الرئيسيةبحث

مسرح ليبي

حصل الفنان محمد عبدالهادي على أول ترخيص بإنشاء فرقة مسرحية في مدينة طبرق فور عودته من بيروت.

وهناك ثلاثة كتب عن المسرح الليبي وكلها تجمع على أن طبرق كانت مهد المسرح الليبي والفنان محمد عبدالهادي كان مؤسسه.

وقد اطلعت على كتاب الصحفي محمد يونس بو سويق - المعنون :-

محمد عبدالهادي - مؤسس المسرح الليبي .. درنة 1930 ف .. وهو كتاب حاول فيه مؤلفه أن يسرد رحلة محمد عبدالهادي من الـــــ أ إلى الــ ى .. وهو خلال ذلك يبذل قصارى جهده في تهميش ريادة طبرق لهذا الفن ..

وقد لاحظت تغاضيه عن حقيقة واضحة وهي أن الرجل انطلق أول ما انطلق من مدينة طبرق ، وقد أثبت ذلك السرد التاريخي الذي مشاه المؤلف محمد بو سويق ، ثم ما ورد في مؤلفات اهتمت بهذا الجانب .. مثل كتاب تاريخ المسرح الليبي المعنون - "المسرح الليبي في نصف قرن 1928-1978" لمؤلفه عبدالحميد الصادق المجراب .. يقول المجراب الفنان محمد عبدالهادي الذي تشبع بالفن المسرحي في بلاد الشام وأصبح إيمانه الراسخ بجدوى هذا الفن الوليد ، وحال وصوله إلى مدينة طبرق أسس أول فرقة مسرحية في سنة 1927 ف عرفت باسم فرقة هواة التمثيل " ص 82 ..

ثم ينقل لنا عن كتاب الأستاذ بشير عريبي - "الفن والمسرح في ليبيا" - " عندما عاد مواطننا محمد عبدالهادي من بيروت سنة 1926ف إلى مدينة طبرق أسس فيها فرقة للتمثيل " .

وسنجد في مقدمة كتاب - مؤسس المسرح الليبي - لمحمد بو سويق والتي كتبها الشاعر والمؤلف المسرحي - عبدالحميد بطاو .. سنجده يقول .. محمد عبدالهادي الذي بدأ محاولته الأولى في العشرينيات بمدينة طبرق .

وفي كتاب - الأستاذ المهدي بوقرين "تاريخ المسرح في الجماهيرية" سنجد الإشارات نفسها .. «

ما الذي نود قوله في هذه المسألة التي ستبدو وكأنها هامشية إلى جانب منجزات المسرح الليبي المعاصر وريادة مُدنه وفرقه المسرحية في طرابلس و بنغازي ودرنة والبيضاء وطبرق ومصراتة وسبها وغيرها..؟!

نريد أن نقول أن الريادة عمل بطولي من حق المرء أن يفخر به ،والمبادرة الأولى هي البرق الأول الذي يأتي بالمطر..وقد أبرقت طبرق مـُبكراً ومن حقها أن تنال شرف الريادة دون أن نغمط حقها الذي أجمعت عليه كل المصادر التاريخية وأثبتته الوثائق التي في بطون الكتب والمراجع .

وحين نحتفظ لمدينة طبرق بهذا الحق علينا ألا ننسى حمل مدينة درنه الجميلة لراية المسرح والمُضي بها كشعلة - الأولمب- إلى كل المدن الليبية، بنغازي وطرابلس وغيرها حتى إذ تلقفت هذا الفن شرعت تؤسس له ، وتضيف إلى منجزاته الكثير « 

فهل نصل إلى اليوم الذي تقيم فيه مدينة طبرق. يوماً للمسرح الليبي؟ يكون بمثابة - عيد سنوى- يحتفى به بالمؤسس وبالمدينة التي احتضنته ويسرد هناك في ليالي طبرق الجميلة كيف أن الفن ينبثق من وسط المعاناة والحروب ويقاوم الخراب. فمدينة طبرق ليست مدينة الحروب والدبابات ومونتجمري وخطوات ثعلب الصحراء.

بل هي مدينة مضيئة تستحق أن نعترف لها بريادة هذا الفن العظيم ..