تركيا البلد الآسيوي الأوروبي الذي يتجاوز عدد سكانه السبعون مليون نسمة يشكل العرب أكثر من 3 بالمئة من تعداد سكانه ويتوزعون في مناطق اورفة وماردين وانطاكية و لواء اسكندرون ، فمنهم من وصل إلى هذه المناطق منذ عشرات القرون اي حتى قبل وصول القبائل التركية من الاناضول اليها ، وسكنوا في منطقة جنوب شرق تركيا والتي سميت باسمهم (ديار بكر )ابن وائل وتمركزوا في المنطقة الممتدة من حدود ماردين إلى جبل الطور وحتى جزيرة ابن عمر على الحدود السورية التركية والقسم الآخر ضمتهم تركيا اليها بعد ان ضمت مناطقهم التي يسكنون فيها في اطار معاهدة سيفر التي تمت بينها وبين الحلفاء عام 1920والتي حلت محل اتفاقية لندن عام1915 واتفاقية سايكس بيكو 1916 وتم الاخذ بهذا الاتفاق بين الحلفاء الثلاثة (فرنسا و بريطانيا و إيطاليا ) وبحسب المعجم الجغرافي يبدا القسم الاول من جنوب بانياس ، حتى محطة الراعي (جوبان بك ).
و القسم الثاني يبدأ من محطة الراعي ، ونصيبين وفي هذا القسم تفصل الجزيرة السورية عن تركيا ، واعتمدت سكة حديد قطار الشرق السريع الخط الحدودي الفاصل بين سوريا و تركيا وهكذا تكون تركيا قد غنمت بهذه الحدود قسما كبيرا من اراضي الجزيرة العليا الخصبة .
واما القسم الثالث فيمتد من نصيبين و جزيرة ابن عمر على نهر دجلة وترك جزيرة ابن عمر ونصيبين داخل الحدود التركية .
والحاق سنجق اسكندرون السوري ذات الغالبية العربية بتركيا ، وبتقسيم الحدود بهذا الشكل انقسمت الكثير من العشائر العربية البدوية إلى قسمين ، قسم بقي داخل الحدود السورية والقسم الآخر اصبح داخل الحدود التركية . و لقد تعرض عرب تركيا لسياسة التتريك التي اتبعتها الحكومات التركية المتعاقبة ضدهم كفرض الزي التركي عليهم وعلى الاقليات الباقية و بدلت اسماء القرى والبلدات واسماء العائلات إلى اسماء تركيه ومنعتهم كغيرهم من الاقليات من التكلم بغير اللغة التركية ، ومع هذا فما زال معظمهم يتكلم اللغة العربية وان كان قد دخلها الكثير من الالفاظ التركية.
واخذت اعداد هؤلاء العرب تتناقص بسبب النزوح الجماعي الذي تم بعد احداث سفر برلك وثورة الشيخ سعيد بيران إلى كل من سوريا والعراق ومن ثم إلى لبنان و تبعتها بعد ذلك هجرة حديثة إلى اوربا والغرب.
و يدين معظم هؤلاء العرب بالإسلام فينتمي اهل ماردين وطور عبدين إلى المذهب السني واهل لواء اسكندرون إلى المذهب العلوي باستثناء العرب السنة الذين نزحوا إلى هذا الاقليم من منطقة المحلمية في بداية القرن المنصرم ، واما البعض الآخر منهم فيدينون بالمسيحية ويعرفون بالسريان العرب اي العرب الذين كانوا قد انضموا إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وبقوا على نصرانيتهم وينتشرون في ماردين ونواحيها كالأقصورانية والقلعة مراوية و غيرهم.