عبد الفتاح مصطفى شاعر غنائي معروف ، ولد في القاهرة عام 1924م ، تخرج من كلية الحقوق ، و نال دبلوماً في الشريعة الإسلامية . في الأربعينيات بدأ مشواره في كتابة الأغاني و غنى له عبد الوهاب ، ثم غنى له الكثير من المطربين ، في الخمسينيات صار من كتاب المسلسلات و البرامج بالإذاعة .
في أواخر الخمسينيات غنت له أم كلثوم بعض الأغاني الوطنية ، ثم غنت له أغاني عاطفية و دينية ، و من أشهر أعماله لأم كلثوم .
في السبعينيات إتخذ الشاعر إتجاهاً صوفياً في قصائده فنظم الأغاني الدينية لعبد الحليم ، كما كتب العديد من الأناشيد لكبار المنشدين أمثال الشيخ سيد النقشبندي.
توفي عبد الفتاح مصطفى عام 1984م
عندما حدثت ثورة يوليو 52 19فى مصر قامت معها ثورة في الفنون خاصة مع دخول الاعلام في تطورت كبيرة بدخول الإذاعة والتليفزيون المجتمع المصرى وكان الادباء والشعراء مع الاعلام من الاساسيات التى اعتمد الثورة عليهم في تحقيق أهدافها وأغراضها سواء الظاهرة أم الخفية .
لقد أفرزت الثورة مجموعة من الاعمال تميزت بالحماسة الشديدة والقوة في التعبير والعمق في المشاعر لقد كان الغرض هو دفع الجماهير إلى اتجاه واحد وهو نجاح الثوة أمام قوة استعمارية تملك كل شىء ،أمام شعوب لاتملك شيئاً سوى الثورة.
وعبد الفتاح مصطفى من الذين ابدعوا من خلال الثورة ،وهذا الابداع لم يكن حماسى أجوف بل حماسى يملك قدرة ابداعية وفنية تجعلة من الابداع الخالد ،لقد استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة عندما عبر باسلوب بسيط ومرادفات عامية من البيئة الشعبية المتداولة عن معانى وصور وتعابير ترتقى في سلم الابداع لتنافس شعر الفصحى والشعر الكلاسيكى.
لقد أثبت عبد الفتاح مصطفى أن الطبقة الشعبية تملك مواهب وقدرات تنافس الطبقات الارستقراطية، قالها بالفن والشعر، فليس شعر الفصحى الذى تملكه الطبقة الارستقراطية هو الفن الراقى فقط ، بل كل طبقة لها فنها وابداعها لكن الطبقة الارستقراطية تملك ما يجعل صوتها مسموع أما الفقراء يظل صوتها مكتوم حتى تأتى الثورة فتحرره.
وهذا نموذج لشعر عبد الفتاح مصطفى نرى جماليات التعبير من خلال شعر مغنى أبرزته الاذاعة المصري خلال فترة الستينيات :
« سحب رمشه ورد الباب كحيل الاهداب نسيت أعمل لقلبى حجاب كحيل والكحل من بابل وامتى عيونا تتقابل ياريت نظرة أنا قبل ولو بعتاب نسيم العصر على القُصه يحكى في الهوا قصة وبين البصه والبصه يدوب أحباب نسيت أعمل لقلبى حجاب وقلبىداب»