تقع الجمهورية العربية السورية في جنوب غرب آسيا على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. يحدها من الشمال تركيا، من الشرق العراق، من الجنوب الأردن و فلسطين ومن الغرب لبنان والبحر المتوسط على امتداد 183 كم من الساحل.
تقع سوريا بين خطي العرض 32- 37 شمالا وخطي الطول 35-42 شرقا. هذا المكان الجغرافي منح سوريا موقعا استراتيجيا من الناحية التجارية فهي ملتقى القارات الثلاث (آسيا - أوربا - أفريقيا) وتتوسط المراكز الصناعية والتجارية الرئيسية في أوربا ومراكز إنتاج النفط في منطقة الخليج العربي.
تعد سوريا أحد أقدم مواطن الاعمار البشرية حيث أقام الإنسان تجمعاته فيها منذ أواسط العصر البرونزي لوجود المياه الكثيرة، ولما كانت الزراعة أساس النشاط البشري فيها فقد وفر لها هذا معظم مقومات النجاح. "عندما نكون في سوريا نجد أنفسنا نمتزج مع التاريخ ذاته، فكل ذرة من ترابها هي حرف مضيء في سفر الإنسانية الخالد": هذا ما قاله رئيس البعثة الأثرية الأمريكية التي عملت في الكشف عن مملكة خانا في منطقة قرب التقاء نهر الفرات و نهر الخابور. ويمكن القول أن التاريخ الغني الذي شهدته سورية جعل منها موطنا لكثير من الثقافات والحضارات، فكانت وريثة ومسؤولة عن هذا التاريخ السحيق.
كانت أرض سورية مملكة (خانا) القديمة التي ازدهرت في الألف الثانية ق.م. قرب التقاء نهري نهر الفرات و نهر الخابور حيث بدأت الزراعة منذ أكثر من عشرة آلاف عام. و اكتشف النحاس و ابتدع خلطة البرونز في تل حلف على ضفاف نهر الخابور منذ الالف الثالثة ق.م. ففي مملكة ماري (تل الحريري) على الفرات كانت قصور و رسوم وشهد ازدهارا ثقافيا و تجاريا. وفي مملكة أوغاريت (رأس شمرة) على الساحل السوري قدمت للانسانية ابتكارها للابجدية الاولى في العالم. أما في مملكة إيبلا (تل مرديخ) فقد اكتشف في قصرها الملكي أروع و أضخم مكتبة وثائقية تنظم أمور الادارة و التجارة و الدبلوماسية و الصناعة و علاقات الحرب و السلم مع الاقطار الاخرى. أهل الممالك السورية (السكان الاصليون قبل قدوم الفتوحات العربية الاسلامية ) كانوا يعرفون بالعموريين (الالف الثالثة قبل الميلاد) و بالكنعانيين و الفنيقيين (سكان الساحل) و بالآراميين (سكان المناطق العلياوالجنوب) و الانباط (بعض من سكان الجنوب). تعرضت سوريا لغزوات الحيثيين و الفرس و اليونان و الرومان ، ومن ثم الفتح العربي الاسلامي عام 636م. و عبر أراضيها كان يمر طريق الحرير القادم من الصين وكانت محطته السورية الاولى دورا أوروبوس (الصالحية) ثم تدمر و حمص إلى أن يصل إلى مرافيء البحر الابيض.