جوفاني باتيستا بلزوني (Giovanni Battista Belzoni)
(مواليد بادوفا في 15 نوفمبر 1778 - توفي بنيجيريا في 3 ديسمبر 1823) ، مستكشف ومغامر إيطالي . وُلد جوفاني في بادوفا إبناً لحلاق ، كانت عائلته من روما ؛ حيث ذهب إليها لمّا بلغ السادسة عشرة للعمل ، مدعياً أنه درس علم الهايدروليكا . اعتزم الدخول إلى النظام الرهبنة ، و لكن احتلال القوات الفرنسية للمدينة في سنة 1798 أضطره للخروج من روما ليتفادى التجنيد الإجباري في جيش نابوليون ، و غير رأيه بشأن مستقبله . انتقل في عام 1800 إلى هولندا.
و في عام 1803 سافر إلى إنكلترا حيث تزوج من الإنجليزية سارة بين . كان فارع الطول (مترين) و قوته الجبّارة ؛ يفيد مصدر واحد بأن زوجته كانت لها نفس البُنية ، و لكن جميع المصادر الأخرى وصفتها بعادية البُنية . لإيجاد مورد رزق أحياناً اضطروا لإقامة عروض بطولة القوة و خفة الحركة كرجل قوي في المعارض و في شوارع لندن .
وبفضل هنري سولت الرحالة والأثري و الذي كان راعيه الأول بعد ذلك ، عَمِلَ في مدرج فيليب أستلي - الذي كان يطلق عليه أبو السيرك الحديث - . ليعمل في السيرك في عروض الرجل القوي باسم "Patagonian Samson" (شمشون الباتاغوني) ؛ حمّل على كتفيه نوعاً من القيد ، كما حمل لوحده هرماً بشرياً مكون من أسرة كاملة من اثني عشر فرداً ، و سرعان ما بدأت ظروفه بالتحسن .
فهرس
|
ترك إنكلترا في عام 1812 ، و بعد سفره إلى أسبانيا و البرتغال وصل مصر عام 1815 في الوقت الذي كان فيه هنري سولت القنصل العام البريطاني في مصر . أراد بلزوني أن يُرِيَ محمد علي باشا آلة هيدروليكية من اختراعه لرفع مياه النيل . و رغم نجاح تجربة هذا المحرك ، إلا أن التصميم لم يُثِر اهتمام محمد علي .
فعزم بلزوني على مواصلة ترحاله . و بناءاً على توصية المستشرق يوهان لودفيش بوركهارت ، بعثه هنري سولت إلى معبد الرمسيوم في طيبة ، حيث نقل بمهارة فائقة - مستخدماً أسلوب قدماء المصريين - التمثال النصفي لرمسيس الثاني ، الذي كان يسمى «ممنون الصغير» و شحنه إلى انكلترا ، و لا يزال التمثال من أبرز معروضات المتحف البريطاني . و لم يكن محمد علي واعياً لقيمة تلك الأثار التي هُرّبَت خارج مصر.
قام بتحقيقات في معبد إدفو ، و زار جزيرتي الفنتين و فيلة ، و أزال الرمال التي طمرت معبد أبو سمبل (1817) ، وقام بحفريات في الكرنك ، و فتح مقبرة سيتي الأول (لاتزال تعرف أحياناً بقبر بلزوني). و كان أول من نقب في الهرم الثاني بالجيزة ، و أول أوروبي في العصر الحديث يزور الواحة البحرية .كما قام بتحديد أطلال برنيس على البحر الأحمر.
عاد إلى أنكلترا في سنة 1819 حيث نشر في العام التالي كتاباً يسرد فيه أسفاره و اكتشافاته الأثرية بعنوان « Narrative of the Operations and Recent Discoveries within the Pyramids, Temples, Tombs and Excavations in Egypt and Nubia, &c» .
كما عرض خلال عامي 1820-1821 نماذج لمقبرة سيتي الأول في القاعة المصرية بالبيكاديلي في لندن. و في عام 1822 عرض بلزوني نماذجه في باريس.
في سنة 1823 رحل إلى غرب إفريقيا ، عازماً السفر إلى تمبكتو. و بعد رفض السماح له بالمرور عبر المغرب اختار طريق ساحل غينيا . و وصل إلى مملكة بنين ، إلا أنه أصيب بالزحار في قرية تسمى غواتو ، و توفي هناك . و وفقا للرحالة الشهير ريتشارد فرانسيس بيرتون فإنه قُتل و سُرق .
وفي عام 1829 قامت أرملته بنشر رسوماته عن المقابر الملكية في طيبة.
توجد مدينة في ولاية المسيسيبي الأمريكية تحمل إسمه .