الكورتيزون يستخدم كدواء لعلاج العديد من الأمراض المزمنة ، وهو واحد من سلسلة إنتاجية يطلق عليها (steroidogenesis) تَوليدُ الستيرويد (Steroid هو مركب عضوي حلقي) ، يبدأ بالكوليستيرول وبعدها يمر بعدة مراحل من التفاعلات في الغدة الكظرية لتوليد عديد من هرمونات ستيرويد .
فهرس |
الكورتيزون مادة تفرز في جسم الإنسان من غدة صغيرة (4جم) تلتصق بالكلية ولذلك سميت بالغدة " الجاركلوية " وتفرز هذه الغدة هرمونات أخرى تنظم الاملاح والماء في الجسم، ولكن هناك غدة أخرى موجودة في الدماغ تسمى الغدة النخامية تتحكم في عمل غدة الجاركلوية فترسل لها مادة هرمونية تأمرها بإفراز الكورتيزون للقيام بعمليات حيوية في الجسم على مدار الساعة.
الالتهاب هوعملية دفاعية يقوم بها الجسم لطرد أو تعديل وضع شاذ في الجسم . قد يحدث الالتهاب أحيانا ثم يذهب دون الحاجة لإعطاء أدوية، فقد تظهر حكة جلدية ثم تختفي أو يسيل الأنف بعض الوقت ثم يتوقف، ولكن هناك أعراض وحالات شديدة كالربو والتهيج الجلدي المؤلم وغير ذلك كثير مما يتطلب معه إعطاء الأدوية اللازمة ومنها أدوية الكورتيزون.
أدوية الكورتيزون منها ضعيف القوة ومنها المتوسط ومنها القوي وأخيرا القوي جدا. ومنها ما يعطى خارجيا مثل المراهم والكريمات ومنها الذي يعطى على شكل بخاخات للرئتين والأنف ومنها حبوب البلع وهناك الحُقن التي تعطى بالدم.
أدوية الكورتيزون المستخدمة خارجيا أو موضعيا هي التي تكون على شكل مراهم أو كريمات ذات الاستخدام على سطح الجلد والعين والأنف وكذلك بخاخات الرئتين تعتبر استعمالا خارجيا لا يدخل إلى الدم كالكورتيزون الذي يعطى عن طريق الفم أو الحقن. إلا انه قد تمر كمية ضئيلة نسبيا إلى الدم عبر الجلد وبذلك تحدث أثارا سمية غير مرغوبة. لا يتساوى ضرر أي مستحضر كورتيزوني مع الأخر وذلك لاختلاف أنواع أدوية الكورتيزون، فالكورتيزون القوي يحدث آثار جانبية أكثر والعكس صحيح. كما أن طريقة الاستخدام لها دور كذلك فقد يكون نوع الكورتيزون ضعيفا ولكن إذا استخدم مدة طويلة، أو بكميات كبيرة أو في أماكن واسعة من سطح الجسم أو أماكن جلدية رقيقة مثل الوجه وثنايا الجلد أو تم تغطية الجلد المعالج بغطاء غير نفاذ مثل البلاستك فان أثره الجانبي كبير ( لذلك يجب عدم استخدامه في حالة التهاب منطقة الحفائظ عند الأطفال). -ولهذا يتم اختيار نوع الكورتيزون المناسب حسب الحالة المرضية، فلكل حالة اختيار خاص لنوع الكورتيزون وشكله الصيدلاني مثل أن يكون على شكل مرهم أو كريم، فعلاج الصدفية يختلف عن علاج حكة جلدية بسيطة. وتختلف معالجة منطقة الإبط عن علاج منطقة أسفل القدم، والجلد الجاف المتصلب يعالج بمراهم دهنية والجلد الرطب بالكريمات وهكذا. فإذا استخدم الكورتيزون حسب ما وصفه الطبيب أو الصيدلي من ناحية الكمية الدوائية وطريقة الاستخدام والمدة المطلوبة فان الضرر يكون اقل ما يكون بإذن الله.
كم أن لأدوية الكورتيزون آثارا علاجية ممتازة فان لها آثارا جانبية قد تكون خطيرة أحيانا إن لم يلتزم المريض بالتعليمات ألازم إتباعها. -وأكثر ما تظهر عند استعمال أدوية الكورتيزون عن طريق الفم أو الحقن أو جرعات عالية مدة طويلة، لان ذلك يؤدي إلى تعطيل غدة الجاركلوية عن إفراز الكورتيزون الطبيعي، وقد تحتاج إلى أسابيع أو شهور حتى تعود إلى عملها الطبيعي في إفراز الكورتيزون.
-أما الآثار الجانبية المحتمل حدوثها فهي :
ارتفاع ضغط العين ومرض السّاد ( الكاتاراكت ) وهو عتامة عدسة العين ، وارتفاع مستوى السكر في الدم ومرض الرثية ( الروماتزم )، وتخفيض المناعة ، واستدارة الوجه، وتجمع الدهون بين الرقبة والأكتاف ( حدبة )، وزيادة العطش والتبول ، وآلام في العضلات ، وحجز عنصر الصوديوم داخل الجسم مما يؤدي إلى زيادة السوائل وتنشأ الوذمة (الاديما) ويرتفع ضغط الدم فيزيد العبء على القلب ، كما يطرد عنصر البوتاسيوم مع البول مما يؤدي إلى فشل عمل القلب ، وقد تسبب اضطراب الدورة الشهرية ، كما تسبب تقليل المناعة مما يؤدي إلى تأخر التئام الجروح والتجرثم البكتيري والفيروسي والفطري وغير ذلك فيصاب المريض بمرض آخر دون أن يشعر لان الكورتيزون يخفى أعراض التجرثم. كما يؤدي إلى ترقق الجلد وظهور الشعيرات الدموية ، ويغير البيئة البكتيرية على سطح الجلد مما يؤدي إلى نمو جراثيم ضارة كالفطريات .
تعالج الالتهابات الجلدية بالكورتيزون مدة قد تصل إلى 10 أيام مرة أو مرتين يوميا. أما في الحالات التي تحتاج إلى معالجة طويلة الأمد فيستخدم الكورتيزون خارجيا مدة تصل إلى 3 أسابيع ثم يستخدم كريم أو فازلين عدة أيام (أيام راحة) ثم يستعمل الكورتيزون مرة ثانية.
لا يوجد ما يشير إلى وجود خطر من نوع ما على الجنين، رغم أن النصيحة تدعو إلى عدم استخدام الكورتيزون من قبل الحامل أو من قبل من كانت على نية الحمل إلا بوصفة طبية. كما يستحسن استخدام اضعف أنواع الكورتيزون واقل كمية واقصر مدة ممكنة. قد تفرز كمية ضئيلة في حليب الأم إذا تناولت الكورتيزون ولكن لا يوجد ما يقلق إذا تناولت الأم جرعة يومية اقل مما يعادل 40 ملجم من البريدنيزولون يوميا، ولكن يجب الانتباه إذا كانت الكمية أكبر فان الكورتيزون قد يؤخر نمو الأطفال. كما على الأم عدم دهن صدرها بالكورتيزون قبل الرضاعة.
إذا توقف المريض فجأة عن تناول الكورتيزون فان جسمه يخلو من الكورتيزون اللازم للعمليات الحيوية وذلك لان غدة الجاركلوية تكون قد توقفت عن إفراز الكورتيزون بسبب تناوله من خارج الجسم، وقد لا تعود إلى عملها إلا بعد أسابيع أو شهور أو قد تحتاج إلى عام أو اثنين حتى تستعيد كامل نشاطها السابق وبالتالي تظهر أعراض الانسحاب التي منها الشعور بالدوار، ضعف العضلات، الم المفاصل، تقشر الجلد، ضعف الشهية، غثيان أو قيء ، حمى ، هبوط مستوى سكر الدم ، صداع ، وارتفاع الضغط داخل الجمجمة ، وتغييرات عقلية، وقد يؤدي التوقف المفاجئ إلى الموت .
- كما قد يؤدي إلى عودة المرض الذي كان يعالج بالكورتيزون. وتعالج أعراض الانسحاب من الكورتيزون بإعطاء جرعة عالية من الكورتيزون ثم تقليلها تدريجيا.
- تعتبر بخاخات الكورتيزون قليلة المخاطر نسبيا إذا استخدمت بشكل صحيح، وان استخدام المراهم أو الكريمات لعدة أيام فقط فان شاء الله لا يوجد منه ضرر على الكبار أو الأطفال . ولكن هناك ضرر متوقع من استخدام الكورتيزون على هيئة حبوب أو حقن فان استخدامها أكثر من ثلاثة أسابيع قد يؤدي إلى توقف غدة الجار كلوية عن الإفراز. - يمنع الطفل أو البالغ من الاحتكاك بمصادر العدوى الجرثومية مثل المستشفيات أو الأماكن المزدحمة أو أن يتلقى تطعيمات تحتوي على كائنات حية مثل تطعيم شلل الأطفال عن طريق الفم، لان المناعة تقل أثناء تناول الكورتيزون، كما يمنع الاحتكاك بالمصابين بجدري الماء (العنقز) أو الهربس أو مرض الحصبة لان ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. فإن حصلت العدوى فان المصاب قد يحتاج إلى حقن أجسام مناعية.