الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 991/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 991/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 991
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 30 - 06 - 1952


في مقال لعميد الأدب:

نشرت (الأهرام) الغراء في عددها الصادر في الخامس عشر من الشهر الجاري مقالا لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين باشا بعنوان (بين الأدب والصحافة) جاء فيه قوله (والغريب أنها - (ويعني الصحافة) - تقدم الكتب إلى القراء تقرظها حيناً وتنقدها حيناً آخر) وأقول: يقال في اللغة: نقد الدراهم وانتقدها: أخرج منها الزيوف، وماز بين الدرهم الزيف والدرهم الوازن غير المخلوط. وفي اللسان: النقد والتنقاد: تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها. أنشد سيبويه:

تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفي الدنانير (تنقاد) الصيارف

ونقد الكتاب: إظهار عيوبه ومحاسنه، ومن ثم فلاو لقول عميد الأدب (تقرظها حينا) لأن النقد - كما سبق والقول - يشمل المحاسن العيوب. قال الشاعر:

والموت (نقاد) على كفه ... جواهر يختار منها الجياد

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فأذكر أن المؤلفات العربية التي تعنى بالنقود قليلة ولا نعرف منها إلا أربعة: الأول للبلاذري في آخر مصنفه (فتوح البلدان) والثاني (رسالة في النقود الإسلامية) للعلامة المقريزي عني بنشره فارس الشدياق في مطبعته الجوائب. والثالث: هو الجزء العشرون من (الخطط التوفيقية الجديدة) لعلي باشا مبارك. والرابع: رسالة مخطوطة أشار إليها الأب أنستاس ماري الكرملي في كتاب (النقود العربية وعلم النميات) للإمام العلامة المحدث المؤرخ تقي الدين أحمد بن عبد القادر المقريزي الشافعي، وهو مطبوع في المطبعة العصرية بالقاهرة سنة 1939

والنميات: علم يستدل به على أنواع النقود والرصائع التي ضربت في أزمنة مختلفة وبلاد شتى، وفي أيام ملوك وقياصرة وأباطرة متنوعة، واحدها النمى. القاموس: 0النمى: صنجة الميزان. . . والفلوس أو الدراهم التي فيها رصاص أو نحاس. . والجمع نمامي). والرصائع - في اللسان - زر عروة المصحف. والرصيعة: عقدة في اللجام عند المعذر كأنها فلس، وقد رصعه. والرصيعة: الحلقة المستديرة، وسيف مرصع: أي محلى بالرصائع وهي حلق يحلى بها. الواحد رصيعه قال الفرزدق:

وجئن بأولاد النصارى إليكمو ... حبالى وفي أعناقهن (المراصع)

وبعد: فأذكر أن عميد الأدب كان دعا الأدباء والكتاب في مقالة (محنة الأدب) إلى أن يشقوا على أنفسهم في الغوص على فرائد اللغة وأسرار البلاغة، وها نحن نستمع إلى نداء الأديب العميد فنكتب كلمتنا ملبين الدعوة منبهين إلى ما يحسن التنبيه إليه وقد سبق قلم. والسلام

عدنان

نسبة البيتين:

في العدد رقم 989 من الرسالة الغراء 16 يونيو سنة 1952 كتب حضرة الأستاذ الفاضل عبد القادر رشيد الناصري يطلب مني أن أشير إلى المصدر الذي استقيت منه نسبة ما يأتي للحسين الخليع في كتابي نديم الخلفاء

بأبي من وددته فافترقنا ... وقضى الله بعد ذاك اجتماعا

فافترقنا حولا فلما التقينا ... كان تسليمه علي وداعا

فقد جاء في شرح العكبري لديوان أبي الطيب المتنبي وفي جميع دواوين المتنبي نسبتها للمتنبي وقالهما ارتجالا في صباه

وقد تفضل حضرة الأستاذ الكريم عبد القادر الناصري فهنأني وحياني مبديا إعجابه بكتابي وإني أشكر لحضرة الأخ الفاضل هذا التقدير وأحيي فيه ذلك الشعور النبيل نحو المؤلفين. لا أنكر أن البيتين نسبا للمتنبي في المصادر السابقة وهي في حقيقتها مصدر واحد هو ديوان المتنبي، أما المصدر الذي نسبهما للحسين بن الضحاك فهو زهر الآداب ج3ص163. وعلى الرغم مما راجعته من مصادر لم أجد ما يرجح نسبة البيتين لأحد منهما، وقد اعتمدت نسبتهما للخليع لأنه أولا أسبق، والغالب أن ينسب للاحق ما هو للسابق ثانيا، أنهما لرقتهما للخليع أقرب، وثالثا لأن شعر الحسين بن الضحاك ضاع أكثره ونسب إلى غيره من شعره كثير. ومشكلة تنازع الأبيات في الكتب الأدبية تحتاج إلى دراسة طولية وجهود ضخمة وعلى الأخص كل ما فيه (قال الشاعر، وقال آخر، وقال غيره ويقول القائل. . الخ) ومن أمثلة التنازع هذه الأبيات: لا وحبيك لا أصافح بالدمع مدمعا

من بكى شجوة استراح وإن كان موجعا

كبدي في هواك أسقم من أن تقطعا

لم تدع سورة الضنى في للسقم موضعا

نسبت في الأغاني ومعجم الأدباء وابن خلكان ومسالك الأبصار للحسين بن الضحاك، ونسبت في مصارع العشاق ص425 لأعرابي ونسبت في زهر الآداب ج1 ص250 إلى محمد بن يزيد الأموي

وكنت أحسب أن وجود البيت أو الأبيات في ديوان يقطع بصحة بنسبتها إلى صاحبه، ولكني وجدت مثلا هذا البيت

فلو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله

نسبت في الأغاني ج13 ص35 إلى عبد الله بن الزبير الأسدي وهو شاعر أموي، وفي شرح ديوان زهير بن أبي سلمى أن نسخته انفردت بنسبته إلى زهير وهو أقدم من سابقه، ونسب لبكر بن النطاح في شرح ديوان أبي الطيب للواحدي ص198 ودلائل الإعجاز ص387 والإبانة عن سرقات المتنبي ص46 والوافي بالوفيات المجلد الأول من الجزء الثالث وفوات الوفيات ترجمة بكر بن النطاح، ونسب في كتاب التحف والأنوار ص79لدعبل. . أما في شرح المضنون ص156 ومسالك الأبصار ج9 وديوان أبي تمام فقد نسب لأبي تمام قبل دعبل وولد بعده وهم جميعا عباسيون. وهناك من أمثلة كثير ولا يخفى ذلك على الأستاذ الفاضل عبد القادر الناصري. وأكرر شكري له وتحياتي وتقديري

عبد الستار أحمد

خطأ نحوي

نشرت جريدة (الراية) الموصلية الغراء قصيدة مزدوجة القوافي للسيد زكي الجادر في العدد (29) من سنتها الأولى منها هذان البيتان

إيه يا زهرة الحياة مضى الأ ... مس فكنا من بعده عشاق

جئتك اليوم في فؤادي حنين ... وبعيني لهفة واشتياق فقافية البيت الأول منصوبة لأنها خبر كان، وقافية البيت الثاني مرفوعة معطوفة على لهفة وهي مرفوعة. وهذا مثل من التجديد في الشعر العراقي الذي تدعو إليه الجريدة التي تشرف على تحريرها السيد شاذل طاقة أستاذ الأدب العربي في مدارس الموصل. . .

عبد القادر رشيد الناصري