الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 945/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 945/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 945
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 13 - 08 - 1951

1 - الشعر لأبي تمام:

جاء في الصفحة الثالثة من ديوان البحتري المطبوع في مصر سنة1911 م بتصحيح عبد الرحمن البرقوقي أن البيتين التاليين

يخفي الزجاجة لونها فكأنها ... في الكف قائمة بغير إناء

ولها نسيم كالرياض تنفست ... في أوجه الأرواح والأنداء

إنهما للبحتري من قصيدته التي يمدح بها أبا سعيد محمد بن يوسف التي مطلعها

زعم الغراب منبئ الأنباء ... أن الأحبة آذنوا بتناء

والذي أجزم على صحته أن البيتين الأنفي الذكر لأبي تمام وهما من قصيدته الخمرية ذات المطلع الرائع

قدك اتئب أربيت في الغلواء ... كم تعذلون وانتمو سمرائي

التي يتخلص منها إلى مدح يحيى بن ثابت كما هو المعروف في كتب الأدب وفي جميع طبعات ديوانه، وأنها أقرب إلى نفس أبي تمام من البحتري

2 - خطأ شائع:

أصدرت سلسلة اقرأ كتابها الأخير وهو ملامح من المجتمع العربي للأستاذ الشاعر محمد الغني حسن، وهو كتاب جدير بالإعجاب والاقتناء لما حوى من طرائف وأخبار لا يتاح جميعها إلا لبحاثة مطلع، إلا أنني وجدت الأستاذ المؤلف استعمل كلمة (الشحاذة) بمعنى (الاستجداء) في اكثر من موضع كما جاء في الصفحة (12) (ما عرف مجتمعنا على مختلف العصور صورة الشحاذة وحرف الاستجداء والسؤال) و (كان للشحاذين منذ القرن الأول الإسلامي وسائلهم في اجتلاب شفقة المحسنين). . وهكذا في أكثر من موضع عند صدد الكلام عن (المجتمع العربي وطبقاته وأغنياء وفقراء) من ص12 إلى 17 - والي أعلمه أن هذه اللفظة غير عربية ولا تعطي هذا المعنى الذي يرديه الكاتب البارع، ولو استعمل بدلا عنها لفظة، استجدى أو سأل، أو استعطى أو غيرها لكان أبلغ في مقاله، فقد جاء في لسان العرب ص27 الجزء الخامس مادة (شحذ) ما يلي: الشحذ: التحديد، وشحذ السكين والسيف ونحوهما يشحذ شحذا أحده بالمسن وغيره مما يخرج حده فهو شحيذ ومشحوذ كقولهم: (يشحذ لحيته بناب أعصل) والمشحذ المسن. وفي الحديث. (هلمي واشحذيها) ورجل شحوذ حديد نزق، وشحذ الجوع معدته: ضرمها وقواها على الطعام وأحدها، وشحذه بعينه أحدهما إليه ورماه بها. وكذلك ذرقته وحدجته وشحذته أي سقته سوقا. قال أبو نخيلة:

قلت لإبليس وهامان خذا ... سوقا بني الجعراء سوقا مشحذا

واكنفاهم من كذا ومن كذا ... تكنف الريح الجهام الرذذا

ومر يشحذهم أي يطردهم وفلان مشحوذ عليه أي مغضوب عليه، ورجل شحذان سواق قال الأخطل:

خيال لأروى والرباب ومن يكن ... له عند أروى والرباب تبول

يبث وهو مشحوذ عليه ولا يرى ... إلى بيضتي وكر الأنوف سبيل

أي مغضوب عليه، وقال ابن شميل لامشحاذ الأرض المستوية فيها حصى. وقال غيره الأكمة القزواء التي ليست بضرسة الحجارة. وقال أبو زيد شحت السماء تشحذ شحذا، وحليت حليا وهي فوق البغشة)

3 - زحاف:

في قصيدة الأستاذ عبد الرحيم عثمان صاروا (أول موعد) المنشورة في العدد (940) من الرسالة الزاهرة بيت زاحف

واها لأزهاري التي ... قطفتهن لتفرحي

والقصيدة ذات القوافي العديدة وهي من مجزوء الكامل إلا البيت المذكور لا يستقيم وزن عجزه (قطفتهن لتفرحي) إلا بزيادة حرف كالواو أو الفاء.

4 - الشعر لعباس بن مرداس:

نسب الأستاذ الجليل محمد عطية الإبراشي في الصفحة 117من كتابه (القيم الشخصية) الطبعة الخامسة الأبيات التالية إلى كثرة عزة في صدد الكلام عن (التواضع وعدم التصنع)

ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وفي أثوابه أسد هصور

بغاث الطير أطوالها رقابا ... ولم تطل البزاة ولا الصقور الخ والصواب أنها لعباس بن مرداس

5 - استعمال خاطئ وشعر غير مستقيم:

(في العدد 991) من جريدة الهاتف البغدادية قصيدة لأديب مصطفى جمال الدين بعنوان (في ضفاف الفرات) جاء منها

وسقى الجداول من نمير شرابه ... كأسا - يطوف بها الحباب - شمولا

ولا تأتي الشمول صفة للكأس، لأن الشمول اسم من أسماء الخمر. . ولا يقال كأس بل كأس دهاق وروية وغيرها من الصفات وفي العدد نفسه قصيدة أخرى للأديب بشير حسن القطان بعنوان (أوهام) منها الأبيات وهي موشحة مختلفة الأوزان

وعلى الحفيف، وعويل إعصار الخريف

ولا يستقيم وزن هذا البيت إلا برفع واو العطف على هذه الصورة

وعلى الحفيف، عويل إعصار الخريف

وهذا البيت:

فأجابني صوت بعيد ... أن المطامع لن تعود

ولا يستقيم وزنه إلا بتسكين كلمة (بعيد) وتسكين تعود بعد لن خطأ نحوي فظيع. ولست ادري كيف غربت هذه الأخطاء عن بال الأستاذ جعفر الخليلي صاحب الهاتف الأغر؟!

6 - الشعر لأبي نواس:

في الصفحة 99 إلى 103 من كتاب سحر البلاغة للمرحوم السيد محمد توفيق البكري الذي جمعه السيد عثمان شاكر من كتبه، صهاريج اللؤلؤ وفحول البلاغة، وأراجيز العرب. . أن جميع المختارات في تلك الصفحات هي من شعر ابن هانئ الأندلسي وأكرها خمرية والصواب أنها للحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس، وخصوصاً وجميع هذه المختارات في الخمر كقصائده المنورة في هذا الكتاب

أيها اللائمان باللوم لوما ... لا أذوق المدام إلا شميما

أو قوله:

كأن بقايا ما عفا من حبابها ... تفاريق شيب في سواد عذار الخ. ولا إخال هذه النسبة إلى ابن هانئ الأندلسي إلا من تصرف الجامع لا المرحوم البكري نفسه

عبد القادر رشيد الناصري

بغداد - أمانة العاصمة

شوقية أخرى لم تنشر:

قرأت في العدد 939 من الرسالة مقالا تحت هذا العنوان للأستاذ عبد القادر رشيد النصاري. . جاء فيه، في قصيدة شوقي رحمه الله:

العبقرية غير مالكة ... إذا مشى غيره لصا وجنانا

وقد علق على كلمة (غير) بقوله: أظنها محرفة

وعندي أن كلمتي: غير مالكه، محرفتان معا. عن: عين مالكه. أي ذات رسالة إلهية. . أو غير مألكه. . أي خير رسالة إلهية. . . أي في هذا الفن. . وذلك لأن المألكة: الرسالة. وأراد بها هنا الرسالة الإلهية. . ويؤيد فهم معنى الشطر الأخير. . فالمعنى أنه مطبوع على الفن لم يقلده غيره، ولم يسط على فن سواه. . ولذلك قال مؤيد هذا المعنى:

لا تسأل الله فنا كل آونة ... واسأله في فترات الدهر فنانا

محمد أحمد رضوان

للقاهرة

كلما:

. . (كلما كان جمهور الفنان عددا كلما كان لرسالته في الحياة قيمة). . هذه العبارة وردت في مقال (أدبنا القومي) للأستاذ حسين عزمي بالعدد (942) ولا أرى فيها محلا لتكرير كلما، وإليك ما كتبه العلامة ابن هشام في (مغنى اللبيب) متصلا بهذه الملاحظة:

(كل في نحو. . كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا. . منصوبة على الظرفية باتفاق، وناصبها الفعل الذي هو جواب في المعنى مثل (قالوا) في الآية، وجاءتها الظرفية من جهة (ما) فإنها محتملة لوجهين، أحدهما أن تكون حرفا مصدريا والجملة بعده صلة له فلا محل لها، والأصل كل (رزق). . والثاني أن تكون اسما نكرة بمعنى وقت. . ثم أورد قوله تعالى: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها)، (كلما أضاء لهم مشوا فيه)، (وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه)، (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم). . وعلى ضوء هذا كله يتعين أن يكون الصواب في عبارة الأستاذ الكبير: (كلما كان جمهور الفنان عديدا كان لرسالته في الحياة قيمة) بحذف (كلما) الثانية، وتحياتي إليه

محمد محمد الابشبهي