الرئيسيةبحث

ابن عزرا

الحاخام إبراهيم بن مير ابن عزرا (يعرف ايضا فقط بابن عزرا أو ابنيزرا). عاش ما بين 1092 م و1167 م وهو واحد من أكثر علماء وأدباء اليهود شهرة خلال فترة العصور الوسطى. وقد برع ابن عزرا بالفلسفة وعلم الفلك والتنجيم والطب والشعر وعلم اللغات والتفسير. لذلك لقب بالحكيم وبالكبير وبالطبيب الماهر.

ولد في بلدة توديلا (Tudela) والتي تقع اليوم ضمن ولاية نافارا في إسبانيا خلال حكم المسلمين للأندلس. وغادر أرض وطنه قبل عام 1140 م بسبب المضايقات التي كان تمارس حينها هناك على اليهود. وعاش بعدها حياة الترحال التي لا تعرف السكون. فتنقل بين شمال أفريقيا ومصر وفلسطين وإيطاليا وجنوب وشمال فرنسا وإنجلترا. وعاد مجددا إلى جنوب فرنسا حتى توفي هناك في 23 أو 28 كانون الثاني-يناير عام 1167 م في مكان غير محدد.

أعماله

أفام ابن عزرا لفترة معينة في كل مكان زاره حيث عمل على تطوير وتوسيع مداركه ونشاطاته الأدبية، وقد حقق مسبقا شهرة كبيرة في بلاده كشاعر ومفكر مميز. معظم أعماله كتبت في النصف الثاني من عمره، وبشكل عام غطت تلك الكتب كل ما يلزم في حقل اللغة العبرية والتفسير الكتابي وبواسطة تلك الأعمال (والتي كتبت باللغة العبرية) قدم ابن عزرا خدمة جليلة وعظيمة لليهود الساكنين في أوربا المسيحية، حيث جمع في تلك المؤلفات جميع كنوز المعرفة التي استقاها من الكتب العربية التي جلبها معه من الأندلس.

ومن كتبه في القواعد كتاب موزناييم 1140 م { Moznayim - المقاييس }، وكتابه زاهوت 1141 م { Zahot - التصحيح }، ويعد هذان الكتابان أول الكتب التي تناولت قواعد اللغة العبرية بالشرح والدراسة وأفضلها على الإطلاق .

ومن أعماله النفيسة أيضا التي فاقت قيمتها قيمة أعماله اللغوية هي شروحه لمعظم أجزاء الكتاب المقدس (كتاب التوراة وكتب أنبياء اليهود)، ضاع قسم منها وطبع قسم أخر عام 1840 م. وفي النسخة الكبيرة من كتاب اليهود المقدس وضعت تعليقات و تفسيرات في حاشية الكتاب لكبار حاخامات اليهود وعلماءهم ومن بينها تعليقات ابن عزرا، وقد ساهمت شروحه تلك بإغناء الفلسفة في الديانة اليهودية.

علما بأن الأفكار الأفلاطونية الحديثة كانت تسود على قناعاته الفلسفية، وكان لعلم التنجيم دورا بارزا في تكوين نظرته الخاصة للحياة، وقد ترك مؤلفات عديدة في المسائل الرياضية والفلكية . في شروحاته وتفسيراته في مجال الكتب المقدسة التزم ابن عزرا بالتمسك بالمعنى الحرفي للنص متفاديا التأويل والمبالغة، فظل بذلك أمينا للتقليد اليهودي ولكن ذلك لم يمنعه من أن يمارس نقده المستقل الذي وبرأي بعض الكتاب التزم بحدود المنطق والعقلانية. ومن أهم كتبه، كتاب أسرار الشريعة، لغز الحروف الساكنة، كتاب الاسم، كتاب ميزان اللغة المقدسة، وكتاب نقاء اللغة، وغيرها من المؤلفات التي دونها خلال حياة الترحال التي عاشها.

المصادر