تعكر المزاج الثنائي القطب Bipolar mood disorder هو أحد الأمراض النفسية التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الأبتهاج الغير الطبيعي التي تختلف عن الشعور بالأبتهاج الطبيعي كونها تؤدي بالشخص لقيام باعمال طائشة و غير مسؤولة وخطيرة في بعض الأحيان. تم وصف الحالة لأول مرة من قبل طبيب نفسي من ألمانيا اسمه أيمل كرايبيلن Emil Kraepelin . و كثيرا ما يكون الأشخاص المبدعين كالفنانين و العلماء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. هناك نوعان من تعكر المزاج الثنائي القطب :
فهرس |
يقدر عدد المصابين بهذا النوع 0.4% إلى 1.6% مع اختلاف طفيف في هذه النسبة من مجموعة بشرية إلى اخرى وعلى عكس نوبة الأكتئاب الكبرى التي تنتشر أكثر في الأناث فان هذا المرض ينتشر بين الذكور والأناث بنفس النسبة ولكن النوبة الأولي في النساء تكون نوبة اكتآب عادة والنوبة الأولى في الذكور تكون عادة نوبة ابتهاج وهناك فرق اخر بين الذكور والأناث وهو كون نوبات الأكتآب أكثر عددا من نوبات الأبتهاج في الأناث على عكس الذكور الذين تكون نوبات الأبتهاج أكثر عددا من نوبات الأكتآب
يظهر المرض عادة مبكرا في حياة المرأ وبالتحديد في العشرينيات من العمر. ويختلف عدد النوبات باختلاف شدة المرض وعادة مايكون هناك فترة مزاج معتدلة بين نوبة الأكتآب ونوبة الأبتهاج ويمكن القول بانه في الحالات الغير الشديدة يتعرض المريض إلى 4 نوبات خلال 10 سنوات والفترة بين النوبات تميل إلى ان تكون اقصر مع تقدم العمر . 4% إلى 24% من الأشخاص المصابين بهذا المرض لهم اقارب مصابين بنفس المرض مما يؤشر إلى احتمالية كبيرة في ان تلعب الوراثة دورا في نقل هذا المرض.
لتشخيص هذا المرض يتطلب حدوث نوبة واحدة او أكثر من نوبة الأبتهاج الغير الطبيعي مع نوبة واحدة او أكثر من نوبة الأكتئاب الكبرى.
ويشخص المريض بانه في حالة نوبة الأبتهاج الغير الطبيعي اذا توفرت الشروط التالية ، لفترة قدرها 1 اسبوع على الأقل يجب ان يتوفر على الاقل 3 من 7 نقاط المذكورة ويجب ان تؤدي هذه الأعراض إلى عدم مقدرة الشخص من القيام بواجباته الأجتماعية و المهنية ويجب ان لا تكون هذه الأعراض نتيجة لأعراض جانبية جراء استعمال الشخص لعقاقير معينة و يجب ان لاتكون هذه الأعراض نتيجة الأصابة ببعض الأمراض الجسمية التي قد تؤدي إلى نفس هذه الأعراض مثل تضخم الغدة الدرقية على سبيل المثال والأعراض السبعة هي التالي:
وقد يعتقد البعض ان تشخيص هذه الحالة امرا يسيرا ولكنها من الحالات التي تصعب تشخيصها لسبب كون نوبة الأبتهاج الأولى قصيرا في بعض الأحيان او وصفه بمزاج حيوي ولطيف من قبل الشخص و المحيطين به وعندما تبدا نوبة الأكتئاب الكبرى يتصور معظم الأطباء النفسيين بانها حالة كآبة و يبدأون باعطاء المريض ادوية لعلاج الكآبة فقط بدون وصف ادوية خاصة لهذه الحالة وتسمى الأدوية التي تساعد في استقرار المزاج ويؤدي هذا إلى تحسن الكآبة ووصول الفرد إلى حالة الأبتهاج الغير الطبيعة وهنا يكون التشخيص اوضح من قبل الأطباء النفسيين. وهناك عامل اخر يساهم في تشخيص هذه الحالة وهو ما يوصف بمحاولات العلاج الذاتي من قبل المريض نفسه وذلك عندما يستعمل المريض المواد المخدرة او المنشطة الغير الشرعية او الكحول لعلاج نوبات الكآبة المفرطة او الأبتهاج المفرط فيحدث حالة ادمان ويتصور الطبيب النفسي ان المشكلة الرئيسية تكم في الأدمان ويتم علاج الأدمان كحالة رئيسية
في هذا النوع يتناوب نوبة الأكتئاب الكبرى مع نوبة من الأبتهاج تعتبر اقل حدة من الأبتهاج غير الطبيعي ويعتقد ان هذا النوع أكثر شيوعا في النساء ويبلغ نسبة المصابين بهذا المرض 0.5% مع اختلافات طفيفة في النسبة بين المجاميع البشرية المختلفة وتكون عدد النوبات في هذا النوع أكثر من النوع الأول وتميل النوبات إلى ان تقل مع تقدم العمر وهناك بعض الأدلة على ان الوراثة تلعب دورا في هذا النوع من تعكر المزاج الثنائي القطب.
لتشخيص هذا النوع يتطلب تناوب نوبة الأكتئاب الكبرى مع نوبة من الأبتهاج لاترتقي إلى نوبة الأبتهاج الغير الطبيعي في النوع الأول ويجب ان لاتكون هذه النوبات نتيجة مرض جسمي او اعراض جانبية لعقارات وان تكون هذه النوبات قد اثرت على الحياة الأجتماعية و المهنية للشخص والنقاط السبعة التي يجب ان يتوفر منها 3 على الأقل هي نفس النقاط المذكورة سابقا مع اختلاف في الحدة والزمن فهنا مدة 4 ايام كافية للتشخيص بعكس اسبوع واحد في النوع الأول.
هناك أدوية تسمى مثبّتات المزاج يجب ان يستعمل في العلاج بالاضافة إلى الأدوية المستعملة في علاج الكآبة لأن مضادّات الاكتئاب تحمل، خطر توليد الهوس، بخاصّة في المرضى الثّنائيّي القطب الّذين لا يأخذون مثبّت مزاج. استخدمت أملاح اللثيوم لمدّة طويلة كعلاج مبدئيّ ولكنه فيما بعد تم استعمال كاربامازيباين و إبيفال كبدائل للّيثيوم في حالات كثيرة،ولاتعتبر هذه البدائل أفضل من اللثيوم كمؤثّر لكنه أفضل من اللثيوم لأنّ نبذته للأثر الجانبيّ تبدو تكن أقلّ شدّة و الطّاعة من قبل المريض باخذ الدّواء أفضل ويستعمل في العلاج ايضا الأدوية المهدّئة الجديدة مثل ريسبيريدون و كويتيابين و أولانزاباين.
بوجهٍ عامّ تستخدم أنواع معيّنة من العلاج النفسي ومنها العلاج السّلوكيّ المعرفيّ و علاج الإيقاع الشخصي المتناسق و علاج التنظيم العائلي بالإضافة إلى الدواء و كثيرًا ما يمكن أن يزوّد الفائدة الإضافيّة الكبيرة.
علاج بالصّدمات الكهربائيّة ، أحيانًا اُعْتِيدَ أن يعالج الاكتئاب الشّديد الثّنائيّ القطب في حالة فشل العلاجات الأخرى. بالرّغم من أنه قد أثبت كونه علاجًا مؤثّرًا بدرجة كبيرة، لكن الأطباء كارهون أن يستخدموه باستثناء كعلاج أخير بسبب الآثار الجانبيّة و التّعقيدات الممكنة.
العلاجات الغير غربيّة، مثل علاج الوخز بالإبر تُسْتَخْدَم من قبل البعض وبعض الأبحاث تظهر امكانية امتلاكها لبعض المزايا العلميّة. ويستخدم ايضا من قبل البعض أحماض دهنيّة للأوميجا 3 كعلاج إضافيّ أو بديل للاضطراب الشّخصيّ ولكن النّتائج لهذا النوع من العلاج البديل لاتزال غير حاسمة.
أول موقع عربى متخصص في هذا المرض http://bipolar.maktooblog.com