الرئيسيةبحث

فرسان مالطة

علم الدولة
علم الدولة

فرسان مالطة بالفرنسية:“L’ordre souveraine ET Militaire De Malte” بالإنجليزية: Sovereign Military Order of Malta

جماعة تقيم في الفاتيكان روما لها أعتراف إيطالي كدولة, 96 دولة أخرى منهم 6 دول عربية هى مصر,السودان, لبنان,الأردن,المغرب, موريتانيا. نشاطها الأساسى المعلن يقوم على جمع التبرعات وإنفاقها على مساعدة الدول المضيفة لها ببرامج خدمية خيرية طبية بالإضافة إلى الهدف الأساسى ألا وهو حماية الحق المسيحى في الحج إلى القدس, لا تعترف إسرائيل بدولة فرسان مالطة وليس لها تمثيل دبلوماسى في إسرائيل.

تعتبر منظمة دولية ودولة في آن واحد. رئيسها الحالى منذ 1988 هو الأمير البريطانى اندروبيرتى 60 سنة وهو أول بريطانى يرأس المنظمة منذ عام 1277، كما أنه الرئيس الثامن والسبعون للمنظمة منذ تأسيسها ، ويحمل رتبة كاردينال ويستمر حكم رئيس دولة فرسن مالطة(السيد الأعظم) حتى وفاته، ويرأس مجلسًا يتألف من ستة وعشرين فارسًا يساعدونه على تسيير شئون المنظمة وتدعمه أمريكا بقوة.

فهرس

تاريخ جماعة فرسان مالطة

بدأ ظهور فرسان مالطة عام 1070م كهيئة خيرية أسسها بعض التجار الإيطاليين لرعاية مرضى الحجاج المسيحيين في مستشفى قديس القدس يوحنا قرب كنيسة القيامة ببيت المقدس ، وظل هؤلاء يمارسون عملهم في ظل سيطرة الدولة الإسلامية ، وقد أطلق عليهم اسم فرسان المستشفى تمييزاً لهم عن هيئات الفرسان التى كانت موجودة في القدس آنذاك مثل فرسان المعبد والفرسان التيوتون ، والمؤكد أنهم ساعدوا الغزو الصليبى فيما بعد.

كان التزايد الكبير في أعداد الحجاج المسيحيين إلى مدينة القدس في بداية القرن الحادى عشر لاتجاه بعض التجار الإيطاليين للحصول على حق إدارة الكنيسة اللاتينية من حكام المدينة المسلمين ، وكان يلحق بهذه الكنيسة مستشفى للمرضى والحجاج يسمى مستشفى القديس يوحنا الأورشليمى كذلك استطاع تجار مدينة أمالفى 1070م تأسيس جمعية خيرية في بيمارستان قرب كنيسة القيامة في بيت المقدس للعناية بفقراء الحجاج ، ومن اسم المستشفى أطلق عليهم اسم فرسان المستشفى أوالتى حرفت إلى الهوسبتاليين في اللغة العربية ، ولم يلبث أولئك الهوسبتاليين أن دخلوا تحت لواء النظام الديرى البندكتى المعروف في غرب أوروبا ، وصاروا يتبعون بابا روما مباشرة بعد أن اعترف البابا باسكال الثانى بتنظيمهم رسميا في 15 فبراير 1113 م، وهكذا أصبح نظامهم يلقى مساندة من جهتين : تجار أمالفى وحكام البروفانس في فرنسا.

العلاقات الدولية مع فرسان مالطه ██ علاقات دبلوماسية ██ علاقات أخرى
العلاقات الدولية مع فرسان مالطه ██ علاقات دبلوماسية ██ علاقات أخرى

الحروب الصليبية

وعندما قامت الحرب الصليبية الأولى 1097م وتم الاستيلاء على القدس أنشأ رئيس المستشفى جيرارد دى مارتيز تنظيماً منفصلاً اسماه رهبان مستشفى قديس القدس يوحنا وهؤلاء بحكم درايتهم بأحوال البلاد قدموا مساعدات قيمة للصليبيين وخاصة بعد أن تحولوا إلى نظام فرسان عسكريين بفضل ريموند دو بوى خليفة مارتينز الذى أعاد تشكيل التنظيم على أساس عسكرى مسلح باركه البابا أنوست الثانى 1130، حتى قيل إن الفضل في بقاء مدينة القدس في يد الصليبيين واستمرار الحيوية في الجيوش الصليبية يعود بالأساس إلى فرسان الهوسبتاليين بجانب فرسان المعبد .

وقد كان تشكيل تنظيم الهوسبتاليين ينقسم إلى ثلاث فئات:

فضلا عن الأعضاء الشرفيين ويسمون الجوادين الذين يساهمون بتقديم الأموال والأملاك للتنظيم وبفضل عوائد هذه الأملاك وكذلك الهبات والإعانات عُشر دخل كنائس بيت المقدس كان مخصصًا لمساعدة فرسان القديس يوحنا أخذ نفوذ الفرسان ينمو ويتطور حتى أصبحوا أشبه بكنيسة داخل الكنيسة.

بعد هزيمة الصليبيين في موقعة حطين عام 1187 م على يد صلاح الدين الأيوبى هرب الفرسان الصليبيون إلى البلاد الأوروبية.

وبسقوط عكا 1291 م طرد الصليبيين نهائيا من الشام و اتجهت هيئات الفرسان إلى نقل نشاطها إلى ميادين أخرى؛ فاتجه الفرسان التيوتون نحو شمال أوروبا حيث ركزوا نشاطهم الدينى والسياسى قرب شواطئ البحر البلطيقي ، ونزح الداوية أو فرسان المعبد إلى بلدان جنوب أوروبا وخاصة فرنسا حيث قضى عليهم فيليب الرابع فيما بعد 1307: 1314 م .

الاستيلاء على ليبيا

أما فرسان الهوسبتالية الذين ظل وجودهم حتى اليوم فقد اتجهوا في البداية إلى مدينة صور ثم إلى المرج في ليبيا حاليا ومنها إلى عكا ثم ليماسول في قبرص 1291م.

ومن قبرص استمروا في مناوشة المسلمين عن طريق الرحلات البحرية ومارسوا أعمال القرصنة ضد سفن المسلمين ، إلا أن المقام لم يطب لهم هناك فعمد رئيسهم وليم دى فاليت للتخطيط لاحتلال رودس وأخذها من العرب المسلمين وهو ما قام به أخوه وخليفته توك دى فاليت في حرب صليبية خاصة 1308 - 1310 ليصبح اسم نظام الفرسان الجديد يسمى النظام السيادى لرودس أو النظام السامى لفرسان رودس.

وفى رودس أنشأ تنظيم الهوسبتاليين مراكزه الرئيسة وازدادت قوته ونفوذه خاصة بعد أن تم حل تنظيم فرسان المعبد وآلت بعض ثرواته للهوسبتاليين.

الاستيلاء على مالطة

ولأن أرض رودس كانت بمثابة نقطة استراتيجية هامة ، فقد عمد الأتراك المسلمون بدورهم للاستيلاء عليها خصوصا مع تزايد قرصنة الصليبيين لسفنهم وذلك بعد حصار وضغط متواصلين وكان أهم حصارين في 1310 ، 1480 مما أجبر رئيسهم فيليب دى ليل آدام على الاستسلام في 1522 والهجرة عن الجزيرة في أول يناير 1523 بين عدة مدن منها سيفليل إسبانيا وكاندى سيلان وروما إيطاليا إلى أن منح الملك شارك كنت للهوسبتاليين السيادة على جزيرة مالطة في 24 مارس 1530.

وبجانب سيادتهم على مالطة بوثيقة شارك كنت كانت لهم السيادة كذلك على عدة جزر مثل دى جوزوا وكومين بجانب مدينة طرابلس التى كانت تتبع عرش صقلية .. وقد صدق البابا كليمنت السادس على ذلك في 25 إبريل 1530 ومن ثم أصبح النظام يمتلك مقرًا وأقاليم جديدة أدت إلى تغيير اسمه في 26 أكتوبر 1530 م إلى النظام السيادى لفرسان مالطة ومنذ ذلك الوقت أصبحت مالطة بمثابة وطنهم الثالث ، ومنها استمدوا أسمهم فرسان مالطة واستطاع رئيسهم جان دى لافاليت أن يقوى دفاعاتهم ضد الأتراك العثمانيين مصدر خوفهم وأن يبنى مدينة فاليتا - عاصمة مالطة حاليا - التى أطلق عليها اسمه وكان مما ساعد على ترسيخ وجودهم في مالطة وقوع معركة ليبانتوا البحرية 1571م ، بين الروم والأتراك مما أبعد خطر الأتراك ووفر لنظام الفرسان جواً من الهدوء.

وقد تميز هذا النظام منذ إقامته في مالطة بعدائه المستمر للمسلمين وقرصنته لسفنهم حتى كون منها ثروة ولاسيما في الحصار التاريخى 1565 الذى انتهى بمذبحة كبيرة للأتراك ، كما توسع النظام كثيرًا حتى إن الملك لويس الرابع عشر تنازل له في 1652 عن مجموعة من الجزر في الأنتيل منها :- سان كيرستوف ، سان بارتليلى ، وسان كوزوا ، وصدق على ذلك في 1653 إلا أن صعوبة المواصلات مع هذه الجزر اضطر النظام للتنازل عنها لشركة فرنسية 1655 وظل النظام في مالطة تحت حماية إمبراطور الدولة الرومانية والكرسى الرسولى وفرنسا وإسبانيا وانتشر سفراؤه في بعض الدول وهو ما كان يعنى اعترافًا بالسيادة الشخصية للسيد الكبير للنظام أو رئيس الفرسان.

الخروج من مالطا

وبقيام الثورة الفرنسية 1789 و غزوها إيطاليا فقد الفرسان الصليبيون ممتلكاتهم وامتيازاتهم في فرنسا وإيطاليا وانتهى بهم الأمر بفقد مقرهم في جزيرة مالطة نفسها وطردهم منها على يد نابليون أثناء حملته على مصر عام 1798م ، فأقاموا بصفة مؤقتة في ترسيتا في إيطاليا تحت ضغط من بلاط فينيا ، وعندما استولى الأميرال نلسون على مالطة من الفرنسيين أقرت اتفاقية الأمنيس عودة الجزيرة للفرسان 1802، إلا أن كونجرس فاليتا عاصمة مالطة أسند إدارة الجزيرة للإمبراطورية البريطانية وبالتالى انقطع اتصال الفرسان نهائيا بمالطة - دولة مالطة الحالية ليست هى فرسان مالطة - وانقسموا بين البلاد حيث اتجه العديد منهم إلى سان بطرسبرج وبالتالى أصبح نظامهم الكاثوليكى الرومانى الذى يحظى برعاية البابا يخضع لقانون الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية !! واتجه جزء آخر إلى كاتانيا وفيرارا وروما ، وفى هذه الأثناء اختبر توماكسى 1802 ليكون آخر الرؤساء الكبار للتنظيم.

وبحلول 1805 أصبح الفرسان بلا رئيس حاكم ، ومنذ 1834 ونظام الفرسان يمارس شئونه من روما بصفة رسمية باسم العمل الخيرى وفى نطاق المستشفيات عملهم الأول وقت إنشائهم حتى أصبح نظامهم أشبه بهيئة خيرية لا تزال تسيطر عليها الروح الصليبية ، وأخذت في التوسع حتى فتحت جمعية لها في الولايات المتحدة الأمريكية 1926م.

أما في فرنسا فقد استمرت محاولات إحياء النظام ، وإن كان إنشاء التنظيم لم يكن له اتصال عضوى بالتنظيم القديم والذى استقر نهائيا في الفاتيكان ، كما انتقل بعض أفراد هذا النظام إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعاشوا فترات الحروب الأهلية وقد أصبح رمز نظام القديس يوحنا هو صليب أبيض معلق بحبل أسود ولذلك أصبح فرسان الهوسبتالية يعرفون بفرسان الصليب الأبيض.

انظر ايضا