الرئيسيةبحث

تاريخ الطيران

طيران الايكاروس
طيران الايكاروس

فهرس

تاريخ الطيران

الطيران حلم قديم قدم الزمن راود الانسان حيث يذكر في المثولوجيا الاغريقيه طيران الايكاروس، ولكن تاريخ 9 أكتوبر 1890 شهد تحليق أول آلة أثقل من الهواء بعد 12 عقداً من سيطرة الآلات الأخف من الهواء.

يمكن أن نقسم تاريخ الطيران إلى 7 مراحل زمنية :

دراسة لآلة طائرة لليوناردو دا فينشي
دراسة لآلة طائرة لليوناردو دا فينشي
نماذج الطائرات الشراعية الأولى لأوتو ليليانذال
نماذج الطائرات الشراعية الأولى لأوتو ليليانذال

المحاولات الأولى

كان الطيران حلما قديمًا للإنسان ،وتؤكد أسطورة الايكاروس على ذلك. و على الرغم من أن ليوناردو دا فينشي حاول دراسة إمكانية الطيران بآلات أثقل من الهواء حوالي العام 1500 م، إلا أن ذلك لم يحدث إلا بعد أربعة قرون تقريباً. ولكن قبل ذلك في عام 875 قام العالم العربي عباس بن فرناس بالطيران بأجنحة شراعية مدة عشرة دقائق، وفي 1783 قام الأخوان مونقولفيي و جاك شارل بتمكين الإنسان من الارتفاع في الهواء بآلة أخفّ من الهواء. وتبعاً لذلك توقفت البحوث الخاصة بالآلات الأثقل من الهواء.

في نهاية القرن الثامن عشر صنع البريطاني السير جورج قايلاي مروحية في 1796 وفي سنة 1808 صنع اورنيثوبتر وفي 1809 طائرة شراعية طارت بدون ركاب.

ويليام هونسن و جون سترينقفلاو أعادا استغلال أعمال جورج قايلاي لصنع طائرة بالبخار, ولكن المحركات كانت ثقيلة جداً مما أدى إلى عدم طيرانها وأدى ذلك إلى مرور التطورات التقنية بالطائرات الشراعية وبدراسةالديناميكا الهوائية.

في عام 1856 قام الفرنسي جان ماري لو بريس بأولى تجارب طيران شراعي براكب. وفي عام 1871 قام البريطاني فرانسيس هربرت وانهام بأول نفق هوائي لتجربة نماذج الطائرات.

في عام 1874 أطلق الفرنسي فليكس دو تونبل طائرة شراعية تعمل بالبخار من جرف ولكن ذلك لم يعتبر طيراناً حرفياً إذ أنه يجب عدم الاستعانة لا بمنجنيق و لا بجروف لوضع الآلة في الهواء.

و توالت المحاولات باستعمال الطائرات الشراعية : الألماني أوتو ليليانذال، البريطاني بارسي بيلشار، الأمريكيان جون جوزاف مونتقومري و مالوني، الفرنسيان فارديناند فاربار، والاخوة فوازان.

رواد الطيران الأثقل من الهواء

بعد المحاولات الاولى للطيران الأثقل في الهواء إدعت عدة دول انها الرائدة في ذلك. كل ذلك في ضل هيمنة النخوة الوطنية التي سادت قبيل سنة 1914، حيث همش الجانب التاريخي و العلمي و تم التركيز على القدرات الوطنية. وفي يومنا هذا مازال الاعتقاد سائدا ان الأخوان رايت هما "ابوا الطيران". ولكنهما لم يعترفا ابدا بطيران سابق لطيران 1903. انظر محاولات تريان فيا.

الطــيــران

يمكن تعريف الطيران بانه انعدام التلامس مع الارض، مع او بدون امكانية التنقل، مع او بدون ادوات هبوط.

رايت فلاير: أول طيران بالة ذاتية الدفع.
رايت فلاير: أول طيران بالة ذاتية الدفع.

اول انسان اعلن عن نجاحه في الطيران (ولكن بعد طيران سانتوس دومون)هو الفرنسي كليمون ادار، بقيادة طائرته. المحاولة الاولى في 1890 كانت نجاحه وواضحه للعيان الاثار التي تركتها العجلات على التربة المبللة كانت غير ضاهرة بوضوح في بعض الاماكن و اختفت تماما لمسافة قاربت العشرين مترا. و قامت آلته الطائرة بذلك بتحقيق قفزة طويلة.ولم يكن هناك من شهود إلا بعض العمال الذين كانو مع كليمون ادار مما ادى إلى تصنيف هذه المحاولة مع المحاولات الفاشلة الاولى للطيران الأثقل من الهواء. ولم يتمكن كليمون ادار من النجاح بالطيران امام شهود رسميين في 1891.

الأخوان رايت جربا طائرتهما، ال فلاير 2 ، على هضاب كيتي هاوك يوم 17 ديسمبر 1903. كلا المخترعان قاما بالطيران بعد اجراء قرعة عمن ستكون له الافضلية في تجربة طائرتهما. الاول، أورفيل طار لمسافة 39 مترا لمدة 12 ثانية. وهذه المحاولة تعتبر من قبل العديدين أول طيران ناجح أثقل من الهواء. ولكن المعارضين، خاصة الؤيدين لألبرتو سانتوس دومون، يتهمونهم باستعمال نظام اطلاق للهبوط. كما ان قلة عدد الشهود، لان المخترعين ارادا ترك طرقهما سرية، ونقص القرائن يجعل من اسبقيتهما في الطيران مجالا للشك. ولكن هذا الطيران تم التاكيد على صحته بالمحاولات التالية التي قاما بها أخوان رايت.

قام البرازيلي ألبرتو سانتوس دومون، بالطيران في باقاتالا في 23 أكتوبر 1906 60مترا على ارتفاع بين 2 و 3 امتار. بفضل هذا الطيران على متن الـ14 بيس، ربح امام جمهور كبير جائزة ارناست ارشديكون، المقدمة من قبل نادي فرنسا للطيران للطيران الأثقل من الهواء الذاتي الدفع (بدون نظام اطلاق). المشككين بذلك ، كالمؤيدين للأخوان رايت، يلومونه على استعمال فعل الارض للبقاء في الهواء، بينما كانت الفلاير III تستطيع الارتفاع عندما طارت لمسافة 39.5 كم في 5 أكتوبر 1905.

الحرب العالمية الاولى (1914-1918)

تم استعمال الطائرات الاولى و الطيارون الاوائل في مهام استطلاع. و أول الدول التي قامت باستعمال الطائرات كانت بلغاريا في حرب البلقان الاول ضد مواقع العثمانية. وسارعت الدول الكبرى لامتلاك سلاح جو و اختصت الطائرات في الاستطلاع، الاعتراض، القصف.

نيوبورت 11 الفرنسية، احدى أهم الطائرات خلال الحرب الحالمية الاولى.
نيوبورت 11 الفرنسية، احدى أهم الطائرات خلال الحرب الحالمية الاولى.

و بدأ سباق تحطيم الارقام القياسية لتحقيق الافضلية على العدو ، تم تحديث التسليح مع اولى الرشاشات المحمولة على الطائرات. و ظهرت المضلة كوسيلة للنجاة. اما على الارض فقد بنيت المهابط و القواعد الجوية الكبرى، و بدأت الطائرات تصنع بكميات كبيرة.

في 5 أكتوبر 1914، قرب الرايمس، حدث أول قتال جوي ، وتم ذلك باسقاط أول طائرة في تاريخ الطيران العسكري، ربحها الطيار جوزاف فرانتز ضد طيار الماني. ولكن أدولف بيقود اصبح أول "طيار بطل"، يحقق خمسة في يوم، قبل ان يصبح ايضا أول طيار بطل يموت اثناء القتال.

في نهاية الحرب ، كان هناك:

بين الحربين - "العصر الذهبي" (1918-1939)

ظهرت بين الحربين العالميتين الاولى و الثانية الاستغلالات التجارية للطيران مدفوعة بالتقدم التقني المتواصل.

المیتسوبیشي ا6م اليابانية.
المیتسوبیشي ا6م اليابانية.

وفي السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية تعددت مختبرات البحوث العسكرية و تم التوصل إلى اختراعات ثورية في هذا المجال كالمحرك النفاث (في المملكة المتحدة و ألمانيا)، الصاروخ (في ألمانيا)، او الرادار (في المملكة المتحدة). الحرب الأهلية الإسبانية كانت حقل تجارب للنازيين لتجربة اختراعاتهم و قدرة طائراتهم على القتال.

ولم تنقص اللوفتوافي سوى القاذفات الثقيلة. و لكنها امتلكت المسراشمیت ب‌اف 109 التي تعتبر من أفضل المقاتلات حينها.

اما اليابان فقد كانت مقاتلتها الرئيسية « الزيرو » بداية من 1939، المیتسوبیشي ا6م، بقدراتها الجيدة، سيطرت على المحيط الهادي في الشطر الاول من الحرب. و استعملت هذه القدرات الجوية في قصف بيرل هاربر، مما جعل الولايات المتحدة تشن الحرب على اليابان وذلك باسقاط القنبله النوويه على مدينة هيروشيما.

اما المملكة المتحدة فقد امتلكت الهاوكر هاريكين و مقاتلات سوبارمارين سبيتفاير التي كانت تتصدى بصعوبة للمسراشمیت ب‌اف 109، ولكنها كانت تعتمد اساسا على راداراتها الساحلية و كونها جزيرة بعيدة نسبيا عن القارة.


الحرب العالمية الثانية (1939-1945)

بي-17،قاذفة استراتيجية خفيفة
بي-17،قاذفة استراتيجية خفيفة

شهدت الحرب العالمية الثانية طفرة كبيرة في تصميم و انتاج الطائرات. و دخلت كل الدول المشاركة في الحرب في هذا السباق الذي شمل الطائرات و الاسلحة الجوية و اسلحة الاعتراض مثل الصاروخ الالماني في-2 و خلال هذه الحرب ظهرت أول قاذفة بعيدة المدى، و أول مقاتلة نفاثة، التي كانت هاينكل He 178 (ألمانيا). وكان هناك نماذج اولية الـكواندا-1910 التي حلقت لمسافة صغيرة في ديسمبر 16، 1910. اما أول صاروخ عابر (في-1)، و أول صاروخ باليستي (في-2) فقد صمما ايضا من قبل ألمانيا. و لكن هذه الطائرات النفاثة و الصواريخ لم تحدث فرقا استراتيجيا، لان ال في-1 كانت قليلة الفاعلية و ال في-2 لم تنتج على مستوى الاستعمال. اما طائرة موستونق P-51 فكانت أول قاذفة استراتيجية ثقيلة.

يبين الجدول التالي انتاج الطائرات في الولايات المتحدة و نمو اعدادها :

النوع 1940 1941 1942 1943 1944 1945 المجموع
قاذفات خفيفة جدا 0 0 4 91 1،147 2،657 3،899
قاذفات خفيفة 19 181 2،241 8،695 3،681 27،874 42،691
قاذفات متوسطة 24 326 2،429 3،989 3،636 1،432 11،836
قاذفات ثقيلة 16 373 1،153 2،247 2،276 1،720 7،785
مقاتلات 187 1،727 5،213 11،766 18،291 10،591 47،775
استطلاع 10 165 195 320 241 285 1،216
نقل 5 133 1،264 5،072 6،430 3،043 15،947
تدريب 948 5،585 11،004 11،246 4،861 825 34،469
اتصالات و ربط 0 233 2،945 2،463 1،608 2،020 9،269
المجموع سنويا 1،209 8،723 26،448 45،889 51،547 26،254 160،070

الحرب الباردة(1945 - 1991)

بوينغ 747 سنغفورية
بوينغ 747 سنغفورية

مع نهاية الحرب العالمية الثانية بدات بوادر الطيران التجاري باستعمال الطائرات العسكرية المنتهية خدمتها بالاساس في التجارة و نقل الاشخاص و البضائع و تعددت شركات النقل الجوي بخطوط شملت أمريكا الشمالية، أوروبا و اجزاء اخرى من العالم. وكان ذلك لسهولة تحويل القاذفات الثقيلة و المتوسطة إلى طائرات للاستعمال التجاري. ولكن حتى مع نهاية الحرب و التقدم الكبير الذي شهده الطيران كانت الطائرات في حاجة إلى مزيد من التحسين و التطوير. و مع دخول العالم في مرحلة الحرب الباردة سعى كل من المعسكر الشيوعي و البلدان الغربية إلى تطوير انظمتهم الجوية العسكرية فتعززت مكانة الطائرات النفاثة، و اصبحت مقاتلة الأفرو ارو الكندية اسرع طائرة حينها.

على الجانب المدني قدمت شركة بوينغ نظرتها الجديدة للطيران التجاري بطرحها سنة 1969 طائرة البوينغ 747 لاول مرة، و استمرت الانجازات بقيام الخطوط الجوية البريطانية سنة 1976 باستعمال الطائرة الفوق صوتية الكونكورد القادرة على عبور المحيط الاطلسي في اقل من ساعتين.

في الربع الاخير من القرن اصبحت جل البحوث و التصاميم تتركز على تحسين القدرات الملاحية و انظمة التحكم في الحركة الجوية عوضا عن تطوير الطائرات و ظهرت عدة اختراعات لتحسين القدرات التقنية للملاحة الآلية.

أنظر أيضا

بوابة الطـيـران تصـفح مـقـالات ويـكيـبديا المـهـتـمـة بالـطـيـران.