الرئيسيةبحث

أبو أيوب الأنصاري

أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، خرج مع وفد المدينة لمبايعة النبي محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة في بيعة العقبة الثانية. نزل عنده الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند قدومه من مكة. آخى الرسول بينه وبين مصعب بن عمير.

فهرس

حياته

وصول الرسول إلى المدينة

قدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- المدينة يوم الجمعة، وسار وسط جموع المسلمين وكل منهم يريد أن أن ينزل الرسول الكريم عنده، فيجيبهم باسما شاكرا لهم: «خلوا سبيلها [عن ناقته] فإنها مأمورة» حتى وصلت إلى دار بني مالك بن النجار فبركت، فلم ينزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوثبت الناقة ثانية، فسارت غير بعيد ثم التفتت إلى خلفها فرجعت وبركت مكانها الأول، فنزل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتقدم أبو أيوب الأنصاري وحمل رحل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوضعه في بيته، فأقام الرسول الكريم في بيت أبي أيوب الأنصاري حتى بني له مسجده ومسكنه. وحين نزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيت أبي أيوب الأنصاري نزل في السفل، وأبو أيوب في العلو، فأهريق ماء في الغرفة، فقام أبو أيوب وأم أيوب بقطيفة لهم يتتبعون الماء شفقاً أن يخلص إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجدها أبو أيوب لعظيمة فنزل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: « يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي، إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي، فاظهر أنت فكن في العلو، وننزل نحن فنكون في السفل» وألح على الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى قبل.

جهاده

شهد أبو أيوب الأنصاري المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لم يتخلف عن أي معركة كتب على المسلمين خوضها بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا مرة واحدة تخلف عن جيش أعطى الخليفة أمارته لشاب من المسلمين لم يقتنع أبو أيوب بامارته، ومع هذا بقي الندم ملازما له دوما، فيقول: «ما علي من استعمل علي؟»

حب الرسول

قال أبو أيوب الأنصاري للرسول -صلى الله عليه وسلم- :( يا رسول الله ، كنت ترسل إليّ بالطعام فانظر ، فإذا رأيتُ أثر أصابعك وضعتُ يدي فيه ، حتى كان هذا الطعام الذي أرسلتَ به إلي ، فنظرت فيه فلم أرَ فيه أثر أصابعك ؟!)000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( أجل إنّ فيه بصلاً ، وكرهتُ أن آكله من أجل الملَكَ الذي يأتيني ، وأمّا أنتم فكلوه )

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطوفُ بين الصفا والمروة ، فسقطت على لحيتِه ريشةٌ ، فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها ، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- :«نزع الله عنك ما تكره»

حادثة الإفك

خلال حادثة الإفك ، قالت أم أيوب لأبي أيوب الأنصاري :( ألا تسمع ما يقول الناسُ في عائشة ؟) قال :( بلى ، وذلك كذب ، أفكنتِ يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟) قالت :( لا والله ) قال :( فعائشة والله خير منكِ ) فلمّا نزل القرآن وذكر أهل الإفك

ذكر القرآن :( لولا إذْ سمعتُموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً ، وقالوا هذا إفكٌ مُبين )

زواج الرسول

ولما أعرس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصفية ، بخيبر أو ببعض الطريق ، فبات بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قبة له ، وبات أبو أيوب الأنصاري متوشحاً سيفه يحرس رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ويطيف بالقبة حتى أصبح رسـول اللـه ، فلما رأى مكانه قال :( مالك يا أبا أيوب ؟) قال :( يا رسول اللـه ، خفت عليك من هذه المـرأة ، وكانت امرأة قد قتلـت أباها وزوجها وقومها ، وكانت حديثة عهد بكفر ، فخفتها عليك ) فقال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-:( اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني )

موقفه من الفتنة

ولما وقع الخلاف بين علي ومعاوية وقف أبو أيوب -- مع علي لأنه الامام الذي أعطي بيعة المسلمين ، ولما استشهد علي -- وقف أبو أيوب بنفسه الزاهدة الصامدة لايرجو من الدنيا الا أن يظل له مكان فوق أرض الوغى مع المجاهدين

الدين

أتى أبو أيوب معاوية فشكا إليه أنّ ديناً عليه ، فلم يرَ منه ما يحب ، ورأى كراهيته ، فقال :( سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( إنّكم سترون أثَرَة )) قال :( فأي شيءٍ قال لكم ؟) قال :( قال :( اصبروا ))قال معاوية :( فاصبروا ) فقال أبو أيوب :( والله لا أسألك شيئاً أبداً ) وقدِم أبو أيوب البصرة فنزل على ابن عباس ، ففرّغ له بيتَه ، فقال :( لأصْنَعَنّ بكَ كما صنعت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ) قال :( كم عليك من الدّين ؟) قال :( عشرون ألفاً ) فأعطاه أربعين ألفاً وعشرين مملوكاً ، وقال :( لك ما في البيتِ كلِّه )

وفاته

جاءت محاولة فتح القسطنطينية عام ( 52 هـ )، وكان أبو أيوب ممن خرج للقتال ، فأصيب في هذه المعركة ، وجاء قائد الجيش - يزيد بن معاوية - يعوده فسأله :( ما حاجتك يا أبا أيوب ؟)000فيا له من مطلب نفذه يزيد بناءا على هذه الوصية ، فقد طلب أن يحمل جثمانه فوق فرسه ، ويمضي به أطول مسافة ممكنة في أرض العدو ، وهنالك يدفنه ، ثم يزحف بجيشه على طول هذا الطريق ، حتى يسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره ، فيدرك آنئذ ، أنهم قد أدركوا ما يبتغون من نصر وفوز ! وفي قلب القسطنطينية وفي ( اسطنبول ) ثوي جثمانه -رضي اللـه عنه- مع سور المدينة وبُنيَ عليه ، فلمّا أصبح المسلمون أشرف عليهم الروم ، فقالوا :( يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأنٌ ؟) فقالوا :( مات رجلٌ من أكابر أصحاب نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، ووالله لئن نُبِشَ لأضْرُبَ بِناقوسٍ في بلاد العرب )000 فأصبح قبره لأهل قسطنطينية وقبل أن يصل لهم الاسلام قبر قديس يتعاهدونه ويزورونه ويستسقون به اذا قحطوا !! اذهبوا بجثماني بعيدا بعيدا في أرض الروم ثم ادفننوني هناك أبو أيوب الأنصاري