حسن فتحي | |
المعلومات الشخصية | |
---|---|
الاسم | حسن فتحي |
الجنسية | مصري |
تاريخ الميلاد | 23 مارس 1900 |
مكان الميلاد | مصر ، الإسكندرية |
تاريخ الوفاة | 30 نوفمبر 1989 |
مكان الوفاة | القاهرة |
اعمال | |
مباني مهمة | {{{مباني_مهمة}}} |
حسن فتحي معماري مصري وُلد في بداية القرن العشرين وكانت له معاناته الكبيرة من جراء سيطرة الثقافة الغربية على أفكار مهندسي تلك الفترة و التي لم يسلم منها حتى بعض زملاؤه الذين سايروا، وجاملوا، وقلدوا شتى النزعات الغريبة. وترجع أهمية حسن فتحي إلى كونه أول من شخّص مركب النقص عند المعماريين المصريين إزاء منجزات العمارة الغربية.
فهرس
|
المرحلة الأولى 1926- 1937 : بعد تخرجه مباشرة وفيها كان يتبع الطرز العالمية في البناء.
المرحلة الثانية 1937- 1956 : و اتجه فيها إلى اكتشاف و إحياء العمارة المحلية و أبرز مشاريعها قرية القرنة.
المرحلة الثالثة 1957- 1962 : هي فترة عمله في اليونان و فيها قام بالعديد من المشاريع و شارك في مشروع مدينة المستقبل.
المرحلة الرابعة 1963-1980 : هي أكثر المراحل انتاجية و ابداعا و أشهر مشاريعها قرية باريس.
المرحلة الخامسة 1980- 1989 : قلّت فيها المشاريع – لدواعي التقدم في السن – و أهم مشاريعها هي قرية دار الإسلام .
أكثر من 160 مشروع ، أهمها و التي تمثل نقطة تحول بارزة في أعماله
يعتبر نضال حسن فتحي لتغيير المفاهيم المترسخة لدى عقلية البيروقراط المصرية مادة بحثية هامة لأغلب المتخصصين و ملمحا هاما من ملامح نضوج الشخصية المعمارية المصرية, و قد مرت رحلة حسن فتحي بمراحل من الفشل و النجاح كان أولها في بهتيم المصرية و آخرها في دار الإسلام في نيو ميكسيكو الأمريكية.
وضع حسن فتحي تصميما كاملا للقرية التي كان يحلم بإنشائها، وبدأ البحث عن موقع لإقامتها وعن جهة تنفق على تنفيذها، وحصل على هذه الفرصة عام 1941 عندما قررت " الجمعية الزراعية الملكية " أن تبني مساكن نموذجية للفلاحين في قرية " بهتيم "، واستطاع أن يقنع المسئولين بمشروعه، وكانت تجربة فريدة أثارت اهتماما واسعا بين الزراعيين، لكنها لم تجد ترحيبا بين المسئولين أو لدى زملائه المهندسين، وقد أدهشه أن تقابل هذه التجربة بالرفض والتجاهل.
كان الفكر الهندسي السائد في مصر يقدس العمارة الغربية الحديثة، ويهزأ من فكرة العمارة الريفية والشعبية، ويعتبرها تخلفا أو تمسكا بالتخلف، لهذا رأى المعماريون في نظرية " حسن فتحي" تخلفا يبعد بها عن العصرية. أما هو فكان يرد على زملائه بقوله: " ليس من المعقول أن نشيد بيتا شرقيا في أوربا، أو بيتا أوربيا في الصحراء العربية، إن طبيعة المناخ المحلي تفرض طراز البيت، ومن الخطأ نقل الأفكار من بلد لآخر دون أي اعتبار للظروف المناخية والتقاليد الاجتماعية المحلية ".
وكانت مجموعة المباني التي أقامها في " بهتيم " هي فشله الأول، فلم تكن قرية متكاملة، وقد عانت من التجاهل والسلبية من المسئولين، كما رفض الفلاحون سكناها لأن تصميم البيوت لم يتضمن مكانا لحظيرة المواشي التي أبعدها المعماري عن مسكن الفلاح، وبرر ذلك باعتبارات صحية، ولأنه كان يتقزز من فكرة معيشة الإنسان مع حيوانات الحقل في مسكن واحد.
لم يتفهم حسن فتحي الأرستقراطي النشأة، أن إصراره على عزل حظيرة المواشي عن مسكن الفلاح هو أمر يطير النوم من العيون، فالبقرة التي تعمل مع صاحبها في الحقل نهارا يتحول هو إلى حارسها ليلا ، يطعمها ويحلبها . ولم يدرك المعماري المفكر مدى عمق الارتباط بين الفلاح المصري وماشيته ، ولم يفطن إلى أن هذه العلاقة بلغت من المبالغة والتضخم حد التقديس في بلد زراعي آخر هو الهند، ومن هنا كان إصراره على عزل الفلاح عن ماشيته بحجة أن اشتراكهما في المسكن أمر غير صحي وغير إنساني. هذا الإصرار لقي تعاطفا في الغرب ورفضا مطلقا من الفلاح المصري، وقد أصر حسن فتحب على هذا الموقف ورفض أي مرونة أو تنازل عنه طيلة حياته، وهي مسألة كان يتحتم إيجاد حل معماري لها دون الإصرار على التفرقة بين الفلاح وماشيته التي يستهدفها اللصوص والضواري.
وقد تصدعت مساكن بهتيم المهجورة ولم تعش طويلا، كما أن الفنان لم يكن في ذلك الوقت قد وضع دراسات علمية إنشائية حول قدرة الجدران الطينية على التحمل، كما لم يكن قد توصل بعد إلى فكرة الأسقف بالقبة والقبو التي واصل استخدامها النوبيون حتى تهجيرهم .
جاءت الفرصة الثانية عندما طلبت منه مصلحة الآثار عام 1946 أن يبني قرية كاملة غرب مدينة الأقصر لينتقل إليها أهالي " القرنة ".
وقرية " القرنة " تقع في الجبل الغربي فوق أغنى منطقة بالآثار المصرية القديمة حيث مقابر الملوك والملكات والنبلاء، وأثمن كنوز الحضارة المصرية القديمة. وقد تفنن أهل " القرنة " في التفتيش عن الآثار وفي بيعها وتهريبها، بل وصهرها أحيانا لبيعها ذهبا خاما، وكان لهم تاريخ طويل ضج منه رجال الآثار، وفيلم " المومياء " لشادي عبد السلام يبرز بلغة السينما جانبا من هموم هذه المنطقة.
لم يجد المسئولون عن الآثار حلا لهذه المشكلة سوى تهجير أهالي قرية القرنة من موقعها في الجبل إلى مكان آخر، لحماية ما تبقى من آثار. كما وجدوا أن أرخص عمارة وأكثرها ملاءمة " للقرنة الجديدة " النموذجية هي عمارة حسن فتحي الطينية.
وأحس المعماري الفنان أن هذه هي فرصته لإبراز أفكاره بشكل عملي يفحم كل معارضيه، فجمع العمال والبناءين وذهب إلى القرية القديمة وطاف بها بيتا بيتا، وقابل أهلها وأقطابها وشرح لهم مزايا الانتقال، وضرورة التخلي عن الحلم الموروث في الحصول على الكنز، واستطاع أن يقنع أغلبهم بل ويثير حماسهم ( أو هكذا تصور ). وارتفعت أعمدة المباني العامة : المسجد، والمسرح، والسوق، ومعرض لمنتجات القرية، ومدرسة للبنين، وحظيرة المواشي الجماعية، وعدد من المرافق الأخرى، وحول منطقة المرافق تمت إقامة جزء من المباني السكنية.
لكن العقبات بدأت تظهر ليتعثر المشروع ثم يتوقف, وأعلن حسن فتحي أنه لم يستطع إتمام مشروعه، واعترف بفشله الثاني، وامتنع أهالي القرنة عن النزول من الجبل لسكنى القرية الجديدة، وكانت الأوضاع السياسية قد تغيرت بعد 1952 فلم تجبرهم السلطات على الانتقال، كما أن الفلاحين في المنطقة رفضوا سكنى القرية بسبب الفصل بينهم وبين ماشيتهم. وظلت قرية القرنة الجديدة لأكثر من 30 عاما " سيمفونية لم تتم " لأنها ظلت مهجورة، حتى أدى ضغط الانفجار السكاني إلى سكناها بعد تغيير بعض معالمها، وقد تم ترميم المسرح عام 1983. وفي قصة " الجبل " لفتحي غانم- التي تحولت إلى فيلم سينمائي- جانب من أحداث هذا المشروع الذي ظل مهجورا حوالي ثلاثين عاما.
و في أغلب الأحوال فإن الخطأ في العمارة سواء من ناحية منفعتها أو جمالياتها، يعلن عن نفسه كاشفا عن عيوبها أو محرضا الناس على السؤال عن سبب " خرابها "، وكأنه جريمة معلنة طوال الوقت. وقديما قال أحد الحكماء: " إن الطبيب يدفن خطأه بينما المعماري يبرزه للناس كعاهة المتسول ! ".
وقرية القرنة " ظلت مهجورة عشرات السنين، ومعروف أنها من الناحية الجمالية أقرب إلى قطعة موسيقية عذبة منها إلى قرية ريفية، وكانت مشاهدة " القرنة الجديدة " وزيارتها تمثل جزءا في برنامج رحلات السائحين وزائري المنطقة من المصريين والأجانب، إلى جانب مشاهدة الآثار، وقد رفض أهالي " القرنة الجديدة " الهجرة إلى المنطقة المنخفضة لرطوبتها بعيدا عن الجبل، ولأنهم يتعالون على الفلاحين الذين يسكنون المنطقة الزراعية، ومهنة أهالي " القرنة " هي إرشاد السائحين والاتجار في الآثار الحقيقية والمزيفة.
ورغم هذا فقد حققت تصميمات حسن فتحي للقرنة أكبر نجاح لنظريته عندما عرضها ودافع عنها في كتابه " القرنة.. قصة قريتين " الذي طبع فيما بعد تحت اسم " عمارة الفقراء "، وهذا هو مثار التعجب في حياة هذا المعماري العبقري عندما حصل على الجوائز والتقدير المحلي والعالمي عن فشله الثاني في مشروع معماري لم يتم.
المشروع الثالث الذي أقامه الفنان هو قرية " باريز الجديدة " في أصغر واحات الوادي الجديد قرب " الخارجة " وقد تبنت هذا المشروع مؤسسة تعمير الصحاري. و " باريز الجديدة " أو "باريس الجديدة" في بعض المصادر تبعد ستة كيلو مترات عن واحة باريز القديمة، حول بئر اكتشفته هيئة تعمير الصحاري عام 1963 وقد وضع الفنان دراسات دقيقة تفصيلية وبدأ التنفيذ 1965، وقبل أن يتم مشروعه قامت حرب 1967 فتوقف العمل. لكن الأهالي رفضوا الانتقال إلى القرية الجديدة لسبب غاب عن وعي الفنان وربما لم يكن في مقدوره أن يتفاداه، إذ إن أهالي الواحات يقيمون مدافن موتاهم في مبان ذات أقبية، وأسلوب البناء عند حسن فتحي يحتم استخدام القبو والقبة، لهذا رفض الأهالي الانتقال إلى القرية الجديدة فقد تصوروا أنهم سينتقلون إلى مجموعة من القبور، وفشل المشروع الثالث.
المشروع الرابع الذي انتقل بالفنان العالمي إلى بؤرة الأضواء عالميا هو مشروع " دار الإسلام " الذي أقامه عام 1981، وأنجز جانبا منه في " نيومكسيكو " بالولايات المتحدة الأمريكية لحساب " منظمة دار الإسلام " وقد نفذ من تصميماته لهذه القرية: المسجد، والمدرسة، وبيت الطلبة، جمع فيها بين طابع المباني الإسلامية في المنطقة العربية والأسلوب الريفي في الأسقف بالقباب.
نجح هذا المشروع وحقق أكبر الأثر في حسن استقبال نظرياته المعمارية، وتوالى بعد ذلك التقدير العالمي لفنه والاحتفال بأسلوبه والاعتراف به كأحسن المعماريين ، قبل وفاته بخمس سنوات فقط.
توفي في القاهرة (30 نوفمبر 1989).