الإغماء الوعائي المبهمي (بالإنجليزية: Vasovagal syncope)، هو أحد أكثر حالات الإغماء شيوعا.
تنتج حالة الإغماء هذه بسبب محفز معين يؤدي إلى رد فعل مبالغ وغير مناسب في الجزء الخاص بالجهاز العصبي اللاإرادي الذي ينظم وظائف الجسم . أهم الوظائف التي ستتأثر هي معدل دقات القلب و تدفق الدم. عندما يؤدي المحفز لرد الفعل المبالغ به، سينخفض كل من معدل دقات القلب و ضغط الدم ، مما يؤدي إلى الحد من سرعة تدفق الدم إلى الدماغ و بالتالي إلى فقدان الوعي. الشخص الذي يصاب بهذا النوع من الإغماء يستعيد وعيه بسرعة ، عادة في غضون ثوان او دقائق قليلة.
المحفزات المنتشرة لمثل هذا النوع من الإغماء تتراوح ما بين الوقوف لفترات طويلة ، والجفاف ، ورؤية مناظر تحتوي دماء أو أشلاء بشرية ، والسعال ، التبول ، الإخراج والاضطراب العاطفي. أحيانا يصعب معرفة المحفز الذي يؤثر على شخص معين
الاغماء كحالة غير خطير في العادة ، والعلاج غير ضروري في معظم الحالات. ومع ذلك ، فالإغماء في بعض الاحيان يمكن ان يشير إلى وجود إصابة مرضية مختلفة كامنة تحتاج إلى العلاج. يمكن أن يصاب الشخص أثناء سقوطه عند إصابته بالإغماء. يجب الإنتباه أنه يوجد إحتمال بسيط جدا للوفاة في حالة عدم تمدد المغمى عليه [1]
فهرس
|
قبل الإغماء الوعائي المبهمي بسبب يمكن أن تظهر علامات تحذير على الجسم ، مثل :
هذه العلامات والاعراض المذكورة اعلاه قد تسبق الاغماء الكامل أو الترنح بدون حدوث الإغماء. ولكن في كلتا الحالتين ، سيستعيد المصاب وعيه بنفسه. الكبار الذين يصابون بهذا النوع من الاغماء غالبا ما يكون لهم تاريخ من الاغماء اثناء الطفولة.
يعتقد أن آلية حصول الإغماء الوعائي تحصل كما يلي
يؤدي الوقوف الطويل المستديم إلى تجمع الدم في الساقين ، مما يؤدي إلى زيادة نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي ، مما يسبب
هذه الثلاث ردود افعال هي تعويضيه تهدف إلى الحفاظ على ضغط وتدفق الدم في انحاء الجسم المختلفة. مع إزدياد كمية الدم المتراكمة في الساقين يصبح القلب اقل إمتلاء ، و بالتالي تصبح ردود الفعل هذه أكثر شدة من اجل الحفاظ على ضغط وتدفق الدم.
تزداد حدة ردود الفعل التعويضيه هذه إلى أن يصل الجسم إلى نقطة حرجة ، تتسبب في نهاية المطاف في حصول الإغماء الوعائي. فعند وصول هذه النقطة الحرجة تلتقط إجهزة إستشعار خاصة في عضلة القلب وعند هذه النقطه ردود فعل القلب القوية و شدة إنقباضاته. أجهزة الإستشعار هذ في قلب تهدف إلى حمايته من النبض بقوة ضخمة. و يتم تنشيط هذه المستعشرات عندما تتقلص عضلة القلب بصورة مكثفة و شديدة. للتشبيه يمكن تخيل القلب كحافظة ماء مطاطية. إذا كانت حافظة المياه هذه مليئة بالماء يمكن تفريغها للنصف بسهولة بمجرد الضغط البسيط عليها. ولكن ، اذا كانت هذه احافظة ممتلئة لثلثها فقط فستظطر إلى الضغط عليها بشدة لدرجة إنقباضها بنبة 90% و بدون أن تخرج نفس الكمية من الدم التي كانت تخرج مها عندما كانت ممتلئة.
الأمر نفسه يحصل مع القلب، فعندما يكون القلب ممتلئا بالدم ، يصبح بإمكانه إفراغ 50% من محتواه مع كل نبضه و هي كمية مناسبة من الدم. الآن و مع نقفصان كمية الدم داخله فإنه سيضطر إلى الإنقباض بشدة و حدة أعلى للوصول إلى نفس كمية الدم التي يعطيها و هو ممتلئ للحفاظ على نفس معدل تدفق الدم. لدى وصول القلب إلى نقطة حرجة معينة سيتوجب عليه عصر نفس بصورة شديد جدا مستعملا أقصى مقدار شد يمكنه الوصول له عند النبض. بعض نقطة حرجة . هذا النوع من الانكماش ينبه اجهزة الاستشعار في القلب.
بمجرد أن يتم تنشيط أجهزة الاستشعار، يتم إطلاق ردة فعل اغلاق. ردة الفعل هذه تضم آلية تلقائية مثبطة ضمن الجهاز نظير السمبثاوي. الآلية تهدف إلى غلق أنظمة كانت مفعلة و أدت إلى حدوث الإنقباضات القوية للقلب. أهم جانب من جوانب رد الفعل هذا هو توسع الاوعيه الدمويه الطرفيه. الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم. و بالتالي يقل ضغط الدم في الدماغ ويصبح الدم غير كاف لارواء الدماغ و عليه يفقد الفرد وعيه. في كثير من الاحيان ، يصاحب رد الفعل هذا انخفاض في معدل دقات القلب. هذا الانخفاض في معدل ضربات القلب يتم بسبب تنشيط العصب التائه ، وهو جزء من الجهاز العصبي نظير السمبتاوي المسؤول عن تنظيم نبض القلب.
رد الفعل هذا طبيعي جدا ويحدث لدى جميع الناس. من أهم ما يميز الأفراد الذين يصابون بحوادث متكررة من الاغماء عن الأخرين هما عاملان :
لا يعرف الكثير عن السبب الذي يؤدي إلى جعل فرد ما عرضة لإطلاق ردود الفعل هذه أكثر من فرد أخر. يعتقد أن التركيب الفزيائي للقلب لدى فرد ما يجعله أكثر او اقل حساسيه لمدى التمتد و التقلص في القلب. وبالاضافة إلى ذلك ، فخصائص عضلات القلب تتغير على مر الزمن. فعلى سبيل المثال ، الاوعيه الدمويه الطرفيه الكبيرة في القلب تصبح أكثر تصلبا مع التقدم في السن ، و هو ما يمكن أن يؤي إلى تغيير في حساسيه اجهزة الاستشعار التي تطلق ردود فعل الإغلاق. ردود الفعل العصبية الخاصة بتعويض الإملاء في القلب عند الوقوف تتأثر أيضا لدى التقدم في السن. هذه التغيرات البطيئة في ردود أفعال أوعية القلب ، و الهيكل و الوظائف قد تساعد على فهم و تفسير قابليه فرد ما للتعرض للإغماء الوعائي المبهمي أكثر من غيره. فقد تفسر سبب عدم أصابة شخص ما لمدة 30 عاما بالاغماء، ثم لتبدأ بصورة فجائية حالات الإغماء لديه. هذا النوع من الاغماء يمكن ان يصيب الفرد في اي عمر وغالبا ما يختفي في نهاية المطاف.