الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 990/جوته

مجلة الرسالة/العدد 990/جوته

بتاريخ: 23 - 06 - 1952

2 - جوته

للأستاذ يوسف عبد المسيح ثروت

تابع ما نشر في العدد 986

غوته يعتزل الحياة السياسية

وأخيراً وصلوا إلى النتيجة المحتمة فقال: (كم أكون أحسن حالا وأهدأ بالاً إذا أنا نسيت المشاجرات السياسية ووجهت قواي للعلوم والآداب التي لأجلها ولدت. وكل من يجعل حياته للوظيفة - إلا إذا كان أميراً سيدا - فهو إما أن يكون سخيفاً أو مغتصباً أو مجنوناً). وبمرور الزمن أصابت غوته الهموم وهاجمته الغموم، فأصبح مريضاً مرة أخرى وأراد التخلص من هذا الوضع الذي تردد فيه فقرر الفرار ناجياً بأهابه. وكان سبب ذلك - على ما نعلم - حادث غرام سقط في شبكته وذلك بتعلقه بالآنسة (فون شتاين) تلك الفتاة الغامضة الخفية، التي لم تخص من الجمال ولا من العاطفة بشيء يذكر. وقد كان لهذه الحادثة تأثير بالغ في حياته مدى جيل. ولو لم يفر بجلده لتحطمت حياته آنذاك، وكانت إيطاليا في هذه المرة محط رحاله - تحت سماء بهيجة رائعة وفي وسط شعب جنوني، أما هذه المرحلة من حياته فقد جعلها للتأمل في الفنون العظيمة، وكانت بمثابة تجربة أغنى بمعانيها وألطف في مدلولها من حادثة غرام تظهر فيها الفروسية الكاذبة التي شاءت الصدف أن تفرض عليه فرضاً في (وايمر).

إن إدراك معنى هذه التجربة صعب جدا ليس علينا وحسب بل حتى على المؤرخين الأدباء ودارسي غوته، فهم لا يعرفون عنها شيئاً، وهم يعترفون بذلك صراحة. ومن العسير علينا أن نشعر بما كان يشعر به من عواطف هي عواطف السعادة والتحرر والانعتاق، والتي يعبر عنها بتعجب بأقواله (إنني ولدت ولادة ثانية، ولادة حقيقية في ألوم الذي وصلت فيه ورما) وأشعر (بشباب جديد، شباب ثان، إنسان جديد، حياة جديدة) و (أشعر بتغيير في نخاع عظامي). كل ذلك أظهره في رسائله التي بعث بها إلى (شارلوت فون شتاين) التي تركها بدون وداع

إن الشمول هو الغرض الأساسي الذي كان يسعى إليه جهد استطاعته؛ والكلمة التي كان لا تفارق شفاهه باستمرار في ذلك الوقت، فالتاريخ الطبيعي والفن والأخلاق. . . الخ أصبحت جميعاً منسجمة بنفسه؛ وقد علق على ذلك بقوله (إني أشعر أن شمسي تسطع سطوعا باهرا). أجل أن شمسه سطعت في تأملاته التي كان يخص بها الفنون القديمة، وكان ينظر إليها لا بمنظار رجل يدري شيئاً بعيدا عن نفسه، بل كان ذلك طبيعة نامية فيه، فقال عن نفسه (إن الطفل المريض والضعيف سابقاً يمكن أن يتنفس الحرية بطلاقة مرة أخرى)

ماذا عنت إيطاليا بعبقريته

ليس في مكنتنا سوى تخمين العوامل التي أثرت في شخصيته. . ومن هذه العوامل علاقته بميزات البحر الأبيض المتوسط، التي كان لدمه بها صلة وكان لهذا العامل (إللاألماني) فوائد تحريرية عليه، فهي التي وسعت غريزته العظمة فيه، وهذه الغريزة مستمدة من الغريزة التاريخية. وقد وضعت إيطاليا الصبغة النهائية على قسمات وجهه، فأصبح الألماني المهذب ذا وجه ألماني بالنسبة إلى وطنه، ووجه ثان هو أقرب إلى وجوه الموظفين الخجولين والمتظاهرين بالحشمة، وفي الوقت نفسه تغير فيه كل شيء فأصبح متزنا كاملا مكتفياً بذاته، منطويا في قرارة ذاته على نفسه وغدا اتصاله بالناس صعبا جدا، ولم يبق من صلاته المصداقية القديمة شيء يذكر، فشعر كل واحد من أصدقائه بالبرودة المتجمدة التي كانت تظهر عليه.

وقد علق أحد أصدقائه بعد أن قضى معه ليلة من الليالي بما يلي: (وشعرنا وكأننا نعيش في محيط بارد جدا وكانت السآمة تخيم علينا بثقلها، وأضحت شهامته ملاطفة وحشمته ظاهرية. أما (شلر) الذي لم يكن يلحظه غوته في غضون إقامته في أول شتاء قضاه في (وايمر) فقد حدثنا عنه بقوله (كانت له موهبة تأسر الناس وتسحرهم سواء أمان ذلك في الأمور البسيطة أم الكبيرة، على أنه كان يحتفظ بنفسه فوقهم، وكان الناس يشعرون بوجوده بسرور بالغ، ولكن وجوده كان كوجود الآله لا يعطي من نفسه)

ولكن عملا منافيا أجترحه بعث الناس ذوو الأخلاق العالية والسلوك الحسن على الغضب عليه، وتتلخص هذه الفعلة بإيوائه فتاة إلى سريره، وكانت هذه الفتاة جميلة وجاهلة جدا، وكانت بائعة ورد واسمها (كريستيانا فولبيوس)، وكانت هذه العلاقة علاقة دعارة استفزازية صارخة، ومع ذلك فقد جعلها بعد عدة سنين علاقة شرعية، ولكن المجتمع لم يغفر له ولا لها، ولدت كريستيانا له عدة أطفال، ولم يبق منهم في قيد الحياة إلا أوغست الذي وصل إلى منتصف العمر وأصبح ثقلا مرهقا على والديه بسلوكه المتوحش وأخلاقه الفظه وعاداته الذميمة وعربدته الشائنة.

كان غوته يشبه في شبابه (أبولو) أو هرمز (اللهم إلا قصر ساقيه) يشبههما في رشاقته، ولكنه اكتسب سمنة عندما بلغ من الكبر عتيا، وكان ذلك في إيطاليا وفي بداية القرن الذي لازمه طويلا فأصبح وجهه بدينا كئيبا وخدوده متهدلة فتحول أبولو حتى غدا (جوبتر) بالذات، راس رائع وحاجبان بديعان بارزان يعلوهما شعر غزير ملفوف معتنى به، وعينان سوداوان يشعان بالروح مظللتان بظلال التعب والكلل، كما أن لباسه كان يميل بمظهره، إلى المحافظة، أما خشونته التي طالما كان يفخر بالتظاهر والتباهي بها في شبابه فقد اتخذت شكلا واقعيا في سيماء الرجل العجوز، وهكذا اجتمعت فيه خشونة شكلية وتظاهر رسمي وخيلاء خادعة، فحولت كلامه إلى حديث رجل متعلم عادي.

غوته يصبح أسطورة العظمة

تمتاز الفترة بين السبعين والثمانين من عمر غوته بأنها فترة العظمة الأسطورية، وبأنه أصبح الممثل الحقيقي للثقافة الغربية في أوسع معانيها، فشرع الناس يحجون إليه من جميع أنحاء العالم، وكان غوته يكره النظر خلال النظارات، ولذلك لم يكن يحظى لابسو النظارات بحفاوته! أما الزائرون الذين زاروا أماكن غريبة أو شاهدوا مناظر بديعة فقد كانوا محط حظوته والتفاته، وكانت أوامره إليهم تتخلص بـ (قف! دعنا نقتل هذا الموضوع بحثا). كانت فيه رغبة ملحة لمعرفة كل شيء، وإرادة للتصرف على جميع الحقائق التي يمتلكها الآخرون، وإذا ما أظهر أحد الزوار شيئا طريفا أو قدم معلومات ممتعة دعاه للعشاء معه، فيقدم له ما يشاء من المأكولات والمشروبات على طريقة الملوك، وربما سمح له بمشاهدة المجموعات النادرة من الزخارف النحاسية والأوسمة والآثار القديمة التي كان يحتفظ بها في قصره الفخم الذي أهداه إياه الدوق العظيم (قصر فراد بلات)؛ أن الاحترام الهائل الذي حظي به الرجل كان راجعا بالدرجة الأولى إلى جلال كتاباته المبدعة، وما من شك في أن أسلوب حياته وما كان يهواه من العلوم والهوايات أضفت ستارا شفافا ساحرا على شهرته كحكيم، ونسجت برودة من العظمة حول شخصه، بحيث أن كل ذلك كان يبدو جليا في الرسائل التي كانت تعنون إليه، فكان مراسلوه الفرنسيون يلقبونه بـ (السيد العظيم) وهو لقب الأمير، كما أن إنكليزيا كتب إليه بعنوان (إلى صاحب السمو العاطر الأمير غوته في (وايمر). وقد علق الرجل الشهم (غوته) على ذلك بقوله (لعل الناس عندما يخاطبونني بهذه اللهجة يقصدون الإمارة الشعرية)

ولما مضى الشاعر العظيم لحال سبيله كان الرجل الألماني العادي والذي لم يقرأ شيئا من كتبه يخاطب صاحبه بقوله (هل سمعت أن غوته العظيم مات؟) وكثيرا ما أوصلته الأمراض الشديدة إلى حافة القبر، ومن ذلك أنه في السنة الثانية والخمسين من عمره هوجم بمرض الحمرة البشرية ونوبة سعال شديدة، وبعد مرور أربع سنوات انقض عليه مرض النومينيا مع نوبات حادة، كما أن داء المفاصل ومرض الكلى هاجماه فاضطر إلى الرحيل إلى بوهيميا. وما أن أقبلت سنة 1823 - وقد بلغ سنة الرابعة والستين - حتى نجده واهن القوى روحيا وجسديا. كان ذلك بمثابة رجعة لوداع الحب في (ماري باد) وعلى الرغم من أن المرض الذي أعقب ذلك كان صعبا وصفه، ولكنه كان قتالا في تأثيره.

والخلاصة أن علاقته بالحياة أخذت تدريجيا تتعرض للخطر، ولشد ما كانت هذه العلاقة موضعا لإيثاره وحبه وغرامة، فحاول جهد ما استطاع أن يتظاهر بالخشونة كي يلعب دوره الذي قدر له، دور ابن الأرض القوي، دور ابن شجرة النبق، وكثيرا ما كان يباهي بذلك. أما أسلوب حياته فكان صحيا، ولكنه كان أكولا متحمسا، وكان يعير شهيته الشيء الكثير من التفاته مع كراهية للكعك والحلويات.

إن غوته يمكن أن يعتبر - بمقاييسنا الخاصة - مدمنا للخمر، لأنه كان يشرب قنينة كاملة من الشراب في العشاء علاوة على عدة أقداح من الشراب الحلو في وقت الغداء، وكانت عادته ذم الأشخاص الذين يفقدون حيويتهم بسرعة، وقد أشار على ذلك في حديث طويل مع أحد أصدقائه - وقد بلغ آنئذ الحادية والثمانين - في معرض كلامه عن وفاة سومرنغ) العالم الألماني الشهير في التشريح فقال: (وسمعت بأن سومرنغ توفي في الخامسة والسبعين من عمره التعس وحسب. أن الناس جبناء فهم لا يملكون القوة الكافية للاحتفاظ بعمر أطول من ذلك، وعليه فليس لي إلا أن أمدح صديقي (بنتام) الاقتصادي الإنكليزي، ذلك الراديكالي المجنون لأنه أكبر مني بأسابيع قليلة) وأضاف مشاركه في الحديث بقوله (يا صاحب الفخامة لو كنت ولدت في إنكلترة مثله لأصبحت راديكاليا مشابها له ولانتقدت معايب الحكومة كما فعل هو) فما كان من غوته، وكانت سحنته تشبه سحنة (ميفتوفيلبس) إلا أن يجيب (وماذا كنت تظن؟ لو إنني ولدت في إنكلترة لأصبحت دوقاً أو مطرانا دخله ثلاثون ألف جنيه استرليني) أن هذا هو التفاخر بعينه، والتبجح السافر، والشعور الراسخ بالتفوق، أنه كان يعتقد بصورة أسطورية بأنه لا يمكن له إلا أن يولد تحت احسن الظروف، وأن الانتقادات لا تصدر إلا من أناس ليسوا حائزين على امتيازات ومواهب خاصة.

جوته في أوج قوته

كان غوته معجبا بشعار خاص هو (الجزاء الكامن) في هذا التعبير الذي لم يكن يقف (يصمد) أمام المنطق، ولكنه كان بدهياً على شفتيه، ماذا يعني هذا التعبير؟ أن الجزاء ليس كامنا، أنه يحقق ويحصل عليه، وكل شيء كامن ليس فيه للإنسان فضل (اللهم إلا إذا فصلنا الكلمة من مضمونها الأخلاقي) وهذا ما يقصده هو بالذات. أن هذا التعبير تجن واضح على الأخلاق ولكل نضال واجتهاد. وقد اعتاد غوته أن يقول مفسراً بذلك نظريته (يجب أن يكون الإنسان كي ينتج شيئا) أو بكلمة أخرى أن ما كان يعنيه لا يخرج عن كون الفضل والكرم في الوجود حاصلا بصفته وجوداً لا بصفته عملا، وقد عبر عن عقيدته هذه بصورة متنوعة، ولكن الجملة التالية هي احسن ما أراد أن يقوله (كثيراً ما سمعت الناس يقولون: آه لو أن لتفكير لم يكن صعباً لهذه الدرجة، ولكن الشيء المزري، أن أية كمية من التفكير لا تساعد الإنسان على التفكير، بل يجب أن يكون تفكير الإنسان صحيحا بالطبيعة كي تقف جميع أفكارك الجيدة أمامك، كما يقف أبناء الله الأحرار فينا دونك بقولهم: نحن ها هنا). الطبيعة! لم يكن غوته - في قلبه - ابن أبيه مطلقا، ولو أنه لحد ما يعيد بعض الميزات الأبوية، ولكنه في الحقيقة ابن أمه، أبن (فراد أجا) - بنت اللندهمري - تلك الفتاة ذات المزاح الشفاف، وأكثر من ذلك كان في الحقيقة ابن الأم الكبيرة، ابن الطبيعة نفسها. أما فكرته عنها فكانت الكمال بعينه وضرورة الوجود الذي كان متعلقا به أشد التعلق، ومفهومه له كان لا يتعدى عالما حرا من الأسباب والتصاميم المتداخلة في عالم يعيش فيه الشر جنبا إلى جنب مع الخير، وقد بين ذلك بصورة جليلة بقوله (نحن نناضل في سبيل جعل الفن كاملا بذاته. أما هم (يعني الأخلاقيين) فيفكرون في التأثير الخارجي، هذا التفكير الذي لا يهم الفنان الحقيقي كما لا يهم الطبيعة نفسها، فهي عندما تبدع أسدا أو طيرا لا يهمها أن تلاحظ شيئا من ذلك). فموهبته المبدعة كانت هبة من الطبيعة التي تحتضن الشر والخير سواء بسواء. فكما أن تأليهه للطبيعة كان المنبع الرئيسي لطيبته، كذلك كان في نفس الوقت منبعا للا مبالاته وقلة حماسته وسخريته من الأفكار وكراهيته للتجديد، الذي كان يعتقد بأنه محطم لحياة نفسها. وهذه هي الأشياء الوحيدة التي كان ينتقد عليها. وعليه فليس غريبا أن ترى مقته للثورة الفرنسية مع أنه بشر بمبادئها ومهد لها بكتاباته، أما مؤلفه (الآم فرتر)، الذي أنتجه في عنفوان شبابه، والذي كانت فيه العاطفية واضحة بارزة، فقد هز أسس النظام الاجتماعي القديم هزا عنيفا. أن موقفه هذا تجاه الثورة الفرنسية يعيد إلى الذاكرة موقف أرازموس تجاه (الإصلاح الديني)، أرازموس ذلك الهولندي العظيم الذي عمل جهده للتمهيد للإصلاح، ولكنه تنكر له بتقزز وامتعاض. وقد جمع عوته نفسه هذين الحادثين (المقلقين) ببيته المشهور لا في هذه الأيام، أيام الاضطرابات، رفضت الفالسية الثقافة الهادئه، كما فعلت اللوثرية ذلك في عهدها). وهو كذلك، وكذلك فعل عندما رفض القبعة الكاردينالية التي قدمها البابا إلى (الإنساني العظيم) وقد اعتذر عن ذلك بأعذار رقيقة، فهو لم يرد أن يجعل من نفسه حليفا للنظام القديم الذي انهارت معظم قيمه، ولا نصيرا للنظام الجديد الذي اعتبره غير مهذب، ومع كل ذلك فسياسة غوته المحافظة كانت مزعزعة لا يركن إليها ولا يعتد بها. ولما أصدر (فريهر كاكدن) سنة 1794 بيانه المعروف الداعي إلى توحيد المثقفين الألمان كي يضعوا أقلامهم في خدمة (الصالح) - أي قضية المحافظين - ولكي نكون أكثر دقة، إنشاء اتحاد ألماني لتخليص البلاد من الفوضى، وقف غوته صديق كارل أوغست المخلص وشكر البارون لثقته به، ولكنه أعتذر بقوله (إنه من المتعذر ربط الأمراء والكتاب في قضية واحدة)، فانسحابه هذا، ومحاولته الابتعاد عن كلا الجانبين، ينطبقان تماما على إبرازموس أيضا، ولكن غوته كان إبرازموس ولوثر متقمصين شخصا واحدا؛ كان اتحاد لطيفا وشيطانيا في نفس الوقت، وكان وجوده يمتاز بكونه مثالا وقدوة لغيره. كان مثالا يحتذيه الألمان، وقد تمكن بنفسه من تحقيق المثالية الألمانية لا بل مثالية الإنسان، مع ذلك فقد وقف كثير من معاصريه وقد بلغ بهم الأذى والمرارة حدا جعلهم يكرهونه، وقد عبر عن ذلك بورن بقوله (إن قوته كانت قوة تخريبية بدلا من أن تكون قوة إنشائية، وقد كانت عائقا للتقدم وخصوصا جموده السياسي، وطبيعته الكارهة للفكرة الديمقراطية الوطنية التي كانت تمثل العصر، فكان يعارض حرية الصحافة وحرية التقدم والديمقراطية والقانون، وكان يعتقد بأن كل شيء معقول في ظل الأقلية). وكان يؤيد الوزير الذي كان يطبق خططه ضد رغبات الشعب، وكان يشعر شعورا عميقا بالغرور الإنساني، وقد اعترف يوما، بأن مجرد النظر إلى وجهه يكفي للتخلص من الكآبة، ولكنه لم يكن يؤمن إلا إيمانا ضئيلا بالإنسانية ومستقبلها الحسن، فلا يمكن تعليم الناس العقل والعدالة، ولا يمكن إنهاء الحروب وإراقة الدماء والتذبذب في الشؤون العامة

للكلام بقية

بعقوبة

يوسف عبد المسيح ثروت