الرئيسيةبحث

شبتاي تسفي

شبتاي تسفي أو سبطاي سوي (Sabatay Sevi أو sabbatai Zewi أو Sabatha Sebi) ولد في إزمير غرب الأناضول سنة 1626 و مات بمدينة الكون Dolcigno بألبانيا سنة 1675.يرجع إليه إيجاد مذهب الدونمه في تركيا ، وهو ابن السمسار اليهودي موردخاي سوي المعروف بين الأتراك باسم "قره منتشه".

حياته الدينية

أصبح سبطاي حاخاما حسب رغبة أمه ذات الميول الدينية. درس التناخ و التلمود و المعارف الباطنية على يد حاخام إزمير "إسحاق دلبع" و قد استنبط الحاخام الشاب سبطاي من النصوص الدنية العبرانية حسب منهج القبالا أن ظهور المسيح سيكون سنة 1648 فاعلن نفسه مسيحا في ذلك التاريخ. و قد آمن به كثير من يهود إزمير رغم رفض الحاخام جوزيف اسكوبا دعواه و تكذيبه له. ثم بدأ المسيح المنتظر سبطاي سوي رحلة المغمرات الشاقة. فقد وفد إلى إستانبول سنة 1650 فنصحه حاخامها أبراهام وجيني بالرحيل إلى سالونيك حيث عدد أتباعه و المؤمنين به في تزايد. ثم عاد إلى إزمير سنة 1659 و بعد ثلاث سنين ذهب في زيارة دعوية إلى مصر و فلسطين و عند عودته إلى إزمير وقع تتويجه من طرف اليهود حسب معتقدهم. ثم نشر بيانا قسّم فيه العالم من بعده على مريديه الثمانية و الثلاثين. و وفد لزيارته يهود من ألمانيا و بولونيا و بقية أنحاء العالم. و عندما لاحظت إدارة الدولة العثمانية هذا الوضع بدأت تتخذ التدابير الزجرية لمقاومة هذا التكتل اليهودي. و قد وجدت الدولة دعما لها من طرف اليهود المحافظين و الحاخامات الرسميين فسجنته سنة 1666 بتهمة بث الفتنة و إفساد الديانة اليهودية و ادّعاء النبوة ثم نقل من سجن زندان قابو بإستانبول إلى جزيرة آيدوس للتخلص من الزوار اليهود المتوافدين عليه هناك. فتحولت قبلة زائريه من إستانبول إلى آيدوس ببحر إيجه.

محاكمته

في زمن السطان محمد الرابع سيق هذا اليهودي المتنبي إلى قصر السلطنة القديم بمدينة أدرنة للمحاكمة و لم يكن يتقن اللغة التركية فكان يترجم له من الإسبانية رئيس الأطباء حياتي زاده مصطفى فوزي أفندي و هو يهودي الأصل كان قد أعلن إسلامه من قبل. و قد حضر المحاكمة مصطفى باشا وكيل الصدر الأعظم و شيخ الإسلام منقاري زاده يحيى أفندي و إمام السلطان الواعظ محمد أفندي الواني و كان السلطان محمد الرابع يراقب المحاكمة بنفسه من وراء حجاب. و بدأت المداولات و وجهت التهم إلى المدّعى عليه فلم يستطع لها ردّا و لكن في آخر لحظة بادره مترجمه يهودي الأصل بفكرة تنقذه من الإعدام و تكسبه عند السلطان هيبة و مقاما. اقترح عليه المترجم رئيس الأطباء أن يعلن إسلامه كي ينجو بنفسه و حاول إقناعه باللغة الإسبانية أنه إن أعلن تراجعه عن دعوته فإنه يمكن أن يوصلها سرا لأن أتباعه يؤمنون به إيمانا أعمى فقبل سبطاي الاقتراح و أعلن إسلامه فعفى عنه السلطان و أطلق سراحه و خصص له مائة و خمسين آقجة فضية شهريا ثم بدل الحاخام القديم سبطاي اسمه فصار يدعى محمد عزيز أفندي و اغتسل و نطق بالشهادتين و لبس الجبة و العمامة ثم استطاع بأسلوبه الخاص أن يقنع الكثير من أتباعه بإعلان إسلامهم. و لكنه لم ينس أنه المسيح المنتظر الذي سيخلص بني إسرائيل من الذل و العبودية. و قد أطلق لأتراك على هذه الفئية الجديدة من المسلمين عبارة "دونمه" و هو مصدر مشتق من فعل "دونمك" باللغة التركية و يعني رجع و عاد و دار أما المصدر منه فيعني العائدون إلى دين الحق أو بمعنى آخر المرتدّون عن دينهم و كانت لهذه الطائفة طقوس و أعياد خاصة و عبادات غريبة ليس هذا مجال تفصيلها و لكن المؤرخين و الباحثين يجمعون على أنهم يظهرون الإسلام و يحافظون على دينهم يهوديتهم و قلة منهم من حسن إسلامه. و قد مات سبطاي سوي بمدينة اولكون بولاية ألبانيا 30 أيلول سنة 1675 بعد أن جمع حوله هناك آلاف الأتباع و المريدين من الطائفة اليهودية ليؤسس مذهبا أو جماعة جديدة تتداخل فيها اليهودية بالإسلام و لم تنته القصة بموت الحاخام المسلم محمد عزيز سبطاي سوي و لكنها تواصلت مع اتباعه الذين لعبوا دورا كبيرا في إسقاط الدولة العثمانية و قيام الجمهورية التركية الحديثة على جمعية الاتحاد و الترقي.