مدينة تينبكتو وليس تمبكتو، Timbukto في مالي، من أهم العواصم الأسلامية في شمال أفريقيا, وجوهرة الصحراء المتربعة على الرمال, وهي بوابة في أقصى المغرب الأسلامى, وهى ملتقى القوافل البرية للقادمين من النيجر وليبيا ، وكذلك تجار الملح القادمين من (تودني) ، وقد أنجبت العديد من الفقهاء والعلماء,وأزدهرت فيها الحركة الثقافية, وتعاقب عليها الغزاة وآخرهم المستعمر الفرنسي الذى قاومته قبائل المنطقة العرب الطوارق بقيادة المجاهد (محمد علي الأنصاري) الملقب(أنقونا) الذي شهد الفرنسيون أنفسهم على بسالته في المقاومة,وتسمى منطقة تينبكتو في الأرشيف الخاص بجمهورية مالي(تريبي كل انتصر) لأن أغلب سكانها من الأنصار الطوارق وحلفائهم وتسميتها بتين بكتو منسوبة إلى : بكتو وهى عجوز مشهورة لدى : العرب الطوارق ،ثم يأتى الصنغاي بعدهم, وبعض قبائل السود الأخرى .
واحة تمبكتو هي حاضنة الاسلام في الصحراء الكبرى ومنارة العلم فيها ومجمع العلماء وهي من أشهر المدن العربية الاسلامية خاصة منذ القرن الثالث عشر إلى أن دخلها المستعمر الفرنسي في اوائل القرن التاسع عشر وأحتلها وأطفأشعلتها ، وسكان تمبكتو كلهم مسلمون وأشهر القبائل التي تقطن المنطقة هم: قبيلة الآنصار كل أنصر التي ظهر فيها المجاهد الشهير محمد علي الملقب انقونا ، الذي قاوم المستعمر الفرنسي عند اجتياحه للمنطقة إلى أن قام الفرنسيون باغتياله عام 1897، وقبيلة السنغاي ، والبرابيش.
فهرس
|
بعد مائة عام من العزلة عاشتها تمبكتو عروس الصحراء ومهد حضارة الغرب الإفريقي، وبعد أن طويت في صفحات الماضي، ها هي تحاول جاهدة أن تنفض عن نفسها غبار الماضي لتعلن عن عودها، ولتواصل عطاءها الحضاري الذي بدأته قبل ألف سنة مضت. العودة المزمعة للحاضر بدأت بالآمال التي عاشتها مدينة تمبكتو منذ اندثرت معالمها وطوتها صفحة النسيان.
فبفضل جهود أبنائها أزمعت عدة شركات تجارية داخل وخارج مالي على القيام ببناء أول مطار دولي في هذه المدينة العتيقة، التي يقصدها السياح من كل أنحاء العالم بغية الوقوف على أطلال المدينة الأسطورة التي امتلأت بها الكتب الأدبية في شتى الثقافات العالمية، حيث أضحى اسمها " تمبكتو " مثالاً يضرب لكل ناءٍ وبعيد. إقامة جسر جوي مباشر بين تمبكتو والعواصم العالمية هو الأمل الوحيد أمام هذه المدينة، التي عرفت بمدينة العلم والتجارة، لتستعيد دورها بين الأمم.
حينما قصد حسن الوزان الشهير بـ (ليون الأفريقي) مدينة تمبكتو في بدايات القرن السادس عشر الميلادي، كانت تلك ولا شك هي الفترة الذهبية التي جعلت من تمبتكو أسطورة الصحراء وجوهرته، حتى عادت مضرب الأمثال، ومثار الخيال عند الرحالة الأوروبيين، الذين اقترنت في أدبياتهم بأقصى مكان في الأرض وأبعده. واليوم لا تكاد تجد أوروبيا واحدا، لا يعرف تلك الجوهرة التي تغوص وسط رمال الصحراء الأزوادية شمالي جمهورية مالي، فحسن الوزان نفسه الذي افتتن "بتمبكتو" يقول عنها: إنها هي المنطقة التي تفجرت فيها صبابته، حيث أعرس بها وكانت له بها منادمات، لم ينسه إياها بلاط البابا في روما، ولا رحلاته إلى الآستانة أو القاهرة، فكما يقول: إن الوصول إلى تمبتكو هو سر أسرارها، فقد كانت ملتقى القوافل الذي يربط أهل إفريقيا غربا وشرقا، وكان الوصول بحد ذاته يعني نوعا من المغامرة، حيث لا يربطها بأي من عواصم التجارة المشهورة أية محطات لمن يؤمها.
ولا شك أن أكثر ما تزدهر به تمبتكو في ذلك الوقت هو التجارة فقط أكثر من أي شيء آخر، ولكن الأهمية ازدادت يوما بعد يوم، حينما صارت إلى جانب تلك الخاصية عاصمة للعلم، فصار فيها ذلك التزاوج الذي جعلها في مصاف كبريات مدن العصر في ذلك الوقت كقاهرة المعز، والآستانة، وفاس وغيرها من المدن. ويعتقد البعض أن ذلك النشاط تضاعف كثيرا بعد سقوط آخر معاقل الأندلس وهو مملكة غرناطة، وقد ظلت تمبتكو مع ذلك التميز صامدة أمام كل الأهوال التي تعصف بها على الدوام على يد أهلها خاصة. وقد كتب للوزان الذي رأى عزها أن يرى كذلك جزءا من نكباتها. ترقد تمبكتو بمحاذاة نهر النيجر الذي يلتف بها من جهة الجنوب، وعدا تاريخها الممزوج بكثير من المآسي فإنها اليوم مدرجة في سلم الماضي السحيق، إذ لم يتبق منها سوى تاريخها المجيد، ولعل آخر فتراتها الذهبية كانت في عهد السعديين، وتحديدا في عهد منصور الذهبي، ورغم محاولات الانتفاضة التي تحاول تمبكتو القيام بها بين فترة وأخرى، فإنها تظل كالعجوز التي سميت عليها (تين – بتكو) تقتات من تاريخها، وتساير الزمن بما تبقى لها من ذكريات الماضي، وقد أعيد اكتشاف تمبتكو مرات الواحدة تلو الأخرى بفضل المستكشفين الأوربيين، أمثال البريطاني "الماجور غوردون لينغ" الذي استمات حتى دفع حياته ثمنا لاستكشاف معشوقته تلك. وكذلك المستكشف الفرنسي "رينيه كاييه" الذي سكنها حتى توفي بها. ولعل الجمال كله يتمثل في تلك الكثبان الرائعة التي تحيط تمبكتو ويشقها النهر الذي يحيط بها أحد أجمل المناظر الأسطورية في الصحراء.
وعود على بدء، فقد تأسست " تين بكتو "وليست " تمبكتو" وهو الخطأ الشائع، في أوائل القرن الخامس الهجري الموافق لسنة 1080 ميلادية، ولذلك (أي تأسيسها) قصة، وهي أن الطوارق كانوا يعيشون أثناء موسم الأمطار في ربوع صحرائهم ويعودون في فترات الجفاف إلى المناطق الخصبة حول نهر النيجر الشهير، وهو ما دفعهم إلى اختيار موقع تينبكتو حذاء ثنية نهر النيجر، كمكان مناسب لتخزين احتياطي الغذاء. والموقع كانت تسكنه امرأة عجوز من الطوارق من قبيلة "ايمقّشرن" اسمها بتكو، وعليها سمى المكان بـ"تين" بمعنى (مكان) "بتكو". وقد ظلت تمبتكو في البداية عبارة عن مخيم للطوارق، ثم تحولت مع مرور الأيام إلى قرية، وظلت تنمو باضطراد إلى أن تحولت بفضل موقعها من ملتقى للطرق التجارية إلى مدينة يؤمها آلاف التجار والزوار؛ ووصل ذلك أوجه في بداية القرن الرابع عشر الميلادي، حيث انتزعت وبكل جدارة مكانة مدن كبيرة في ذلك العصر مثل "ولاتة" في موريتانيا و "برنو" في غانا، اللتان كانتا من أهم أسواق التجارة في الغرب الأفريقي آنذاك.
وقد بدأت تمبكتو بلفت الأنظار إليها كمركز إشعاع علمي بعد رجوع ملك المندينغ "منسا موسى" من رحلة الحج الشهيرة التي قام بها عام 1325 م ووزع في طريقه إليها آلافاً مؤلفة من سبائك الذهب، خاصة في القاهرة. مما تسبب في هبوط أسعار الذهب، وقد أمر السلطان الشاعر الغرناطي الملقب بالسهيلي بتصميم جامع كبير والأشراف عليه (هو جامع تينبتكو القائم إلى يومنا هذا)، وكانت تلك النواة الأولى لبناء صرح علمي في تينبتكو حيث صار مع مرور الأيام مركزا للعلم، خاصة تبرع امرأة من سركولو (إحدى القبائل المالية) ببناء جامع آخر فيما بعد، وقد ازدهر العلم مع تقاطر الطلبة من شمال وغرب أفريقيا على تينبتكو، وقد ساعد على ذلك الإنفاق السخي الذي قام به التجار على دور العلم فكان أروع تزاوج بين المال والمعرفة في عروس الصحراء، إذ وصل عدد المدارس في ذلك الوقت 180 مدرسة، تضم أكثر من 25.000 طالب، كما وصل مستوى التعليم في تينبتكو ذلك الوقت إلى نفس المستوى الذي وصل إليه في قرطبة وتلمسان، والقاهرة – كما يؤكد "شاربون ". وقد ظلت حركة العلم تلك في نمو وازدهار، وكان عمرها واستمرارها مقرون بازدهار التجارة التي تمولها، وأي تجارة تلكFFF
كانت أكثر البضائع الرائجة في تينبتكو ذلك العصر من أفخر بضائع الدنيا فكان التجار يقايضون فيها الحرير والتوابل والنحاس الأحمر، ببضائع مملكة مالي الفاخرة التي اشتهر سلاطينها بملوك الذهب، حيث كانت تينبتكو من أكثر مدن أفريقيا التي تصدر الألماس والذهب والعاج وريش النعام، إضافة إلى ملح صحراء "أزواد" الذي اشتهرت قوافله حتى عصرنا هذا، وكانت مثار إعجاب الأوروبيين الذين صوروا عن رحلة "أزلاي" شمال تينبتكو أجمل الأفلام، وهي حقا من أعجب الرحلات، حيث كان تجار الملح ينطلقون من تمبتكو في قوافل تضم عادة أكثر من 300 جمل أصيل يقطعون مسافة شهر في الذهاب والإياب في صحراء "أزواد" الملتهبة، التي لا ماء ولا عشب ولا ظل فيها ثم يعودون منها بألواح الملح الصخري البلّوري من " تودَنيّ " إنها فعلاً أرض الأساطير والأحلام كما وصفها أحدهم. واستطرادا في وصف تلك الفيافي التي هي جزء من حضارة منطقة تينبتكو فلنقرأ ما كتبه"جان كلود كلو تشكوف "من مجلة " جون إريك "حيث يصف الصحراء "الأزوادية " أنها كانت من الأزمنة السحيقة عبارة عن منطقة خالية من البشر، وظل موقعها على الخرائط خاليا من أي إشارة يقول: إن الطوارق أنفسهم كانوا يتجنبونها ويخشون أن يصيبهم ما أصاب تلك (القافلة المفقودة) التي كانت تضم حوالي 100 شخص وضلت طريقها، وعندما أيقنوا الضياع وهبوا واحداً منهم كل ما بحوزتهم. ولكنها رغم تلك القوة التي تجعل الضائع يفقد الأمل في الحياة تظل سحرا يستهوي عشاق المغامرة، فيصفونها بأنها صحراء ساحرة بل ملعونة! وينقل كلوتشكوف أن الصحراء في الأساطير كانت مقرا لملكة الساحرات، كما تذكر القصص الأسطورية فإن تلك (الملكة) سحرت عددا من تجار الطوارق ووجهائهم. ولاشك أن الشبه هنا كبير مع ملكة " أنتينيا " الشهيرة التي استوحى منها الروائي"بييربينوا" روايته المعروفة، غير أن الأسطورة دوما تنطوي على جزء من الحقيقة. وكما أسلفت فإنه رغم حالة الاحتضار، كما سيأتي، فإن أسطورة تمبتكو إلى يومنا هذا مرتبطة بالذهنية الغربية، ولعل أكبر أعداد السياح الذين يتجهون إلهيا هم من ألمانيا واليابان وأمريكا وكندا.
ولعل أكثرهم ولعا بها الأمريكان الذين يأتي أحدهم خصيصا لختم جواز سفره في تمبتكو! ورغم تواضع هذه المدينة اليوم، فإن معظم وكالات السفر تقدمها دائماً بـ(المدينة العجيبة) أو (جوهرة الصحراء)، وتمبتكو - لمن لا يعرف- متوأمة مع مدينة (سانت) الفرنسية مدينة المستكشف الفرنسي "روني كاياي" أول فرنسي دخل تمبتكو وكتب عنها ووصفها وصفاً دقيقاً في كتاباته عام 1828 م. ولعل الخيال الأوروبي الواسع هو الذي جعل هذا الاهتمام يتضاعف رغم حالة الاحتضار التي تشهدها هذه المدينة، فرغم أن هذه الاكتشافات بدأت واستمرت بعد أفول شمس تمبتكو، إلا أن كتابات أصحابها تتحدث دوما عن سحر غامض، وانبهار دائم بمعشوقتهم تلك! ولكن يبدو أن الوضع اليوم يتلخص في المثل القائل (أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) إلا أنه رغم الأمل الذي يحدو الكثيرين في أن يتحسن الوضع، فإن شيئا لا يلمح في الأفق في الوقت الراهن على الأقل، خاصة في غياب أية مبادرات جادة في إنقاذ تلك الجوهرة الغامضة، التي يحاول أهلها تأخير نهاية العالم بوضع حصيرة سميكة لسد الثغرة التي حدثت في باب متآكل قديم في ساحة الجامع الكبير، الذي يعنى فتحه نهاية العالم حسب اعتقاد بعض الأهالي. ولا يبدو أيضا أن الفاورق (الرجل الأسطوري) الذي يوجد تمثاله في وسط المدينة والذي يعتقد بعض أهل المدينة أنه يحلق كل ليلة فوق منازلهم ليحميها، قد بقي له ما يقوم بحمايته، فحتى أكثر كنوز المدينة وأغلاها اليوم والمتمثل في مركز أحمد بابا (العالم التينبكتي الشهير) تعب القائمون عليه من تكرار النداءات للعالم لإنقاذ مخطوطاته التي تشهد حالة احتضار مريرة بسبب غياب أي دعم للحفاظ عليها، ولا ريب أنها خيبة كبيرة تلك التي عاشها العالم الإسلامي في بداية الثمانينات عندما تم اختيار تمبتكو ضمن عدد من المدن الإسلامية الشهيرة للاحتفال بدخول الألفية الخامسة عشرة للهجرة النبوية فيها، إذ لم تكن المدينة تتوفر على أدنى الإمكانيات التي تساعدها على ذلك. ويبقى السائح الغربي القادم من بلاده في حالة ذهول وخيبة أمل طيلة فترة مكوثه فهي هذه المدينة إذ يجد نفسه بدل الاستمتاع واستكشاف الإثارة التي ما لبث كتاب الغرب يشوقونه إليها، يجد أن العزاء أكثر ما يمكنه القيام به لأهل هذه المدينة ذوي الوجوه الغائرة، الذين يرتسم البؤس على كامل هيئاتهم، ناهيك عن المدينة التي هي اليوم أطلال ماض سحيق، وعظام بالية لا أثر ولا أمل لإعادة الحياة إليها.
وأهم ما يلاحظه الزائر لهذه المدينة اليوم هو الأثر المدمر لظاهرة التصحر، حيث أتت الرمال على الغطاء النباتي الذي كان يحيط بالمدينة، وردم فرع النهر الذي يبلغ طوله حوالي 7 كلم والذي يصل المدينة بالمجرى الرئيسي لنهر النيجر الذي كان يسهل نقل البضائع إلى قلب المدينة بواسطة الملاحة النهرية. و بالرغم من استغلال الحكومة المالية للسمعة التاريخية الواسعة للمدينة في جلب السياح الغربيين، إلا أن نصيبها من مشاريع البنية التحتية لا يكاد يذكر، مما أثر على السياحة في المدينة نفسها، هذا فضلا عما نتج عن ذلك من مظاهر الفقر والبؤس، وبالرغم من هذه الصورة القاتمة إلا أن تنبتكو تبدو على الدوام شامخة ومصدر اعتزاز ومتعة إذا ما نظرنا إلى واقعها الثقافي، إذ أنها من المناطق القليلة في العالم التي حافظت على ذلك النوع الثقافي الكوزموسي، حيث استطاعت المدينة صهر عدة ثقافات في بوتقة واحدة، لتصنع منها ثقافتها التي قلما تجدها في مكان آخر. فسكان تنبتكو يجيد معظمهم سبع لغات ويعني ذلك أنه يعيشون سبع ثقافات امتزجت عبر تاريخ شعوب المنطقة، وهم: الطوارق، والعرب، والفلان، والبمبارا، والسنغاي، إضافة إلى الفرنسية كلغة رسمية. المهتمون بتينبتكو والمثقفون تحديدا ما فتئوا يطلقون صيحات ونداءات.. وأكثر من مرة حاولوا تأسيس لجان تحت اسم (أنقذوا تينبتكو) أو (جميعة أصدقاء تمبتكو) وغيرها محاولة منهم للفت أنظار العالم لمساعدتهم، وانتشالهم من الاندثار الذي يهددهم. ولا شك أن لموجة الجفاف التي استمرت عقدي السبعينات والثمانينات دورا كبيرا في تكريس الفقر والمرض بين سكان تلك المنطقة، ناهيك عن التجارة التي توقفت فيها، خاصة بعد تهجير أهلها وسكانها الأصليين وتحديدا التجار العرب والطوارق الذين فروا من القتل بعد اندلاع الثورة بين حكومة مالي والمقاتلين الطوارق، ومن آخر المآسي والنكبات التي عرفتها تمبتكو فهي تتمثل في أنها بعد أن كانت من أكبر مقابر الغزاة الذين حاولوا السيطرة عليها قروناً عدة، تحولت كذلك اليوم إلى مقبرة لأهلها الذين تم إفناء معظمهم إثر النزاع السياسي الذي اندلع بداية هذا العقد، ولعل الرئيس المالي عمر كوناي يظل واحدا من الحادبين على المدينة إذ حرر بعد توقيع اتفاقية سلام بين حكومته وشعب الطوارق على إقامة نصب سلام فيها، إذ يعتبرها – تينبتكو – رمز سلام وتعايش بين أبناء شعبه، ويبقى الحلم في المدينة الأسطورة أملا يراود جميع سكان المدينة.
ويجاهد هذا الخليط من الناس في الاستمرار بالحياة ما أمكن، عبر اشتغال كل قبيلة منهم في تحصيل لقمة العيش بنشاط معين يقوم به ويجيده، ففي الوقت الذي يشتغل فيه الطوارق والفلان بالرعي، تجد العرب منكبين على التجارة عبر قوافلهم وسياراتهم العتيقة، بينما ينصرف السنغال إلى الصيد النهري والملاحة عبر النهر يجوبون أطراف نهر النيجر بتجارتهم التي غالبا ما تكون في بيع الحبوب، والبهارات، والأقمشة..الخ. إنها حياة جهاد، حاول الجفاف الذي يهدد النهر فضلا عن الصحراء التي دمرها لمدة عقدين أو يزيد أن يقضي عليها، وكان تعاون السكان ذاته يشكل نوعا من التحدي في مواجهة الحياة وإثبات الذات للاستمرار في العيش، فهل سينجح أهل عروس الصحراء في إنقاذ مدينتهم.
وقد شرف الأخ قائد الثورة الليبية معمر القذافي هذه المدينة بخطابه في احتفالات المولد النبوي الشريف في العاشر من ابريل 2006 م.