عرف المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية و إلى الغرب من إيران بأسماء مختلفة عبر التاريخ. يبلغ المجموع العام لطول الساحل على الخليج نحو 3300 كم، حصة إيران منها نحو الثلث. ويسكن العرب على ضفتي الخليج سواء في القسم الغربي (عمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت والعراق)، أو من الشرق في إقليم عربستان (الأحواز و لنجة).
الأسماء الحالية في اللغة العربية
بقي الآن من أسماء هذا الخليج في اللغة العربية مستعملاً حتى اليوم:
- الخليج الفارسي وتستعمله إيران (في الصحف والوسائل الإعلامية التابعة لها و الناطقة بالعربية) . وتستعمل في عدة لغات أخرى[2].
- خليج البصرة وهي التسمية التي كانت شائعة في الوثائق العائدة إلى العهد العثماني، وما تزال تستخدم على نطاق ضيق في بعض الدول العربية خاصة العراق (التسمية الرسمية هي الخليج العربي)[3].
الأسماء التاريخية
خريطة فرنسية قديمة (
1667) يظهر فيها بوضوح اشارتها إلى الخليج العربي بأنه Sein Arabique، أي «الخليج العربي». كما ظهر اسم البحر الاحمر على أنه Mer Rouge «البحر الاحمر»
- أقدم اسم معروف هو اسم "بحر أرض الإله" ولغاية الألف الثالثة قبل الميلاد[4]. ثم أصبح اسمه "بحر الشروق الكبير" حتى الألف الثاني قبل الميلاد[5]. وسمي "بحر بلاد الكلدان" في الألف الاول قبل الميلاد[6]. ثم اصبح اسمه "بحر الجنوب" خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد[7].
- سماه الآشوريين و البابليين والأكاديين: "البحر الجنوبي" أو "البحر السفلي" (lower sea). ويقابله البحر العلوي (upper sea) وهو البحر الأبيض المتوسط [8]. كما أطلق عليه الآشوريون نارمرتو أي "البحر المر" (bitter sea) [9].
- سماه الفرس "بحر فارس". قيل التسمية عرفت في أول الأمر من قبل الملك الفارسي داريوس (831-486 ق.م) في كلامه "على البحر الذي يربط بين مصر و فارس". والراجح أن الاسكندر الأكبر هو أول من أطلق تلك التسمية بعد رحلة موفده أمير البحر نياركوس عام 326 ق. م. وقد عاد من الهند بأسطوله بمحاذاة الساحل الفارسي فلم يتعرف إلى الجانب العربي من الخليج. مما دعا الاسكندر إلى أن يطلق على الخليج ذاك الاسم، وبقي متداولاً بطريق التوارث[10]. وعن طريق اليونان تسربت التسمية للغرب واستعملها بعض العرب كذلك.
- سماه الرومان "الخليج العربي"[11]. وممن أطلق تلك التسمية المؤرخ الروماني بليني en:Pliny the Younger في القرن الأول للميلاد. قال بليني: «خاراكس (المحمرة) مدينة تقع في الطرف الأقصى من الخليج العربي، حيث يبدأ الجزء الأشد بروزاً من العربية السعيدة، وهي مبنية على مرتفع اصطناعي. ونهر دجلة إلى يمينها، ونهر أولاوس إلى يسارها. والرقعة التي تقوم عليها -والتي يبلغ طولها ثلاثة أميال- تقع بين هذين النهرين، وعلى مقربة منها يلتقيان. أنشأها بادىء ذي بدء الاسكندر الكبير، وأمر أن يطلق عليها اسم الإسكندرية. إلا أن فيضان النهرين دمرها. فأعاد بناءها انطيوخوس وأطلق عليها اسمه. وبما إنها هدمت للمرة الثانية، فقد أعاد بناءها "باسينس" (Pasines) ملك العرب المجاورين، و أقام على ضفتي النهرين سدوداً لرد المياه عنها، واسمها باسمه. وكان طول هذه السدود ثلاثة أميال وعرضها أقل من ذلك بقليل. وكانت تبعد أول الأمر ما ينيف على الميل عن الضفة، حتى كأنها كانت تملك ميناء خاصا بها»[12].
- سماه العرب "خليج البصرة" أو "خليج عمان" أو "خليج البحرين" أو "خليج القطيف"[13] لأن هذه المدن الثلاث كانت تتخذه منطلقاً للسفن التي تمخر عبابه و تسيطر على مياهه[9]. ويعود اسم "بحر البصرة" إلى فترة الفتح الإسلامي في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. ونجد النحويون الأوائل يستعملونها مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي (توفي 160هـ)[14] كما استعملها الجفرافيون مثل ياقوت الحموي[15] والمؤرخون مثل خليفة بن خياط[16] والذهبي[17] وعلماء الدين مثل ابن تيمية [18]. وإن كان اسم "بحر فارس" شائعاً كذلك في العصر الإسلامي، خاصة بين المسلمين الفرس. حتى أن البعض قد يستعمل الإسمين معاً في نفس الصفحة[19]. كما أسماه بعض العرب أثناء الخلافة العباسية "خليج العراق"[20]، لكن تسمية الخليج العربي بقيت مستعملة. يقول د. عماد الحفيظ: "إن تسمية الخليج العربي ظلت معروفة منذ قبل الإسلام واستمرت إلى ما بعد الإسلام لدى سكان شبه الجزيرة العربية وما جاورها"[21].
- سماه العثمانيون "خليج البصرة" (بصرة كورتري).
النزاع حول الإسم
النزاع العلمي
خريطة قديمة (سنة 1667) يظهر فيها بوضوح اشارتها إلى الخليج العربي بأنه Sein Arabique أي «الخليج العربي»
بدأ بعض الباحثين الغربيين يتخلون عن التسمية الفارسية للخليج. ومن هؤلاء المؤرخ الانجليزي رودريك أوين الذي زار الخليج العربي واصدر عنه سنة 1957 كتابا بعنوان "الفقاعة الذهبية – وثائق الخليج العربي" وقد روى فيه أنه زار الخليج العربي وهو يعتقد بأنه خليج فارسي لأنه لم ير على الخرائط الجغرافية سوى هذا الاسم. ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن بأن الأصح تسميته "الخليج العربي" لأن أكثر سكان سواحله من العرب. وقال: «إن الحقائق والانصاف يقتضيان بتسميته الخليج العربي»[22]. وكذلك أكد الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي (J.J. Berrebi) عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه احداث المنطقة و أهميتها الإستراتيجية، حيث يقول: «يؤلّف القسم الذي تغسله مياه نهر كارون من إقليم الأحواز مع القسم الأسفل من بلاد ما بين النهرين وحدة جغرافية واقتصادية... إن إقليم الأحواز هي طرف الهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عندها مارّاً بلبنان وسوريا والعراق»[23].
يقول المؤرخ الدانيماركي كارستن نيبور، الذي جاب الجزيرة العربية عام 1762: «لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل، بالمستعمرات الأكثر أهمية، التي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية، هي أقرب إليها. أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وتنفق ظروف مختلفة لتدل على أن هذه القبائل استقرت على الخليج الفارسي قبل فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دوماً على استقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. لكنهم تحملوا -صابرين على مضض- أن يبقى هذا الساحل ملكا للعرب»[24].
كما كتب جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات و الحضارات الشرقية في باريس في كانون الثاني 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميه الخليج بالعربي. فقامت السفارة الإيرانية بالاحتجاج و اقعدتها. وكتبت رداً على بيير. فرد هو أيضاً رداً مدعماً بالحجج العلمية، وقدم خارطة لوكانور التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر و التي تحمل التسمية اللاتينية سينوس ارابيكوس أي "البحر العربي"، وقال: "لقد عثرت على أكثر من وثيقة و خارطة في المكتبة الوطنية في باريس تثبت بصورة قاطعة تسمية الخليج العربي، وجميعها تعارض وجهة النظر الإيرانية".
و أكد الكاتب وجهة نظره فيما تضمنته خارطة جوهين سبيد التي نشرت عام 1956 تحت اسم الامبراطورية التركية حيث ورد في الخريطة تسمية "بحر القطيف" ثم "الخليج العربي". و قد دحض جون بيير (Jean-Pierre) كل افتراءات الإيرانيين، وأكد أن تسمية "الخليج الفارسي" الشائعة حديثاً بين الجغرافيين الأوربيين جاءت نتيجة توجه سبق، و ابتدعته الدول الاستعمارية خاصة إيطاليا. لأن عروبة الخليج قد وردت أيضاً في كتابات و مؤلفات المؤرخ الروماني بيلبي في القرن الأول الميلادي.
يقول الباحث د . إبراهيم خلف العبيدي: "بدأت الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن تسمية الخليج العربي بالفارسي لا تمت للواقع بشئ. إذ أنه عربي منذ عصور ما قبل التاريخ. و ان سيطرة إيران عليه في فترات محدودة، لا يعد دليلاً على أنه فارسي. فضلاً عن ذلك فإن القبائل العربية هي ساكنه جانبي الخليج منذ القدم. و لا تزال القبائل تسكن في الساحل الشرقي الذي تحتله إيران، على الرغم من سياسية التفريس التي تتبعها إيران لمسخ هويتهم القومية".
ولهذا فإن العديد من الأطالس والمراجع الجغرافية الأوروبية (مثل موسوعة أونيفرساليس هاشيت ومعظم الموسوعات الأوروبية) بدأت منذ النصف الثاني من القرن العشرين باستخدام التعبير العلمي التاريخي – الجغرافي المتوازن وهو «الخليج العربي – الفارسي». وقامت «الجمعية الوطنية للجغرافيا» التي تصدر مجلة «ناشيونال جيوغرافيك»، وهي المرجع الرئيسي للجغرافيا في الولايات المتحدة، بوضع اسم الخليج العربي تحت اسم الخليج الفارسي. في حين فضلت بعض الجامعات والمنظمات الغربية (مثل: Times Atlas of the World ومتحف اللوفر[25]) استعمال تعبير "الخليج" (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي[26].
النزاع السياسي
يرى الكاتب الفرنسي ميشال فوشيه fr:Michel Foucher في كتابه "تخوم وحدود" (Fronts et Frontieres) أن الخليج الذي سمي الخليج الفارسي بسبب النفوذ القوي والتاريخي لإيران، وجد دعماً من الاستراتيجية الأميركية (زمن الشاه) القائمة على دعم الشاه وجيشه لتحقيق الأمن الاقليمي في حماية النفط. ويؤكد ذلك نبيل خليفة، كاتب لبناني في الشؤون الاستراتيجية، في صحيفة دار الحياة (14/08/05): «ليس الخلاف بين العرب والإيرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي. وانما هو خلاف يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته».
وجهة نظر إيران
ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر.
لذلك بعد أن أعلنت مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك عن كتابة اسم الخليج العربي إلى جانب الخليج الفارسي، في أطلسها الجديد، وأشارت إلى الخلاف على الجزر الثلاث بين إيران ودولة الإمارات العربية واعتبرت «ان طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى محتلة من إيران وتطالب الإمارات العربية بالسيادة عليها»، جن جنون الفرس، واتهموا المؤسسة باستلامها الرشاوي. واتهموها كذلك بأنها «بتأثير من اللوبي الصهيوني، وبدولارات النفط من بعض الحكومات العربية قررت تشويه واقع تاريخي لا يمكن نكرانه»[27]، مع أن إسرائيل تستعمل مصطلح "الخليج الفارسي". واعتبر المسؤولون الإيرانيون ذلك «مؤامرة صهيونية لشق صفوف المسلمين»، فبادرت الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ اجراءات تمنع بموجبها الجمعية الوطنية للجغرافيا من بيع مطبوعاتها وخرائطها في إيران. كما منع أي مندوب من قبلها بدخول الاراضي الإيرانية. كما دعا رئيس البرلمان الإيراني حداد عادل كل من اسماهم عبادة الوطن للدفاع عن فارسية الخليج. كما جمع المعارضة الإيرانية بمختلف أطيافهم عن أن الخليج فارسي. وعبثاً حاولت الجمعية أن تشرح أسباب زيادة صفة "الخليج العربي" إلى الخليج الفارسي، بأن هناك من يعرف الذراع البحرية بالخليج العربي. ولا بد من التفريق بينها وبين بحر العرب القريب منها والواقع بين مضيق هرمز والمحيط الهندي. لكن الإيرانيين غير مستعدين لسماع أي تبرير، لأن اسم الخليج الفارسي «صار جزءاً لا يتجزأ من الهوية القومية الإيرانية»[28].
وفي 15 حزيران 2006، قامت إيران بمنع مجلة The Economist من دخول إيران لمجرد أنها تضمنت خريطة عليها تسمية "الخليج" بدون ذكر الفرس[29].
وجهة نظر العرب
يرى العرب أن اسم "الخليج العربي" تاريخي وقديم. كما أن ثلثي سواحل الخليج تملكه بلدان عربية، بينما تملك إيران حوالي الثلث فقط. وحتى السواحل الإيرانية ما تزال تقطنها قبائل عربية (رغم طرد الكثير منها بعد الغزو الإيراني) سواء في الشمال (إقليم الأحواز) أو في الجنوب (السواحل إلى الشرق من بندر عباس، حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى احتلتها إيران)، وبالتالي فمن الأولى تسمية الخليج وفق الشعب الذي يعيش حوله. لذلك يقول الشيخ بكر أبو زيد في كتابه "معجم المناهي اللفظية": «الخليج الفارسي: هذه التسمية الباطلة تاريخاً وواقعاً من شعوبية فارس. فكيف يكون الخليج الفارسي وكل ما يحيط به أرض عربية من لحمة جزيرة العرب و سكان عرب خلص؟ فلنقل: الخليج العربي». وكتب في الحاشية :«الخليج الفارسي: أغاليط المؤرخين. لأبي اليسر عابدين ص264».
وفي الواقع فإن الفرس لم يكونوا يركبون البحر، حتى في أوج عظمتهم. وإذا ما أنشأوا في الخليج أسطولاً، كان بحارته من غير الفرس. يقول د. صلاح العقاد: «أما الساحل الشمالي الشرقي الذي يكوّن الآن الساحل الإيراني، فيمتد على طوله نحو ألفي كيلومتر: سلسلة عالية من الجبال الصعبة المنافذ إلى الداخل، مما عزل سكان الفرس والسلطة المركزية فيها عن حياة البحر. ولقد اشتهر الفرس منذ غابر الزمن بخوفهم من حياة البحار، حتى قال بعض مؤرخين العرب: "ليس من الخليج شيء فارسي إلا اسمه". وعلى ذلك فإن ذيوع اسم "الخليج العربي" الآن قد جاء موافقاً لحقيقة جغرافية ثابتة»[30]. فيما قامت بينه وبين العرب أوثق الصلات قبل الإسلام وبعده. ويؤكد هذا سير برسي سايكس Sykes: «إن السياسة البحرية التي كان يتبعها نادر شاه الأفشارهي ضد تأثير العوامل الطبيعية التي جعلت ميول الناس وسلوكهم في إيران تفضل النفور والكره دائماً من ركوب البحر الذي تفصلهم عنه حواجز جبلية شاهقة»، وهو يعني بتلك السلسلة من الجبال: جبال زاغروس التي تحد بين إقليم الأحواز وفارس.
تحرير النزاع
يرى مؤيدو إيران التالي[31]:
- اسم "الخليج الفارسي" محايد سياسياً.
- اسم "الخليج الفارسي" هو الإسم الوحيد المعتمد من الأمم المتحدة.
- اسم "الخليج الفارسي" هو الإسم الوحيد في التاريخ لوصف هذا الخليج بينما اسم "الخليج العربي" هو اختراع جمال عبد الناصر أو صدام حسين، ولا يستند إلى أي حقائق تاريخية.
- اسم "الخليج العربي" يعني البحر الأحمر فقط، ولذلك فاستخدامه سيسبب ارتباكاً.
ويرى مؤيدو العرب التالي:
- يشكك الكثير من المراقبين من حيادية اسم "الخليج الفارسي". حيث يرون أن النزاع على الاسم يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية. ولذلك ترفض إيران بشدة أي مصطلح آخر بما فيها الاسم الأكثر حيادية: "الخليج" (The Gulf) بدون ذكر كلمة عربي أو فارسي. بل وصل الأمر لمنع مجلة The Economist من دخول إيران لمجرد أنها تضمنت خريطة عليها ذلك الاسم الحيادي. وكذلك الدعوات الشعبية لمقاطعة الخطوط الجوية البريطانية بسبب استعمالها له.
- كون اسم Persian Gulf معتمداً في وثائق الأمم المتحدة الإنكليزية، لا يعني منع أي منظمة أخرى من استخدام اسم Arabian Gulf. وهذا كذلك لا ينسحب على اللغات الأخرى بدليل أن الأمم المتحدة نفسها تستعمل لفظ الخليج العربي في وثائقها العربية. ومعلوم أن اللغة العربية هي من اللغات الرسمية الستة في الأمم المتحدة.
- استعملت الشعوب المختلفة أسماء كثيرة لوصف هذا الخليج، ابتداء من عهود السومريين والبابليين إلى الوقت الحالي. وتعود تسمية الخليج العربي إلى عهد اليونان والرومان أي قبل صدام بكثير.
- عرف الخليج العربي حيناً من الدهر باسم البحر الارثيري Erythraean، وهو هي كلمة مشتقة من Erythros والتي تعني "الأحمر" باللغة اليونانية[32]. وقد سماه ستراسبون (64 ق.م – 19 م) بالبحر الأحمر، وفي أحيانا أخرى كان يسميه أيضا بالخليج العربي. وفي حديث له عن مدينة ميسان (أي المحمرة) ذكر فيه "أنها مدينة واقعة على النهاية القصوى للخليج العربي". وقد تغير المكان الذي يشير إليه مصطلح "البحر الأرثيري" بالتدريج، فتقول موسوعة كولومبيا عن البحر الارثيري (الأحمر): "اسم بغير مصدر واضح. استعمل في القديم للإشارة إلى المحيط الهندي، ثم لاحقاً للخليج العربي، وأخيراً للبحر الأحمر"[33]. وتقول الكثير من المصادر أن هذا المصطلح (البحر الأرثيري) قد استعمله المؤرخ اليوناني هيردوتوس ليشير إلى البحر الأحمر (الحالي) والخليج العربي والمحيط الهندي معاً، أي باعتبار البحر الأحمر والخليج العربي متصلين مع المحيط الهندي[34]. لكن بعد التوسع اليوناني العسكري بقيادة الاسكندر الأكبر، عاد موفده نياركوس عام 326 ق. م. من الهند بأسطوله بمحاذاة الساحل الفارسي فلم يتعرف إلى الجانب العربي من الخليج، مما دعا الاسكندر إلى أن يطلق على الخليج اسم الخليج الفارسي. ومال مؤرخو اليونان المقيمين بمصر إلى تبني التسمية المصرية للبحر الأحمر (بحر القلزم) وهي الخليج العربي. وهذا الانتقال كان تدريجياً وليس كاملاً. حيث نجد أن المؤرخ الروماني بليني بقي يستعمل مصطلح الخليج العربي لوصف مدينة أحوازية قرب مصب نهر دجلة. وكذلك بقيت خرائط الأوربيين تشير للخليج أحياناً بالخليج الفارسي وأحياناً بالخليج العربي. فالإصرار على أن الخليج العربي يشير إلى البحر الأحمر الحالي دون غيره، هو الذي يوقع الارتباك ولا يمكن من فهم كلام المؤرخين الأوائل.
خرائط منطقة الخليج
المصادر
- ^ un.org
- ^ التسمية الإنكليزية المقابلة : Persian gulf تستخدمها عدة دول أجنبية إضافة للأمم المتحدة إلا ان هناك استخدامات متبادلة للتسميتين حاليا
- ^ أما في تركيا فيستعمل تحت اسم Basra Körfezi بعد أن تم استبدال الأحرف العربية باللاتينية.
- ^ Breasted، Page 284.
- ^ Luckenbill D.D. 1924. The Annals of Sennacherib. Chicago، page 35 & 38.
- ^ Winckler، H. 1889. Die Keilschrittexte Sargons. Leipzig، page 37.
- ^ King، L.W. 1907 Chronicles Of Ealry Bablylonian King. London vol. II page 131.
- ^ العرب والملاحة في المحيط الهندي (Arab Seafaring in the Indian Ocean in Ancient and Early Medieval Times)، تأليف جورج فضلو حوراني (George Fadlo Hourani) وجون كارزويل (John Carswell)،ISBN 06910-0032-8 ، ترجمة د. يعقوب بكر، (ص309).
- ^ أ ب الخليج العربي بحر الاساطير، قدري قلعجي، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر الطبعة الاولى، بيروت ،1992 ص 7 - 8.
- ^ الأوضاع السياسية لإمارات الخليج العربي وجنوب الجزيرة، تأليف د. سيد نوفل (ص39و45).
- ^ الخليج الفارسي (Persian Gulf: An Historical Sketch from the Earliest Times to the Beginning of the Twentieth Century)، سير آرنولد ويلسون en:Arnold Wilson،ISBN 08305-0055-3 ، (ص49).
- ^ The Natural History، By en:Pliny the Younger، Page 81، Translated by en:Henry Thomas Riley، en:John Bostock. Original from en:Stanford University. نص الكلام حرفياً: Charax is a city situate at the furthest extremity of the Arabian Gulf، at which begins the more prominent portion of Arabian Felix (Eudaemon). The Natural History
- ^ كتبت القطيف في الخرائط الأوربية بعدة أوجه منها: .Qattif h Kattifh Catifah Qateef hKatif h Qatif ويذكر د. عبد الوهاب عزّام أن الساحل الشرقي من الخليج كان يسمّى القطيف قبل أن يَغلِب عليه اسم الخَطّ. ويذكر صاحب التعريفات الشافية أن الخليج كان يسمّى "بحر القطيف". أما شبرنكر فينصّ على أنه كان يسمّى خليج القطيف، قبل أن يعرف بأي اسم آخر. تاريخ العرب قبل الإسلام 140:1 عن Enoy VoI2. p 821.
- ^ كتاب العين (5\421)، نشر دار ومكتبة الهلال.
- ^ معجم البلدان، (1\148)، دار الفكر - بيروت.
- ^ تاريخ خليفة، ص132، دار القلم ، مؤسسة الرسالة - دمشق ، بيروت.
- ^ تاريخ الإسلام
- ^ اقتضاء الصراط المستقيم ص66.
- ^ انظر مثلاً تفسير ابن كثير (3\429)
- ^ Minorsky V. and Al-Alam H. 1937. The regions of the world، A Parsion geography. London، page 52.
- ^ مجلة المنهل عدد ذي الحجة 1426هـ. د. عماد محمد ذياب الحفيظ (عضو اتحاد المؤرخين العرب –العراق-، رئيس قسم العلوم الأساسية في جامعة التحدي –ليبيا-).
- ^ كتاب: The Golden Bubble: Arabian Gulf Documentary. المؤلف: Roderic Owen. الناشر: Collins في لندن سنة 1957. ASIN B0000CJOWO.
- ^ الخليج العربي، ص98، ترجمة نجدة هاجر وسعيد الغز، بيروت 1959.
- ^ رحلات في الجزيرة العربية وبلدان أخرى في الشرق (Reisebeschreibung nach Arabien und anderen umliegenden Ländern)، كارستن نيبور، (ص8). وعاد نيبور إلى التأكيد على هذا الموضوع في مكان آخر من كتابه وبتفصيل أكثر، فقال في الصفحتين (138، 167): «لقد أخطأ جغرافيونا، على ما أعتقد، حين صوروا لنا جزءاً من الجزيرة العربية خاضعا لحكم الفرس، لأن العرب هم الذين يمتلكون -خلافاً لذلك- جميع السواحل البحرية للإمبراطورية الفارسية: من مصب الفرات إلى مصب إلاندوس (في الهند) على وجه التقريب. صحيح أن المستعمرات الواقعة على السواحل الفارسية لا تخص الجزيرة العربية ذاتها، ولكن بالنظر إلى أنها مستقلة عن بلاد الفرس ، ولأن لأهلها لسان العرب وعاداتهم، فقد عنيت بإيراد نبذة موجزة عنهم... يستحيل تحديد الوقت الذي أنشأ فيه العرب هذه المستعمرات على الساحل. وقد جاء في السير القديمة أنهم أنشئوها منذ عصور سلفت. وإذا استعنا باللمحات القليلة التي وردت في التاريخ القديم، أمكن التخمين بأن هذه المستعمرات العربية نشأت في عهد أول ملوك الفرس. فهناك تشابه بين عادات الايشتيوفاجيين القدماء وعادات هؤلاء العرب... وهم يتعشقون الحرية إلى درجة قصوى شأن إخوانهم في البادية. ويكاد يكون لكل بلدة شيخها. وهو لا يتقاضى شيئاً من رعاياه، وإذا كان لا يملك ثروة، توجَّب عليه أن يكسب رزقه بيده، كما يفعل رعاياه، إما بنقل البضائع أو بالصيد. وإذا حدث ولم يرض القوم عن الشيخ الحاكم، خلعوه وانتخبوا من أسرته من يحل محله... أما مساكنهم فمتواضعة إلى درجة أن العدو لا يكترث بهدمها . وهكذا لا يملك هؤلاء القوم شيئا يخسرونه على اليابسة. فتراهم يلجأون إلى متون مراكبهم عند اقتراب العدو، ويختبئون في بعض جزر الخليج حتى ينسحب. وهم على يقين أن الفرس لا يمكن أن يفكروا في الاستقرار على الساحل المجدب، والتعرض لغزوات العرب الذين يرتادون البحار المجاورة... و كان نادر شاه ألافشاري قد رسم خطة في أواخر أيامه تقضي بإلقاء القبض على هؤلاء العرب، ثم نقلهم إلى سواحل بحر قزوين واحلال الفرس محلهم. ولكن مصرعه المفاجئ حال دون تنفيذ هذه الخطة. وحالت الاضطرابات المستمرة في بلاد الفرس منذئذ، دون اعتدائهم على حرية هؤلاء العرب... وطريقة الحكم عندهم ووضعهم السياسي، يبدوان لي شديدي الشبه بما كانت عليه بلاد الإغريق القديمة. والاصطدامات الدامية والثورات الخطيرة، لا تنفك تجري على سواحل الخليج. ولكن العرب لا مؤرخين عندهم يذيعون شهرتهم في ما وراء حدودهم الضيقة».
- ^ http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2006/12/195207.htm
- ^ ملاحظة: في العشرين سنة الأخيرة: تقوم الحكومة الأميركية[1] والجيش الأميركي[2] كذلك باستعمال "الخليج العربي" بشكل محدود لكن متزايد (يترجم للإنكليزية تحت اسم Arabian Gulf بدلاً من Persian Gulf وللفرنسية Golfe Arabo). لكن هذا قد يرجع إلى أسباب سياسية أكثر من الأسباب العلمية.
- ^ Another name for gulf sets off a wave of anger By Frank D. Roylance
- ^ دار الحياة
- ^ Iran bans The Economist over map
- ^ حديث السندباد القديم، د. حسين فوزي، (ص2-21).
- ^ The Persian Gulf: The Politics of Geographic Renaming إصدار المجلس القومي الإيراني في أميركا
- ^ يقال لقد سمي الخليج بهذا الاسم نسبة إلى ملك يسمونه "أريثروس" (أي الأحمر). ويقال أن قبره يقع على مرتفع وينبت عليه أشجار النخيل بصورة عشوائية في جـزيرة "أوغيرس\سيرابيس" الواقعة عند "رأس مسندم". وهي في الأغلب جزيرة مصيرة في رأس الخيمة. ومن المؤرخين من يعتقد أنها جزيرة قشم.
- ^ [http://www.bartleby.com/65/er/Erythrae.html The Columbia Encyclopedia, Sixth Edition. 2001-05 - Erythraean Sea
- ^ Vetus Testamentum by N. H. Snaith، Vol. 15، Fasc. 3 (Jul.، 1965)، pp. 395-398. يقول: According to LIDDELL and SCOTT، Greek-English Lexicon، this phrase was used by HERODOTUS to denote the Red Sea، the Arabian Gulf and the Indian Ocean (I،180، etc.)، and similarly by Pindar، Pythian Odes 4، 448.