الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. تأسست الجبهة عام 1967 كامتداد للفرع الفلسطيني من حركة القوميين العرب، أسسها مجموعة من قياديي القوميين العرب وبعض المنظمات الفلسطينية التي كانت منتشرة في حينه وعلى رأسهم مؤسسها وأمينها العام السابق د. جورج حبش و مصطفى الزبري المعروف بأبو علي مصطفى.
انضمت إلى منظمة التحرير الفلسطينة عام 1968 ، وكان امينها العام منذ التأسيس وحتى عام 2000 هو جورج حبش ، حيث تنحى واستلم أبو علي مصطفى منصب الامين العام من بعده حتى تاريخ اغتياله في 27 اغسطس 2001 ليستلم منصب الامين العام احمد سعدات المعتقل في سجن اريحا الفلسطيني تحت حراسة رجال أمن بريطانيين وأمريكان بعد صفقة بين رئيس السلطة الفلسطينية وكل من الأمريكان والبريطانيين وإسرائيل تم بناءا عليها سجن سعدات و4 من أعضاء الجبهة الشعبية بعد محكمة صورية لهم اقامها عرفات ونقلو تحت حراسة امريكية بريطانية إلى سجن اريحا وبالمقابل فكت إسرائيل حصارها عن عرفات (مؤقتا). وتتهم إسرائيل سعدات وزملائه بالوقوف وراء اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي ردا على قيام القوات الإسرائيلية باغتيال الأمين العام السابق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو علي مصطفىفي مارس من عام 2006، قامت القوات الإسرائيلية باقتحام سجن أريحا، ثم اختطفت سعدات، و مجموعة من السجناء الفلسطينيين، ليتم اعتقالهم في سجن عوفر.
اشتهرت الجبهة في حقبة السبعينات بعمليات خطف الطائرات ونسف المطارات واقتحام ونسف السفارات وإغتيال القيادة الإسرائيلية والتشدد بالموقف. ومن أهم المحطات التي مرت بها الجبهة الشعبية خلال انتفاضة الاقصى 2000 حادثة اغتيال امينها العام أبو على مصطفى 28/7 عام 2001 الذي ردت عليه بإغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي وتعتير هذه العملية من أهم العمليات التي اوجعت الكيان الصهيوني وتصنف العملية الاولى من نوعها على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي لما قامت به من استهداف لواحد من قيادات إسرائيل.
تعتبر الجبهة الشعبية من ابرز التنظيمات اليسارية المتشددة والراديكالية والتي تتبنى الكفاح المسلح لتحرير فلسطين، وقد اشتهرت برفضها للإتفاقيات التي تراها تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني منذ نشأتها وقد عارضت بشدة في فترة السبعينات إتفاقية كامب ديفيد التي اجراها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع إسرائيل ، كما عارضت وبشدة الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل المتمثلة باتفاقية اوسلو وما تمخض عنها. كانت أسلحة الجبهة الشعبية أسلحة خفيفة، حصلت عليها، قبْل حرب يونيه 1967، من مصدرَين رئيسيَّين، هما: مصر وجيش التحرير الفلسطيني، اللذان تربط العلاقات الطيبة، قيادتيهما بـ"حركة القوميين العرب". أضف إلى ذلك بقايا الأسلحة والذخائر، التي تركت في ساحات حرب 1967، أو تلك التي بقيت في المستودعات الجيش المصري وجيش التحرير الفلسطيني، في قطاع غزة. زد على ذلك الأسلحة المشتراة من السوق السوداء. ولم يطرأ على تسليح الجبهة، حتى منتصف السبعينيات، تغيير مهم، إلا الحصول على بعض المدافع الخفيفة. أمّا في خارج الأرض المحتلة، فكانت تحصل على مستلزمات قواتها العسكرية من العراق؛ ومن الأسواق الحرة، في حالات نادرة. واستمرت في اعتمادها على بغداد، لفترة طويلة، ثم تلقت الأسلحة من ليبيا، بعد عام 1978. وبعد توقيع الاتفاقية المصرية ـ الإسرائيلية (كامب ديفيد)، حصلت الجبهة على الأسلحة من كوريا الشمالية، والاتحاد السوفيتي، ودول أوروبا الشرقية.
دربت الجبهة بعض أعضائها، قبل حرب 1967، في معسكر أنشاص، في مصر؛ وبعضهم الآخر في الأردن، سرّاً. وبعد تلك الحرب، افتتحت معسكراً للتدريب، في سورية، ثم في الأردن، ثم في لبنان. واشترك بعض أعضائها وضباطها في الدورات، التي كانت توفرها لهم منظمة التحرير الفلسطينية، في الدول الصديقة. وكذلك، أرسلت الجبهة مقاتليها إلى الاتحاد السوفيتي، ودول أوروبا الشرقية، للتدريب هناك.
لقد حدث انشقاق في الجبهة الشعبية، في مارس 1972، بقيادة جناح اليسار، التابع لسورية. وتأسست جبهة، أطلق عليها "الجبهة الشعبية الثورية لتحرير فلسطين"؛ لم يتجاوز عدد أعضائها، في تلك الفترة، 55 شخصاً