أحد أقاليم المملكة المغربية, و تحمل صفة عمالة ...
تقديم
المراكشيون وحدهم يمكنهم الحديث عن الواقع اليومي لمدينتهم،ومشاكلها؛ويصفون المظاهر الخفية التي يسكت عنها الاشعارالسياحي بطريقة إرادية،والتي يحاول الزوار القادمون من هنا وهناك عدم التقرب منها.مراكش الحقيقة،الفقراء المنسيون والبؤساء المقنعون؛مراكش البطالة والجنس؛مراكش الحدائق والسياحة وجمالية المنظر.هذه الأوصاف يعرفها سكان مراكش جيدا،إنهم يعيشون الواقع اليومي لمدينتهم حقيقة دون تزييف أو تجميل.هل هناك أقبح من الفوارق الموجودة بين فيلات النخيل وجلييز وآسيف التي تبرهن عن الرفاهية في التبذير؛وتلك الدواوير الهامشية الطينية التي تشكل تجمعات إنسانية ممثلة لإحدى المشاكل الخطيرة والاستعجالية لمدينة مراكش-إن دوار سيدي يوسف بن علي- يترجم بصدق هذه الحقيقة المرة،ويقف كشاهد مزعج أمام سياسة الهروب والإقصاء التي ظل ينهجها المجلس البلدي للمدينة. منذ بداية القرن20 تطور بصفة غير مشروعة خارج المدار الحضري للجنوب الشرقي لمراكش دوار يحمل اسم سيدي يوسف بن علي،سكان هذا الدوار غالبيتهم قرويون،حاربوا لوحدهم لانتزاع الاعتراف بهويتهم كباقي أحياء المدينة،وكافحوا دون هوادة لتحسين ظروفهم المادية،وإغاثة أقربائهم في القرية حتى سنة 1958 حيث سمعت شكواهم. في 1984 أصبح حي سيبع يضم 80ألف نسمة مفرقين فوق 109 هكتار؛لقد شهد دوار سيدي يوسف بن علي ومنذ هذا التاريخ مسلسل تطور إقتصادي وعمراني متميز بتغيير جدري لمكونات تطوره من سكان وشغل ومستوى معيشي....،ويترجم هذا تراجع صفة القروية عن الحي التي تركت المجال للمظهر الحضري.هذه التغييرات لم تمر دون أن تكون لها عواقب على البنية العامة للحي التي أصبحت تشبه الشكل الحزين والفقير للدواوير المهمشة ومدن القصدير؛لايعني هذا بطبيعة الحال وجود تطور حقيقي إقتصادي وإجتماعي،ولكن تغير نوعي؛هذا يقلب بشكل خفيف البنيات الداخلية العتيقة للدوار،ويدخل دائرة التعديلات التي يقوم بها السكان المحليون للحي منذ اعتراف السلطات المحلية والبلدية بهذا الحي .