فهرس |
تعتبر محافظة المثنى من المناطق التي سكنها الأنسان القديم منذ أقدم العصور التاريخية وما قبلها فقد وجدت آثار مستوطن المنطقة في العصر الحجري القديم في منطقة (وادي القصير) على بعد كيلو مترين فقط جنوب غرب قلعة القصير في بادية السماوة الجنوبية . وقد انتقل انسان وادي الرافدين من عصور ما قبل التاريخ إلى حياة التمدن والحضارة . ولأول مرة في تاريخ الأنسان بمختلف عناصر الحضارة المميزة بظهور الوركاء حيث بداية ظهور المدينة ونظام الحكم والكتابة والتدوين والقوانين المنظمة للحياة الأجتماعية والفنون والأداب واسس المعرفة الأخرى .. والممارسات في المعابد والكهنة .. وأضافة إلى تطور الزراعة ونظام الري وبداية السيطرة على البيئة واستثمار امكانياتها .. وبذلك تعتبر الوركاء انطلاقة الثورة الحضارية في وادي الرافدين ومنه إلى العالم اجمع .. كما ان السومريين عاشوا في الوركاء في الألف الخامس ق.م وأسسوا فيها دولة قوية ازدهرت في الالف الرابع قبل الميلاد وقد خلدوا فيها اثار حضارية شامخة حتى وقتنا الحاضر تشهد لهم بالتقدم وحضارتهم بالرقي والخلود . وتقع اطلال مدينة الوركاء تلكم المدينة العريقة على بعد كيلو متر واحد من مركز ناحية الوركاء الحالي وستين كيلو متر من قضاء السماوة ويصل اليها الزائر بواسطة السيارة من ناحية الوركاء . وهي على بعد ستين كيلو متر من هور (اللـﮔـطـة) المشهور بزرقة مائه ،كما وتشتهر محافظة المثنى ب بحيرة ساوه وهي بحيرة مغلقه ذات ماء مالح محاطه بحائط كلسي طبيعي يعيد غلق نفسه عند كسره لسرعه تصلب المادة الكلسية الموجوده بالماء كما وتحتوي على اسماك صغيرة جدا عاليه الشحوم اذ تذوب بالكامل عند محاوله طبخها وتتزود هذه البحبره بالماء من تدفق المياه الجوفية تحت الارض . وتقع محافظة المثنى في المنطقة الجنوبية من العراق وتحدها من الشرق محافظة البصرة وذي قار ومن الغرب المملكة العربية السعودية وجزء من بادية النجف ومن الشمال محافظة القادسية وجزء من محافظة النجف ومن الجنوب العربية السعودية وجزء من محافظة البصرة والكويت . وقد مرة هذه المنطقة اسوة ببقية مناطق العراق بأدوار تاريخية عديدة ، اذ تعرضت للاحتلال العثماني والفارسي والبريطاني فعانت ما عانت من ضروب التخلف والظلم والأستغلال وقد ركبها الجهل وفتك بها المرض فوهنت وعشعشت فيها الخرافة ردحا ليس بالقليل .وتتألف محافظة المثنى من أربعة اقضية وهي :
1- قضاء السماوة وفيه مركز المحافظة وترتبط به ناحية السوير .
2- قضاء الرميثة وترتبط به ناحية الوركاء وناحية المجد وناحية الهلال وناحية النجمي .
3- قضاء الخضر وترتبط به ناحية الدراجي و ترتبط به قرية الهويشلي .
4- قضاء السلمان وترتبط به ناحية بصية .
تبلغ مساحة محافضة المثنى بحدودها الادارية الحالية 51029كيلو متر او 15/004/665 دونما ومساحة البادية الجنوبية الداخلة ضمن محافظة المثنى 13/200/000 دونم . ومساحة الاراضي الصالحة للزراعة في المحافظة 1/116/200 دونم ومساحة الرقعة التي يمكن استغلالها ضمن حدود الارواء 430/500 دونما وتبلغ مساحة الاراضي المستغلة فعلا 250/000دونما ومساحة الاراضي الغير صالحة للزراعة 465,688دونما ويبلغ عدد نفوسها حسب الاحصاء المحلي لسنة 1998 / 439732 الذكور منهم 215190 والاناث 224542.
محافظة المثنى يسودها الطابع الزراعي الا انها اشتهرت ببعض الصناعات المحلية اليدوية المتميزة كالنسيج الخاص بالمداد والبسط (الغلايج) وتطريز الازر الذي اخذ الطابع الفولوكلوري المتوارث في التصاميم والالوان والذي كان يرافقه حكايات الجدات للاحفاد والصغار والكبار الملتصقين بدائرة الدفء حول الموقد او (المنقلة) في الليالي الباردة من الايام الخوالي على ضوء الفانوس او (الاله) تتحدث عن الفتوة والفداء والبطولة .. وتكثر في المحافظة وفي السماوة خاصة الاملاح - ملح الطعام - حيث توجد فيها أكبر ممالح في العراق واغزرها انتاجا .. وتكثر في السماوة الاسمنتية وتطورت تطورا كبيرا في سنوات معدودة ، اضافة إلى بعض الصناعات النفطية والمداجن ومعامل الاعلاف وخياطة العبي الرجاليةالتراثيةاللتي تشتهر بها عشيرة الشنابرة وما إلى ذلك من مشاريع في طور النهوض .
تسكن المحافظة مجموعة كبيرة من العشائر العربية العريقة والتي استوطنت المنطقة منذ امد بعيد فهناك عشائر بني حجيم ومن عشائرها من سكنة السماوة وهي آل بو جياش والتي تتفرع إلى
1- الشنابرة
2- آل بو جراد
3- آل زويد
وغيرها وهناك عشيرة كبيرة تسكن السماوة وهي عشيرة آل زياد والتي تسكن غرب وشمال وجنوب غرب مدينة السماوة وتتوزع إلى عدة بطون وهي :
1- آل بلحه
2-الدراوشة
3- آل عصيدة
4- آل ديم
5- آل بو حمد
6- آل بو حسان
وتسكن قضاء الرميثة عشائر بني عارض والخزاعل والظوالم و آل ابي حسان و بني زريج اما الانفة الذكر استوطنت المحافظة بعض العوائل التي تنتمي إلى عشائر اخرى . وقد استوطنت هنا طلبا للرزق منذ امد بعيد .
لكلمة السماوة عدة معان اوردتها معاجم اللغة وكتب التاريخ فقد اورد الحسني عن ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان ) 1429 م انما انما سميت سماوة لانها ارض مستوية لا حجر فيها . واما المنجد فيورد ان سماوة فلك البروج . وسما على وارتفع . ويوضح الشيخ احمد رضا في كتابه معجم اللغة ان سما وة : الشئ العالي لذا طرفها العالي . وتورد بعض المصادر التاريخية ان المنطقة التي تمتد فيها مدينة السماوة حاليا قد نشأت فيها قبل الإسلام مدينة اسمتها المصادر (اليس ) وكانت محطة استراحة للجيوش العربية ومقر تجمع المقاتلين من أبناء القبائل العربية التي حاربت الفرس وقاومت نفوذهم اذ شهدت ارضها معركة كبيرة بين العرب بقيادة خالد بن الوليد وبين الفرس بقيادة جابان عظيم العجم المقيم في (اليس) وقد ذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان (اليس- الموضع الذي كانت فيه الواقعة بين المسلمين والفرس في أول ارض العراق من ناحية البادية .. وقال البلاذري :- وكان المثنى بن حارثه مقيما بناحية (اليس) يدعو العرب للجهاد.
اما في العصر الحديث فقد وردت اقدم إشارة عنها في الوثائق العثمانية عام 1494م وتصفها بانها قرية زراعية تقع على شط العطشان وهو نهر الفرات الاصلي الذي تحول عنها عام 1700 إلى مجراه الحالي اثر فيضان كبير غمر المنطقة، كما انها خضعت لسلطة الصفويين عام 1662م في زمن الشاه عباس الاول وعززوا حمايتهم العسكرية فيها عام 1625 م بعد انتصارهم على بكر صوباش ، وفي عام 1758 م مر بها الطبيب البريطاني الرحالة ايفز وجماعته في طريقهم من البصرة إلى الحلة فمر بنهر الكريم الحالي وكان المجرى الاساسي الجنوبي للفرات حينذاك فوجدها بلدة مسورة بيوتها من طين .. ومما يذكر ان سورها الذي كان يحميها من غارات البدو والوهابيين تم تهديمه عام 1937م نظرا لانتفاء الحاجة له وتوسيع المدينة . وفي عام 1765 م مر بها الرحالة الالماني (نيبور) وهو في طريقه إلى النجف الاشرف فبغداد واشار إلى انها مدينة مبنية من الطين وفي باديتها ملح كثير وتنتشر في المنطقة المواقعة الأثرية اذ ان عددها قد بلغ 33 موقعا اثريا تتراوح ازمانها بين 3200ق.م إلى العصور الاسلامية الحديثة.