الكنيسة القبطية الكاثوليكية كنيسة كاثوليكية شرقية مستقلة انفصلت عن الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية وارتبطت بشركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بفرعها الشرقي ، أي أنه مسموح للأقباط الكاثوليك بالاحتفاظ بعاداتهم وطقوسهم الكنسية القبطية .
فهرس |
كانت أولى محاولات إعادة الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية و الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في أواسط القرن الخامس عشر ، عندما أرسل بابا الفاتيكان البابا أوجانيوس الرابع إلى بابا الإسكندرية يوحنا الحادي عشر يدعوه إلى زيارة مجمع فلورنسا ، فلبى بابا الإسكندرية الدعوة وأرسل وفدا يمثل كنيسته ضم رئيسي ديري الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا وعدد من الرهبان الأقباط و الأحباش ، وقع ذلك الوفد اتفاقية وحدة مع الكنيسة الكاثوليكية وذلك في تاريخ الرابع من فبراير / شباط 1442 م ، ولكن تلك الاتفاقية لم يكتب لها النجاح لانها لم تلق الدعم الكافي من قادة الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية.
وفي القرن السابع عشر وصلت الإرساليات الكاثوليكية الغربية إلى مصر وكان في طليعتها إرسالية الآباء الفرنسيسكان ، وتم لاحقا تأسيس إرسالية للآباء الكبوشيين في القاهرة عام 1630 م ، ثم في عام 1675 م بدأ الآباء اليسوعيون نشاطهم الإرسالي بين مسيحيي البلاد . استقر بعض من هؤلاء المرسلين في الصعيد المصري وتمكنوا من جذب جماعات من الأقباط هناك للدخول في الكثلكة ، فقرر بابا الفاتيكان عام 1687 م تأسيس ولاية رسولية لهؤلاء الكاثوليك الجدد ووضعها تحت إشراف الآباء الفرنسيسكان ، ومن ضمن هؤلاء الأقباط أًرسل عدد من الشبان إلى روما للدراسة بغية إعدادهم لاستلام المهام الكهنوتية لجماعتهم الناشئة .
وهكذا كانت أعداد الكاثوليك في مصر في تزايد ، وفي عام 1741 م اعتنق الكثلكة أسقف أورشليم القبطي الأرثوذكسي الأنبا أثناسيوس ، فكلفه بابا الفاتيكان البابا بنديكتوس الرابع عشر برعاية جماعة الأقباط الكاثوليك برتبة نائب رسولي لم يكن عدد تلك الجماعة يربو على ألفي شخص ، لاحقا عاد الأنبا أثناسيوس للكنيسة القبطية الأرثوذوكسية ولكن هذا لم يوقف من استمرار ونمو الأقباط الكاثوليك ، حيث خلفه في إدارة شؤونهم صالح مراغي في الفترة ما بين 1744 م و 1748 م ، ومن ثم استلم الإدارة ثلاثة رؤساء للإرساليات الفرنسيسكانية ، ثم استلمها أيضا أسقف جرجا الأنبا أنطونيوس فليفل عام 1758م ومن بعده انتقلت لروكسي قدسي عام 1781 م ، وبهذا الشكل توالى على رعاية وإدارة شؤون الأقباط الكاثوليك النواب الرسوليون حتى عام 1824 م عندما تمكن الفاتيكان من الحصول على سماح السلطات العثمانية – التي كانت تحكم مصر حينها – بتنصيب بطريرك للأقباط الكاثوليك ، ولكن تلك الموافقة كانت حبر على ورق حتى حين ، وفي عام 1829 م سمح الأتراك للأقباط الكاثوليك ببناء كنائسهم الخاصة .
وبتاريخ 21 نوفمبر / تشرين الثاني 1895 م أصدر بابا الكاثوليك البابا لاون الثالث عشر منشورا بعنوان المسيح الرب تضمن المنشور قراره بتنصيب بطريرك للأقباط الكاثوليك ، وفي ذات العام قسمت الجماعة إلى ثلاث أبرشيات وفي عام 1899 م أًقيم الأنبا كيرلس الثاني بطريركا للإسكندرية على الأقباط الكاثوليك ولكن مقر إقامته كان القاهرة واستمرت ولايته حتى عام 1908 م ، ومن بعده بقي الكرسي البطريركي شاغرا مدة أربعين عاما ولكنه كان يدار من قبل الأنبا مكسيموس صدفاوي ومن ثم مرقس خوزام والذي نصب بطريركا عام 1947 م .
للمزيد برجاء زيارة موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي http://www.coptcatholic.org/index.php
تضم هذه الكنيسة قرابة الربع مليون نسمة معظمهم مقيم في مصر والقسم الآخر موزع في بلاد المهجر ، والكنيسة مقسمة إلى ست أبرشيات تدار من قبل أسقفين و خمسة مطارنة في المينا والإسماعيلية وسوهاج و أسيوط و الأقصر يرأسهم بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ، ويوجد دير واحد يتبع هذه الكنيسة يقع في كينج مريوط ، وبشكل عام فإن العمل الرهباني في هذه الكنيسة ليس مقتصرا على حياة التعبد في الأديرة وإنما يقوم على العمل الرعوي في خدمة أبناء الكنيسة وفي العمل في الحقول الكنسية المختلفة ، للكنيسة معهد لاهوتي لتخريج الكهنة يحمل اسم القديس لاون يقع في ضاحية المعادي في القاهرة ويتبع لهذه الكنيسة أيضا 160 مدرسة كاثوليكية موزعة على أغلب المدن المصرية وتستقبل تلك المدارس أبناء المصريين كافة على اختلاف مذاهبهم وأديانهم ، وتدير هذه الكنيسة مشفى في أسيوط ومستوصفات ومراكز صحية في مناطق مختلفة في البلاد . بطريرك كنيسة الأقباط الكاثوليك الحالي هو الأنبا أنطونيوس نجيب ( مواليد 1935 م ) وقد استلم مهامه البطريركية منذ عام 2006 م . هذه الكنيسة هي عضو في مجلس الكنائس العالمي و في مجلس كنائس الشرق الأوسط وتربطها علاقات طيبة مع بقية الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط وتلعب دورا إيجابيا في تعزيز العلاقات الأخوية بين المسيحيين و المسلمين من أبناء الوطن الواحد .