مجلة الرسالة/العدد 857/البريد الأدبي
→ الأدب والفن في أسبوع | مجلة الرسالة - العدد 857 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 05 - 12 - 1949 |
يسطون على أدب الزيات ثم لا يخجلون!
بالأمس سطا الساطون على أدب الزيات في لبنان، واليوم يسطون على هذا الأدب مرة أخرى في العراق. ولمن اللص العراقي الفاضل لم يكن في سطوة من اللصوص الشرفاء. ولو كان منهم لتناول قلمه وراجع ضميره وكتب كلمة يرد بها على ذلك المقال الذي زف إليه مجداً أدبياً هو بريء منه، لأنه مجد أدبي زائف، ترفع عن زيفه الغطاء! أما ذلك المقال فقد نشرته جريدة (النهضة) العراقية بعددها الصادر في 16 تشرين الثاني سنة 1949 بقلم أديب حرم نعمة الإطلاع فأندفع قلمه بغير زمام. . . هذا الأديب هو السيد خالد ياسين الهاشمي الذي راح يؤكد لقراء (النهضة) أن هناك مقالاً نشر في غضون عام 1948لأديب عراقي اسمه عبد الخالق عبد الرحمن تحت عنوان (يوم الهجرة) فيلا جريدة (النداء) العراقية وأن هناك فقرات قد نقلت بنصها وفصها من هذا المقال إلى مقال آخر كتيه الأستاذ الزيات في العدد (752) من (الرسالة) تحت عنوان (من وحي الهجرة) وهو العدد الصادر في 31 أكتوبر سنة 1949. . . أما هذه الفقرات فهي (كان يوم الهجرة تشريعاً من الله في حياة الرسول للفرد المستضعف إذا بغي على حقه الباطل، وطغى على دينه الكفر، ليعرف كيف يصبر ويصابر، وكيف يجاهد ويهاجر، حتى يبلغ بحقه ودينه دار الأمان فيقوى ويعز) و. . . (حمل محمد رسالة الله وهو فقير ضعيف، وحمل أبو جهل رسالة الشيطان وهو غني مسلط فحول مكة المشركة جبلاً من السمير سد على الرسول طريق الدعوة فكان يخطو على أرض تمور بالفتون وتفور بالعذاب وتفجرت عليه من كل مكان سفاهة أبي لهب بالأذى والهون والمعاباة والمعارضة، وكل قرشي كان يومئذ أبا جهل وأبا لهب إلا من حفظه الله. وأفتن كفار مكة مشركو الطائف في أذى الرسول فعذبوه في نفسه وفي أهله وفي صحبه ليحملوه على ترك هذا الأمر فما استكان ولا لأن ولا تردد، وحينئذ تدخل الشيطان بنفسه في دار الندوة فقرر القتل، وتدخل الله بروحه في (غار الثور) فقدر النجاة). بعد هذا قال حضرة المطلع الكبير السيد خالد الهاشمي: أن هذه الفقرات وردت في مقال عبد الخالق عبد الرحمن في العام الماضي، ثم وردت بنصها وفصلها في مقال الأستاذ الكبير الزيات في هذا العام. . . ثم عقب على هذا الاكتشاف الخطير بقوله: (ولو كان حديث الأستاذ الكبير الزيات قديم عهد بالنشر لجاز لنا اتهام الأستاذ عبد الخالق عبد الرحمن بالسطو والسرقة، ولكن هل سطا الأستاذ الكبير على مقال عبد الخالق، أم أن ذلك من توارد الخواطر)؟
ونحن نقول لحضرة المطلع الكبير إن حديث الأستاذ الزيات قديم عهد بالنشر، فقد ظهر في (الرسالة) منذ أعوام. . . ولو كان حضرته من الذين يقرئون لعلم أنه قد كتب في عدد الرسالة الممتاز الصادر في 3 مارس سنة 1941 تحت عنوان (يومان من أيام الرسول)، وقد اقتبس الأستاذ الزيات هذه الفقرات من مقاله القديم ثم ألحقها بمقاله الجديد. أما المقال القديم فيستطيع من لا يملك العدد الذي ظهر فيه أن يطلع عليه في المجلد الثاني من كتاب (وحي الرسالة) ص262 ومعنى هذا يا حضرة المطلع الكبير أن السيد عبد الخالق عبد الرحمن لص، ولكنه ليس من اللصوص الشرفاء على كل حال، فلو كان منهم لكشف عن وجه الحق حين قرأ مقالك العظيم، ولكنه سامحه الله آثر أن يرتدي أثواب مجد زائف في طويا الظلام.
إنني أرد بهذه الكلمة على حضرة المطلع الكبير لأنه خصني بالحديث في بداية مقاله، بمناسبة تعرضي لمن سطا على أدب الزيات في لبنان. . . وإذا كان لي من نصيحة أوجهها إليه فهي أن يتعلم. . . قبل أن يتهجم!!
وللأديب العراقي الفاضل السيد توفيق نعوم الذي بعث إلي بمقال حضرة المطلع الكبير طالباً إليَّ أن أعقب عليه، خالص الشكر وعاطر التحية.
أنور المعداوي
أخي الابياري:
عرفتك نافذ البصيرة لامع البصر، فلا غرابة أن تقرأ ترجمة كتاب النفس لأرسطو ثم تكتب عنه كتابة العارف، وقد امتلأت يداه من الموضوع، فحرك القلم، وجرى بالفكر على صفحات الورق. كأنك قد ملكت العنان، حتى خيل إليك أن جمهور القراء قد عرف ما عرفت، وملك ما ملكت.
وتوقعت كما توقع الناس معي أنك سوف تكتب عن الكتاب كما رثيت الشاعر، ولكنك آثرت التبيين، فحمدت وحمد الناس لك هذا البيان.
وقد اختلفت مذاهب القوم في النقل، أيكون ذلك عن القديم الخالد أم الجديد الحي النابض، فنقلوا عن سوفر كليس كما نقلوا عن جيته، وليس بين القوم خلاف لأن القديم والجديد متعلقان بما يكون ويفسد، ويولد ويموت، ويظهر ويزول؛ أما روائع الفكر فإنها تخرج عن دائرة الزمان وتتصف بالخلود. وكتب أرسطو خالدة على الزمان، وكتابه في النفس من أخلد آثاره وأشدها تجدداً مع تجدد الأيام.
قال في النفس كلمته، وزعم ان النفس صورة الجسم، وتناقل الشراح كلامه وزادوه تفسيراً، وتعددت المذاهب من لدن أفلاطون والمشائين إلى وليم جيمس وبرجسون، فهل حل القدماء مشكلة النفس أو كشف المحدثون عن أسرارها؟
لقد خيل إليّ وأنا أقرأ كلمتك أنك مطمئن إلى رأي المعلم الأول: ولا عجب فهو صاحب المنطق ومبدع القياس ورب الجدل. ثم قلت لنفسي: كيف استطاع اللغوي أن ينفذ إلى أسرار النفس، وكيف عرف الأديب حقيقة أمرها، وقد خفيت عن مؤثر الحكمة طالب المعرفة.
الآن عرفت السر. فأنت صاحب بيان، كهذه طائفة التي ظهرت في بلاد اليونان تعلم هذا الفن للناس يؤثرون به في العقول ويخلبون الألباب. والبيان سر يخفى على الشرح والبيان. وقد قيل بحق (إن من البيان لسحراً). وقالت العرب تصف الأديب إذا نثر، والشاعر إذا نظم الدرر: أنه حلو النفس. وقالوا أيضاً. طويل النفس وقصيرة، كما قالوا: هذا الشاعر عنبري الأنفاس.
وهل الكلام من جنس الطعوم والمشمومات حتى يوصف بهذه الأوصاف ويحمل على محمل المحسوسات؟
وأنت تعلم أن الأديب من باب المعاني وعالم الروح، فكيف يقال نفَس الأريب. أم تُراهم حين عجزوا عن التعبير نزلوا إلى التشبيه، واصرفوا عن التنزيه؟
أم النفْس بالسكون من النفَس بالفتح، فانتهت الحركة إلى السكون؟. . .
ومن غرائب اللغات وأسرارها توافق معنى النفس في اليونانية والعربية. فأصلهما في اللسانين مادي ثم أصبح من المنقول.
ولكننا نعرف النفس لأننا نشم عبيره، فكيف السبيل إلى إدراك النفس، وما معنى نفَس الأديب؟
أحمد فؤاد الاهواني
إلى الأستاذ الديدي
قرأت مقالك عن الحرية وأعجبت به لما صادف في نفسي من المجاوبة والاتفاق في الرأي. وكنت قد قرأت لك قبل ذلك مقالاً آخر عن الفلسفة الوجودية. وأحسن أن يكون من المفيد لي ولقراء الرسالة الغراء أن تعرض لموضوع الحرية مرة أخرى من وجهة نظر المذهب الوجودي أولاً، وأن تكشف بوضوح عن الرابطة التي تصل بين الحرية والجهل ثانياً حتى تتأيد نظريتك بالتحليل والتعليل الكافيين. وتفضل بتحية المعجب.
(كلية البوليس الملكية)
طاهر الكراني
ليست آخر ما نظم:
نشرت جريدة (الأهرام) الغراء في عددها الصادر صبيحة
الأحد 27111949 قصيدة عصماء من درر فقيد الشعر
المغفور له (علي محمود طه) عن محمد علي الكبير مطلعها:
من هذه الروح وهذا الجبين ... يضيء في مصر منار السنين
وقد قدمت صحيفتنا الكبيرة هذه القصيدة بهذه المقدمة: (نظم الشاعر الكبير علي محمود طه هذه القصيدة وهو على فراش مرضه، وقد أتمها قبل موته بيوم واحد (كذا) وكان قد أعدها ليساهم مع البلاد في الاحتفال بالذكرى المئوية لوفاة منشئ مصر الحديثة ساكن الجنان: محمد علي الكبير).
غير أن الذي أعرفه وكان يجب أن تعرفه الصحيفة الكبيرة على وجه التخصيص أن هذه القصيدة ليست آخر ما نظم الفقيد الكبير (بيوم واحد). ولكنها قصيدة قديمة في حساب السنين تبلغ من الزمن عمر ديوانه الثالث (زهر وخمر) الصادر في عام 1943
(صارو)