الامام سحنون (القيروان، 776م – 854م)
هو أبو سعيد عبد السلام سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي. من أشهر فقهاء الملكية بالمغرب العربي. ولد بمدينة القيروان سنة 160 هـ وتتلمذ لأكبر علمائها. رحل إلى المشرق طالبا للعلم سنة 188 هـ فزار مصر والشام والحجاز. عاد الإمام سحنون إلى القيروان سنة 191 هـ وعمل على نشر المذهب المالكي ليصبح بذلك المذهب الأكثر انتشارا في إفريقية والأندلس. تولّى قضاء سنة 234 هـ/848م حتى وفاته في رجب سنة 240 هـ، ودفن بالقيروان. من أشهر مؤلفاته المدونة الكبرى التي جمع فيها مسائل الفقه على مذهب مالك بن أنس.
للإمام سحنون ضريح مشهور يقع بالقرب من مدينة القيروان ويحفظ أهلها مكانة خاصة لهذا العالم الذي يتبارك أهل المدينة به ويسميه العامة سيدي سحنون.
ويُعرف عن أهل القيروان تشبثهم بالعادات والتقاليد من ذلك أنهم وإلى حد اليوم إذا مات أحد كلفوا مناديا يخرج في الشوارع لأعلام الناس بنبأ الوفاة وموعد الدفن. والغريب أن الجملة التي يرددها "النبّاه" هي نفسها التي سنّها الإمام سحنون منذ قرون وهذا نصها:
سبحان من لا ينقضي دوامه
سبحان من هذه أحكامه
سبحان من عنده مفاتح الغيب وهو علامه
يا ذوي العقول والألباب
والفضل والآداب
وخير أمة أنزل علي نبيها الكتاب
من أراد منكم الأجر والثواب
فليحضر الصلاة على (فلان) ابن المنعم المرحوم (فلان)
يصلي عليه عند (صلاة العصر مثلا)
الموت سبيل لا بد منه سبحان الحي الدائم الباقي بعد فناء خلقه
مقبور بحومة (كذا) قرب (المكان الفلاني)
الله يثيبكم
الله يؤجركم
الله يرحم الوالدين