الإسماعيلية: طائفة من الشيعة المسلمين. ترجع تسميتهم إلى إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. أنشأ الإسماعيليون دولتهم في مصر بعد أن نقلوا عاصمتهم من المهدية فالمنصورية في أفريقية(تونس) إلى العاصمة الجديدة "القاهرة". اعلن عن قيام الخلافة الفاطمية في أواخر القرن الثالث الهجري على يد عبيد الله المهدي (مؤسس الدولة)، واستمرت هذه الدولة حتى أواخر القرن السادس الهجري، وكان آخر خلفائها العاضد لدين الله الفاطمي. وعلى الرغم من سقوط الدولة، استمرت الدعوة الإسماعيلية للإمام الإسماعيلي، إلا أن تلك الدعوة انقسمت إلى قسمين: قسم يدعو إلى الإمام من ذرية نزار بن المستنصر بالله الفاطمي، وقسم آخر يدعو إلى الإمام من ذرية المستعلي بالله بن المستنصر بالله الفاطمي. وتحكي الروايات الإسماعيلية أنّ خلافا على ميراث الخلافة الفاطمية قد نشأ بين ابني المستنصر بالله، فاز به الابن الأصغر (أحمد) الذي تسمى بالمستعلي بالله، وعلى أثر ذلك سُجن نزار بالأسكندرية ومات في السجن. إلا أنّ أتباع هذا الأخير استطاعوا تهريب ابن نزار إلى إيران وإعلان دولة الإسماعيلية "الجديدة" في إيران تحت قيادة الحسن الصباح وبتوجيهات من الإمام الجديد (المستور). اتخذت هذه الدولة قلعة "ألموت" عاصمة لها، والتحق بدعوتها جموع شتى، عرفهم التاريخ باسم "الحشاشون". غيرت الدعاية المضادة ضد الدعوة النزارية مجريات تاريخية عدة، فكان هذا الاتهام وصمة عار على جبين الدعوة استمر إلى العصر الحديث. واستطاع النزاريون بتوجيهات إمامهم الحاضر الآغا خان الرابع (محمد كريم الحسيني) تصحيح المفاهيم السابقة، وغسل الشوائب التي علقت بالدعوة الإسماعيلية النزارية. أما القسم الآخر من الدعوة الإسماعيلية، فقد دعى إلى الإمام من سلالة الطيب بن الآمر بأحكام الله بن المستعلي بالله الفاطمي، وقد تبنت هذه الدعوة السيدة الحرة أروى الصليحية في اليمن، وانتقلت الدعوة بعد ذلك إلى الهند، فأصبح الداعي إليها اليوم د. محمد برهان الدين سلطان "البهرة".
المصدر: د. عادل سالم العبدالجادر: الإسماعيليون/ 1. كشف الأسرار ونقد الأفكار 2. الدعوة والدولة في اليمن