَّاد، والمشايخ الذين تولَّوا مشيخة بلد من البلدان، والعزَّابة الذين تلقَّبوا بهذا اللقب المغربي، والعلماء الذين جازت عليهم سلسلة نسب الدين، ومنهم كذلك الحكَّام الذين ساسوا الدول الإباضيـَّة في مراحل الظهور، أو الجماعات الإباضيـَّة في مراحل الكتمان، والقادة العسكريون أو المدنيون الذين قادوا الثورات في مراحل الدفاع، فكانوا بذلك شراة نصِّبوا في مناصب القيادة في الفترات العصيبة بالمغرب الإسلاميَّ، وبخاصَّة إبان العهد الاستعماريِّ. ومنهم العلماء في مختلف فنون العلم والمعرفة، والصنَّاع والمبتكرون، والمخطِّطون المعماريون الذين شهدت لهم آثار عمرانية وحضارية خالدة، ويندرج معهم الفلاَّحون المهرة والأجواد الذين أسهموا بما أوتوا من مال لأعلاء كلمة الله.

الإباضية: والإباضية مذهب إسلاميٌّ أصيل، تصدَّر المذاهب الإسلاميـَّة في نشأته، وكان ذلك على يد الإمام التابعيِّ جابر بن زيد الأزدي (ت: 93هـ/711م)، ولكنـَّه نسب إلى عبد الله بن إباض التميمي (86هـ/705م)، نسبة غير قياسية، بسبب ما اشتهر به ابن إباض من مراسلات علميـَّة مع عبد الملك بن مروان، ونقده لسلوك الحك0م الأمويِّ، الذي ابتعد عن نهج الخلفاء الراشدين، ودعا الحكَّام الأمويين للعودة إلى سيرة الرسول (ص) وخلفائه الراشدين، أو اعتزال أمور المسلمين؛ كما عُرف بمواقفه الحازمة ومواجهته الصارمة لانحراف الخوارج عن الفهم السليم لأحكام الإسلام، وظهر عند الناس بمظهر الزعيم، وعرف أصحابه بأتباع ابن إباض أو الإباضيـَّة.

المغرب (الحدُّ المكانيُّ): كان العزم أَوَّل الأمر على جمع المادَّة العلميـَّة لكلِّ أعلام الإباضيـَّة، سواء أكانوا مشارقة أم مغاربة، غير أنَّ التجربة الميدانيـَّة أظهرت صعوبة هذا العمل في هذه المرحلة الأولى من البحث، نظرا لشساعة الميدان، وصعوبة التحكُّم في المادَّة الخبرية، ثمَّ بناؤها بناء متكاملا، على أساس منهجيٍّ سليم.

فدعت الضرورة إلى قصر العمل على قسم المغرب، ومصطلح المغرب في هذا العمل يشمل مصر والمغرب الإسلاميَّ كلَّه وبالخصوص ليبيا وتونس والجزائر، حيث انتشر المذهب الإباضيُّ منذ صدر الفتوحات ولا يزال؛ ويمكن تلخيص أسباب هذا الالتزام بما يلي:

إنَّ أيَّ عمل في بداية الطريق، لا بدَّ أن يوضع له إطار زمنيٌّ ومكانيٌّ محدَّد، لئلاَّ يضيع الباحث في خضم المادَّة العلميـَّة الغزيرة، ويتيهَ سط المجال الفسيح للبحث.

يعدُّ هذا العمل تجربة أولى، على ضوئها يمكن الانطلاق إلى آفاق أكثر اتـِّساعا، بالاستفادة من النقائص التي لا يخلو منها أيُّ جهد بشريٍّ.

توفُّر المصادر ووثائق المغاربة بين أيدينا أكثر من غيرها، ريثما نتمكَّن من حصر وجمع مصادر المشارقة، ولعلَّ الأجل يسعفنا لتخصيص أعلام المشرق بقسم مستقلٍّ، ثمَّ يجمع بين القسمين بعد ذلك.

منذ نشأة المذهب (بداية الحدِّ الزمنيِّ): يبدأ المجال الزمنيِّ لهذا المعجم من نشأة المذهب، لِما لهذه الفترة التاريخيـَّة من أهميـَّة بالغة، في فهم جذور ونشأة الإباضيـَّة وأسسها ومبادئها.

وأعلامُ فترة النشأة كلُّهم مشارقة، ولكنـَّهم أُدرجوا في المعجم للاعتبار المذكور. فنجد فيهم مؤسِّسَ المذهب جابر بن زيد الأزدي، ومعاصريه ثمَّ تلامذته، وأبرزهم: أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، الذي أقام مدرسة بالبصرة لتخريج طلبة يحملون علمه ومنهجه، وعُرف هؤلاء الطلبة في السير الإباضيـَّة بحَمَلة العلم.

فكان منهم فريق توجَّه إلى المشرق، وفريق توجَّه إلى المغرب. ويتتبع المعجم حملة العلم إلى المغرب ليقتصر على من أنبتتهم أرض المغرب الإسلاميِّ من أعلام هذه المدرسة عَبـر تاريخها الطويل.

وبهذا يترجَم لكلِّ علَم مشرقيا كان أو مغربيـًّا توفـي قبل سنة وفاة أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة (145هـ/762م)، ثمَّ يترجم لكلِّ علَم مغربي بعد ذلك إلى غاية عصرنا هذا، ولا يترجم لأيِّ علَم مشرقيٍّ مات بعد سنة 145هـ، باعتباره سيدخل ضمن أعلام المشرق.

إلى العصر الحاضر (نهاية الحدِّ الزمنيِّ): يمتدُّ العمر الزمنيُّ لأعلام المعجم من القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي، إلى نهاية القرن الرابع عشر الهجري/العشرين الميلادي، وتحديدا: آخر ذي الحجَّة 1399هـ/20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1979م.

كان هذا هو المعوّل في ضبط نهاية الحدِّ الزمنيِّ للأسباب الآتية:

لا يترجَم للأحياء كما هو الغالب في المعاجم.

سهولة ضبط التاريخ بالقرن لا بالسنوات.

إقصاء الاعتبارات الذاتيـَّة في تناول الأعلام، وهذا ما لا يتيسر مع الأحياء في كثير من الأحيان.

قلَّة المصادر المكتوبة التي تترجم لأعلام هذا القرن.

وكم ألـحَّ علينا التفكير في تمديد الفترة الزمنيـَّة إلى تاريخ تحرير المعجم، لأنَّ هذه السنوات الأخيرة فترة غنيـَّة بأعلام بارزين، منهم: علي يحيى معمَّر (ت:1400هـ/1980م)، إبراهيم بن عمر بيوض (ت:1401هـ/ 1981م)،محمَّد علي دَبـُّوز (ت:1402هـ/ 1981م)، عبد الرحمن بن عمر بكلِّي (ت:1406هـ/ 1986م)،سالم بن يعقوب الجربي (ت:1408هـ/1989م)، عمرو خليفة النامي (اختفى منذ 1986م)، وبلحاج بن عدون قشار (ت:1417هـ/1996م)… وغير هؤلاء كثير.

ولكنـَّنا فضَّلنا المنهج الأوَّل، فَسِرْنَا في العمل، وجمعنا المادَّة العلميـَّة، وشرعنا في التحرير، وتوالت علينا الاقتراحات بإضافة أعلام الفترة الأخيرة، فرجح الرأي الآخر، وعدلنا عن أمرنا الأوَّل.

ولكن صعب علينا أن ننهج نفس الخطَّة في جمع المادَّة العلميـَّة لأعلام الفترة الأخيرة، فكان الحل الأمثل أن نكلِّف بعض ذوي الكفاءات لكتابة تراجم وافية عن كلِّ واحد من هؤلاء الأعلام، وأدرجت في الترتيب العامِّ لتراجم المعجم، -بعد أن كان الرأي أن تفرد بقسم خاصّ- توحيدا للمنهج، وتسهيلا على الباحث.

مراحل معجم الأعلام: من الفكرة إلى الحقيقة كان من أولويـَّات اهتمام المجلس العلميِّ لجمعيـَّة التراث، جمعُ التراجم الإباضيـَّة في معجم ينقذ ما كان مهدَّدا بالتلف والزوال، ويعطي الصورة الحـَـقِيـقِيـَّة لِما قد بهت بفعل الإهمال؛ ولا يتأتـَّى ذلك إلاَّ بأعمال جادَّة مثل: المعاجم، والموسوعات، والدراسات الأكاديميـَّة…

من جهة أخرى عانى الباحثون والمحقِّقون معاناة كبيرة في سبيل ترجمة لعلَم إباضيٍّ، قديما وحديثا، مشرقا ومغربا.

ولهذا برزت الفكرة إلى الوجود، وانطلقت قويـَّة دافقة، تطوي المراحل وتتخطَّى العقبات، وتتقدَّم بخطى ثابتة نحو الهدف المرسوم؛ فعقدت الاجتماعات العديدة لضبط طريقة العمل، وكانت البداية بلجنة صغيرة في الجزائر العاصمة، قامت بتجربة أولى تحت إشراف الدكتور محمَّد ناصر، ومحمَّد باباعمي، ومصطفى شريفي... وبعد بضعة أشهر قدمت ثمرةَ عملها، فكانت مشجِّعة طموحة، فأردفت لجنة العاصمة بلجنة الشرق، وتضمُّ مدينتي قسنطينة وباتنة، فعملت تحت إشراف الدكتور إبراهيم بحاز، وضبط موعد مسبق لعرض الأعمال الأولى، وترتيب المراحل القادمة، وأفرز اللقاء نتائج مرضية للغاية.

وانطلق العمل في خطِّه المرسوم - منذ صائفة 1411هـ/1991م - بمدينة القرارة، بمباركة الشيخ شريفي سعيد (الشيخ عدُّون)، رئيس الجمعية؛ ومضى يطوي السنين، ويتخطَّى العقبات، ويستقطب الكفاءات العلميـَّة من الشباب، في أيـَّام مغلقة عرفت بأيـَّام غار أمجماج .

وتوالت المراحل تلو المراحل، نوجزها في الآتي:

أَوَّلاً- وضع قائمة موحَّدة للمصادر والمراجع. وذلك لحصر ميدان العمل، وتـمَّ تقسيم هذه القائمة إلى عدة أقسام:

- مصادر ومراجع إباضيـَّة

- مصادر ومراجع غير إباضيـَّة.

- مصادر ومراجع أجنبيـَّة.

- الجرائد والمجلات.

- المحاضرات.

- المقابلات بالنسبة لأعلام الفترة الحديثة.

ثانيا- مسح المادَّة العلميـَّة: تـمَّ مسح المادَّة الخبرية، من هذه المصادر والمراجع، وإدراج ما نحصل عليه من معلومات في بطاقات. وقد تجاوز عددها خمسة عشر ألف بطاقة (15000)، مترجمة لحوالي ثلاثة آلاف علَم (3000).

واستغرق هذا العمل وحده قرابة ثلاث سنين.

ثالثا- مرحلة التصنيف والترتيب:

بعد جمع المادَّة الخبريـَّة جاءت مرحلة تصنيفها وترتيبها، فكانت شاقَّة ومضنية، إذ ينبغي أن تلتقي كلُّ البطاقات التي تترجم لعلَم معيَّن مع بعضها، وتجمع كلُّها. فالعلَم المشهور ذو الاسم الواضح لا إشكال فيه. وإنـَّما الصعوبة في الأسماء المتشابهة، والأعلام المتقاربة، والتراجم المغمورة، والأسماء التي لم ترد كاملة... أو التي وردت بكنيتها في مصدر، وبنسبتها في مصدر آخر... أو التي تحمل أكثر من كنية... أو التي اختُلف في اسمها... أو التي لم تضبط ضبطا جيدا في مخطوط أو مطبوع.

فكلَّفَنا التحقيق جهودا إضافية، للوصول إلى الحقائق، وإصلاح الأخطاء، وضبط الصحيح من الأسماء، لنبدأ بعد ذلك مرحلة التحرير.

والعجب أنَّ علَما واحدا يرِد أحيانا بعدَّة أسماء، ويذكره البعض أحيانا باسمه، والبعض بكنيته فقط، وأحيانا تخلط بعض المراجع فتلصق لاسم واحد عدَّة شخصيات، فما تمكَّنا من تصويبه صوَّبناه، وما عجزنا عنه سيظلُّ مجال البحث فيه مفتوحا، ومساعدة الباحثين والمؤرِّخين لنا في هذا الضبط تعدُّ ضرورة علميـَّة ملحَّة.

ودعت منهجيـَّة ضبط العمل أثناء التصنيف والترتيب إلى إعطاء أرقام أوليـَّة للأعلام، متسلسلة وفق حروف المعجم، ليكون التعامل معها فيما بعد بالاسم والرقم معا.

رابعا- مرحلة التحرير والتبييض: خُصصِّت لهذا العمل أيـَّام مغلقة تتراوح ما بين اليومين والأسبوعين، وتعدُّ خاتمةَ المراحل العلميـَّة، لصياغة الترجمة المناسبة تلخيصا من المعلومات الواردة في البطاقات المجموعة.

وتحتاج إلى تنسيق وترتيب للوصول إلى نصٍّ مقبول شكلا ومضمونا.

وقد ارتأينا أوَّل الأمر الاكتفاء بالحدِّ الأدنى من العبارات باختصار شديد، لكن التراجم بدت جافَّة لا حياة فيها. وأصدرنا التجربة الأولى بهذه الصورة، فجاءت ملاحظات تشير إلى هذا البخل في الأسلوب، فأعدنا مراجعة العمل لتدارك هذا الخلل، واعتمد العمل في مرحلة التحرير على اللجنة الرئيسة للمعجم، متمثِّلة في الأساتذة: الدكتور إبراهيم بحاز، الأستاذ محمَّد باباعمي، الأستاذ مصطفى باجو، الأستاذ مصطفى شريفي.

وأعقب التحريرَ مراجعةُ الصياغة والتصحيح اللغوي والأسلوبي، حتـَّى تبدو الترجمة في نهاية المطاف متناسقة منسجمة، وافية دقيقة، قدر المستطاع.

خامسا- مرحلة إعداد النسخة التجريبية: وقد وظِّفت فيها الوسائل المتاحة للجمعيـَّة، من أجهزة كمبيوتر، وبرامج، وآلات استنساخ، تسندها خبرات في مجال الطباعة،للتصفيف والفهرسة والتصوير.

ثُمَّ صدرت النسخة التجريبية للمعجم في خمسة أجزاء.

سادسا- مرحلة التصويبات والملاحظات والاقتراحات: بعد إصدار النسخة التجريبية، وزِّعت منها أعداد معتبرة على ذوي الاختصاص والاطِّلاع على تاريخ الإباضيـَّة، في مختلف مواطنهم: بميزاب، ووارجلان، وجربة، وعُمان... لمراجعة العمل، وتقديم التصويبات والملاحظات والاقتراحات.

فطال الانتظار - ثلاث سنوات - وتجمَّع لدينا نصيب من الملاحظات أُخذت بعين الاعتبار، وتـمَّ تنقيح العمل وفقها، فأُدرج ما كان فيها من إضافة حول ترجمة علَم من الأعلام ضمن المصادر، ورمز لها بـ: م.ن.ت.م (مـلاحظات على النـسخة التـجريبية للـمـعجم).

ثمَّ جاءت المرحلة الأخيرة، وهي:

سابعا- مرحلة المراجعة النهائيـَّة: وفيها أدرجت كلُّ الملاحظات والتصويبات في ملفَّات الكمبيوتر، وصحِّح المعجم تصحيحا كاملا.

ثمَّ تـمَّ لقاء لجنة التحرير لمراجعة العمل نهائيا على جهاز الكمبيوتر، ووضع اللمسات الأخيرة للصياغة، وتدارك الأخطاء المنسيـَّة، إن في المعلومات أو في الأسلوب.

ودامت الخطوة الأولى حوالي ثلاثة أشهر، والثانية قرابة أسبوع مغلق، يبدأ فيه العمل بعد الفجر، وينتهي في منتصف الليل.

وكانت نهاية العمل يوما مشهودا، بعد سبع سنين طويناها في سبع مراحل، بعضها دام سنوات، وآخرها دام سبعة أيـَّام.

ثمَّ تلتها بحمد الله مرحلة طبع المعجم على الأفلام، فصياغة الفهارس النهائية، وضبط المقدِّمة، وأخيرا سحب المشروع في المطبعة، ليصل بين يدي القارئ الكريم في أربعة أجزاء: ثلاثة منها للمتن، وجزء للمقدِّمة والفهارس.

الترتيب المنهجي للترجمة روعي في التراجم الترتيب الألفبائي، على أساس أسماء الأعلام دون الكنى والألقاب. على هذا المنوال:

- اسم العلم، ثُمَّ اسم والده ثمَّ اسم أجداده إن وجدوا.

- ثمَّ نسبته، ثمَّ لقبه إن وجد.

- ثمَّ كنيته، أو شهرته.

ومثال ذلك: ترجمة رقم80.

أحمد بن سعيد أبي عثمان بن عبد الواحد، بدر الدين الشماخي (أبو العباس)

- الاسم: أحمد.

- الأب: سعيد. كنية الأب: أبو عثمان.

- الجد: عبد الواحد.

- النسبة: الشماخي.

- الكنية: أبو العباس.

- الشهرة: بدر الدين.

وهذا الترتيب يجعل الباحث ينطلق مباشرة إلى العلَم الذي يريده عن طريق اسمه، وإذا صادف أنَّ العلم لا اسم له، وله نسبة أو لقب أو شهرة، فإنـَّها تحلُّ محلَّ الاسم في الترتيب، مثلا: أبو الفضل... يصنَّف في حرف الفاء.

وما على الباحث - إذا اختلط عليه الأمر - إلاَّ أن يتـَّجه إلى فهرس الكنى، وفهرس النسب، وفهرس الألقاب... ليجد العلَم الذي يريده.

وسوف يلاحظ القارئ أنواعا من الأسماء البربرية ربـَّما لم يتعوَّد على سماعها أو نطقها، حاولنا أن نضبط كثيرا منها؛ غير أنـَّها تحتاج إلى استقصاء البحث.

وقد تـمَّ تسهيل العمل في ترتيب المعلومات بفضل استمارة المادَّة الخبريـَّة الدقيقة، وتحوي ثمانية أرقام، كلُّ رقم يمثِّل مبحثا أو معلومة، ونموذج الاستمارة كما يلي:

الاسم الكامل

تاريخ و مكان الميلاد و الوفاة

التلقي

مصدر الرزق

الآثار(ما به اعتبر علما)

صفة خاصة بالعلم (إذا ذكر تذكرت و إذاذكرت تذكر)

مصادر و مراجع الكتاب الذي اقتبست منه المعلومات

معلومات أخرى (المجال المفتوح في الإستمارة)

---------------------------------------

مصدر الترجمة،الجزء/الصفحة.

البيبليوغرافيا (مصادر ومراجع الترجمة)

كان الحرص على أن يكون تقديم تراجم الأعلام مستوفى قدر المستطاع، وحفاظا على الأمانة العلميـَّة، وتيسيرا لسبل البحث والتقصِّي أمام الدارسين، فقد ألحقنا بكلِّ ترجمة ببليوغرافيا شاملة تحيل إلى المصادر والمراجع بالجزء والصفحة. تحت عنوان: المصادر.

وهذه القائمة مرتبة ترتيبا يجمع بين الترتيب الزمني (الكرونولوجي) والترتيب المصدري. وهي غاية في الأهميـَّة للمختصين ممن يدرك هدفها ومغزاها، وإن كلَّفنا ذلك جهدا غير يسير.

الفهارس

إنَّ أهميـَّة المعجم لا تنحصر في مادَّته العلميـَّة المقدَّمة في تراجم مرتـَّبة ترتيبا معجميا، من الألف إلى الياء، فلا بدَّ من تقديم مفاتيح متنوِّعة للدخول إلى هؤلاء الأعلام، وتسهيل الوصول إليها من أقصر طريق، وأيسر مجهود، ويدرك هذا من مارس البحث العلميَّ المتخصِّص.

ولذلك وضعنا لهذا المعجم سلسلة من الفهارس، يعتبر كلُّ فهرس منها بمثابة معجم مستقلٍّ في موضوعه، من هذه الفهارس:

فهرس الأعلام المترجم لهم، النسب، الألقاب، الكنى، النساء المترجم لهنَّ، الأعلام عموما، الفهرس الزمني الكرونولوجي (حسب القرون)، الحكَّام والأيمة والأمراء، القادة العسكريون، القضاة وأعوانهم، أعلام نسبة الدين، شيوخ حلقات العَزَّابـَة (المشيخة)، العزَّابة، الشهداء، أصول النَسب، رؤساء وأعضاء العشائر، المؤلِّفون والشعراء، المــُؤَلَّفَات (كتب، وثائق، مقالات، مذكرات، خطب، شعر...)، المذاهب والأديان، الشعوب والقبائل، المجالس والحكومات والهيئات والجمعيات، المدارس والحلقات والزوايا، المكتبات وخزائن الكتب، الأماكن والبلدان، المصادر والمراجع (المخطوطة، المرقونة، المطبوعة، الوثائق، المقالات، المحاضرات والندوات، المقابلات، الملاحظات على النسخة التجريبية للمعجم، البرامج والأقراص المدمجة، المراجع الأجنبية)...

عرض المصادر ونقدها

إنَّ جمعيـَّة التراث بمعجمها هذا لم تأت بجديد من حيث الفكرة، لأنَّ مؤرِّخي الإسلام، ومنهم سلف الإباضيـَّة، قد سبقوا إلى هذا النوع من التأليف في تراجم العلماء والأعلام.

وكتب الرجال، والجرح والتعديل، نموذج واضح لذلك، وقد ألَّف الإباضيـَّة في تراجم أعلامهم مؤلَّفات هامَّة، وبخاصَّة المغاربة منهم، ولكن دون اعتماد منهج المعاجم.

وتعاقب على هذا النوع من التأليف علماء ومؤرِّخون حرصوا على المحافظة على مآثر رجال المذهب، كما حرص غيرهم من أصحاب المذاهب الإسلاميـَّة الأخرى.

ونذكر من بين أهمِّ المصادر:

1 - سير أبي زكرياء:

ألَّف يحيى بن أبي بكر الوارجلاني)[15]( (ت: بعد 471هـ/1081م) كتاب «السيرة وأخبار الأيمة»، في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، اعتمادا على الرواية الشفوية أساساً، إذ كانت الذاكرة الجماعية لجماعة المسلمين الإباضيـَّة حريصة على استيعاب وحفظ جلائل أعمال سلفهم الصالح، وساهم الوارجلاني بهذا العمل في إنقاذ جزء هامٍّ من التراث بتدوينه، وإخراجه من المرويِّ إلى المكتوب، وحفظه من الاندثار والنسيان ؛ ولم يكن غرض أبي زكرياء من تأليفه ذكرَ حياة الأشخاص والأحداث، وتحديدها بالتواريخ، بقدر ما كان جمع مآثر ومناقب العلماء والصالحين، لأنَّ هدفه تربويٌّ أساسا.

يقول في المقدِّمة: «أمـَّا بعد، فإنـَّه لَمَّا رأينا ما انطمس من الآثار، وما اندرس من الأخبار، انبعثت أفكارنا إلى تأليف أخبار مَن سلف من مشايخ أهل الدعوة وصلحائها، وتذكّر مناقبهم وحسن سيرتهم، وجميل مذهبهم وسرِّ فضائلهم، فكتبنا من ذلك ما تيسَّرت كتابته، ورجونا منفعته من بعد ما خشينا على العوام أن يتـَّخذوه وراءهم ظهريـًّا».

والتزم أبو زكرياء فعلاً بمضمون عنوانه ومقدِّمته؛ ولكنَّ منهجه برزت فيه عدة مآخذ صعبت عملنا:

أولها- عدم ذكر التواريخ إلاَّ نادرا.

ثانيها- قلَّة الاهتمام بالحياة الشخصيـَّة للعلَم.

ثالثها- صعوبة استخراج التراجم منه، إذ كثيرا ما لا يُفرد للعلم ترجمة مستقلَّة، بل يرد الحديث عنه في خلال سياقات متفرِّقة بين فصول الكتاب. وأسلوب الكتاب يعوزه السبك اللغويُّ الرصين، ولذلك يعسر فهم المراد منه لعامَّة القرَّاء، ويستعمل أحيانا بعض التراكيب والعبارات المترجمة من اللسان البربريِّ، تأثـُّرا ببيئة المؤلِّف في وارجلان، ومن هذه الصيغ قوله: «فيأخذون في عزمهم»، «واجتهدوا غاية الاجتهاد في عزمهم»، ومعناه في دراستهم وتعلُّمهم.

أمَّا من جهة التحقيق فقد حقِّق مرَّتين:

الأولى- قام بها إسماعيل العربي، بعنوان «سير الأيمة وأخبارهم». وهو عمل مخلٌّ لاعتماده نسخة وحيدة، بينما توجد منها نسخ عديدة في مكتبات الإباضيـَّة. فضلا عن إهماله تراجم الأعلام والقبائل والأماكن... وإخلاله بالفهارس، وعدم ضبطها وفق القواعد المتعارف عليها.

الثانية- أنجزها عبد الرحمن أيوب، بنفس العنوان، وقد طبع المخطوط كاملا بجزأيه؛ وتميـَّز عمله بمراعاة القواعد العلمية في التحقيق، وبذل فيه جهدا مشكورا، مكملا بعض النقائص المسجلَّة في العمل السابق، فجاء تحقيقا علميـًّا محترما.

2- سير الوسياني:

جاء بعد أبي زكرياء عالم من القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، هو أبو الربيع سليمان بن عبد السلام الوسياني)[17](، ووضع كتابه المعنون بـ «سير المشايخ»، والمشهور بسير الوسياني، تمييزا له عن سير أبي زكرياء السابق، وسير الشماخي اللاحق.

يقول الوسياني عن سبب تأليفه للكتاب: «إنـِّي نظرتُ إلى الآثار قد انمحت، وإلى أخبار أهل دعوتنا قد انطمست، فأحببتُ أن أؤلِّف لكم منها كتاباً مـمَّا بلغني، وصحَّ عندي، ولم تخالجني فيه الشكوك» )[18](.

وقد تقيـَّد الوسياني بالمنهج الذي اختطَّه في مقدِّمته، وتميـَّز جهده بمحاولة إتمام ما بدأه أبو زكرياء، فلم يكرِّر ما ذكره إلاَّ نادراً. كما يمتاز بزخم المعلومات، وضبط مواطن وقبائل الأعلام الذين ترجم لهم؛ وأسلوبه سلس فصيح عموما.

والكتاب بحاجة إلى تحقيق علميٍّ يخرجه من بين دفائن المخطوطات، ويلقي ضوءا على جانب هامٍّ من تاريخ المغرب إجمالا، والإباضيـَّة خصوصا.

3- طبقات الدرجيني:

وتتوالى تآليف السير عند الإباضيـَّة بصدور كتاب «طبقات المشايخ بالمغرب»، لأبي العبـَّاس أحمد بن سعيد الدرجيني (ت~670هـ/1271م))[19](. والإضافة التي تميـَّز بها أنـَّه صنـَّف العلماء في طبقات تمتدُّ كلُّ واحدة في أمد زمنـيٍّ يقدَّر بخمسين سنة، فجعل الطبقة الأولى من السنة الأولى للهجرة إلى السنة الخمسين، والثانية من السنة الخمسين إلى المائة... حتـَّى انتهى إلى الطبقة الثانية عشرة (550-600هـ/1155-1203م).

وكان تحديده هذا خير معين لمعجمنا في هذا المجال.

والكتاب يقع في جزأين، ويعتبر الأوَّل منهما صياغة لسير أبي زكرياء، بينما استقلَّ الجزء الثاني بكونه تأليفا جديداً للدرجيني، بناه على المنهج المذكور، مع الاستفادة من سير الوسياني وغيره.

ويتـَّسم أسلوب الدرجيني بلغة أدبية رفيعة، عزَّ لها نظير في كتابات المغاربة.

ورغم أهميـَّة الكتاب، فإنـَّه لم ير النور إلاَّ سنة 1974م، إذ حقَّقه وطبعه الأستاذ إبراهيم طلاي، مكتفيا بقليل من الهوامش والتعاليق، ومنصفا في قصوره في العمل، إذ تمنـَّى أن يخرج الكتاب «وعليه دراسة عمليـَّة، وتحقيقات تاريخية، لتكون فائدته أكمل وأشمل» )[20](، وله مع ذلك فضل الاجتهاد، والسبق في التعريف بهذا المصدر التاريخيِّ الهامِّ.

كما أنجز له الأستاذ مصطفى باجو تحقيقات وفهارس شاملة، أفادتنا في ضبط الأعلام، وتدقيق المعلومات والتراجم، وراجع عمله الباحث مصطفى شريفي.

4- جواهر البرَّادي:

كتاب «الجواهر المنتقاة في إتمام ما أخلَّ به كتاب الطبقات» ألَّفه أبو القاسم بن إبراهيم البرَّادي الدمَّري (ت810هـ/1407م)، في النصف الأوَّل من القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي. وحاول بذلك إتمام ما رآه نقصا في طبقات الدرجيني، وهو إهمال تفصيل الطبقة الأولى. وحجَّة الدرجيني أنـَّها طبقة الصحابة، وأخبارُهم أشهر من أن يعاد الحديث عنها؛ بينما يرى البرادي البدء بها لأنـَّها أصل الدين ومنشأ التاريخ، فقال: «إنـِّي رأيت كتاب الطبقات ضالَّة عزَّ شدوها ومنشدوها، ومنهلا عذبا... إلاَّ أنـَّه غفل عن ذكر الصدر الأوَّل، وأخلَّ بذكر ما عليه المعوَّل... وزعم أنَّ شهرته مغنية عن الدلالة عليه، فرأيت ذلك وصمة أزرت بكماله، وسماجة قصرت عن مدى أمثاله».

وأفيـَد ما في الجواهر قائمةُ كتب الإباضيـَّة التي وضعها في آخر الكتاب، سمَّاها «رسالة في تقييد كتب أصحابنا»، وقد نشرها الدكتور عمَّار طالبي ملحقة بكتاب الموجز لأبي عمَّار عبد الكافي( ت قبل570هـ/1174م).

5- سير الشماخي:

بمطلع القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي برز بنفوسة الشيخ أبو العبـَّاس أحمد بن سعيد الشمَّاخي)[25]( (ت: 928هـ1522م)، صاحب التآليف العديدة في الفقه والعقيدة. وفي التاريخ كتبَ مؤلَّفه الشهير «سير المشايخ»، إذ عاد إلى المصطلح القديم.

ويعدُّ كتاب سير الشمَّاخي خلاصة كتب سير الإباضيـَّة المغاربة، وحظي بطبع حجريٍّ سنة 1301هـ/1883م، وامتدَّت إليه أيدي الدارسين، واعتمده جلُّ الباحثين الذين كتبوا في موضوع الإباضيـَّة.

وقد حقَّق الأستاذ محمَّد حسن منه قسم المغرب، في رسالة جامعيـَّة، ونشرته جامعة تونس.

وسير الشمَّاخي يمثل خاتمة تآليف السير عند الإباضيـَّة، إذ جاء شاملا جامعا لأعلامهم ومناقبهم، درج فيه على اتـِّباع نهج الطبقات، ولكنـَّه لم يرقَ إلى طبقات الدرجيني أسلوبا ولا ترتيبا، وإن فاقه بعدد كبير من التراجم، استقاها من مؤلَّفات الإباضيـَّة وغيرهم؛ وذكر استفادته من كتاب "أخبار الأيمة الرُّسْتُمِيـِّين" لابن الصغير، ومروج الذهب للمسعودي، وتاريخ الرقيق القيرواني...

6- ملحق السير

وفي القرن الرابع عشر الهجري / العشرين للميلاد، ألَّف أبواليقظان إبراهيم(ت 1393هـ/1973م))[26](، كتابه «ملحق السير»؛ بدأ فيه من حيث انتهى الشمَّاخي، واستمرَّ إلى عهده ومعاصريه، وجاء كتابه متبعا نهج الأقدمين، إذ قسَّمه على طريقة الدرجيني إلى طبقات، وأنقذ حلقة مهمَّة في تراجم الإباضيـَّة، لولاه لأصبحت في طيّ النسيان، وبخاصَّة وأنـَّه اعتمد كثيرا على الروايات الشفويـَّة، فضلا عن الوثائق والمخطوطات التي سعى لجمعها من مختلف مواطن الإباضيـَّة ببلاد المغرب.

وأنجز أبو اليقظان قسما من ملحقه وهو مشلول في أواخر عمره، وكان يستعين بتلامذته في تدوين تراجمه، فجاء الكتاب غير معبـِّر بدقَّة عن روح وأسلوب أبي اليقظان، كما عرف عنه إبان نشاطه الأدبيِّ والصحفيِّ.

ولا يزال الكتاب مخطوطا، في ثلاثة كراريس، وقد وضع له الباحث محمَّد بن موسى باباعمي فهارس شاملة تساعد الدارسين على الحصول على المعلومة المرجوَّة بأخصر طريق، وهو ينتظر جهود الباحثين للتحقيق والدراسة.

7- مصادر ومراجع أخرى:

ثـمَّة مصادر أخرى مخطوطة، نذكر منها:

سيرة مقرين البغطوري، وسير ابن مداد، وسير الباروني.

إضافة إلى مراجع حديثة، منها المخطوط ومنها المطبوع، مثل:

- «الرسالة الشافية» (مط.) للقطب امحمَّد بن يوسف اطفـيَّش.

- «رسالة في تراجم علماء جربة» (مخ) لسعيد بن تعاريت.

- «تاريخ ميزاب» (مخ) لابراهيم بن بنوح متياز.

- «تاريخ جزيرة جربة» (مط) لسالم بن يعقوب.

- مؤلَّفات الشيخ علي يحيى معمَّر المفصَّلة بعنوان: «الإباضيـَّة في موكب التاريخ»، في أربع حلقات عن إباضيـَّة ليبيا، وتونس، والجزائر.

- مؤلَّفات الشيخ محمَّد علي دَبـُّوز. وبخاصَّة «نهضة الجزائر الحديثة» في ثلاثة أجزاء، و«أعلام الإصلاح في الجزائر» في خمسة أجزاء.

إضافة إلى قائمة هامَّة من المصادر والمراجع غير الإباضيـَّة، من مؤلَّفات ودراسات أكاديمية جادَّة.

ومن أبرز مؤلَّفات المستشرقين أعمال تاديوز لويكي، الذي كتب قرابة خمسين إنتاجا عن الإباضيـَّة بين كتاب وبحث ومقال.

وغيرها كثير ممـَّا حوته قائمة المصادر والمراجع بالتفصيل.

ومن أهمِّ ما ميـَّز مصادر هذا المعجم: المخطوطات، والوثائق، فضلا عن دراسات المستشرقين باللغتين الفرنسية والإنجليزية.

كما استفاد المعجم أيضا من مشاريع علميـَّة أخرى لجمعية التراث، وبخاصَّة دليل مخطوطات وادي ميزاب، والملفَّات الصحفـيَّة حول ميزاب والإباضيـَّة في الصحافة الجزائرية، وفهارس شرح النيل...

رسالة المعجم

يحمل هذا المعجم مضمونا علميـًّا، ويهدف إلى غاية حضارية، ومقصد إسلاميٍّ نبيل، ألا وهو إزالة الغبش الذي ران على أنظار الكثيرين نحو الإباضيـَّة، وبيان حقيقة هذه الفئة، كما تبرزها مصادرها، وإقامة الحجَّة على الدارسين والباحثين، بتوفير الوسائل الممكنة من الوصول إلى هذه الحقيقة.

وتنهار معاذير كثيرة تمسَّك بها أغلب من كتب عن الإباضيـَّة، وعمد إلى اجترار أخطاء صدرت عن جهل أو تعصُّب، فشوَّهت حقيقة الإباضيـَّة عبر القرون، حتـَّى غدت تلك الأخطاء بالتكرار حقائق يقينية، تعلو على النقد والتصويب.

و جمعية التراث بإخراجها لهذا المعجم، تسهِّل على الباحثين والمثقَّفين مهمَّة البحث الشاقَّة، التي شكا منها كلُّ من توغَّل بحثا في الفكر الإباضيِّ. وإن يكن للأقدمين من عذر في صعوبة الحصول على المصادر المخطوطة، فلا عذر للمحدَثين بعد توفُّر المطبوعات، ووجود دلائل المخطوطات، متى توفرت الهمَّة وصدقت العزائم على تقصِّي الحقيقة، وتلك سمة البحث العلميِّ الجاد.

ومعجم الأعلام بهذا يعدُّ بوابـَّة للنفاذ إلى أغوار المذهب الإباضيِّ بلا عقدة ولا خوف، ولا كتمان ولا تقية، للتعرُّف على نتاج رجالاته في مختلف الفنون والميادين، وإسهامهم في إعلاء صرح الحضارة الإسلاميـَّة، والدفاع عن هذا الدين.

ورسالة المعجم هذه تعدُّ - ولا ريب - خطوة مباركة نحو تجسيد وحدة المسلمين، بناء على ثلاثية: المعرفة والتعارف والاعتراف.

الخلل المرتقب

الكمال لله وحده، والعصمة للرسل والأنبياء، والبشر معدن النقص والأخطاء.

وهذا الجهد عمل علميٌّ رائد في التراث الإباضيِّ، ولكنه غير مبرّء من الخلل والهفوات، وإن بذلنا غاية الجهد لتفاديها. سواء في الجانب المعلوماتيِّ أم في الجانب المنهجيِّ.

ومن ذلك:

- خلل في بعض التواريخ التي لم نصل إلى تحديدها، وبخاصَّة تواريخ التراجم الحديثة.

- وخلل في بعض الأسماء والمعلومات، نظرا لضخامة المادَّة، واستنـزاف الطاقات المحدودة، ولو انتظرنا اكتمالها لظلّ هذا المشروع في قاعة الانتظار إلى أجل غير مسمَّى.

فالعمل بحاجة إلى تضافر الجهود لتدارك هذا النقص في الطبعات القادمة إن شاء الله.

ونلحُّ على القرَّاء الأفاضل - من جميع المستويات الثقافيـَّة – إمدادنا بملاحظاتهم، وانتقاداتهم، وتصويباتهم؛ وسيجدون منـَّا قلوبا ملء الرحاب، ومحبَّة تزداد على العتاب، ما دام الهدف تحقيق الصواب.

والأمل يحدونا أن نسعى جميعا للوصول بهذا العمل إلى أقصى درجات الكمال البشريِّ.

وهذا ما يحقِّقه الإنصاف، ولا داعي للمجاملة على حساب المعرفة والحقيقة، فإنَّ المدح الأجوف لن يخدم العلم، ولن يبني الحضارة.

شكر وتقدير وفي الأخير، لا بدَّ من الإشادة بالجهود الجبـَّارة التي بذلها كثير من الأساتذة والطلاَّب الجامعيين، في إعداد هذا المعجم، وبخاصَّة في المراحل الأولى من جمع المادَّة الخبريـَّة، ولولا سعيهم وإيمانهم الراسخ بأهميـَّة المشروع ما رأى هذا العمل النور وتخطَّى الحواجز، وبلغ الهدف المقصود.

وقد رعى هؤلاء الشبابَ آباء كرام، حبوهم بالعناية وخالص الدعاء، واحتضنهم سَرَاة كرماء، لم يبخلوا عليهم بالنفس والمال والجهد والزمن، وتنافسوا في استضافة أيـَّام «غار امجماج»، وتوفير الجوِّ المناسب لنجاحها.

كما نشيد بفضل كلِّ من ساهم بتقديم كتاب، أو تسهيل الوصول إلى مخطوط، أو وثيقة، أو مطبوع، أو إدلاء بشهادة حول علَم، أو كتابة ترجمة عن علم لم تذكره المصادر المتوفِّرة أو لا تزال أخباره في عداد الرواية، أو إبداء رأي، أو تصويب خطأ، أو توجيه انتقاد.

بفضل الله وتوفيقه، وبفضل تضافر كلِّ هذه الجهود، استقام معجم أعلام الإباضيـَّة شاهدا على صدق العزائم، ونبل المقاصد، ودليلا على طموح الشباب، وحكمة الشيوخ، تآزرا فكانت هذه الثمرة يانعة جنية، من شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء.

(والذين جاهدوا فينا لنهديـنَّهم سبلَنا وإنَّ الله لمع المحسنين)


لجنة البحث العلمي

ضوابط في ترتيب تراجم المعجم

ترتيب تراجم المعجم ألفبائي.

الـ التعريف: لغو في البداية فقط.

التشكيل (ًٌٍَُِّْ): لغو في بداية النص وكذا في وسطه.

الكشيدة (مـــ، لــ...): لغو في بداية النص وكذا في وسطه.

أبو: لغو في البداية فقط.

ابن (بن): لغو في البداية فقط.

أ. البربرية: مثل (أَمِيمُون)، لغو في البداية فقط.

ا. البربرية: مثل (امحمَّد)، لغو في البداية فقط.

أخت، وأخ: مثل (أخت أفلح)، لغو في البداية فقط.

أمُّ: مثل (أمُّ ماطوس)، لغو في البداية فقط

الفصلة (،) وسطُ النص تأتي بعد كُـلِّ الحروف العربية: مثل 1)ميمون حمودي.... 2)ميمون، الشهير بـ...

ترتيب الألفات وسط النصِّ:

1) أ 2) إ 3) ا مثلا: زكرياء بن أبي الهول قبل زكرياء بن إبراهيم قبل زكرياء بن الحسن.

الفراغ (أو البياض) قبل كلِّ الحروف في الترتيب، مثلا: حمـُّو والحاج قبل حمود بن سليمان.

الهمزة على الياء في الترتيب تعتبر همزة وليست ياء، مثلا: زائد قبل زار.

قائمة الرموز

~..................................................... حوالي

المط................................................... المطبعة

ت...................................................... توفي

تا...................................................... تاريخ

تح.................................................... تحقيق

تر..................................................... ترجمة

د....................................................... دون

ص................................................... صفحة

ط.................................. الطبقة (وهي خمسون سنة)

ط.ح............................................ طبعة حجرية

ظ.(في مخطوط).................................... ظهر الورقة

ع...................................................... عدد

ق...................................................... ورقة

مخ................................................... مخطوط

مر.................................................... مرقون

مصـ................................................. مصوَّر

مط.................................................. مطبوع

نا...................................................... ناسخ

و. (في مخطوط).................................... وجه الورقة

و....................................................... ولد

Eng. الطبعة الانجليزية لدكتوراه النامي: دراسات عن الإباضيَّة

ملاحظة: سير الشـَّمـَّاخِـي: - أمامه (مط) أو (ط.ح) يعني الطبعة الحجرية -أمامه (ط.ع) يعني الطبعة العمانية. والقاعدة العَامـَّة أَنـَّهُ ما لم يوجد رقم الجزء فحجرية، وما وجد فعمانيـَّة.

تحديد طبقات الأعلام

(ط2: 50-100هـ / 670-718م) (ط3: 100-150هـ / 718-767م) (ط4: 150-200هـ / 767-815م) (ط5: 200-250هـ / 815-864م) (ط6: 250-300هـ / 864-912م) (ط7: 300-350هـ / 912-961م) (ط8: 350-400هـ / 961-1009م) (ط9: 400-450هـ / 1009-1058م) (ط10: 450-500هـ / 1058-1106م) (ط11: 500-550هـ / 1106-1155م) (ط12: 550-600هـ / 1155-1203م)


التقسيم بالطبقات منهج تميز به الدرجيني، واستفاد منه المعجم في تحديد تواريخ الأعلام. يمثِّل مبحثا أو معلومة، ونموذج الاستمارة كما يلي: