انتفاضة محرم 1400 هـ الموافق عام 1979 للميلاد هي مجموعة مواجهات حدثت بين متظاهرين في القطيف و قراها و الأحساء و بين قوات الشغب التابعة للحكومة السعودية. بدأت الأحداث في اليوم السادس من محرم الموافق 25 نوفمبر و انتهت في اليوم العاشر من محرم الموافق 29 نوفمبر.
فهرس
|
بدأ الموسم العزاء الخاص بشهر محرم كعادته و الفرق كان يتسم في أحداث تلك السنة الإستثنائية المتمثلة في نهضة الثورة الإيرانية في نفس العام والتي أثرت في أجواء العزاء حيث تم نشر بيانات ثورية تحض على أهمية الحريات الدينية و تتجاوب مع دعوات الإمام الخميني الموجهة لكافة المسلمين حول العالم و عدم الخوف من الحكومات و الشرطة. ما لبث أن تحولت تلك الدعوات إلى أفعال متسمة في المواجهات التي حدثت في الأيام بين السادس و العاشر من الشهر.
في هذا اليوم تم اصدار منشورات تحض الشعب على التمرد و رفض حياة القمع المفروضة عليهم و كذلك اشعار بدور المرأة و تأثيرها في صنع الأحداث الإسلامية. و طالب البيان بتحرير المعتقلين الشيعة و الذي تاوز عددهم يومها الخمسمائة و الإعتراف بالحريات الدينية في جميع النواحي و إنهاء التمييز الطائفي في مجالات العلم و العمل و السياسة و عدم التعاون مع الولايات المتحدة في القضايا المؤثرة على الإسلام و المسلمين.
تحدث الخطيب في حسينية السنان بالقطيف عن "المنافقين" الذين طلبوا منه أن يكتفي بخطاب تقليدي لكي لا يدعوا للثورة و التمرد. احتشدت الجماهير إلى ساحة الشهداء (ساحة الخزان يومها) و بعد انتهاء المحاضرة انطلقت مظاهرة ضخمة مقموعة من قبل السلطات و سقط جرحى من الطرفين.
اختفى خطيب حسينية السنان و استبدل بخطيب تقليدي و هذا أثار استياء الحاضرين و تركوا الحسينية متسائلين عن مصير الخطيب الثوري و نظموا مظاهرة حاشدة مقموعة من قبل السلطة.
استمرت اعتقالات الخطباء و اختفائهم تلك الليلة. و في مدينة صفوى تجمع خمسة عشر ألف مستمع في مسجد حيث قام الخطيب بمقارنة و مساواة ثورة الإمام الحسين بن علي و ثورة الشعب ضد النظام السعودي. بعدها خرجت الجماهير في أضخم مظاهرة هاتفة للشعارات المنادية بالحقوق و الحرية المطلوبة.