الرئيسيةبحث

جاهلية

الجاهلية مصطلح ظهر مع ظهور الإسلام، يشار فيه إلى الفترة التي سبقت الإسلام وتربطها بالجهل.

الدلالة الدينية

يشير المصطلح إلى الحالة التي لايلتزم بها الناس بدين الإسلام، أي أن هذا المصطلح ليس خاصاً بالعرب قبل الإسلام بل يشمل الشعوب غير المسلمة، كما استعمل هذا المصطلح للدلالة على المسلمين الذين ابتعدوا عن الدين الإسلامي بمفهومه الشامل، ويكثر هذا المصطلح استعمالا في أدبيات محمد بن عبدالوهاب وسيد قطب (يسمي عدم الإلتزام الصحيح بالكتاب والسنة: "جاهلية القرن العشرين").

الدلالة التاريخية

يطلق اصطلاح العهد الجاهلي على حال العرب قبل الإسلام تمييزاً وتفريقاً مع العهد بعد البعثة النبوية وظهور الإسلام. فقد كانوا في الجاهلية يعبدون الأصنام، ويقدمون لها القرابين، فجاء الإسلام وحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، حيث لم يكن هناك دين يوحد العرب في الجاهلية فكان منهم من يدين بالمسيحية وهم قلة ومنهم من يدين باليهودية وغيرها من الأديان والملل المتفرقة هنا وهناك، وكان يسود النظام القبلي فقد كانت القبائل تقاتل بعضها بعضا من أجل العيش في حالة فوضوية يرثى لها، حتى جاء الرسول محمد برسالة الإسلام وانتشل العرب من هذه الحالة وصنع منهم أعظم أمة عرفتها البشرية.

حال العرب في الجاهلية

تقول فاطمة بنت محمد مخاطبة الناس بعد موت أبيها في خطبة مطولة ترثي بها أباها وتصف فيها مظلوميتها: "وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد والورق أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك والله بمحمد بعد اللتياوالتي وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم قرن للشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله سيدا في أولياء الله مشمرا ناصحا مجدا كادحا لاتأخذه في الله لومة لائم".

وكانت المرأة مهضومة حقها في الجاهلية إذ كانوا يحرمونها من الميراث الذي هو حق شرعي لها، وكانوا يرغمونها على الزواج من فلان بعينه دون أن يعطونها حق الإختيار، وهذه عادة قضى عليها الإسلام، إذ كرم المرأة ورفع مكانتها وشرفها فأصبحت ترث وتختار زوجها بمحض إرادتها، وأمرها بالإحتشام ونهاها عن التبرج والسفور صوناً لعفافها، وحفاظاً لشرفها، فذكر القرآن: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى".

واشتهر العهد الجاهلي ببعض الصفات الحميدة والتي اشتهر بها العرب أكثر من غيرهم من الشعوب والأمم في ذلك الوقت، كالكرم والشهامة والفروسية والشعر، وهذا الأخير كان من أبرز سمات العصر الجاهلي حتى سمي ديوان العرب. وكانت تنظم المسابقات الشعرية ويتم اختيار الفائزين في سوق عكاظ السنوي في مكة المكرمة.