عصر صدر الإسلام
|
|
بدايته | بعثة رسول الإسلام محمد بن عبدالله . |
نهايته | انتهى بمقتل علي بن أبي طالب. |
تاريخ | العام (40) هـ |
عصر سابق | العصر الجاهلي |
عصر تالي | العصر الأموي |
فهرس |
إن المقصود بعصر صدر الإسلام هو تلك الفترة الممتدة من بعثة النبي محمد إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين ، والتي انتهت بمقتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب عام 40 من الهجرة النبوية .
كان العرب قبل الإسلام أمة ممزقة غير مجتمعة على كلمة، تكاد تفنيها الحروب والمنازعات وكانو أمة جاهلة، تسودها الخرافة، وتتقاسما العقائد الفاسدة، وكانوا أمة معظمها، يدين بالوثنية، ويسجد للحجارة، ويعبد آلهة متعددة لا تضر ولا تنفع، وكانوا يصنعون الأصنام من التمر أو الحلوى أو الخشب ويذلون لها ويخضعون، ويقدمون لها الذبائح والأطعمة ويلجأون إليها ويدعونها من دون الله، وكان يقتل بعضهم بعضاً على أتفه الأسباب، وكانوا يقتلون أبناءهم خشية الفقر، ويئدون بناتهم دفعاً للعار، وغير ذلك مما يظهر لكل ذي عقل سليم بطلان ما كانوا عليه، وأما أشهر الأصنام التي كانت عندهم فهي اللات والعزى ومناة.
وعندما جاء الإسلام، حاربهم محمد وتابعيه، وأنتصر عليهم فحطم هذه الأصنام التي كانوا يعكفون عليها[1]. يؤمن المسلمون أن الله بعث محمد فوجد كثيراً من الناس قد انحرفت فطرهم سواء الفكرية أو الشعورية أو السلوكية، ومع ذلك استطاع أن يؤهل فطرهم مرة أخرى فيحولوا دين إلى الإسلام، وترجع فطرهم كما كانت، فيتحمل أحدهم التعذيب ويرى القتل أهون عليه من أن يسجد لصنم أو أن ينطلق بكلمة الكفر – مع قيام الرخصة للمكره ما دام قلبه مطمئن بالإيمان- وكم من واقع في الزنى - لم يره أحد- لما استيقظت فطرته جاء إلى محمد يقول له طهرني من الزنى – وهو يعلم أنه سيرجم حتى الموت- لأن عذاب الدنيا أهون عنده من عذاب الآخرة.
إن أعظم الآثار التي تركها الإسلام في العرب هي إخراجهم من الظلمات إلى النور حيث قام بتوحيدهم ووضع نظام معيشة لهم كما كان للإسلام آثاره في نهضتهم في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية والمعرفية.
كان العرب قبل الإسلام في مؤخرة الركب بين الأمم وذلك بسبب الحروب والمنازعات والعصبيات القبلية التي كانت سائدة بينهم، كما أن نشاطهم في الجنوب قد خَمُد، وتضعضع أمرهم في الشمال، ثم جاء الإسلام وجاء محمد بما يسميه المسلمون بالنور من عند الله، فجعلهم خير أمة أخرجت للناس على حد تعبيره، وحملهم ما سماه برسالة الله إلى عباده، ووحدهم تحت لواء واحد، فإذا الأعداء المتناحرون بالإمس يتحولون إلى جيوش موحدة يخفق عليها علم الإسلام، وقد اتجهت تلك الجيوش إلى ميادين الفتوحات فأسقطت أعظم إمبراطوريتين في ذلك العصر، وهما فارس والروم. ثم تكونت الخلافة الإسلامية فأصبحت ذات نفوذ سياسي شامل، وأصبح للعرب دور مهم في العالم بما نشروا من دين وعلوم.
اجتث الإسلام من العرب العديد من العادات التي كان سائدة وحرم الخمر والميسر و المنافرة والمفاخرة وحرم الربا أي الفوائد على الديون. كما أنه حاول قلب موازين المجتمع الجاهلي الذي كان يقيس الناس بأنسابهم، فطلب أن يُجعل أكرم الناس أتقاهم، والزنجي التقي والعبد الحبشي أكرم من الهاشمي الكافر.
وقد حاول الإسلام بناء المجتمع على الإخاء والتضحية حيث ذكر القرآن: (إنما المؤمنون اخوة). كما وحسن الإسلام أوضاع وحقوق المرأة عما كانت عليه سابقاً فقد أعطاها دورها في بناء المجتمع الإسلامي حين أنقذها من عبوديتها، ومنع وأدها ، وكفل لها حق العلم واختيار الزوج والميراث إلى حد ما، وكلفها ما كلف به الرجال من أمور الدين بإستثناء بعض الحالات التي أدت إلى وصف المرأة بأنها ناقصة عقل ودين.
محا الإسلام بالقوة كل من الوثنية والكهانة والعرافة والطيرة والتشاؤم والتنجيم بإعتبارها معتقدات باطلة، وأحل مكانها ما سماه بالتوحيد الخالص. وعندما سيطر المسلمون على العديد من الدول وانتشروا في الآفاق درســوا أحوال الأمم المغلوبة وعلومها واقتبسوا من حضارتها، فامتزجـت العقلية العربية بتلك العقليات امتزاجا عميقا تولدت منه العلم الشرعية ، الفنـــون الأدبية، والحضارة الإسلامية التي طبقت الأرض مهدت لرقي الإنسان الحديث، كما حصل مع علماء بلاد فارس لاحقاً.
اللغة والأدب مظهران من مظاهر الحياة المختلفة، ومن ثم فلا بد أن يكون للإسلام تأثير فيهما . أما اللغة فقد خلد الإسلام اللغة العربية حين نزل القرآن بلسان عربي مبين ويعتقد المسلمون أن الله ضمن لها ذلك الخلود حيث قال القرآن:(انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ويصر المسلمون على أن حفظ القرآن يستلزم حفظ لغته التي نزل بها. ومن أثر الإسلام في لغة العرب أنه جعلها لغة عالمية غير مقصورة على إقليم معين حيث يحرص كل مسلم على وجه الأرض على تعلمها، ليقرأ بها القرآن في صلاته.
أما الأدب فكان بليغاً منذ قبل الإسلام مثال ذلك المعلقات وما شابه، ولكن أيضاً أثر الإسلام في الأدب من خلال القرآن والحديث حيث اقتفى الأدباء أثرهما، واقتبسوا من اسلوبهما. ومن أثر الإسلام في الأدب أنه أمده بكثير من الألفاظ التي لم يكن له عهد بها كالجنة والنار، والميزان الصراط، والبعث والنشور، والصلاة والزكاة، وأسماء الله الحسنى.
ولكن فرض الإسلام تحريم الشعر الذي يصف الخمر، وغيرها مما يتنافى مع مبادئ الإسلام وتعاليمه.