الرئيسيةبحث

أبو القاسم الخوئي

صورة لاية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي
صورة لاية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي

آية الله العظمى السيد السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (1899 - 1992 )

هو مرجع ديني شيعي راحل و زعيم سابق الحوزة العلمية النجف ، و كان ملايين الشيعة يرجعون إليه في العراق و الخليج و غيرها من المناطق .

يمتاز آية الله أبو القاسم الخوئي بمنهج علمي متميز و اسلوب خاص به في البحث و التدريس، ذلك انه كان يظرح في أبحاثه الفقه و الاصولية العليا موضوعا، و يجمع كل ما قيل من الأدلة حوله، ثم يناقشها دليلا دليلا، و ما أن يوشك طالب علي الوصول إلى قناعة خاصة، حتى يعود الامام فيقيم الادلة القطعية المتقنة على قوة بعض من تلك الادلة و قدرتها على الاستنباط، فيخرج بالنتيجة التي يرتضيها، و قد سلك معه الطالب مسالك بعيدة الغور في الاتسدلال و البحث، كما هو شأنه في تأليفاته القيمة، بما يجد المطالع فيها من تسلسل للافكار و بيان جميل مع الدقة في التحقيق و البحث، و لذا فقد عرف بعلم الاصول و المجدّد.

يعد من أكبر علماء الشيعة الإمامية في عصر الغيبة، وصل لمرحلة من العلم والنبوغ مالم يصله غيره الا القليل، أبدع في شتى المجالات، علم الأصول والفقه وعلم الرجال..الخ، فلذلك ليس من الغريب ان نرى شهادة له من السيد محمد صادق الروحاني بأنه أكبر عالم في عصر الغيبة، إذ يقول جواباً على سؤال موجه له من أحد أعضاء منتدى ياحسين:-

السيد الخوئي أعلم من الشيخ الأنصاري بلا ترديد، وأما الشيخ الأعظم وإن كان في الأصول العملية والمكاسب أعلم، ولكن في غير المسائل الفقهية ليس كذلك، كما يظهر لمن لاحظ كتبه الفقهية من الطهارة والزكاة والخمس وغيرها.

ترأس السيد الفقيد الحوزة العلمية في أشد مراحلها حساسية منذ تأسيسها عام 449هـ على يد الشيخ الطوسي قدس سره، لم تتعرض الحوزة لمثل هذه المرحلة من تأسيسها أبداً، إستلم الرئاسة في فترة نظام الحكم البعثي، ووقت الثورة الإسلامية بإيران، مما جعل النظام البعثي يحس بالخطر المباشر من هذه الثورة، طالبت السلطة من السيد أن يصدر فتوة يعارض فيها ثورة الإمام الخميني، ولكن نتيجةً لرفضه تعرض للكثير من المضايقات على يد النظام البعثي، وفي عام 1980م عمدت السلطة لتفجير السيارة اللي كانت تقل السيد إلى مسجد الخضراء، ولكن نجا من حادث الإنفجار بأعجوبة بالغة، إضافة لإغتيال العديد من طلاب العلم من النجف وتسفير غير العراقي إلى بلاده، وعلى رأسهمآية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي أغتيل في عام 1980 لمعارضته لنظام حزب البعث.

فهرس

أسمه ونسبه وولادته والألقابه

هو السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي بن السيد علي الأكبر بن السيد هاشم بن تاج الدين بن علي الأكبر بن قاسم بن ولي بن علي بن رحمة الله بن علي بن ولي بن صادق بن خان بن تاج الدين بن علي بن محمد بن احمد بن حسن بن مرتضى بن محراب بن محمد بن محمود بن احمد بن حسين بن عبدالله بن محمد العابد ابن الامام موسى الكاظم .

والدته هي السيدة الكريمة سوسنية رضا المهربوانية ، كانت تتمتع كثيراً وذلك من أجل التقرب إلى الله وقد لحق السيد الخوئي بزوجها الرابع التي تزوجته .

لقبه الكريم

كان يلقب بالموسوي والخوئي والنجفي.

ولد أبو القاسم الخوئي في مدينة خوى (بضم الخاء وفتح الواو وتشدد المثناة من تحت) من اقليم اذربيجان في إيران، في شهر رجب سنة 1317 هـجري ، الموافق لتاسع عشر من شهر نوفمبر لعام 1899 ميلادي، وهو الإبن البكر لأمه، والثاني لابوه بعد السيد عبدالله، يأتي بعده السيد جعفر والسيد جواد وأختاً له.

تحصيله العلمي وتدريسه

ماقبل الحوزة

أنى السيد دراسته العلمية الإبتدائية بمدرسة نمازي في مدينة هو، تعلم فيها القرائة والكتابة وغيرها، ثما هاجر والده إلى النجف في عام 1328 هـ بسبب حادثة المشروطة والمستبدة، ولحق به أهله جميعا في عام 1330 هـ.

في الحوزة العلمية

هاجر السيد للنجف وعمره أقل من الـ 13، أنهى دراسة السطوح في مايقارب 7 سنين[1]، وبعدها شرع بتدراسة البحث الخارج وذلك عام 1338هـ الموافق 1919، والجدير بالذكر مرحلة السطوح قد تتجاوز ضعف هذا الزمن، ولكن لنبوغ السيد العلمي أنهاها في 7 سنين.

أساتذته

من أساتذته في مرحلة السطوح:-

  1. آية الله الشيخ علي الكازوني، كتاب مفاية الأصول الجزء الأول.
  2. آية الله الشيخ محمود الشيرازي، كتاب كفاية الأصول الجزء الثاني.
  3. آية الله الشيخ فرج الله التبريزي،كتاب المكاسب المحرمة.

ومن أساتذة في البحث الخارج:-

  1. آية الله الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة، المتوفى سنة 1339 هـ .
  2. آيةالله الشيخ مهدي المازندراني ، المتوفى سنة 1342 هـ .
  3. آيةالله الشيخ ضياء الدين العراقي، 1278-1361 هـ .
  4. آيةالله الشيخ محمد حسين الغروي، 1296-1361هـ.
  5. آيةالله الشيخ محمد حسين النائيني ، 1273 – 1355 هـ ، الذي كان آخر أساتذته.

والأستاذين الأخيرين هما الأكثر ممن تتلمذ عليهم.

كما حضر أبو القاسم الخوئي، و لفترات محددة عند كل من:

  1. آية الله السيد حسين البادكوبه أي ، 1293 – 1358 هـ ، في الحكمة و الفلسفة.
  2. آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي، 1282 – 1352 هـ ، في علم الكلام و التفسير.
  3. آية الله السيد ميرزا علي آقا القاضي، 1285 – 1366 هـ ، في الاخلاق و السير و السلوك و العرفان.

و قد نال درجة الاجتهاد في فترة مبكرة من عمره و شغل منبر الدرس لفترة تمتد إلى أكثر من سبعين عاما، و لذا لقب بأستاذ العلماء و المجتهدين.

مرجعيته الدينية

تدرج سماحة آية الله السيد أبو القاسم الخوئي في نبوغه طالبا للعلم، فأستاذا، ثم مجتهدا و محققا يعد المجتهدين، فما أن التحق في عنفوان شبابه بدورس الخارج و تقرير بحوث أساتذته على زملائه، سرعان ما عقب شيوخه في أروقة العلم، بالتصدي لتدريس بحث الخارج، فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان، و قلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها و شؤونها ، حتى أصبح زعيمها دون منازع، و مرجعا أعلى للمسلمين الشيعة، يقلده ملايين المؤمنين من أتباع مذهب الامامية في مختلف بقاع العالم، و طبعت رسائله العملية لبيان الاحكام الشرعية لمقلديه و بعدة لغات، و تلك بفضل نبوغه و تضلعه في مختلف العلوم الاسلامية ، و بلوغه الغاية من التقوى، و ألمعيته في إدارة الحوزات، و اهتمامه البالغ برفع مستوى العلماء، علميا و معيشيا، و في رعايته للمسلمين عموما . فكان آية الله السيد أبو القاسم الخوئي منذ أيامه الاولى يعدّ بحق، زعيمها الواعد، حتى أصبح رمزا بارزا من رموز المرجعية و علما من أعلام الاسلام، يخفق علي قمة الحوزات العلمية في كل مكان.

آثاره و مؤلفاته

أمر سماحة آية الله السيد أبو القاسم الخوئي عليه بتأسيس مؤسسة خيرية عالمية مسجلة رسميا وهي مؤسسة الامام الخوئي الخيرية ، تجاوبا مع إحساسه بضرورة إرساء قواعد مؤسسات قوية قادرة على تقديم خدمات مستمرة للمؤمنين فلقد كانت المرجعيات الدينية تبني بنيانها و ترعاه، حتى اذا توفي المرجع توقف النمو و تراجع تدريجيا بينما تقوم مؤسسة الامام الخوئي الخيرية بوضعها الشرعي و القانوني اليوم برعاية المشاريع الكبرى التي اسسها سماحة آية الله الخوئي .

انظر أيضاً

وصلات خارجية

هوامش