الرئيسيةبحث

الخلاف حول ميراث فاطمة

بعد وفاة النبي محمد نبي الإسلام، اختلفت فاطمة الزهراء بنت محمد وأبو بكر بن أبي قحافة خليفة المسلمين آنذاك حول أرض فدك، التي تعتبرها فاطمة ميراثها الشرعي، بينما يعتقد أبو بكر أن الأنبياء لا يورثوا.

فهرس

نظرة الشيعة إلى قصة أبو بكر وفاطمة والميراث

يرى الشيعة أن أرض فدك من حق السيدة فاطمة كميراث شرعي [1] [2]، وأن تمسك أهل السنة بأن الأنبياء لا يورثون و أن ما تركوه صدقة ويستشهدون بحديث الرسول:«لا نورث ، ما تركنا صدقة» [3]، فهو الرأي الذي استند له أبو بكر حين كان خليفة المسلمين وعمر بن الخطاب ، وأن فاطمة وزوجها علي استمسكا بالرأي القائل بأنه حقها. ويسميها الشيعة الآن مظلومية الزهراء ويعتقدون بأن فاطمة توفيت وهي غاضبة على أبو بكر وعمر مستشهدين بأحاديث وروايات من عند أهل السنة أنفسهم كرواية البخاري في صحيحه عن عائشة بنت أبي بكر.

ويرى الشيعة دليلا آخر على صحة اعتقادهم وهوماورد في كتب التاريخ مثل البداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الأمم والملوك للطبري من أن عمر بن الخطاب عندما تولى الخلافة رد فدك إلى علي والعباس. ويرى الشيعة أن هذا الموقف متناقض مع الرواية التي قالها أبو بكر، ورد فدك حدث مرات عدة أخرى في عصور أخرى فقد قام الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز بردها إلى أبناء فاطمة في عصره[4] كما عرض الخليفة العباسي هارون الرشيد على موسى الكاظم أن يرد له فدك ولكن موسى أوضح أن الشيعة ينظرون إلى قضية فدك من منظور آخر.[5]

حديث الميراث

ويرى علماء الشيعة ومنهم محمد باقر الصدر أن الحديث الذي رواه أبو بكر إذا صح فهو يضرب بعضه بعضا فإذا كان الأنبياء يورثون العلم والحكمة وليس المال فإن فاطمة بنص الحديث ترث علم النبي وحكمته وبالتالي تكون مطالبتها بإرثها حجة على الخليفة بوصفها أعلم بدين محمد بنص الحديث الذي رواه أبو بكر نفسه، وأيضا يترتب عليه أنه إذا كان فاطمة وعلي يرثون علم وحكمة النبي فلماذ منعوا ايضا من ميراثهم هذا بإبعادهم عن الإمامة إذ لو صح الحديث فهو حجة لهم لا عليهم[6]

رأي في موقف علي

تروي الروايات الشيعية أنه بعد عودة فاطمة من خطبتها شكت لعلي زوجها فقال : ""لا ويل عليك الويل لشانئك، نهنهي عن وجدك يا بنة الصفوة، وبقيّة النبوة، فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري، فأن كنت تريدين البلغة، فرزقك مضمون، وكفيلك مأمون، وما اُعدّ لك أفضل مما قطع عنك، فاحتسبي الله. فقالت: حسبي الله، وأمسكت""[7]

ويحتج مخالفي هذا الرأي أيضا بأن علي عندما تولى الخلافة أوقف فدكا صدقة كما فعل الخلفاء من قبله ويرى الشيعة أن علي أوقف كل ماله صدقة بما فيها أرض ينبع وابيار علي وكذلك فدك[8]، كما إن خلافة علي لم تدم سوى خمس سنوات كلها مليئة بالحروب وعدم الإستقرار وكانت أولويات علي طبقا للتأريخ الشيعي هي لم شمل الدولة واستقرارها، كما أن الموضوع من وجهة نظر الشيعية لم يكن خلافا على ميراث بقدر ماهو ثبات لرمز وراء هذا الحق.

معنى فدك

يرى الشيعة حسب تفسيرهم للخطبة الفدكية التي وردت عن فاطمة وألقتها على الخليفة الأول أبو بكر أن قضية فدك لم تكن مجرد قضية ميراث فإن بعض الشيعة أساسا يروون أن فدك كانت ملكا خاصا بفاطمة أثناء حياة أبيها. ولكن القضية تحولت عند الشيعة أن فدك هي رمز للحق الأصلي المغتصب من وجهة نظرهم وتتضح هذا القضية بشكل واضح في الرواية التي يرويها الشيعة عن الإمام السابع موسى الكاظم والتي تروي أن هارون الرشيد استدعى موسى الكاظم وقال له أمام الملأ "حد لي فدكا أردها إليك"

فقال موسى "ما آخذها إلا بحدودها"

فقال هارون "حدها"

فقال الإمام موسى الكاظم "قال: الحدّ الأول عدن، فتغيّر وجه الرشيد وقال: والحدّ الثاني؟ قال: سمرقند، فأربدّ وجهه قال: والحدّ الثالث؟ قال: أفريقيا، فاسودّ وجهه، قال: والحد الرابع؟ قال: سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينيا. فقال هارون: فلم يبق لنا شيء، فتحوّل في مجلسي، فقال موسى: قد أعلمتك إني أن حددتها لم تردّها"

وهذه الرواية توضح ان موضوع فدك عند الشيعة هو موضوع حق الإمامة بصفة عامة.

أسباب أخذ فدك من منظور شيعي

للشيعة عدة أسباب يرونها كانت مبررا لمنع توريث النبي

نظرة أهل السنة إلى قصة أبو بكر وفاطمة والميراث

في حين يرى أهل السنة والجماعة أنّّ خلاف أبو بكر مع السيدة فاطمة كان خلافاً سائغاً بين طرفين يملك كل منهما أدلة على رأيه ، وأن طلب فاطمة ميراثها من أبيها من أبي بكر بأن ذلك كان قبل أن تسمع الحديث الذي دل على خصوصية النبي ص بذلك وكانت متمسكة بما في كتاب الله من ذلك فلما أخبرها أبو بكر بالحديث توقفت عن ذلك ولم تعد إليه [10].

وصلات خارجية

مراجع

  1. ^ جاء في العلل لابن أبي حاتم :« لما نزلت هذه الآية : { وآت ذا القربى حقه } الإسراء : 26 دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فجعل لها فدك » الراوي: أبو سعيد - المحدث: أبو زرعة الرازي - المصدر: العلل لابن أبي حاتم - الصفحة أو الرقم: 3/44 .
  2. ^ في سنن أبي داود : «بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم أن يحقن دماءهم ويسيرهم ففعل فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك فكانت لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب» الراوي: الزهري و عبدالله بن أبي بكر و بعض ولد محمد بن مسلمة - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3016
  3. ^ قال الذهبي : « ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه ، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق ، فحدّثها أنه سمع من النبي يقول : " لا نورث ما تركنا صدقة "، فَوَجَدَتْ عليه ، ثم تعللت»
  4. ^ تاريخ الأمم والملوك الطيري فصل خلافة عمر بن عبد العزيز
  5. ^ الإحتجاج للعلامة الطبرسي
  6. ^ فدك في التأريخ محمد باقر الصدر
  7. ^ خطبة الزهراء
  8. ^ علي إمام المتقين -عبد الرحمن بدوي- طبعة مصر
  9. ^ فدك في التأريخ محمد باقر الصدر
  10. ^ المفهم 3/563.
  11. ^ منهاح السنة لابن تيمية
  12. ^ صحيح البخاري : ‏"عبد الله بن مسلمة ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏ا ‏أن أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين توفي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أردن أن يبعثن ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى ‏‏أبي بكر ‏ ‏يسألنه ميراثهن فقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏أليس قد قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا نورث ما تركنا صدقة"
  13. ^ صحيح البخاري : ‏"عبد الله بن مسلمة ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عروة‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏ا ‏أن أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين توفي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏أردن أن يبعثن ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى ‏‏أبي بكر ‏ ‏يسألنه ميراثهن فقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏أليس قد قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا نورث ما تركنا صدقة"
  14. ^ "فكانت هذه الصدقة بيد علي، منعها علي عباسا فغلبه عليها، ثم كان بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن، كلاهما كانا يتداولانها، ثم بيد زيد بن حسن، وهى صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا‏." صحيح البخاري - كتاب المغازي-حديث 4084
  15. ^ إن علياً لما ولي الخلافة لم يغيرها عما عمل فيها في عهد أبي بكر، وعمر، وعثمان، ولم يتعرض لتملكها، ولا لقسمة شيء منها، بل كان يصرفها في الوجوه التي كان من قبله يصرفها فيها، ثم كانت بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن الحسين، ثم بيد الحسين بن الحسن، ثم بيد زيد بن الحسين، ثم بيد عبدالله بن الحسين، ثم تولاها بنو العباس على ما ذكره أبو بكر البرقاني في صحيحه، وهؤلاء كبراء أهل البيت -y- وهم معتمد الشيعة وأئمتهم، لم يُرو عن واحد منهم أنه تملكها ولا ورثها ولا ورثت عنه، فلو كان ما يقوله الشيعة حقاً لأخذها علي أو أحد من أهل بيته لما ظفروا بها ولم فلا".المفهم للقرطبي 3/564.
  16. ^ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الرابع، الصفحة 650 ، الحديث رقم 1995
  17. ^ انظر: تقرير هذه المسألة في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 10/372، 28/500-501.
  18. ^ من حديث المسور بن مخرمة قال: (إن علياً خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة، فأتت رسول الله r فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله ص فسمعته حين تشهد يقول: أما بعد أنكحت أبا العاص ابن الربيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة).رواه البخاري في(كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر أصهار النبي ص ، ومسلم (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت رسول الله
  19. ^ على ماروى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال: (لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها، فقال علي: يافاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا إبتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت. السنن الكبرى للبيهقي 6/301.
  20. ^ وفسر العلماء حديث عائشة والشعبي: وفي حديث الشعبي زيادة علم، وثبوت زيارة أبي بكر لها وكلامها له ورضاها عنه، فعائشة نفت والشعبي أثبت ، ومعلوم لدى العلماء أن قول المثبت مقدم على قول النافي، لأن احتمال الثبوت قد حصل بغير علم النافي ، خصوصاً في مثل هذه المسألة فإن عيادة أبي بكر لفاطمة ليست من الأحداث الكبيرة التي تشيع في الناس ويطلع عليها الجميع، وإنما هي من الأمور العادية التي تخفى على من لم يشهدها، والتي لا يعبأ بنقلها لعدم الحاجة لذكرها.
  21. ^ سورة فاطر آية 32
  22. ^ روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر )(39) قال عنه المجلسي في مرآة العقول 1/111 ( الحديث الأول ( أي الذي بين يدينا ) له سندان الأول مجهول والثاني حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح ) فالحديث إذاً موثق في أحد أسانيده ويُحتج به.
  23. ^ الخميني في كتاب الحكومة الإسلامية يعلق على الحديث بقوله ( رجال الحديث كلهم ثقات )
  24. ^ فدك في التأريخ محمد باقر الصدر
  25. ^ عن أبي سعيد قال: لما نزلت: {وآت ذا القربى حقه}. دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك . رواه الطبراني وفيه عطية العوفي وهو ضعيف متروك. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ص (6/420)
  26. ^ عن أبي سعيد قال : لما نزلت (وآت ذا القربى حقه) قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا فاطمة لك فدك (ك في تاريخه) وقال : تفرد به إبراهيم بن محمد بن ميمون عن علي بن عابس (ابن النجار) كنز العمال (3/767) ،،، إبراهيم بن محمد بن ميمون ، من أجلاد الشيعة روى عن على ابن عابس خبرا عجيبا روى أبو شيبة بن أبي بكر وغيره.ميزان الاعتدال (1 / 63). ،،، علي بن عابس بن الازرق الاسدي الكوفي قالوا : ضعيف. وقال ابن حبان : فحش خطأه فاستحق الترك ثم سرد الذهبي هذا الحديث فقال : هذا باطل ، ولو كان وقع ذلك لما جاءت فاطمة ا تطلب شيئا هو في حوزها وملكها ، وفيه غير : علي بن عابس من الضعفاء ميزان الاعتدال (3 / 134).
  27. ^ سرد الذهبي هذا الحديث فقال : هذا باطل ، ولو كان وقع ذلك لما جاءت فاطمة ا تطلب شيئا هو في حوزها وملكها ، وفيه غير : علي بن عابس من الضعفاء ميزان الاعتدال (3 / 134).
  28. ^ وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية { وآت ذا القربى حقه } دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة فأعطاها فدك وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت { وآت ذا القربى حقه } أقطع رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة فدك قال ابن كثير بعد أن ساق حديث أبي سعيد هذا ما لفظه : وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده لأن الآية مكية وفدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة فكيف يلتئم هذا مع هذا فتح القدير (3/319)
  29. ^ وما أخرجه البزار وأبو يعلي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري من أنه لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله فاطمة فأعطاها فدكا لا يدل على تخصيص الخطاب به عليه الصلاة و السلام على أن في القلب من صحة الخبر شيء بناء على أن السورة مكية وليست هذه الآية من المستثنيات وفدك لم تكن إذ ذاك تحت تصرف رسول الله بل طلبها رضي الله تعالى عنها ذلك إرثا بعد وفاته عليه الصلاة و السلام كما هو مشهور يأبى القول بالصحة كما لا يخفى روح المعاني (15/62)
  30. ^ أن النعمان بن بشير لما جاء للنبي فقال : يارسول الله أني قد وهبت ابني حديقة, واريد ان أشهدك. فقال النبي :أكل اولاك اعطيت؟ قال: لا فقال النبي : اذهب فاني لا اشهد على جور ((صحيح مسلم حديث 1623))