الرئيسيةبحث

الاستشراق الفرنسي

يمثل الاستشراق الفرنسي لوحة كبيرة رسمت ملامحها في القرن السادس عشر وقد لعبت فرنسا دورً هاماً في الاستشراق منذ تأسيس مدرستي ريمس وشارتر لتدريس اللغة العربية في باريس وكرسي للدراسات الأسلامية في جامعة السوربون والتي ألحق بها معهد الدراسات الأسلامية ، ومنذ الثورة الفرنسية 1789 انشأت مؤسسة جديدة هي مدرسة اللغات الشرقية وكانت اللغات التي تدرس بموجب تلك المعاهدة هي العربية الفصحي والعامية وبوسعنا أن نعتبر أن العقد الأخير من القرن الثامن عشر ، إنطلاقه حقيقية للدراسات الشرقية الفرنسية .

بدأ الأهتمام بالمؤلفات الشرقية واضحا في المصنف الشهير وصف مصر Description de L'Egypt وهو جهد ضخم للعلماء المرافقين للحملة الفرنسية علي مصر. ولم يكن أساتذة مدرسة اللغات الشرقية أساتذه فحسب ، بل علماء حقيقيين ومن أشهرهم سلفستر دي ساسي ، جوبير ، رينوه ، د يفريمري.

دفع احتلال فرنسا للجزائر 1830 نحو توسيع دائرة الأستشراق الفرنسية ولا سيما العناية باللغة العربية ، كما وتضاعف الأمر بعد إحتلال تونس ومراكش إذ صار حتميا التعرف علي اللغة والتاريخ والديانة فترجمت ونشرت نصوص عربية كثيرة. وبدخول القرن العشرين ، ظهر تحول واضح في الأستشراق الفرنسي فقد سمح بإنشاء المدرسة العلمية للدراسات العليا في باريس مما أدي إلي تجديد المواد المتنوعة والمتخصصة في الدراسات الأستشراقية وظهر أساتذة متميزون من أمثال: لويس ماسينيون ، وليم مارسيه ، جورج مارسيه ، جان داني وتأسست بعد الحرب العالمية الثانية عدة كراسي لتدريس اللغة العربية والأدب والحضارة والتاريخ والفلسفة الإسلامية .

أهم خصائص هذه المدرسة

  1. تمتاز تلك المدرسة بالشمول والتعدد فهي لم تترك ميداناً من ميادين المعارف الشرقية إلا وتناولته بحثاً أو نقداً أو تمحيصاً سواء في جانب اللغات أو آدابها أو التاريخ والجغرافيا أو مقارنة الأديان أو الآثار والفنون أو القانون.
  2. تعرضت هذه المدرسة للشرق بأكمله على امتداده الجغرافي كاملاً ولم تقتصر على بقعة واحدة منه.
  3. اهتمت كذلك بفقه اللغة العربية ونحوها ولهجتها العامية كما عملت على الدعوة إلى تمجيد العامية ومحاولة إحلالها بديلاً للفصحى.
  4. لم تقتصر هذه المدرسة على دراسة تراث العرب فحسب ولكنها تناولت تراث الفرس والأتراك أيضاً.


راجع