الرئيسيةبحث

الليبو

الليبو او الريبو: الاسم القديم ل ليبيا وهو اسم القبائل الليبية التي غزت مصر الفرعونية

زعماء قبائل أمازيغية كما رسمتهم ريشة فنان مصري حوالي سنة 1300 قبل الميلاد. عثر على الرسم في ضريح الفرعون ستي الأول( من الأسرة التاسعة عشرة)
زعماء قبائل أمازيغية كما رسمتهم ريشة فنان مصري حوالي سنة 1300 قبل الميلاد. عثر على الرسم في ضريح الفرعون ستي الأول( من الأسرة التاسعة عشرة)

فهرس

موقع القبيلة

يرى معظم العلماء أن الليبو أو الريبو كانوا يسكنون منطقة برقة الحالية وربما كانت أراضيهم تمتد نحو الشرق حتى منطقة الواحات، وخاصة واحة سيوة ويرجح أن مجموعتى القهق والإسبت كانتا تعيشان في نفس المنطقة التى تسيطر عليها مجموعات الليبو أو الريبو.

التاريخ

أقدم ذكر لمجموعات الليبو أو الريبو كان في عهد رعمسيس الثانى ومنذ ذلك التاريخ بدأت هذه المجموعات تقوم بدور هام في تاريخ الصراع بين مصر القديمة والقبائل الليبية القديمة حيث اشتركوا كقادة في الحروب التى قامت ضد الملك مرنبتاح واشتركوا أيضاً في الحروب التى دارت ضد رعمسيس الثالث.

اسم الليبو أصبح منذ بداية الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديم علماً على كل المنطقة التى تقع إلى الغرب من منطقة وادى النيل وبالتالى اختفت اسماء بقية المجموعات الأخرى وبناء على كل ذلك أصبح هذا الاسم يعنى لدى الإغريق تارة كل المجموعات السكانية التى تقع إلى الغرب من مصر حتى خليج سرت وتارة أخرى كل شمال أفريقيا وفى بعض الأحيان القارة الإفريقية بكاملها .و كان اليونان، ومن بعدهم الرومان، يطلقون اسم "اللوبيين" على سكان شمال إفريقيا،

أورد "فرنسيس رود" F. Rodd في كتابه عن الطوارق الملثمين (People of the veil) حين أشار إلى أن قبائلَ لواتة التي عرفها العربُ أولَ ما عرفوا ليبيا هي بعينها قبائلُ "الليبو" القديمةُ التي كانت تسكن ليبيا الشرقية . و "ليو الأفريقي" في كتابع (وصف أفريقيا) وهو الذي يدعوهم "ليبتاي" Lebatae ، أو لفاتة Levata

ومما يؤيد بروز اسم الليبو واختفاء بقية الاسماء تلك اللوحة التى عثر عليها منذ مدة والتى تعود لعهد الملك شيشنق وهى تتضمن اسماء الأقوام الليبية وهى لوحة يطلق عليها اسم (لوحة الأقوام التسعة) ويبدو من خلال هذه اللوحة أن الريبو أو الليبو حلت محل الاسم التقليدى السابق الذى عرفت به القبائل الليبية وهو التحنو. وعليه فإطلاق اسم "الليبو" على كامل شمال إفريقيا وسكانه هو من قبيل إطلاق الجزء على الكل.

أن المنطقة ظلت تعرف باسم الليبو طيلة الفترة التى تلى الدولة الحديثة من تاريخ مصر القديم ونعتقد أنه لهذا السبب أطلق الإغريق على المنطقة التى استعمروها بالجبل الأخضر اسم ليبيا وذلك راجع إلى أنها الجزء الوحيد المألوف لديهم من منطقة شمال إفريقيا.

الوثائق التاريخية

ورد اسم الليبو في الوثائق المكتوبة "بالهيروغليفية". وكان ذلك منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد. في عهد الملك الفرعوني رمسيس الثاني (1298 ـ 1232 ق.م)، من الأسرة 19، حيث وقعت الإشارة في مدّوناته للمرة الأولى إلى "الليبو" [1] وتوالى ذكر هذا الاسم في سجلات أخرى، من أهمّها "نقش الكرنك" للملك "مرنبتاح" في حدود 1227 ق.م. من الأسرة التاسعة عشرة للدولة المصرية الحديثة، الذي سجّل فيه انتصاره على اللوبيين ومن تحالف معهم من "شعوب البحر" الذين هجموا على الدلتا للاستقرار بها، تخلّصا من الصحراء ومن أيّ ضغوط أخرى. قاد هذا التحالف الكبير "مارابي أو مريبي بن دد" رئيس قبيلة "اللّيبو". وجاء في نص الكرنك: "أن رئيس الليبو الخاسئ مارابي بن دد" انقضّ على إقليم تحنو برمته...[2]. ومن قبائل المنطقة المشاركة في هذا التحالف: القهق والمشواش. كما ورد اسم "الليبو" في نقوش رمسيس الثالث (1198 ـ 1166ق.م) الذي ردّ هجمتين قويتين من الغرب على الدلتا كانت الأولى متكوّنة من قبائل المنطقة: الليبو والسبد والمشواش بمؤازرة شعوب البحر الأوروبية. ويشار إلى اسم "الليبو" في المصادر المصرية بالحرفين (ر.ب). ولهذا قرأها بعضهم: "الريبو" بالإبقاء على الراء من دون إبدالها باللام. وذلك راجع إلى عدم التفطن إلى "أنّ نظام الكتابة المصرية لا يعرف اللام"[2](3</ref> وأنّ الراء فيها كثيراً ما تنطق لاما ولذا فإن (ر.ب) تقرأ (ل.ب) أي ليبو أو اللّيبو.‏

إذا رجعنا إلى ابن خلدون فهو يقول عن البربر:

"وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم فإن علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جذمان عظيمان وهما برنس وماذغيس. ويلقب ماذغيس بالأبتر فلذلك يقال لشعوبه البتر ويقال لشعوب برنس البرانس"[3]

ثم يقول:

"وأما شعوب البرانس فعند النسابين أنهم يجمعهم سبعة أجذام وهي ازداجة ومصمودة وأوربة وعجيسة وكتامة وصنهاجة وأوريغة."[4]

وإذا نقصنا اثنان من سبعة يبقى خمسة وهذا من قوله:

"وقال الكلبي أن كتامة وصنهاجة ليستا من قبائل البربر وإنما هما من شعوب اليمانية، تركهما أفريقش بن صيفي بإفريقية مع من نزل بها من الحامية."[4]

وإذا أضفنا أربعة على خمسة سنحصل على تسعة من قول ابن خلدون أيضا:

"وأما شعوب البتر وهم بنو مادغيس الأبتر فيجمعهم أربعة أجذام، أداسة ونفوسة وضرية وبنو لوا الأكبر"[4]

وهذه هي الأقوام التسعة التي ذكرت في اللوحة التي تعود لعهد الملك شيشنق، وبهذا سيكون أقرب اسم من أسماء هذه الأقوام التسعة إلى ما تعنيه الكتابة الهيلوغريفية (, R'bw) هو اسم القبيلة أوربة.

وثيقة أخرى تشير إلى الليبو كتسمية عامة لكل المنطقة التى تقع إلى الغرب من مصر، وهى وثيقة تعود لعهد الملك شيشــنق الرابـع (763-757قبل الميلاد) وتشير إلى شخصية ليبية مرمـوقة تدعـى حيتيحنكر وقد وصفتها تلك الوثيقة بكبير الليبو.

ورد اسم "الليبو" أيضاً في التوراة (العهد القديم) بهذه الصيغة "لوبي" و"لوبيم"[5]

والوثائق المصرية كما ذكرت "الليبو"، ذكرت أسماء أخرى، الأمر الذي يدلّ على أنها كانت تسمّي الجماعات المجاورة لها من الغرب بأسمائها، من دون تعميم اسم واحد منها على البقية. ونظرا لأهمّية المجموعات اللوبية، فإنّ المصادر المتعلّقة بالتنظيم الإداري الفرعوني تحدّثت عن المديرية الثالثة من مديريات الوجه البحري، وذكرتها باسم "المديرية اللوبية"[6] وأشار سترابون [7] (جغرافي يوناني توفي 65م) إلى وجود مديرية بهذا الاسم قرب الدلتا، وهو ما تؤكده المصادر العربية بوضوح. فقال ابن عبد الحكم: "لوبية ومراقية، وهما كورتان من كور مصر الغربية ممّا يشرب من السماء ولا ينالها النيل" [8] . وكرر ابن خُرداذُبه هذا، أثناء حديثه عن إجلاء البربر من فلسطين. فقال "حتى انتهوا إلى لوبية ومراقية، فتفرّقوا هناك" [9]. والواضح من المعلومات المتقدّمة، هو أنّ قبيلة "الليبو" من القبائل الكبرى المنتشرة ـ حسب رأي بعض المختصّين ـ في المناطق الشرقية من ليبيا[10]

أمّا إشاعة اسمهم وإطلاقه على سكان شمال إفريقيا، فهو من صنع اليونان الذين تعود صلتهم بليبيا إلى القرن الثامن قبل الميلاد. وقد أسّسوا بها أولى مستوطناتهم (قورينه) في حدود 631 ق.م ويبدو أنهم كانوا يطلقونه على مناطق سكانهم وتحركاتهم، ثم أشيع بالتدرّج على كامل المنطقة، ويقال أن "هيكتيوس" هو أوّل من عمّم هذا الاسم، وتبعه "هيرودوتس" ومؤرخو اليونان وجغرافيوهم

المور و الوندال

أول إشارة عن قبيلة لواتة عن طريق المؤرخ البيزنطى (بروكوبيبوس القيصرى)، من خلال كتابيه العمائر والحروب الوندالية ونلاحظ أن (بروكوبيوس) كان يرى بأن المور و لواتة اسمين لمجموعة سكانية واحدة كانت منتشرة في كل المنطقة الممتدة من طرابلس وحتى تيبسا بالجزائر.

وقد ذكرت المور على أنها لواتة في العديد من كتابات (بروكوبيوس) فهو يشير إلى المور الذين دعــاهم في نفس الــوقت لــواتة عند حديثه عــن تغلب هؤلاء على الونـدال واحـتلالهم لمدينة لبدة ونجده يشير إليهم عند حديثه عن المذبحة التى نفذها البيزنطيون في مدينة لبدة ضد ثمانون شيخا من أعيان لواتة، ونجده يشير إلى المور على أنهم لواتة عند حديثه عن الحروب التى شنها الليبيون ضد حاكم إفريقيا البيزنطى سليمان فنجده يتحدث عن المور ولواتة في طرابلس، والمور ولواتة في بيزاكيوم (سوسة بتونس) والمور ولواتة في تيبستا (تيبسا) بالجزائر.

والجدير بالذكر أن قبائل لواتة لم تنتهى مع نهاية الحكم البيزنطى للمنطقة بل ظلت تتردد في الكثير من المصادر العربية الإسلامية حيث تم الإشارة إليها عــن طريق ابن عبد الحكم فــى كتابه فتوح مصر وإفريقيا، واليعقوبى في تاريخه وابن خرداذابة في كتابه المسالك والممالك ، والهمدانى في كتابه الأكليل ، ونشوان بن سعيد الحميرى في قصيدته ملوك حمير وأقيال اليمن وابى الحسن على بن سعيد في كتابه المغرب في حلى المغرب. و ابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر.


مراجع

  1. ^ البربر الأصليون: جيان ديزانج ـ تاريخ إفريقيا العام ـ جون أفريك ـ اليونسكو. تورينو (إيطاليا) 1998 ج 2 ص 440
  2. ^ أ ب بازاما مصطفى: تاريخ ليبيا في عصور ما قبل التاريخ ـ منشورات الجامعة الليبية ـ بنغازي 1973 ج1 ص 56.
  3. ^ ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون ص 1887
  4. ^ أ ب ت ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون ص 1888
  5. ^ بازاما مصطفى: تاريخ ليبيا في عصور ما قبل التاريخ ـ منشورات الجامعة الليبية ـ بنغازي 1973 ج1 ص 56
  6. ^ ليبيون وإغريق برقة...: د. مصطفى كمال عبد العليم: ليبيا في التاريخ ـ منشورات الجامعة الليبية ـ بنغازي 1968 ص 101
  7. ^ ليبيون وإغريق برقة...: د. مصطفى كمال عبد العليم: ليبيا في التاريخ ـ منشورات الجامعة الليبية ـ بنغازي 1968 ص 101
  8. ^ فتوح إفريقيا والأندلس ـ حققه عبد الله أنيس الطبّاع ـ مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني بيروت 1987 ص 28
  9. ^ المسالك والممالك ـ ليدن 1889 ـ ص 19
  10. ^ جون ولسن: الحضارة المصرية. ترجمة أحمد فخري. مكتبة النهضة المصرية سلسلة: 1000 كتاب. علوم إنسانية 57. القاهرة 1955 ص 405