آسيا داغر ولدت عام 1901 في قرية تنورين في لبنان و بدأت حياتها كممثلة في لبنان عندما قدمت فيلمها القصير تحت ظلال الأرز عام 1922 وفي عام 1923 شدت رحالها من لبنان وسافرت إلى مصر بصحبة شقيقتها ماري وابنتها الصغيرة ماري كويني حـيث ظـهـرت كممثلة ي أول فيلم مصري صـامت وهـو ليلي عام 1927 الذي أنتجته عزيزة أمير .
وفي نفس العام أسست آسيا شركة لوتس فيلم لإنتاج وتوزيع الأفلام واستمرت في الإنتاج بينما توقفت شركـات إبراهيم لاما وبدر لاما وعزيزة أمير و بهيجة حافظ و لذلك استحقت الفنانة آسيا لقب عميدة المنتجين و أصبحت شركتها لوتس فيلم أقدم وأطول شركات الإنتاج السينمائي المصري عمرا .
فيلم غادة الصحراء عام 1929 كان أول بطولة له او إضافة إلى أنه باكورة إنتاجها فقد استعانت بالفنان التركي وداد عرفي لإخراج هذا الفيلم، ثم مع إبراهيم لاما لإخراج فيلم وخز الضمير عام 1931 و بعدها تعرفت على السينمائي والروائي والصحفي أحمد جلال، فأخرج لها كل ما أنتجته من أفلام في الفترة ما بين عامي 1933 و 1942 والتي قاربت العشرة أفلام، أهمها: عيون ساحرة عام 1934، شجرة الدر عام 1935، فتاة متمردة عام 1940 . وبعد عامين قام جلال بمحاولة جريئة أخرى، وهي إخراج أول فيلم تاريخي مصـري وهـو شجرة الدر الذي أنتجته شركة لوتس فيلم أيضاً. وبعد أن تزوج أحمد جلال من ابنة أخت آسيا الفنانة ماري كويني وأسسا معاً استوديو جلال و تفرغ لإخراج أفلام شركته الخاصة مع زوجته، كان لابد لآسيا أن تبحث عن مخرج آخر، فاتجهت إلى مساعد مخرج شاب في الثامنة والعشرين من عمره ليقوم بإخراج فيلم التشريد عام 1942 و كان هذا المخرج هو هنري بركات .
قدمت آسيا للسينما المصرية مخرجين جدد أصبحوا من الكبار في عالم الإخراج فيما بعد، أمثال: هنري بركات، حسن الإمام، إبراهيم عمارة، أحمد كامل مرسي، يوسف معلوف ، عز الدين ذوالفقار، حسن الصيفي، حلمي رفلة، كمال الشيخ و أضافة لذلك قدمت عدد من النجوم منهم فاتن حمامة وهي في بداية حياتها الفنية تخطو نحو السادسة عشرة من العمر في فيلم الهانم عام 1947، واكتشفت صباح سينمائياً، وقدمتها في فيلم القلب له واحد عام 1945، وصلاح نظمي في فيلم هذا جناه أبي عام 1945 .
أعطت آسيا اهتماما خاصاً للأفلام التاريخية الملحمية، فقد أنتجت فيلم شجرة الدر في بداية مشوارها الفني، ثم فيلم أمير الانتقام الذي أخرجه هنري بركات عام 1950 .إلا أنها توَّجت إنتاجاتها الملحمية الضخمة بفيلم الناصر صلاح الدين عام 1963 الذي تكلف إنتاجه مائتي ألف جنيه، وكان ذلك ـ وقتها ـ أعلى ميزانية توضع لإنتاج فيلم مصري . و قد استمر الإعداد للفيلم لمدة خمس سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه عز الدين ذو الفقار ولكنه مرض أثناء كتابة السيناريو، وذلك بعد أن تعاقدت مع الممثلين فلم يكن من آسيا ألا أن تؤجل البدء في العمل، حتى نصحها ذو الفقار بعد أن اشتد عليه المرض بالاستعانة بالمخرج يوسف شاهين، وكان هذا أول تعامل لها معه .
وقد رحلت آسيا داغر عن عالمنا في عام 1986 .