== مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف البدري ، كان أعطر أهل مكة ولد في النعمة, وغذيّ بها, وشبّ تحت خمائلها ، وكان حديث حسان مكة, ولؤلؤة ندواتها ومجالسها ، وسمع عن الإسلام والمسلمين في مكة وأنهم يجتمعون في دار الأرقم بن أبي الأرقم ،فذهب إلى هناك ودخل الإسلام إلى قلبه وأسلم على يد رسول الله ، وكانت أمه خنّاس بنت مالك تتمتع بقوة فذة في شخصيتها فخشيها مصعب, وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا ، حتى علمت أمه وحبسته وأرادت أن ترده عن دينه ولكنها واجهت إصرار أكبر على الإيمان من جانب الابن . فقررت أن تخرجه من بيتها وتحرمه من الأموال .
وترك مصعب النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة, وأصبح الفتى المتأنق المعطّر, لا يرى إلا مرتديا أخشن الثياب, يأكل يوما, ويجوع أياما.
اختاره الرسول أن يكون سفيره إلى المدينة, يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند العقبة, ويدخل غيرهم في دين الله, ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم ، وقد أختاره الرسول لرجاحة عقله وكريم خلقه وزهده وبها كان أول سفير للإسلام ، وقد جاءها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما ، وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلمو المدينة يرسلون إلى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم ، وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة ، جاءوا تحت قيادة مصعب ابن عمير. وقد أسلم على يديه أسيد بن خضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, فجاء شاهرا حربته و يتوهج غضبا وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم فلما أقنعه أن يجلس ويستمع, فأصغى لمصعب واقتنع وأسلم ، وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة ، وأسلم كثيرا من أهل المدينة ، فقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير .
وبعد هجرة الرسول وصحبه إلى المدينة ، وحدثت غزوة بدر]] ، تلتها غزوة أحد الذي أمر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب ليحمل الراية ، وتشب المعركة الرهيبة, ويحتدم القتال, ويخالف الرماة أمر الرسول ، فقد حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب, فأقبل ابن قميئة وهو فارس, فضربه على يده اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل, وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه, فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمّه بعضديه إلى صدره وهو يقول: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل, ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح, ووقع مصعب, وسقط اللواءفحمله أحد المسلمين .
وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن بها وقال لقد رأيتك بمكة, وما بها أرق حلة, ولا أحسن لمّة منك. ثم هاأنتذا شعث الرأس في بردة .
أبو بكر الصديق . أبو الدرداء الأنصاري . أبو عبيدة عامر بن الجراح . أبو ذر الغفاري . أبو سعيد الخدري . أبو هريرة كعب بن مالك . أسامة بن زيد بن حارثة : أنس بن مالك : أسامة بن أخدري التميمي . أسعد بن زرارة . معاذ بن جبل . أبو موسى الأشعري . الأرقم بن أبي الأرقم . الزبير بن العوام . العباس بن عبد المطلب . المقداد بن عمرو . الوليد بن الوليد بن المغيرة . براء بن مالك . بلال بن رباح . جعفر بن أبي طالب . ثابت بن الدحداح . حسان بن ثابت . حمزة بن عبد المطلب . زيد بن حارثة . خالد بن الوليد . سعد بن أبي وقاص . طلحة بن عبيد الله سعيد بن زيد . سلمان الفارسي . سهيل بن عمرو . عبادة بن الصامت . عبد الله بن رواحة . عبد الله بن عباس . عبدالله بن الزبير . عبدالله بن عمر بن الخطاب . عثمان بن عفان . عمر بن الخطاب . عمار بن ياسر . علي بن أبي طالب . صهيب الرومي. القائمة الكاملة بأسماء الصحابة
أيّها المؤمنون، يقول حبيبنا : ((النجوم أمنَة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) رواه الإمام مسلم، وعند أبي نُعيم في الحلية من قول ابن عمر ما: (من كان مستنّا فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد ، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوبا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه ، ونقلِ دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد ، كانوا على الهدى المستقيم والله رب الكعبة). اللهم ارض عن أولئك النفر الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، اللهم إنا نُشهدك أنا نحب محمدًا وصحبه، اللهم فأحينا على طريقهم واحشرنا في زمرتهم. أيها المؤمنون، ما أشدّ الشوق إلى أن نخترق أربعة عشر قرنًا إلى الوراء لنُطلّ على الحجاز يتهلّل بِشرًا وفرحًا برسول الله ومن معه، بين مكة والمدينة والإيمان يأرز بينهما. ما أجمل أن نعيش لحظاتنا هذه مع واحد من تلاميذ محمد، مع سائر في ركب النور، مع رجل يمشي على الأرض وقلبه معلّق بالسماء.
لما انقضت غزاة أحد مرّ رسول الله على الشهداء يتفقّدهم، يعرّج على الأجساد الطاهرة، على القلوب الوفية، على من قدموا أرواحهم لنصرة الدين، وبذلوا أنفسهم ثمنًا لجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، مرَّ بهم واحدًا واحدًا، فلما حاذى واحدًا منهم وقف عنده ورفع يديه إلى السماء يدعو له، ثم قرأ قول الله عز وجل: مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [الأحزاب:23]، ثم قال: ((أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم، والذي نفسي بيده لا يُسلّم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه)).
كانت وقفةً مؤثرة ودعوة مؤثرة وقولة مؤثرة، فبين يدي مَن كان هذا الموقف؟ ولمن كان هذا الدعاء؟ من ذلكم الشهيد الذي استوقف المصطفى واستعبره؟ وكيف قضى نحبه ووفى ما عليه؟ أما من؟ إنه أبا عبد الله مصعب بن عمير تُحدثنا عن سيرته شوارع مكّة وطرقاتها، نواديها وعرصاتها، يحدثنا عنه أريج المسك والأطياب وناعم المسكن والثياب ولذيذ المطعم والشراب، تحدّثنا عنه مكّة بأسرها، فتياتها اللاتي لطالما تمنّينه، شبانها الذين كانوا يغبطونه على عيشه، أمه التي كانت تدلِّلُه وتلبي له كلَّ مطلب، كلُّ أولاء يحدّثوننا أنّ مصعب ألقاهم وراءَ ظهره وسار إلى الله، ألقى الدنيا بكل أوضارها وعلائقها، وسار يحدوه الشوق، ويدفعه الأمل، ليرقى في منازل المحبين. كان مصعب بن عُمَير فتى مكة شبابًا وجمالاً، وكان أبواه يحبانه حُبًّا عظيمًا، وكانت أمه من أغنى أهل مكة، تكسوه أحسن الثياب وأجمل اللباس، وكان أعطر أهل مكةفلما أسلم انخلع من ذلك كله، وأصابه من الشدة والتعذيب والبلاء ما غيّر لونه وأذهب لحمه ونهك جسمه، و انقلب نعيم عيشه بؤسًا وفقرًا، وحالُ ترفه جوعًا ونصبًا، لكنه لم يبال، فكل شيء لله يهون. أقبل مصعبُ يومًا بعد أن صار إلى ما صار إليه بعد إسلامه، أقبل وعليه نمرة قد وصلها بإهاب يستر بها بدنه النحيل، فلما رآه أصحاب النبي نكسوا رؤوسهم رحمةً له، ليس عندهم من الثياب ما يقدمونه له، ولمن يقدمون لو وجدوا؟ يقدمونه لمن كان يومًا أنعم قريش عيشًا وأعطرهم، وهو اليوم يرحم لحاله. فلما أقبل على رسول الله وصحبه سلّم فردّ السلام عليه وأثنى عليه وقال: ((الحمد لله، يقلب الدنيا بأهلها، لقد رأيت هذا ـ يعني مصعبا ـ وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه نعيما منه، ثم أخرجه من ذلك الرغبة في الخير وحب الله ورسوله))،
لقد صار مصعب مضرب المثل في الزهد والفقر وقلة الحال بعد أن كان مضرب المثل لفتيان مكة في الترَف ورغد العيش، لذا قال عمر بن الخطاب لما رآه يومًا: (انظروا إلى هذا الرجل الذي نوّر الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب، ولقد رأيت عليه حلَّةً اشتريت له بمائتي ألف درهم، فدعاه حبُّ الله ورسوله إلى ما ترون). نعم، حب الله ورسوله إذا ملأ قلبَ العبد هانت في عينه الدنيا وصغرت، لما أسلم مصعب لم يكن بلاؤه في انتزاعه من حياة النعيم التي ألِفها فحسب، بل لقد تعرّض للعذاب والإذاء جسديًا ومعنويًا، وبالله عليكم كيف ترون الجسد الناعم المرفّه إذا عذّب في رمضاء مكة؟!
حلفت أمه أن لا تأكل ولا تشرب ولا تستظل حتى يرجع عن دينه ويترك محمدًا، غير أن الإيمان يأبى عليه ذلك، يأبى عليه أن يبيع النور بالظلام والهدى بالضلال، فثبت على دينه حتى كادت أمه تموت وإنه لغير مكترث. أخذه قومه فقيدوه بالأصفاد وحبسوه حتى تغير لونه ونحل جسده ونهك جسمه، وإنه لغير مكترث، ومضى مصعب يجرُّ قدميه فوق الشوك، يعالج طريق الجنة التي حفت بالمكاره، حتى إذا سهل الله الفرج هاجر إلى الحبشة، فترك وطنه، وودع حبيبه رسول الله فارًا بدينه مع ثلة من المؤمنين الصادقين. وفي الحبشة يبلغهم أن قريشًا هادنت المسلمين وتركتهم وما يريدون، فيعود مصعب مع من عاد، فإذا قريش لا كما عهدوا من كفرها وغيها، بل قد ازدادت شراسةً عمّا كانت عليه من قبل، ولا حقيقة لما بلغهم من أمر الهدنة، فرجع مصعب فارًا بدينه مع أهل الهجرة الثانية إلى الحبشة. وتمضي الأيام ويعود مصعب إلى مكة مشتاقًا إلى رسول الله وليشهد هذه المرة محنة الحصار في الشعب، وفي الشعب صبر مصعب وصابر حتى أنهكه الجوع والعطش، فخارت قواه حتى صار لا يقدر على المشي، فكان المسلمون يحملونه على أكتافهم. وبعد أعوام تأتي طليعة الأنصار الأولى لتسلم وتبايع البيعة الأولى، فيبعث رسول الله معهم أول سفير في الإسلام مصعب الخير معلّمًا وداعية وإمامًا، وفي عام واحد تسلم المدينة كلها إلا من شاء الله، تسلم على يد مصعب سادةً وأتباعًا، صغارا وكبارا، رجالا ونساءً، الأنصار كلهم حسنة في ميزان مصعب ، وبعد أن قضى مصعب مهمته في المدينة، بعد أن جادل أهلها ودعاهم ورباهم، فأتم ما أرسل لأجله، ما تراه صنع ؟ هل طلب أوسمة شرف وشهادات تقدير؟! هل أخذ إجازة ليتخفف من العناء؟! هل ابتنى منتجعًا أو اكترى مشداحًا ليهدأ باله قليلاً؟! هل نال ترقية أو علاوة في المرتب؟! كلاّ فما لأجل هذا خرج ولا بذل ما يبذل، لقد فعل ما فعل لله، فلما أدى ما عليه لم يركن ولم يسترح، بل عاد إلى مكة إلى أرض البلاء والمحنة لتنعم عيناه بصحبة رسول الله ، وليكون في طليعة المهاجرين يوم أذن لهم بالهجرة، فيا لله ما أوقدها من همة، لم يهاجر مرة ولا اثنتين، بل أربع هجرات: ثنتان للحبشة وثنتان للمدينة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً . الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه. أما بعد: فلقد ضرب لنا مصعب أروع الأمثلة في الولاء والبراء، فإنه لما أسلم عادته أمه ومارست عليه شتى الضغوط ليعود في الكفر بعد الإيمان، فلم يلتفت إليها، بل ثبت على دينه، وقطع صلته بكلّ من عادى الله ورسوله، ولم تكن تلك حماسة الإيمان في بداياته فحسب، بل ظلت حرارة الولاء والبراء في قلبه مدى حياته،ففي غزوة بدر مرّ مصعب بأنصاريّ قد أسر أخاه ابن أمه وأبيه، فقال مصعب لما مر بهما يوصي الأنصاري بأخيه:شُدَّ يديك به فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك، فقال أخوه: هذه وصاتك بي يا أخي؟! فقال مصعب يشير إلى الأنصاري: إنه أخي دونك. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما شجاعته فأيُّ شيء ينتظر من جندي فذّ من جنود الإسلام الأوائل؟! أستاذه محمد وشعاره: إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ رتبته: وَاللَّهُ مَعَكُمْ تعالوا ـ أيها الأحبة ـ نقف على المحطة الأخيرة من حياة هذا البطل غزوة أحد، وأي شيء غزوة أحد؟! إنها الفصل الأخير من مشهد البطولات والتضحيات في حياة مصعب الخير، فلقد حمل الراية يومئذٍ، فما اهتزت في يده رغم شدة القتال، سقطت راية قريش سبع مرات، تأخذها يد إثر يد، وراية حزب الله ثابتة في كفّ أبي عبد الله.
ثم لما شاع في الناس مقتل رسول الله وانكشف منهم من انكشف ثبت مصعب مع الثابتين، وأقبل يحمل الراية ويهتف مردّدًا قول الحق عز شأنه: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، فتقدم إليه عدوُّ الله ابن القمئة يبارزه، واشتد القتال بينهما، فأهوى ابن القمئة على يمنى مصعب فقطعها، فتناول الراية بيسراه فقُطعت، فاحتضنها بين جنبيه، فحمل عليه عدو الله الثالثة فأهوى بالرمح على جسده الشريف الطاهر، فخرَّ على الأرض صريعًا، وشاع في الناس أن الذي قتل إنما هو رسول الله ؛ لأن مصعبًا كان من أشبه الناس به خَلقًا، وهكذا قضى مصعب نحبه، باع الدنيا بالآخرة، وقدم الرخيص فظفر بالغالي. سقط جسده على الأرض وحلّقت روحه إلى بارئها، شاط في دمائه الزكية، ويُبعث يوم القيامة يثغب جرحه دمًا، اللون لون الدم والريح ريح المسك. ، فلما انتهت المعركة وقف رسول الله على مصعب وهو مُنجَعِف على وجهه، فقرأ قول القرآن: مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً
قال خباب : هاجرنا مع رسول الله في سبيل الله نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله، فمنا من قضى ولم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قُتل يوم أحد، فلم نجد ما نكفنه به إلا نمرة، كنا إذا وضعناها على رأسه خرجت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه، فقال: ((اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه شيئًا من الإذخر))، ومنا من أينعت ثمرته فهو يهدبها. اللهم ارحم مصعبًا وألحقنا به في ركاب محمد ، واجعل في هذه الأمة من يحذو حذوه ويتبع أثر ذلك الجيل الصالح.
==و مات