مجلة الرسالة/العدد 84/البريد الأدبي
→ من أقاصيص الجاهلية | مجلة الرسالة - العدد 84 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
من روائع الشرق والغرب ← |
بتاريخ: 11 - 02 - 1935 |
ضوء جديد على حياة موياسان
منذ بضعة أعوام احتفل في فرنسا بتخليد ذكرى الكاتب القصصي الأشهر جي دي موباسان، وأقيم له نصب تذكاري في بلدة مسقط رأسه ميرومزنل؛ ونوه وزير المعارف في خطابه الذي ألقاه يومئذ بما لقيه موباسان أثناء حياته وبعد وفاته من النكران، وبما يجب لفنه وتراثه الرائع على الجيل الفتي من تقدير وعرفان، واليوم تصدر طبعة جديدة مصورة لتراث موباسان له يشترك في تصويرها بول فولكي وشاس لابورد وبونفليس من أعظم مصوري فرنسا. وقد صدرت منها الأجزاء الثلاثة الأولى بعناية الكاتب رينه ودمزنل مترجم موباسان مصورة بدراسة جديدة ضافية للنواحي البارزة في حياة القصصي الأكبر وفنه، وفيه يهدم دومزنل نظرية قديمة عن الأثر الذي تركه مرض موباسان العقلي في أعوامه الأخيرة في بعض قصصه، ولا سيما قصة (لاهورل) التي قيل عنها إنها دائماً تمثل مرحلة الاضطراب العقلي لموباسان؛ فيقول لنا دومزنل إن المرض شيء والقصة شيء آخر وإن موضوعها قد أعطى لموباسان من صديقه ليون هنك، وإن ما قيل بعد ذلك من أنها كتبت بقلم مجنون أو مخبول العقل إنما هو افتراء محض، ويستدل دومزنل بذلك على ما رواه الكاتب الإنكليزي فرنك هاريس في كتابه (حياتي وحوداث غرامي) وقد كان صديقاً حميماً لموباسان منذ سنة 1880، ويتفق هاريس مع بعض أولئك الذين لقوا موباسان في أن مظهره لم يكن يدل على عبقرية أو مواهب ممتازة، وأنه كان في مجالسه الأدبية متحفظاً، ولما كتب (لاهورل) أرسل إلى فرنك هاريس يقول: (سيقول معظم النقدة إنني قد جننت، ولكن إياك أن تخدع بأقوالهم، فأنني متمتع بكامل صحتي وعقلي) فرد عليه هاريس في محادثة جرت بينهما بأن الروع الذي أثارته هذه القصة في نفسه (اي موباسان) لابد أن يكون قد أثر في أعصابه، فأكد له موباسان أنه مخطئ. ولكن هاريس يقص إلى جانب ذلك أن موباسان كان مفرطاً في مطارداته الغرامية، وأنه كان دائماً أبداً صريع الغانيات لا يكاد يفارقهن. والواقع أن موباسان كان عملاقاً جباراً يفر في كل شيء في العمل وفي اللهو؛ وما يكتبه عنه هاريس في كتابه يكشف عن حقائق وسوآت كثيرة في حياته وخلاله الشخصية لم يتناولها مترجموه وأصدقاؤه الذين كتبوا عنه وقد أثار ظهور هذه الطبعة الجديدة لتراث القصصي الأشهر اهتماماً عظيماً في دوائر الأدب والفن
ملك النور
سبق أن ذكرنا أن بعثة علمية سافرت الى الهند لتبحث عن أصل النور (الفجر)، لما هو ذائع من أن أصل النور يرجع الى بعض القبائل والأجناس الهندية التي تعيش على ضفاف نهر الكنج، ولما هو مقرر من أن معظم اللهجات التي يتكلمها النور تحتوي على كثير من الألفاظ الهندية. ونضيف هنا أن ملك النور - لأن للنور ملكا غير متوج - قرر أخيراً أن يسير الى ضفاف الكنج في موكبه الملوكي ليقف على المباحث التي ستجرى عن أصول النور وأحوالهم. وهذا الملك أو الزعيم هو نوري رومان يدعى ميشيل كفيك، ومقره على مقربة من مدينة شرنوفتر. وقد نظم ميشيل كفيك موكبه الملوكي في ظاهر شرنوفتر، ونصب خيمته المحلاة بالذهب، وأخرج جميع عرباته وخيوله، وحوله أقطاب النور يرفلون في ثيابهم المزركشة، ويعتبر ميشيل كفيك ملكاً على جميع النور في العالم، وعددهم يبلغ زهاء أربعة عشر مليوناً، وقد انتخب للعرش هذا العام في مؤتمر عقد في بعض غابات بولونيا؛ وهو ينوي أن يسير بركبه الى ضفاف الكنج، وينشيء هناك (دولة نورية)، ومن الطريف أن نعرف أنه توجد بالفعل مجلة نورية في روسيا لها صفة رسمية وتسمى (بيروبدجان)، وأن لها علائق رسمية بحكومة السوفيت. وقد حادث مكاتب جريدة الجورنال في بوخارست ملك النور، وسأله في شيء من التهم عما إذا كان يزمع بعد تأسيس دولته الجديدة أن تلتحق المملكة النورية بعصبة الأمم، فأجابه أنه سيعني منذ البداية بتحقيق هذه الغاية
كتب عن كليوباطرة
أصدرت الكاتبة الفرنسية المعروفة (مريام هاري) كتاباً عن (كليوباطرة) ملكة مصر التي عاصرت عصر هيرود الأكبر وعصر المسيح. ومن المعروف أن مريام هاري كتبت من قبل عدة فصول تقول فيها إن جثة ملكة مصر الحسناء توجد في الواقع في فرنسا، وإنها دفنت في باريس، في ناحية من متحف اللوفر؛ ذلك أنها اخذت ضمن ما أخذ الفرنسيون من الموميات والآثار المصرية، ووضعت هنالك في ناووس، واستمرت كذلك نحو ستين أو سبعين عاماً؛ ثم تغيرت رائحة الموميا ودب إليها العطب، فقررت إدارة المتحف أن تدفنها في ناحية من المتحف ونفذ هذا القرار بالفعل، ولكن مكان دفنها الحقيقي لم يعين ولم يعرف بعد. على أن رواية مريام هاري تفتقر إلى كثير من عناصر الإثبات، ولو أنها أثارت وقت اذاعتها كثيراً من الاهتمام. وتحاول مريام هاري في كتابها الجديد أن تعرض حياة كليوباترة الملكة المستبدة، والمرأة الحسناء الرائعة، التي ما زالت قصص غرامها، ولياليها الغرامية الخيالية ونزهاتها الشهيرة في النيل، مستقى لكثير من الفنانين والكتاب المحدثين
احتجاج غريب للناشرين الفرنسيين
ذكرنا في فرصة سابقة أن لجنة خاصة ألفت تحت إشراف وزارة المعارف الفرنسية للعمل على إصدار الطبعة الثانية من دائرة المعارف الفرنسة التي صدرت منذ نحو نصف قرن واضحت قديمة ناقصة. والمعروف أن هذه الطبعة الجديدة التي سيبدأ صدورها منذ هذا العام (سنة 1935) ستعرض للبيع بثمن معتدل يفي بتكاليف إخراجها فقط. وقد كان في ذلك ما يدعو للمديح والرضى ولكنه كان بالعكس مثار الاحتجاج والنقد. ذلك أن مسيو ارستيد كييه رئيس نقابة الناشرين ومديري الصحف والمجلات قد رفع إلى رئيس الوزارة الفرنسية مذكرة يحتج فيها باسم نقابته على ما قررته الحكومة من بيع دائرة المعارف للجمهور بثمن استثنائي باعتبار أنها مشروع علمي لم يثقل بنفقات أو ضرائب إضافية؛ ويقول مسيو كييه في مذكراته إن مثل هذا المشروع يعرض الناشرين الفرنسيين إلى منافسة غير عادية؛ ويطلب إلى رئيس الوزراء أن تصدر دائرة المعارف طبقاً للعرف العام وأن تباع طبقاً للظروف التجارية العامة، حتى لا يسيء ظهورها بهذه الصفة إلى مصالح الناشرين الفرنسيين
وفاة فنان شهير
توفي أخيراً لوسيان فوجير الفنان والمغني الشهير في عامه الثامن والثمانين. وقد لبث فوجير مدى نصف قرن في طليعة أساتذة الغناء في فرنسا، وبدأ حياته في مسرح (باثافلان) منذ سنة 1870، ثم تنقل في عدة مسارح حتى انتهى الى (الأوبرا كوميك) وذاعت شهرته عنئذ، وبرز بفنه وابتكاره؛ ووضع أناشيد وأغاني كثيرة كانت تلقي نجاحاً عظيماً. ومن غريب أمره أنه ظل حافظاً لقواه الفتية، ومواهبه الغنائية حتى آخر سني حياته؛ وكان في العام الماضي ما يزال يجذب الجماهير حيثما يغني
ذكرى علامة طبيعي
يتأهب أصدقاء الكاتب الطبيعي لوي ديبري للاحتفال هذا (العام سنة 1935) بمرور خمسين سنة على وفاته، وستقام بهذه المناسبة لوحة تذكارية في قريته (روفر). وقد توفي ديبري في عنفوان شبابه، في الثانية والعشرين، وفي ظروف مؤثرة، إذ توفي في سجنه حيث كان يقضي شهراً حكم به عليه من أجل كتابه الذي ألفه مع هنري فيفر وعنوانه (حول بزج الأجراس).
وقد كان لهذه القضية يومئذ ضجة كبيرة واحتج عليها أقطاب العصر مثل راول وجونكور ودوديه وكليمنصو وغيرهم
عنكبوت عجيب
بينما كان بعض العمال ينقبون في أحد البيوت القديمة في بلدة شومنيان هفان بالقرب من شنغاي في الصين، رأوا عنكبوتاً غريباً في شكله، عجيباً في تركيب جسمه، له وجه يشبه وجه الإنسان، رأسه عريض كبير، ووجهه يميل الى البياض، وله فوق عينيه حاجبات أسودان وأنف أسود وشفة بيضاء
وقد أرسل هذا العنكبوت الغريب الى معهد تعليم الشعب في شنغاي لعرضه على العلماء ليقولوا رأيهم فيه