إن محردة تعني مشرق الشمس وهي مدينة سورية تقع شمالي حماه حوالي 25 كلم و هي تطل على نهر العاصي في وادي شمالي المدينة وتمتد المدينة الحديثة بمبانيها ومحلاتها التجارية والمنشآت الزراعية و الصناعية و المرافق الاجتماعية والصحية والثقافية والجمعيات التخصصية و غيرها .
محردة في التاريخ
لمدينة محردة عمق تاريخى تدل علية الأثار الموجودة في المدينة ومحيطها حيث يوجد في محردة آثار كثيرة و من أهمها قلعة شيزر الشهيرة التي تتوضع على كتف صخري مرتفع قد تم تحصينه بشكل جيد وهي من القلاع الهامة في المنطقة . وأيضا يوجد في محردة معبد يُعتقد أنه يوناني قديم و هو الآن معروف باسم كنيسة السيدة وعدد من المباني الأثرية والمقابر البيزنطية وغيرها . وجدت إحدى البعثات الأثرية العاملة بالمنطقة في أحد الكهوف ( المغر ) آثار لانسان قديم تعود إلى العصر الحجري حيث وجدت أدوات وسكاكين حجرية من الصوان و مكتشفات عديدة تدل على ان انسان العصر الحجري الوسيط قد استوطن هذه المنطقة .
تشتهر مدينة محردة بثقافتها الرائدة في مختلف الإختصاصات الجامعية وفيها كثير من المثقفين البارزين و الأطباء و المهندسين و الشعراء و الرياضيين و الفنانين المشهورين . و تفتخر محردة على المستوى الرياضي بالبطلة السورية العالمية غادة شعاع .
الزراعة والصناعة في محردة
تشتهر محردة بالعنب حتى إن زراعة العنب أو الكرمة غطت مساحات واسعة من أراضيها ليصبح اسم المدينة و لوقت قريب بالكرمة لكثرة انتاج العنب فيها ، لكن هذه الأيام تم التوسع بزراعة شجر الزيتون والتي تنتج منها محردة كميات كبيرة إضافة إلى العديد من أشجار الفاكهة و الخضراوات بكافة أنواعها . وكذلك زراعات هامة تشتهر بها محردة وهي زراعة القطن والقمح .
المجال الصناعي : في مدينة محردة عدد جيد من المنشأت و المصانع و خاصة صناعة المنتجات الغذائية و الزراعية و المشروبات الغازية و بعض الصناعات و المعامل الصناعية الأخرى ، إضافة إلى المنشآت و المحلات التجارية المتخصصة المنتشرة في المدينة .
مشاهير من محردة
هناك عدد كبير من المغتربين من أبناء محردة في دول الإغتراب و منهم من تولوا مناصب كبيرة في المهجر نذكر : ميخائيل مسكين ، جرجس نجار ، حبيب بصبوص ، ريكاردو داوود ، أميركو قشوة و غيرهم الكثير ، وغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ابن محردة في دمشق ، والروائي محفوظ أيوب ابن محردة، و الشاعر مفيد نبزو صاحب ديواني : كرم الغزل ، و ناي بلا حنين ، و الذي غنى من كلماته فنان العرب الكبير وديع الصافي هو ابن محردة، و يوجد في مدينة محردة مختصين ومفكرين و أدباء ، وكذلك بتاريخ سورية ضباط ساهموا في خدمة الوطن بشرف و إخلاص و الذي منهم الآن : اللواء مدحت توما قائد شرطة محافظة الرقة ، و لا تزال محردة ترتقي مع الحضارة لتبقى إشعاع فكر وعلم ، ومنارة تتألق في سماء سورية بالنور و الخير و العطاء.