هويته وولادته : هو الخطيب المؤلف الجليل الشيخ مهدي بن العلامة الشيخ عبد الهادي الحائري المازندراني .
ولد في كربلاء عام 1295 هـ ونشأ تحت رعاية وتوجيه أبيه الهادي ، ثم هاجر إلى النجف الأشرف ، وانتمى لحوزتها العلمية ، وتلقى دروساً في الفقه والأصول وعلم الكلام ، وأقام في النجف مدة يطلب العلم ثم رجع إلى كربلاء وواصل تحصيله وأبحاثه في حوزتها الدينية حتى نال قسطاً من الفضيلة العلمية ، فانصرف إلى خدمة المنبر الحسيني .
خطابته : نال خطيبنا المترجم له شهرة واسعة في الخطابة الحسينية ، وقد اشتهرت مجالس خطابته بالوعظ والارشاد ، وكان ورعاً تقياً مخلصاً في ولاءه وخدمته لسيد الشهداء عليه السلام .
استفاد كثيراً من أعلام الخطباء الذين عاصرهم في كربلاء حتى نهج نهجهم في تكوين شخصيته المنبرية ، ومن ثم أصبح أحد مشائخ الخطباء الذين يشار إليهم بالبنان ، وكان يرقى أعواد المنابر وتعقد له أهم المجالس في كربلاء وسواها ، وهو يفيض عطاءاً في توجيه الناس وارشادهم إلى طريق الحق والهدى ، وحثهم على التمسك بالثقلين كتاب الله وعترة رسول الله الطيبين الطاهرين .
آثاره ومؤلفاته : خلدته آثاره الجليلة ، ومؤلفاته القيمة أكثر مما خلدته الخطابة ، حيث اقتصرت خطابته على عصره ومعاصريه ، ولم يبق له أي أثر منها ، ولم تعرف له تسجيلات صوتية أو مرئية تحتفظ برصيد توجيهاته المنبرية وأعماله الخطابية ، ولكنه خلف ثروة منبرية عبر مؤلفاته الدسمة الشهيرة المتمثلة بما يلي :
1ـ معالي السبطين .
2ـ شجرة طوبى .
3ـ الكوكب الدرّي .
4ـ نور الأبصار .
5ـ هداية الأبرار .
6ـ كشف الأستار .
7ـ ديوان شعر فارسي .
ومن آثاره الخالدة ، وصدقاته الجارية تأسيسه لمدرسة موقوفة لسيد الشهداء عليه السلام .
وفاته : بعد تسعين عاماً من عمر حافل بالتقوى والصلاح والاصلاح والعمل الصالح وحياة عامرة بالبحث والتأليف وخدمة أهل البيت ، وافاه الأجل المحتوم عام 1358 هـ فشيعته القلوب بالأسى والحسرات إلى مثواه الأخير في الحائر الحسيني وعقدت لفقده محافل التأبين والتكريم ، وشارك الفضلاء والأدباء والشعراء والخطباء في تأبينه ورثائه ومما قيل في تاريخ وفاته :
فـقد الـحائر شـيخاً لسناً كـان عنواناً إلى ارشادها والهدى بالحزن أرخت دعا غيب المهدي عن أعوادها