جميل أبوبكر راتب، ولد في القاهرة عام 1926 لأب مصري وأم فرنسية وكانت أسرته غنية محافظة، أنهى التوجيهيه في مصر وكان عمره 19 عاماً، دخل مدرسة الحقوق الفرنسية وبعد السنة الأولى سافر إلى باريس لإكمال دراسته.
في بداية الأربعينات حصل على جائزة الممثل الأول وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر. الصعود إلى الهاوية نقطة التحول الرئيسية في مشواره مع السينما المصرية.
على عكس ماهو معروف أن البداية الفنية لجميل راتب كانت في فرنسا من خلال خشبة المسرح، يؤكد تاريخ السينما المصرية أن البداية الفنية الحقيقية كانت في مصر عندما شارك عام 1946 في بطولة الفيلم المصري "أنا الشرق" الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية في ذلك الوقت منهم: جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن، سعد أردش. بعد هذا الفيلم سافر إلى فرنسا ليبدأ من هناك رحلته الحقيقية مع الفن، ملامحه الحادة أهلته لأداء أدوار الشر.
"أنا الشرق" أول فيلم مصري شارك في بطولته عام 1946، وشاهد أندريه جيد في "أوديب ملكاً" فنصحه بدراسة فن المسرح في باريس فقبل النصيحة.
فهرس
|
لكنه كون مع أصدقائه فرقة وبدأوا العرض على مسارح صغيرة، قدموا من خلالها أعمالاً مبكرة ليونسكو وغيره، وكان في أدوار البطولة دائماً، وبعد أن نجحت الفرقة بدأوا يطلبونهم في المسارح الكبيرة مع مخرجين كبار، مثل "عطيل" لشكسبير بالفرنسية والعربية وعرضت في تونس، والكلاسيكيات ل موليير وراسين وغيرهما فضلا عن المسرح الأجنبي غير الفرنسي، وأخرج عدداً من المسرحيات، وقف مع جينا لولو بريجيدا في واحد من أهم الأفلام الأنجليزية، كما قدم أدواراً في "لورانس العرب".
قطعت أسرته المساعدة المالية له وهو في باريس فعمل نادلاً وحمالاً، ساعد أحد الباحثين الفرنسيين في إصدار كتاب عن المسرح الفرنسي فزادت ثقافته المعرفية.
عاش في فرنسا 30 عاماً (1946 - 1976) وشارك بالتمثيل في 15 فيلماً منها أفلام لمخرجين كبار مثل: "مارسيل كارني"، كما اشترك في العديد من الأفلام العالمية وأولها فيلم أمريكي صور في فرنسا وهو فيلم "السيرك" إخراج كارول ريد وبطولة جينا لولو بريجيدا وتوني كيرتس وبرت لانكستر، كما شارك أيضاً في فيلم لورانس العرب إخراج ديفيد لين بطولة عمر الشريف وبيتر أوتول وأنطوني كوين.
وفي عام 1974 عاد إلى القاهرة لأسباب عائلية.
وعندما عاد إلى مصر شارك في بطولة العديد من الأفلام المصرية، وأصبح الفرنسيين يطلبونه في أدوار البطولة فعمل 7 أفلام في السنوات العشر الأخيرة كما عمل أيضا في بطولة ثلاثة أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك.
بعد عودته للقاهرة رشح لدورالضابط في "الكرنك" الذي لعبه كمال الشناوي، ثم رشحه صلاح أبو سيف دوراً مهماً في فيلم "الكداب" بعدها إنهالت عليه الأدوار من كل مخرجي السينما تقريباً. وبعدما نجح سينمائيا في مصر طلبته السينما الفرنسية.
كذلك خاض تجربة الإخراج المسرحى وقدم مسرحيات مثل "الأستاذ" من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية "زيارة السيدة العجوز" والتى اشترك في انتاجها مع محمد صبحى ومسرحية "شهرزاد" من تأليف توفيق الحكيم.
كرمه مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام بعد رحلة طويلة مع التمثيل في مسارح باريس وعدد 67فيلماً مصرياً وعدد كبير من أفلام السينما العالمية.
تزوج عام 1964 من فتاة فرنسية كانت تعمل بالتمثيل الذي اعتزلته بعد ذلك وتفرغت للعمل كمديرة إنتاج ثم منتجة منفذة ثم مديرة مسرح الشانزليزيه، إلا أنها تعيش في باريس، عندما يذهب إلى باريس يقوم بزيارتها في بيتها الريفي لأنهما شبه منفصلين منذ فترة ولكنه يكن لها احتراماً وتقديراً.