مدينة تاورغاء هي مدينة ليبية تاريخية، تتبع شعبية مصراتة، تبعد عن مدينة مصراتة حوالي 38 كم. كانت هذه المدينة منذ العهد الروماني معبرا هاما في تنقلهم فمر بها الطريق الترابي الدي يربط بين مدينة سرت على طول الساحل إلى مصر وكذلك من مدينة سرت عبر تاورغاء إلى بقية القواعد في لبدة وطرابلس وصبراتة وبسيدة باتجاه شط الجريد عند مدينة قابس في تونس (كتاب تاريخنا، ص89).
فهرس
|
كلمة تاورغاء هي في الأصل كلمه بلغة البربر الأمازيغية تنطق "طامورط تاءوراغت" أي أرض خضراء ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح من خلال أحرف الكلمتين اللتين تحورتا من اللهجة المحلية إلى الاسم الحالي.
اشتهرت هده المنطقة بأشجار النخيل والدي يعتبر الثروة الحقيقية بها والداخل إلى المنطقة يشعر في اللحظة الأولى بأنه في منطقة استوائية نظرا لكثافة أشجار النخيل ونبات الديس وسواقي الماء وغلوب اللون الأسمر على سكانها كما يعتبر الديس المصدر الدخل الثاني للسكان .
فأما منتجاتها نجد في مقدمتها الثمور وأبرزها تمر (البرسيل) وهى سلة من الجريد يوضع فيها التمر بعد عجنه كما تنتج من نبات الديس الحصائر والحبال .
كذلك يوجد بها مجمع الأبقار والدواجن للإنتاج الحيواني ففي عامي (1981_1982)تضمن المشروع حظائر سعتها(600)رأس من الابقار الحلوب ومصنع لإنتاج الحليب ومشتقاته ومجمع لإنتاج لحوم الدواجن طاقته 6 ملايين رأس سنويا وتربية جدود وأمهات دجاج اللحم وبهي معمل ذبح وحفظ اللحوم ومصنع الأعلاف المركز وزارعة الأعلاف لاستهلاك المجمع والدي يعتبر من انجح المشاريع من حيث جودة إنتاجه في ضل ثورة الفاتح. كما يوجد بها مشروع زراعي ثم تخصيصه للمواطنين وترتكز هده المشاريع على أبرز معلم من المعالم الطبيعية في ليبيا وهي عين تاورغاء والتي دكرة في بعض الكتب إبان الفتح الإسلامي وهذه العين تمتد إلى قرابة عشرة كيلومتر من منبعها في وسط المنطقة تقريبا باتجاه الشمال وتتفرع منها سواقي في مختلف الاتجاهات لتغدي أغلب المزروعات وتصل مياهها إلي الطريق الساحلي والمار على الطريق يلاحظ الساقية الممتدة بمحادثاتها على اليمين في اتجاه الغرب إلى العاصمة طرابلس .ويوجد بها عديد من أبار المياه الكبريتية الساخنة وتعتبر هده المنطقة منطقة جذب سياحي في حالة استغلالها على الوجه الأمثل نظرا لوجود غابات النخيل والسواقي والمباني القديمة.
قد ذكروا فيما ذكروه من أسباب الهزيمة أن محمد بن العباس الأشعث قائد الحملة العباسية بعد أن هزمه أبو الخطاب تظاهر بأن الهزيمة كانت ساحقة وأنه من العبث أن يعيد الكرة على أبي الخطاب وأنصاره فابتعد عن مكان الواقعة بمراحل عديدة ، وفي الوقت نفسه خلف عيونا ترعى حركات جيوش أبي الخطاب التي يقال أنها تفرقت لحصاد الزرع واستبعادا لرجوع أبي الأشعث وجنوده ، وقد حذر أبو الخطاب أصحابه من سوء عاقبة التخاذل والأمن من مكر أبي الأشعث ولكنهم أبوا من قبول رأيه حرصا على جمع حبوبهم . فصح ما تنبأ به إذ عاد حالا ابن الأشعث بجيوشه مغتنما فرصة تفرق أتباع أبي الخطاب طاويا مراحل كثيرة في يوم أو يومين ففاجأ الخطابيين على غير استعداد منهم واشتبك معهم في تاورغا . واقتتلوا قتالا شديدا دام أياما عديدة انتهى بهزيمة أبي الخطاب وحضور أجله وأجل اثني عشر ألفا من أصحابه في هذه الواقعة السيئة العواقب عليه وعلى غيره إذ انتشر الذعر في الولايات التي يحكمها واضطرب جبل الأمن فيها جميعا ، وواصل محمد بن الأشعث الزحف على البلاد طولا وعرضا حتى وصل العاصمة الكبرى ( القيروان ) فتنحى عنها عامل أبي الخطاب عبد الرحمن بن رستم عليها وعلى ما حولها إلى الحدود الطرابلسية فارا بنفسه إلى المغرب الأوسط حيث أسس به الدولة الرستمية الأباضية واتخذ تيهرت قاعدة لها ومن بعده تولاها أبناؤه بالنتخاب الشرعي واستبحرت في العمران والمدنية إلى حد كبير كما سيأتي الحديث عنها .
ومما يذكر أن واقعة تاورغا التي انتصر فيها العباسيون كان بعض أتباعهم يفاخرون بها الخطابيين: فيقولون لهم ما تفسير "تاورغا" فيجيبونهم بأن تفسيرها "مغمداس الذي قتل فيها منكم أربعة أكداس كل كدس فيه أربعة آلاف رأس".
وعرفة في فترة الاحتلال الايطالي لليبيا ،حين تلقى فيلق العقيد بينكو المؤلف من 2300 جندي على أثر اصطدامه بالمجاهدين في تاورغاء،هزيمة نكرى مما اضطر اللواء تساوني في هذه المعركة من خلال برقيته إلى إبلاغ وزارة المستعمرات والحربية والأركان عن شجاعة المجاهدين وتشوقهم إلى الاستشهاد تعبيرا حيا عندما أشار إلى مهاجمة المجاهدين للجنود الإيطاليين حتى بدون سلاح. كما كان يتوافد إليها أغلب سكان المناطق المجاورة في موسم جني الثمور الآمر الذي جعل من بعض الوافدين إليها يستقر بها وكذلك من اغلب مناطق الجماهيرية حتى منطقة العجيلات غربا للمشاركة في مزار (السيدة عائشة)و من أبرزهم ((مزاوغة تاورغاء)) وهم من دوي البشرة البيضاء .
وتعتبر المنطقة الفاصلة بين الأراضي الخصبة على الساحل وبين بداية الأراضي الصحراوية الساحلية، تشتهر بالنخيل وبالصناعات اليدوية المعتمدة على الديس والنخيل وبعين الماء وبمقام الولية الصالحة عائشة التي يقال انها اخت الولي الصالح الشهير عبدالسلام الأسمر وبمقام الولي عبد القادر بن نصير المياسي القاضوي وينقسم سكان تأورغاء إلى ثلاث مجموعات (قبائل) كبيرة وهي: القواضي والسلاطنة والمحارزة وقبائل أخرى صغيرة هاجرت إليها من مناطق أخرى كالفرجان والمزاوغة. اشتهرت تأورغاء في الماضي بميناءها حيث كان يستورد بواسطته مختلف السلع القادمة من أوروبا ولوجود عين تاورغاء التي يكثر فيها البعوض فقد انتشرت الملاريا بين السكان وقضت على الكثيرين منهم وخصوصا البيض مما دفع أغلبهم إلى الهجرة من تاورغاء إلى بقية المناطق وخصوصا تاجوراء ومنطقة سرت والنوفلية وبنجواد والشاطيء بينما بقي السود وهم الدين يشكل أحفادهم أغلب سكان تأورغاء الحاليين.
تعتبر المنطقة الوحيدة على الساحل الليبي التي يقطنها سكان أغلبهم من ذوي البشرة السمرة.
كما نتج عن هدا التوافد تزاوج بين التاورغيين وبعض القبائل الأخرى مثل: بن جواد، زليطن، ورفلة سرت، وغيرهم. واكتسبت شهرتها أيضا بكونها أكبر سبخة في الوطن العربي وعند مرورك على تاورغاء متجها شرقا نحو شعبية سرت يلوح علي يسارك في الأفق مسطح مائي وخاصة في فصل الصيف وفي الحقيقة ما هي إلا طبقات من الملح تعكس أشعة الشمس. كانت تاورغاء ديارا لقبيلة لواته البربرية المشهورة والتي من تفرعاتها قبيلة السمالوس التي قطنت تاورغاء ثم هاجرت منها لتحل محلها قبائل السلاطنة والمحارزة والقواضي ، ثم نزح اغلب افراد هذه القبائل إلى اماكن اخرى نتيجة لتفشي الاوبئة..واشتهرت تاورغاء بكثرة الاولياء الصالحين واغلبهم مهاجرين من مدن المغرب كمدينة فاس والقيروان ..وقد قام هؤلاء الدعاة الصالحين بنشر الدين الاسلامي بين القبائل الليبية ومنهم السيد الشيخ نصير الفاسي والشيخ بن معيوف وعمران الفاسي وواولادهم السادة الشيوخ عبدالقادر ونصر بن نصير وجبران وعلي بن عمران والسيدة عائشة وبن جدوع