اللوياثان لوياتان، ليفياتان (بالعبرية: לִוְיָתָן بمعنى ملتوٍ أو منحن) وحش بحري توراتي أشير إليه في العهد القديم (المزامير، أيوب، أشعياء).
أصبحت كلمة لوياثان مرادفاً لأي وحش بحري هائل، ففي رواية موبي ديك، يشير اللوياثان إلى الحيتان الهائلة، فيما أصبحت الكلمة في العبرية الحديثة تعني الحوت ببساطة.
فهرس
|
وردت كلمة لوياثان في الكتاب المقدس في خمسة مواضع، وأشير إليه باعتباره التنين في الأصحاح الثالث من سفر أيوب:
ذُكرت كلمة لوياثان أيضاً في تعليق راشي على سفر التكوين. جسترو يترجم كلمة تانيميم إلى "وحش بحري، تمساح، أو أفعى كبيرة." ويعلق راشي: "طبقاً للأساطير، فإن هذا يشير إلى اللوياثان ومادته. خلق الرب لوياثانين ذكراً وأنثى، ثم قتل الأنثى مبرراً ذلك بأن تناسل اللوياثان سيدمر العالم.
تظهر المراجع التوراتية للوياثان وكأنها قد تطورت من أساطير بعل الكنعاني التي تضمنت مواجهة بين بعل ووحش بحري سباعي الرؤوس اسمه لوتان. ولوتان هي الهجاء الأوغاريتي للكلمة العبرية لوياثان. تمثل المراجع التوراتية أيضاً ملحمة الخلق البابلية إينوما إليش حيث يذبح إله العواصف مردوك أمه تيامات وحش البحر وربة الفوضى والخلق ويخلق السماء والأرض من نصفي جثتها.
يعتبر التمثيل المسيحي للوياثان أنه شيطان أو وحش طبيعي مرتبط بالشيطان،ويميل البعض إلى كونه هو الوحش رَهَب المذكور في سفر إشعياء.
يعتبر بعض دارسي الكتاب المقدس اللوياثان كممثل لقوى الفوضى التي سبقت الخلق. مستشهدين بما جاء في سفر التكوين من أن الأرض كانت خالية إلا من الماء، وما جاء في المزامير بخصوص اللوياثان.
تقترح بعض التفسيرات أن اللوياثان هو رمز للبشر في مواجهة الرب، مدعين أن اللوياثان مع الوحوش التي ذكرت في سفري دانيال والرؤيا ينبغي أن تفسر على نحو مجازي. ويظهر استخدام كلمة لوياثان في أسفار العهد القديم على أنه إشارة إلى وحش سامي ذُكر في الأدب الأوغاريتي. ووفقاً للأسطورة الكنانية فإن اللوياثان عدو نظام الخلق، وذبحه الإله الكنعاني بعل. كلمة لوياثان لليهود القدامى أصبحت مرادفاً لما يحارب مملكة الرب، ويتضمن هذا على وجه الخصوص الدول التي تحارب إسرائيل. [1]
يظهر لوياثان أيضاً في كتاب إينوخ المشكوك في صحته، حيث يصف اللوياثان ويعرفه على أنه أنثى بحرية مقابل بهيموث الذكر الصحراوي.
وفقاً للقديس توما الأكويني، فإن اللوياثان هو شيطان اللحسد، والشيطان الذي يُعاقب أولاً من بين الخاطئين.
في سفر أيوب، وُضع بهيموث ولوياثان معاً مع عدد آخر من الحيوانات الدنيوية، كالماعز، والنسور والصقور، الأمر الذي قاد العديد من الدارسين المسيحيين إلى الافتراض بأن بهيموث ولوياثان يمكن أن يكونا أيضاً مخلوقين أرضيين، والحيوان الذي يُفترض على نطاق واسع أنه اللوياثان هو التمساح النيلي.
مثل اللوياثان، فإن التمساح النيلي مائي، محرشف، ويملك أسناناً شرسة مُمَزِقة. ينص سفر أيوب على أن عيني اللوياثان "كهدب الصبح". ما جعل البعض يقارن هذا المقطع بعيني التمساح اللتين تظهران خارج الماء قبل بقية رأسه، متضمنين صورة شروق الشمس في الأفق. تعترض صعوبات هذه الصورة حيث أن اللوياثان يوصف في سفر أيوب بأنه ينفث اللهب كالتنين، بالإضافة إلى أن شكل التمساح لا يماثل الأوصاف التوراتية الأخرى للوياثان.
يقترح آخرون أن اللوياثان صورة مبالغ فيها لحوت، وتواجه هذه الفكرة بعض الصعوبات، حيث أن الشعب اليهودي في الشرق الأدنى لم يواجه حيتاناً على الأرجح في منطقته الدافئة.
تعتقد نظريات آخرى تعتمد على علم تشفير الحيوان وعلم الخلق أن اللوياثان كان زاحفاً مائياً مثل بليسيسوروس، أو عضواً في عائلة هاردوسور، خصوصاً طائفة باراسورولوفوس.