جمهورية ملاوي هي المحمية البريطانية السابقة ( نياسالاند ) حاولت البرتغال الاستيلاء عليها لتصل بين مستعمراتها أنغولا وموزمبيق ، وتغلبت شركة جنوبي أفريقيا التي كونها سير ( سيسل رودس ) فأخدت حق استغلال ثروات تلك المنطقة وشجع رودس البريطانيين على الإقامة بوسط جنوبي أفريقيا وتكونت شركة بريطانية أخرى هي ( شركة البحيرات ) وأعلن عن محمية نياسالاند في سنة 1891 م .
فهرس
|
كان (ليفنجستون ) أول منصر وصل إلى ملاوي في سنة ( 1276 هـ- 1859 م ) ، وبدأت البعثات التنصيرية تصل إليها في السنوات التالية . وتأسس أول مقر لبعثة تنصيرية في سنة في ماجومرو في سنة ( 1278 هـ - 1861 م ) وأغلق هذا المركز بعد عاميين لفشل التنصير بين المسلمين . ولم تحقق البعثات أي نجاح إلا عندما منحتها السلطات الاستعمارية حق الإشراف على التعليم ، ثم فرض تعليم الدين المسيحي في جميع المدارس في سنة ( 1364 هـ - 1927 م ) ، في بلد كان يضم أكبر جالية إسلامية بين جيرانه . وأخد سيسل رودس في مد النفود البريطاني إلى ملاوي وقاوم المسلمون هذا الاحتلال مدة عامين ،وأعلنت بريطانيا الحماية على ملاوي (نياسالاند ) في سنة ( 1359 هـ - 1891 م ) وكان أول مندوب سام لبريطانيا في ملاوي هو ( هري جنستون ) الذي أذاق المسلمين مرارة التحدي .
يصل عدد المسلمين حوالي ( 2،229،000 ) ويوجد المسلمون في المناطق القريبة من بحيرة (نياسا ) كما يوجد المسلمين في المناطق الشمالية والجنوبية من ملاوي ، وفي مولنجي ، وددرا ، وشيرادى زولو وليلو نجوى وزومبيا ، ومعظمهم يعمل في الزراعية كعمال فقراء ، وتوزيع المسلمين حسب المحافظات كالآتي : محافظة منقوشي بها أعلى نسبه للمسلمين في البلاد ويليها كتوزا ثم ماشنكا، ثم رومبا، ثم سليما، ثم شيرازولو ، ثم يلتتير ، ثم ديدازا ، تم مولانجي .
يعتبر البعض ان من أخطر ما يتعرض لها المسلمون في ملاوي وجود مدارس البعثات التنصيرية والتي تقدم التدريب المهني الذي يقبل عليه الشباب ، ففي كل الجهات التي يوجد بها المسلمون توجد مدارس البعثات التنصيرية وفي سنة 1927 و صدرت عدة قوانين تجعل من الدين المسيحي مادة إجبارية في جميع المدارس ورفض المسلمون إلحاق أبنائهم بمدارس البعثات التنصيرية ، وكان التعليم قبل احتلال ملاوي باللغة العربية والسواحلية ، ثم تحولت لغة التعليم إلى الانجليزية أو اللهجات المحلية بحروف لاتينية وهكذا أخدت التحديات تبرز في مجال التعليم المهني ، وأصبحت المدارس التي أنشأها المسلمون في ملاوي بجهد ذاتي لاتقوى على المنافسة . وقد أثر هذا في تدهور المستوى الاقتصادي للمسلمين ، وقد أثر التخلف في التعليم على أحوال المسلمين الدينية فانقطعت صلتهم بالثقافة الإسلامية، وقد أسس المسلمون مركزاً مهنياً حديثاً لتعليم أبنائهم الحرف المختلفة ليقضوا على منافسة المدارس التنصيرية .
وبرزت نهضة إسلامية في ميادين التعليم ، وبناء المساجد ، وذلك عندما هاجر إلى ملاوي عدد من العمال المسلمين من الباكستان والهند ، وأخدوا في تشيد المساجد والمدارس الإسلامية وبلغ عدد المدارس 12 ولكنها تسير على النظم الهندية ، ولكن الحكومة حظرت على الآسيوين الإقامة في الريف مما تسبب في تعطيل الكثير من المساجد والمدارس ، ولا يوجد إلا القليل من المعلمين بين هيئات التدريس في مدارس ملاوي ، وهناك نقص كبير في المطبوعات الإسلامية والنشرات الدينية .
تنتشر المساجد في معظم القرى والمناطق الإسلامية ، وهي مساجد متواضعة يبلغ عددها 500 مسجد ، ويقوم بالوعظ فيها أئمة غير مؤهلين ، وألحقت بهذه المساجد مدارس إبتدائية لتعليم أبناء المسلمين قواعد الدين ، وقد قامت لجنة مسلمي أفريقيا (كويتية ) بإنشاء 70 مسجداً بملحقاتها وأصلحت أكثر من 100 مسجد . وهناك حاجة إلى إنشاء مركز إسلامي للطالبات . وقد قام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بطبع ترجمة لمعاني القرآن الكريم بهذه اللغة .
توجد 5مؤسسات إسلامية في مدينة زومبا ، و3في بلنتير و2في ليلونجوى و2 في زمبا ، وتوجد جماعة بلاتنير وجماعة زومبيا المسلمة ، والجمعية الإسلامية ، والشباب المسلم والمركز الإسلامي الاجتماعي ، ويوجد اتحاد الطلاب المسلمين الذي يضم نصف مليون عضو .
لايوجد إلا القليل النادر من المطبوعات والكتب الإسلامية باللغة الانجليزية أو بلغة الشيشوا ( اللغة المحلية في البلاد ) . كما لاتوجد دار للطباعة الإسلامية ، ولاتوجد صحيفة إسلامية ، وإنما تصلهم الصحف الإسلامية من مسلمي جمهورية جنوب أفريقيا وهم بحاجة للمطبوعات والكتب الإسلامية باللغة الانجليزية أو بلغتهم .
تحسن وضع المسلمين في ملاوي بعد انعقاد مؤتمر الشباب المسلم في سنة 1401 هـ ، مما أدى إلى وصول المعونات من العالم الإسلامي وإنشاء العديد من المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية ، وتم تدريب 563 داعية ، وتم إنشاء العديد من مدارس تعليم القرآن ويقوم بهذا العمل أكثر من 500 معلم ، ويتلقي التعليم 150 ألف تلميذ في 200 مدرسة قرآنية ونشطت الدعوة الإسلامية بعد فترة من الركود ، وقامت لجنة مسلمي أفريقيا بدور كبير في هذا المجال .