الشاعر حسن أحمد محمد السوسي (1924-2007) شاعر فصحى من ليبيا يلقب شاعر الوطن و شاعر الغزل الخجول
مولده ونشأته
ولد عام 1924 بالكفرة - جنوب ليبيا
تلقى تعليمه بمصر وكان ضمن الأسر المهاجرة إلى هناك في زمن مبكر. هاجر صغيراً قبل احتلال الكفرة من قبل الطليان و اقام مع اسرته بمرسى مطروح و قرأ القرآن على يدي و الده دخل المدرسة الأولية بمطروح، ثم التحق بالأزهر ونال الشهادة الأهلية 1944، وحضر بعدها دورات تربوية في كل من بيروت و تونس.
عاد إلى ليبيا أواخر عام 1944 وعمل في حقل التدريس في مناطق مختلفة . معلماً بمدرسة الأبيار القريبة من بنغازي ، ثم تنقل في وظائف التعليم فعمل مديراً لمدرسة وموجهاً .. إلى ان أحيل للتقاعد عام 1988.
أقام بمدينة بنغازي وتحصل على جائزة الفاتح التقديرية. وهو من تلاميذ الشاعر أحمد رفيق المهدوي إلا أنه أكثر التزاماً بالرصانة اللغوية. رقيقاً دمث الخلق. وكان عفيفَ اليد صادقَ الكلمة عزيزَ النفس، مثالَ الإخلاص لمهنته ووطنه. لم ينظِم الشعرَ تملّقاً لأحد أو من أجل منفعةٍ لشخصه. حياته كانت ’حياةَ عِزّ‘ًه
وفاته
توفي الاربعاء 21 نوفمبر 2007 في احدى مستشفيات العاصمة التونسية و دفن في بنغازي عصر يوم الخميس 22 نوفمبر 2007 عن عمر 83 عاما
شعره
كتب شعر التفعيلة بالإضافة إلى الشعر العمودي. له شعر عاطفي كثير وأشعار أخرى تتراوح بين الاجتماعيات والوطنيات.
شارك في مهرجانات الأدباء المغاربة والأدباء العرب في كل من طرابلس و تونس و الجزائر و القاهرة و بغداد .
من أبرز رواد القصيدة الكلاسيكية في الأدب الليبي الحديث فهو يكتب القصيدة الكلاسيكية بكل مقوماتها ويخوض في نفس الوقت موجة الحداثة ليكتب نصاً شعرياً تكاد أن تجزم بأن كاتبها ليس هو نفسه حسن السوسي لولا أن ضمنها مجموعة من مجاميعه الشعري.
نشر قصائده في عديد المطبوعات : برقة الجديدة ، الحقيقة، الأسبوع الثقافي ، الثقافة العربية ، العرب اللندنية ، المناهل ، الفصول الاربعة
دواوينه
- الركب التائه 1963
- ليالي الصيف 1970
- نماذج 1981
- المواسم 1986
- نوافذ 1987
- الفراشة مركز دراسات الثقافة العربية، الطبعة الأولى، عام 1988.
- الزهرة والعصفور ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى, عام 1992.
- الجسور ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998.
- الحان ليبية ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998.
- تقاسيم على أوتار مغاربية، الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998.
المخطوطات : كما أنا - شعر
من قصائده
- من أعنيها لا تشبهها أمرأة أخرى
- يضحك في عينيها فرح الدنيا
- وعلى شفتيها يندى الورد...وترسم البشرى
- تلك امرأة أخرى
- تلك أمرأة فوق العادة
- لا عذرَ للشعر إنْ لم ينتفض غضبا *** وينفث الحرف عن أنفاسه لهبا
- وأنْ يُبارك كفّاً أطلقتْ حجراً *** في وجه من سلب الأوطان واغتصبا
- وأنْ يُبلسم في أعماق أُمّتنا *** جرحاً تمادى عليه الدهر فالتهبا
- وأنْ يُؤبِّن طفلاً ضمّ والدُهُ *** رفاتَه.. وبكى كالطفل مُنتحِبا
- راعوه.. فارتاع واستذرى بوالدهِ *** لكنّه عن قضاء الله ما احتجبا
- هوى كسوسنةٍ فيحاءَ قد عصفتْ *** بها الرياح وهزّتْ غصنها الرَّطِبا
- تبّتْ يدا مُجرم أودتْ رصاصتُهُ *** به وتبّتْ مساعيه، وما كسبا
- وشاهَ شارونُ وجهاً بانتفاضتهم *** وساء «باراكُ» في مسعاه مُنْقَلَبا
- وفتيةٍ هزئوا بالموت واصطبروا *** كأنّهم في مجال الموت نَبْتُ رُبا
- تألّقوا في سماء المجد واحتشدوا *** واسّاقطوا فوق ساحات الحِمى شُهُبا
- لا يُرهب البغي والطغيان من عقدوا *** عَقداً مع الله ألا ينكصوا هَرَبا
- ولا يُمارون محتلاً على وطنٍ *** رأوه في ما رأوا - أُمّاً لهم وأبا
- الحقّ فوق الذي خالوه يُرهبهم *** لا يُرهب الباطل الحقّ الذي وجبا
- ما زادهم عَنَتُ الباغي وسطوتُهُ *** إلا يقيناً بأنّ النصر قد قَرُبا
- تلك الصواريخ ما هدّتْ إرادتهم *** وإنْ تكن هدّتِ البنيان والقببا
- ولم تهزَّ يقيناً في عزائمهم *** ولم تُمِتْ فيهم الإصرار والدَّأَبا
- هم عصبة كأنّ حزب الله حزبهمو *** هيهات يَغْلِب حزبَ الله مَنْ غَلَبا
- لقد بكينا كثيراً ثم آنَ لنا *** ألا نرى الدمع في الأجفان مُضطربا
- مَسْرى النبي، ومِعراج النبوّة هلْ *** نُبقيه للعابدين العِجل والذَّهبا؟
- ماذا نقول له إنْ قام يسألنا *** عنه.. ويُوسعنا من أجله عَتَبا؟
- فهل سنزعم أنّ القوم قد غَلَبوا *** لأنّ سادتهم مدّوا لهم سببا؟
- ونستكين - كأنّا لم نكن عرباً *** أو مُسلمين وكنّا قبلها عربا
- فبارك الله والأحرار صحوتكم *** لا يهدأ الثأر حتى تبلغوا الأربا
- فأجّجوها وأَصْلوهم جواحمها *** وأطْعِموا النار من أشلائهم حطبا
- فخلفكم تهتف الدنيا لصيحتكم *** وتستخفّ بمن مارَى ومَنْ شَجَبا
- لا مجدَ إلا لمن ألقى بمهجتِهِ *** فيها.. وجشّمها الأخطار والتّعبا
- والآخرون قُصارى جهدهم خُطَبٌ *** ناريّة ضمّنوها الزَّيف والكذبا
- لا تقبلوا من مُشير أنْ يصدّكمو *** عمّا بدأتم فإنّ الصبر قد نَضَبا
- رمضان اقبل عد بها يا ساقي ** انا لست للصهباء بالمشتاق
- اني صرفت عن المدامة خافقي ** وعن الحسان فواتر الاحداق
- وجهت قلبي وجهة روحية ** لله -خالصة - من الاعماق
- ارجوا بها حسن الثواب واتقي ** يوم اللقاء مصائر الفساق
- لاح الهلال مبشرا بقدومه ** اهلا بشهر البر و الاعتاق
- وافاك يقطر بالبشاشة وجهه** كصحائف الابرار في الاشراق
- والمسلمون استقبلوه جميعهم **ببوادر المعروف والانفاق
- مدوا يدا لله تطلب عونه ** ويدا الي البؤساء بالارزاق
- شفعوا الصيام بما يضاعف اجره ** وتقربوا - بالبر- للخلاق
- الصوم تطهير النفوس وغسلها **من سائر الاوضار و الاعلاق
- هو للجسوم زكاتها ونماؤها ** مثل الزكاة تحق في الارزاق
- والصوم لا عن مأكل او مشرب ** بل ثم بعض توابع وبواق
- انا لا اصوم عن الطعام وشيمتي ** نهاش اعراض حليف شقاق
- وأحبذ الحسني وبين جوانحي ** قلب يفيض بحقده الحراق
- فاذا اردت وفاء صومك حقه ** فاربأ بنفسك عن خني ونفاق
- واحبس لسانك ان يفوه بباطل** وغلل يديك عن الاذي بوثاق
- واجهد لتنزع اصل كل خبيثة ** من ذلك المتقلب الخفاق
- دنيا غرور كلها وزخارف ** فاحذر تغر بحسنها البراق
- هذا جهاد النفس عن شهواتها ** فاغنمه تغنم صفوة الاخلاق
- يا أيها الشهر المبارك مرحبا ** بك كلنا نلقاك بالاشواق
- المسلمون تطاولوا بعيونهم ** نحو السماء اليك و الاعناق
- قد كبروا لما رأوك وهللوا ** في سائر الاقطار و الافاق
- وحدت بينهم بأية قوة ** و ربطت بينهم بأي وثاق
- حتي تلاقوا في رحابك وحدة ** روحية الانساب والاعراق
- الدين وحدهم فان لاذوا به ** لاذوا بحصنهم المنيع الواقي
- فعساك حين تعود تبصر امة ** منهم علي نسق وحسن وفاق
- نبذت اباطيل السياسة وانبرت ** تبني بناء الماجد السباق
- وتري فليسطين العزيزة حرة ** من ربقها المتطفل الافاق
- عادت بشاشتها وعاد الي الحمي ** اهلوه بعد تشتت وفراق
- أَثابَكِ اللهُ بالإحسان إحساناُ *** وَزَادَك اللهُ بالمعروفِ عِرْفانا
- وزاد قدركِ تشريفاً ومنزلة***وزاد حُسنك تمْكيناً وسُلطاناَ
- إن الورودَ التي أهديتِ بَاقتَهَاَ***تحدّثَتْ عنكِ إسْراراً وإعلانا
- رَقّتْ كمثِلكِ انفاساُ وحاشيةً ***وأشْبهتكِ احاسيساً ووُجداناً
- لطيفةٌ مثل مُهْدِيهَا معبرةً ***زادتكِ في مقلتيِ حسناً وإحسَاناً
- علي مُحَيَّاكِ قد أْلقَتْ قَرَنْقٌلةً***منها ببرعُمِهَا فافتْرِّ جذلاُنا
- والوردُ ألقي على خَدّيْكِ حُمْرَتُهً***والفلُّ طوَّقَ منكِ الجيدَ نشواناً
- وَمَثّلَ النَّرجِس الوسنانُ مقلته***في مُقلتيكِ فأغْوانا وأغراناً
- قد أنعشتْ بشذاها الحلوِ أنْفُسَنا***وَرَطَّبَتْ يَبَساً في الرَّوحِ قد رَانَا
- إن الهدايا وإن أغليْت قيمتها***لا تَعدِل الوردُ إفْصَاحاً وتِبْياناً
- فهل تُري عبَّرُتْ عن كنهِ ربَّتهِا***وتَرَجمتْ عن شعورٍ كان كِتْماناً؟
- فلستُ أملِكُ إلاّ أن اقول لهَا***شكرا .. فإنك قد عطرتِ دُنياناً
- الوردُ اجملُ ما يهُدي وصاحبُهُ***من أطيبِ النَّاس أنفاساً وأرْدَانَا
- والشعرُ أخلدُ موهُوبٍ لمُحْنِةٍ***ألقوْا عليها من الأسماء ( إيمانا)
- زعمو أنني نسيت هواها ***و أذاعو أنني هويت سواها
- كذب المرجفون فيما ادعوه***و رووا باطلا و قالو سفاها
- هي نفسي فكيف انكر نفسي***و هي روحي ...و أحلامها ، ومناها
- قد ترشفت حسنها بضميري***و تعشقت مجدها .........و علاها
- بكل المقاييس تبقين أنتِ العظيمة
- وتبقين أنتِ الكريمة
- وتبقين أنتِ شغل البال
- أنتِ الزعيمة
- وأنتِ الحكومة
- فأسرار حسنك ـ هذا ـ محال
- تقاومها قوة أو عزيمة
- وقدام سلطان مجد الجمال
- يطيب الفرار
- وتحلو الهزيمة
- تحلين في القلب مثل التميمة
- تحلين فوق مجال الشكوك
- وفوق الظنون . . وفوق النميمة
- تحلين فيه برغم الملام ، ورغم المليمة
- فأنت مليكة كل المساحات فيه
- تبيحين مالم يكن مستباحا
- ولا تذبحين ديوك النهار
- إذا أذنت
- وإن هي قالت لمن نام أو هام
- عمتم صباحاً ، وطبتم جراحا
- ولا تمنعين الكلام المباحا
- تجوسين منه خلال الديار القديمة
- تقرين فيه السلام
- ـ إذا شئت ـ أو تعلنين الخصومة
- وتستكشفين مجاهلة الموحشات
- وتستثمرين مناجمة المهملات
- وتستصلحين حقولا
- جفاها اخضرار الحقول
- وجر التصحر فيها ذيولا
- فبانت صريمة
- تنمين فيها المحبة حقلاً . . فحقلا
- وتستنبتين الصحاري ـ هنالك ـ ورداً وفلاً
- وتسترجعين إلي أفقة الرحب
- ومض النجوم إذا حلكة الليل غطت نجومه
- وتستحلبين ـ إذا نصب النهر ـ
- أو جف ماء السواقي .. غيومه
- ملكت شواطئه والنجاد
- وحتى شقاوته .. أو نعيمه
- فصوني حماه
- وصوني هواه
- وصوني تخومه
- وكوني الرفيقة فيه .. الرحيمة
- وكوني (( معلقة )) فيه مثل التميمة
- فأنتِ به يا رجاء القلوب
- مدي عمره .. عهده مستديمة
وصلات خارجية
مراجع
- معجم الشعراء الليبيين للمؤلف عبد الله سالم مليطان