الرئيسيةبحث

محافظة شبوة

موقع محافظة شبوة
موقع محافظة شبوة
منحوتة اثرية وجدت في محافظة شبوة تعود للمملكة الحضرموتية القديمة
منحوتة اثرية وجدت في محافظة شبوة تعود للمملكة الحضرموتية القديمة

تقع محافظة شبوة إلى الشرق من العاصمة صنعاء وتبعد عنها حوالي 474 كيلو متر وتعتبر شبوة ثالث أكبر محافظة في الجمهوريه من حيث المساحة

موقع شبوة

مساحة محافظة شبوة (42584)كم2

كانت شبوة (المدينة وليس كل المنطقة المعروفة حاليا بـ محافظة شبوة ) المحطة الاولى لسير القوافل التجارية الاتية من الهند عبر مينا قناء ببئر علي, محملة بأللبان والبخور وغيرها لتسويقها في مكة والشام وقد كانت شبوة عاصمة دولة حضرموت عام 750 قبل الميلاد. وتوجد في شبوة سواحل سياحية مثل ساحل بالحاف الذي يشيد فية حاليا مينا لتصدير الغاز المسال وساحل بئر علي . ويعتمد سكان محافظة شبوة على رعي الاغنام والجمال ،والزراعة والصيد وتربية النحل وتعتبر شبوة المورد الاساسي للجيش اليمني في الجنوب سابقا, حيث يوجد فيها المحور الاوسط للجيش ويوجد في شبوة قبائل كبرى من أكبر القبائل اليمنية والعربية وهم:-

(يمتازون بانهم بدو حملة سلاح فرسان ذوي شجاعة ومرؤة واقدام )فهم احرقوا منطقة كاملة بسبب اهانة رجل واحد منهم وحاصروا قائد بريطاني في رخية *وقتلوا ثلاثة عسكريين اعتدوا على رجل منهم وعلقوهم في قلب مدينة سيئون 3 ايام...............................


عدد سكان محافظة شبوة 498000 نسمة موزعه على 17 مديريات وهي ----

وتعتبر شبوة ثاني محافظة تحوي كميات كبيرة من النفط والغاز بعد حضرموت.


بني هلال وعلاقتها شبوة

سيرة بني هلال واحدة من السير الشعبية التي تنتشر في مناطق محافظة شبوة وخصوصاً المناطق الصحراوية منها, بل إنها تعدُ جزءً هاماً من الموروث الشعبي الشبوي. وقد كانت وما زالت هذه السيرة الشعبية تتردد على أفواه الناس في مجالسهم وأوقات سمرهم يرويها الحفظة من كبار السن في تلك المناطق ويستمتع بها الكبار والصغار لما فيها من مآثر وأحداث كثيرة تزخر بالكثير من القيم والفوائد الأخلاقية والتربوية.

بل إن سيرة بني هلال في مناطق شبوة وإلى جانب سير وحكايات الحميد بن منصور وأبو عامر تشكل جذراً هاماً في الثقافة الشعبية لدى سكان هذه المناطق, ومؤلاً شعبياً يعتمد عليه في التربية الشعبية وأكتساب القيم والمعارف العربية الأصلية.

ومن الغريب أن رواة سيرة بني هلال وغيرها من السير الشعبية هم من العامة والذين لا يقراءون ولا يكتبون حتى نقول إنهم قد أطلعوا على كتب السيرة الهلالية المتداولة في الأسواق والمدن والمكتبات, وإنما هم يتناقلونها خلفاً عن سلف.

ولو قمنا بمقارنة بين ما بقي من أحداث هذه السيرة الشعبية في الذاكرة الجماعية لقبائل المنطقة وبين ما تتداول في السواق من كتب السيرة الهلالية لوجدنا إنهما يشتركان في شخوص وأبطال تلك السيرة الشعبية والخطوط العريضة لتلك السيرة, ولكنهما يختلفان في الكثير من التفاصيل الخاصة بها ففي الوقت الذي يقول فيه رواة السيرة الشعبية المتداولة هنا عن تغريبة بني هلال أن أبطال تلك السيرة وقبائل بني هلال قد انتقلت من مناطق شبوة وتحديداً أودية مرخة وجردان والكور ومناطق الكسر في حضرموت. نجد السيرة المتداولة في الأسواق لا تشير إلى المناطق التي انطلقت منها القبائل الهلالية وبشكل تحديدي وإنما هي تكتفي بالقول بأنها قبائل عربية جاءت من مناطق نجد والحجاز.

لكن رواة السيرة الشعبية لدينا لا يوافقون على ذلك وإنما يجعلون هذه المناطق المشار إليها آنفاً كمناطق إنطلاق ومناطق سكن قديمة لتلك القبائل العربية بل ويصرون بأن عدداً من القبائل العربية التي ما زالت تقطن تلك المواضع القديمة هي قبائل هلالية دون شك ومن تلك القبائل حسبما يقال قبائل النسيين في وادي مرخة وقبائل النمارة بوادي جردان وقبائل خليفة في حواضن عتق. وآل بن ماضي في وادي عمد.

بل إن بعض الرواة هنا لا يكتفون بتلك القبائل فقط وإنما يضيفون عليها بعض القبائل الأخرى مثل آل بلقار بن بحلس وإلى هؤلاء وحسب قول العامة تنتمي بعض العشائر المعروفة في المنطقة. بل إن بعض قبائل عله التي تقطن بأودية الكور ودثينة يدعون أن نسبهم يعود إلى بني هلال, ويرى النسيين ذلك إنهم وقبائل عله من أصل هلالي واحد. ولهذا فإننا نرى ذلك الزعم كثيراً ما يتردد في أشعار تلك القبائل وزواملها الشعبية التي تردد في المحافل الشعبية العامة ومواقف المفاخرة أثناء الحرب أو الاستعراضات القبلية. ومن ذلك على سبيل المثال ما قاله الشاعر سالم بن صالح الفطحاني وهو من شعراء عله الكور أثناء مناسبة شعبية وفي معرض مفاخرته بنسبه ونسب قومه أمام شاعر العوالق وهو الشاعر ناصر بن أحمد بن لزنم الدياني وقد كان آل فطحان من عله وبعض قبائل العوالق في حروب ومنافسات طويلة لأنهم قبائل متجاورة في مساكنهم في أودية وجبال الكور فقد قال الشاعر الفطحاني مفاخراً بن لزنم الدياني شاعر العوالق في أحد زوامله:-

يا ناصر أحمد با نشـدك من جدكـم لحنا على بوزيـد ذي عمـه ذيـاب رعنا عله من روس خورة لا امصُبر رعنا ندق الهيج شاخص كـل نـاب

وفي زامله هذا يفاخر الفطحاني العلهي شاهر العوالق بأنهم من بني هلال وأصحاب نسب صريح وأنهم من أولاد أبو زيد الهلالي, فيجيبه العولقي قائلاً:-

لا عِل وش جدك ولا وش منسبك وحنا العوالق ذي نفتح كل بـاب والله وراس اليوم مركزنا القـوي ابنك على كفي من الزلات تـاب

وابن لزنم شاعر العوالق لم ينكر نسب الفطحاني الذي زعمه ولم يقره وإنما هو يقول إنه لا يعلم بحقيقة ذلك, وإنه ومهما كان نسبه فإن المركز القوي لقبيلة العوالق هو الذي سيحتم الموقف في خلافاتهم القبلية.

ويقول الشاعر با جمال من أبناء مدينة عتق وهو يعتبر من شعراء خليفة التي تنتسب لبني هلال كذلك بحكم الجوار يقول في مساجلة مع بعض شعراء العوالق مصرحاً بذلك النسب:-

هذا القبائـل كلهـا متخـابـرة وحنا لنا تالي خبر يا بني هلال في شف تقدوم الجيوش المكبرة ذي رجمته زاعت دلاقيم الجبال

ولو أردنا الوقوف على كل ما قيل عن هذا النسب لهذه القبائل في أشعارها وزواملها الشعبية لأحتجنا إلى مجلدات ضخمة لتدوين ذلك, وإنما نحن هنا قد أوردنا بعض الأمثلة البسيطة في ذلك.

وبالنظر إلى أهمية هذه السيرة الشعبية في موروثنا الشعبي فإننا نورد واحدة من الروايات لتلك السيرة, وهي قد تكون غير مكتملة أو قابلة الإضافة والحذف لدى رواة هذه السيرة في مناطق أخرى. ولكننا نرى إن من المهم جداً تدوين هذه الرواية وبروايات شتى وبين مناطق مختلفة حتى نتمكن من تحليل المعلومات والجوانب الفنية فيها لاحقاً, أو يأتي من هو أقدر وأجدر منا ليقوم بذلك.



في الموروث الشبواني

رواية الراوي/ محسن عمر باحاج

كان بني هلال يسكنون بأرض فلاة ويعيشون على ما تدره عليهم أنعامهم ومواشيهم وفي إحدى السنين حدث قحط وجدب شديدان حتى قيل أن الرياح قد توقفت, ولم تعد الأمطار تهطل على بلادهم, وكان في أرضهم جبل يقال له ( يهر) وكانت لديهم أشجار صغيرة تسمى (الورس) وهي شجرة تستخدمها النساء بعد سحقها وأضافت بعض المواد إليها في زينتهن .

فأمروا أحدهم بأن يصعد إلى الجبل ويضع (الورس) على أحد الصخور في القمة ، وكانوا يترددون عليه بعد كل عشرة أيام وذلك ليتأكدوا من وجود الورس على ما هو عليه أم إنه تغير ، وسبب ذلك ليروا ما إذا كانت الأمطار ستهطل على بلادهم أم لا وهم غائبين عنها باحثين عن الماء والكلى في منازل القبائل الأخرى. وبعد غياب سنة عن بلادهم عادوا ليجدوها كما كانت ولم ينقص منها شيء فقال أحد شعراءهم :

طرحنا وقية ورس في حيدنا يهـر ودور السنة جينا وهي في قرورها لا هـزت العليـاء والمشـرقيـة ولا في أيام المقيضه حـرورهـا

فعزموا على الرحيل من هذه البلاد ليبحثوا لهم عن أرض فيها من الماء والكلى ما يعيشهم وأنعامهم ، فأرسلوا أبو زيد الهلالي وأولاد حسن بن سرحان الاثنين ومعهم سعد وسعداً هذا عبداً لحسن بن سرحان وسافروا الفرسان الأربعة ، فمروا في طريقهم بأرض اليمن إلى السعودية ثم الشام وتركيا ، وكانوا في كل بلاد يمرون بها ينظرون ما فيها من منافعهم وما في أهلها من كرم الضيافة وشدة البأس لكي يسكنوها إما بسلام أو بحرب إذا كان أهلها ضعفاء حتى وصلوا إلى بلاد المغرب فدخلوا تونس وأعجبوا بها أيما إعجاب ولكن حكام تونس ألقوا القبض عليهم فسألوهم وتحققوا منهم ومن أي بلاد هم ، وكان لحاكم تونس ويدعى (ألزناتي) بنتاً فطلبت من أبوها تسليمها أحد أولاد حسن بن سرحان وهو (مرعي) وكان أخوه الثاني قد توفي بعد أن لسعته حية في الطريق أما أبو زيد وسعد فاستعبدوهم وجعلوهم عبيداً عندهم واستمروا في التحقيق معهم وكان أبو زيد يتملص من أسألتهم ويخفي الحقيقة عنهم ولكنهم كانوا يشكون في أنه أبو زيد الهلالي لأن صيته قد ذاع في كل البلاد ومع هذا فقد عجزوا عن معرفة الحقيقة حتى جاءتهم إحدى العجائز فقالت لهم أتركوه لي وأنا أعرف من هو وأعطوه حباً ليطحنه لأنه كان عبداً عندهم فجاءته العجوز فتحدثت معه وروت له بعض القصص فانسجم معها حتى رأت أنه لم يعد مركزاً معها وذلك لانسجامه الشديد وتأثره بأحداث القصة فضربته بعصاً كانت بيدها فاتنفض وقال (الهلالي) أو (أبو زيد الهلالي) فحاولت العجوز الهرب بعد أن عرفت الحقيقة لتخبر بها ألزناتي فأدركها أبو زيد قبل أن تهرب وأمسك برأسها وثنى رقبتها حتى انكسرت ثم أعاد رأسها إلى وضعه الطبيعي وأخذ بعض الطحين ووضعه في فمها وأنفها ليؤكد للناس بأنها ماتت متأثرة بالطحين الذي أكلته ثم صاح في الناس وأخربهم بموت العجوز التي بموتها يكون قد عجز الناس عن معرفة شخصيته ، ولكن الزناتي وأصحابه أجمعوا على قتل أبو زيد والعبد أما مرعي فقد دخل في علاقة مع بنت الزناتي فطلب منها منع والدها عن قتل أصحابه فعادت إليه وأخبرته بأن أبوها عازماً على قتلهما وكان الزناتي قد وضع خطة لقتلهما وهي أن تذبح الجمال للجيش ويحافظ على جلودها ويوضع أبو زيد وسعد فيها (أي في الجلود) ويوثق رباطهم ويرمى بهم في البحر فعلمت بنت الزناتي بالخطة وأخبرت مرعي فطلب منها أن تأخذ تمراً وفحماً وتذهب به إلى أبو زيد وكان مسجوناً فذهبت وأعطته أبو زيد فنتف لها شعره من لحيته وقال لها أعطيها لمرعي وقولي له بعد مرور عاماً فأعطتها لمرعي وبلغته بكلام أبو زيد فأخذ الشعرة واحتفظ بها .

أما الزناتي فقد أمر بتنفيذ خطته فوضع أبو زيد وسعد في الجلود وأخذوا على البحر وفي الطريق وبعد أن أحس أبو زيد بابتعادهم عن الديار أخرج فحماً فأكله فسمع العبد الذي كان يحملهم على البعير الصوت الصادر من أبو زيد فسأله ما الذي يأكله ؟ فقال أبو زيد : تمراً . وقال العبد : أني أحس بالجوع فهلا أكلت معك بعض التمر؟ فقال أبو زيد : فك وثاقي حتى أعطيك . ففك وثاقه فأستغل أبو زيد الفرصة وخرج من الجلد وكسر رقبة العبد حتى أنه جعل وجهه إلى ظهره ، وكان العبد يحمل رمحاً فأخذه أبو زيد وثبته في الأرض وأسند العبد إلى الرمح وأبقاه واقفاً ثم فك رباط صاحبه وركبا الجمال التي كانا محملين عليها وذهبوا ، وضل الزناتي منتظراً رجوع العبد حتى مر أسبوع ولم يعد فسألوا عجوزاً ساحرة فقالت لهم : إن العبد مقبل مدبر فأرسلوا من يبحث عنه فوجدوه ميتاً ووجهه إلى ظهره مستنداً على رمحه ، فعادوا إلى الزناتي وأخبروه بأمر العبد وفرار أبو زيد وسعد وكان أبو زيد وسعد في طريقهم إلى بلادهم اليمن ، وعندما اقتربوا منها سأل أبو زيد سعد عن ماذا سيقول لبني هلال عن بلاد تونس ؟ فقال سعد سأقول : ونعم يا برقه لولا بعدها . قال لهم أبو زيد : لا بل قل ونعم يا برقه لولا رجالها . فأصر العبد على أن يقول ما يريد . فأمره أبو زيد أن يحفر حفرة وأعطاه بيتاً من الشعر وهو :-

يا حافر الحفرة وسع تراكيها يا لعبد يا لسود خافك تقع فيها وصلات خارجية