مجلة الرسالة/العدد 949/البريد الأدبي
→ رسالة النقد | مجلة الرسالة - العدد 949 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 10 - 09 - 1951 |
1 - استعمال خاطئ:
نشرت جريدة المثال الموصلية الغراء في عددها (16) من السنة الأولى قصيدة للشاعر بشير حسن القطان بعنوان (أطياف) جاء فيها البيت التالي:
و (غنوة) العذراء في ... حضر الصباح الباكر
وأراد الأديب القطان (غنوة) بمعنى أغنية وهو خطأ شائع لأن (غنوة) من الغنى بمعنى الاكتفاء والسيار كما في جميع المعاجم العربية ولم يرد بمغنى الغناء أي النشيد ولو قال (ونغمة العذراء) لاستقام الوزن، وقد وقع في هذا الخطأ نفسه صديقنا الأستاذ الشاعر كمال نشأت صاحب ديوان (رياح وشموع) إذ أورد هذه اللفظة نفسها في قوله من قصيدته (رياح وشموع) إذ أورد هذه اللفظة نفسها في قوله من قصيدته (نسمة الفجر) ص26 من الديوان
يا زفرة الفجر الوليد ... وغنوة الروض النضير
دوري ودوري غنوة ... جمعت ترانيم الدهور
2 - من عيوب القافية:
وجاء في العدد نفسه من الجريدة الموصلية (المثال) أبيات للأستاذ عبد المجيد لطفي رفعها لصاحب الجريدة الصديق الأستاذ عبد الباسط يونس منها:
أخي (باسط) لا عيد ... لمن يشعر بالنكبة
ومن يعصره الهم ... ومن تخنقه العبرة
والأبيات من قافية واحدة وفي البيت الثاني عيب فظيع من عيوب القافية يسمى (الإجازة) وهو الجمع بين رويين مختلفين في المخرج لأن الروى في أبيات لطفي الباء لا الهاء.
3 - في كتاب (هارون الرشيد):
جاء في الصحيفة (43) من كتاب الدكتور أحمد أمين بك (هارون الرشيد) الذي أصدرته دار الهلال ما يلي:
(ويصف لنا بشار الأعمى كأسا عليها صورة كسرى بقلنسوته، ورسم حد للخمر الصرف ورسم حد آخر للماء الممزوج به) ويقصد بالوصف الأبيات التالية:
قرارتها كسرى وفي جنباتها ... مهى تدريها بالقسى الفوارس
فللخمر ما زرت عليه جيوبها ... وللماء ما دارت عليها القلانس
والشعر هذا لأبي نواس وليس لبشار. وأبياته هذه من الشهرة بحيث يتغنى بها تلامذة المدارس
4 - وذكر الدكتور أحمد أمين بك ص59 أبياتا إلى أبي نواس
مطلعها.
إنني أبصرت شخصا ... قد بدا منه صدود
جاء فيها البيت التالي
عندها صاح حبيبي ... يا معلم، لا أعود
والبيت على الصورة التي رواها الدكتور أحمد أمين بك غير صحيح، لأن وزنه لا يستقيم إلا بسكون ميم معلم وسكون يا معلم لا يجوز لأن الاسم منادى معرفة وحركته الرفع، أما إذا رفعها فالوزن لا يستقيم.
5 - وروى الدكتور أحمد أمين في الكتاب نفسه ص84 أبياتا
إلى أبان اللاحقي قالها على لسان الخليفة هارون الرشيد عند
وفاة جاريته (هيلانه) مطلعها
بت ضجيع الحزن ما أغفى ... لحادث جل عن الوصف
ثم هذا البيت
أنت أهل الترب من فوقها ... مواريا تحت الثرى أنفي
وقد حاولت أن أفهم معناه فلم أستطع، ورجعت إلى بعض المصادر التي تحوي شعر أبان اللاحقي فلم أعثر على هذه الأبيات
بغداد
عبد القادر رشيد الناصري 6 - مقالاتي عن الشعر العراقي
تفضل الأستاذ عفيفي الحسيني فكتب في العدد 941 من الرسالة الزاهرة يذكرني بالوعد الذي وعدت به القراء الكرام حول كتابة سلسلة مقالات احلل بها أعلام الشعر العراقي المعاصر، وأحب أن أقول للأستاذ إنني لم أنس وعدي، ولكنني كتبت إلى بعض من أعتقد انهم من الشعراء الذي يستحقون التحدث عن نتاجهم الشعري ليكون بحثي تاما، وإنشاء الله وسأوافي الرسالة في الأسابيع القادمة بأول فصل من هذه الدراسة التي ستكون في المستقبل كتابا يصور الشعر الحديث في العراق أجمل تصوير. كما أرجو أن أكون عند ظن الأستاذ الحسيني الكريم وإخوانه الذين كتبوا لي طالبين منى إبقاء هذا الوعد. وأن تكون هذه الكلمة فاتحة لذلك العمل الأدبي الذي أتشرف أن أقوم به خدمة لبلدي الذي حرمني حتى نعمة العلم والدرس.
بغداد - أمانة العاصمة
عبد القادر رشيد الناصري
الجريدة لا السياسية:
في أول أغسطس سنة 1951 نشر صاحب العزة محمد عمران عبد الكريم بك في المصري (حينما أنشأ جماعة من الأعيان جريدة السياسة لتدافع عنهم وعن مبادئهم في ذلك الوقت 1906) ومحمد مختار يونس يقول تصحيحا لهذا إن الذي أنشئ هو (الجريدة) لا السياسة، الأمة بزعامة محمد سليمان باشا وبرياسة تحرير أستاذ الجليل أحمد لطفي السيد باشا.
محمد مختار يونس
1 - حبيبتي السمراء
جاء في قصيدة (حبيبتي السمراء) للفيتوري:
حبيبتي سمراء. . . مثل الكروم، ناعمة كالضياء، خمرية كالماء.
ولا أرى سمرة للكرم إلا الخضرة الداكنة للأوراق. . ولا أحس نعومة للضياء لأنه مما لا يلمس. ولا أرى كذلك للماء لونا يشبه الخمر أو يقاربه اللهم إلا في زيادة النيل حين يحمل معه فتات الصخور. . وما أظن ذلك إلا جموح خيال من الأستاذ الشاعر. . أما كلمة (سوسان) فلا أعرف إلا السوسن فقط. فلعل القافية هي التي جاءت بهذه الألف. . ولعلها لغة فيها. . والشاعر هو الذي يستطيع أن يفيدنا بذلك - والقاموس لم يذكر سوى سوسن وسوسنة
2 - غموض:
وفي غموض أرنو إلى الفجر الجميل كساحر ... حملت يداه ريشة عذراء
والساحر لا يحمل الريشة، وإنما هو الرسام. ولكن الوزن لا يستقيم به
والشمس. . (شعت ماسة زرقاء. .) ولا تراها حتى العين الرمداء. . زرقاء اللون. . ولو كانت كذلك لما نسخت الظل وطوت الظلام. وكلمة (تدفق) وهي (تدفقت). . وكلمة (ازرق أمواها) بعد (وإلى المياه) لا تستقر ولا تتسق مع ما بعدها.
وهي (وشف نقاء). . وللشاعر تحياتي وتقديري.
كيلاني حسن سند
المجد (المخطوف)
خطف المجد في هذا الزمان، الذي ابتدع الحرب الخاطفة، والقنبلة الذرية!
ولقد غدا يتبع (الركاب)؛ فتبعه الإمعات والأذناب!
ألست تترضى البليغ في جهله حد النبوغ وقد لوح بما نال من تمجيد في دنيا العبيد!
ألست تتكلف التصفيق له حين تتسمع إلى فهاهته وعيه، وبالود منك أن تصفع قفا غروره ليستقيم خده المصعر في وجه الصفيق؟
ألست تعجب من وثباته في المجتمع المخدوع وهو مباه بما ناله من مجد خطفه خطفة القردة والمشعوذين؟
هذا هو الشأن فيما صارت إليه الأمور؛ فإياك والاعتماد على نبوغك، وسعة أفقك، وعزة نفسك، وتحصن كرامتك! إن الجري وراء الركاب، والتمسح بالأذيال، وإراقة ماء الوجه، وبيع الكرامة في سوق النفاق، هي الأسباب القويمة في انتزاع المجد (المخطوف)!
أما تقويم القدر يحسن التقدير، وإنزال الاعتزاز منزلة التوقير، وإتباع الترفع رفعة النظرة؛ فأوهم تلعب بعقول التائهين في عالم المثالية! رحم الله من يؤثر العيش في غمرة عن أن يكون مجدا باغتماز شعوره!. ليهنأ متورم الأنف؛ فهو ماجد لكن أنفه غير أشم!
وليسعد العبيد بهوان النفس في بعد الصيت الخفيض!
إن حياتنا تأفك الحق، وترد الإنصاف، وتخزي كل ذي عفة وحياء!
غدا المهرج مبتدعا، والراقص في الندى ألمعيا، والأفاق الوصولي أريحيا! حياة مضطربة يضطرب فيها شعور الإنسانية، حتى انقلبت إلى ما نرى من الألاعيب والأعاجيب.
أما أصحاب المجد (المخطوف) فليس يستديم ما خطفوه إلا إذا استدامت خطفة العين أمام الأمجاد الأصيلة!
بور سعيد
أحمد عبد اللطيف بدر